عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-02, 01:35 PM   #1

طيف
عضو واعد

 
الصورة الرمزية طيف  






رايق

لم يعد السرطان غولا مخيفا


لم يعد السرطان غولا مخيفا
السرطان كلمة مرعبة تترادف دائما مع الخزف والألم والياس وقد أتفق العلماء على مدلولها ومعناهل واختلفوا على حقيقتها ومبناها فقد خيل للاقدمين أن السرطان ورم كحيوان ضخم ذي مخالب مفترسة إذا تشبث بأمرىء أخذ بخناقه فقتله والذين حصلوا على العلم تخيلوا أنه حيوان ذا أرجل عديدة يدخل الجسم ويدب فيه دبيب السرطان على رمال شاطىء مهجور فهو يعبث بالكثبان ويعبث بالجحور ماشاء له العبث والعيث دون رادع أو وازع
أما الطب القديم فيقول عنه انه تشوش واضطراب في نمو حجيرات العضو المصاب وتوالدها وأن هذه الحجيرات ترسل سموما تميت المريض ولم يتوصل الأطباء القدامى إلى معرفة سبب هذا التشوش ولم يجدوا تعليلا مدعوما بالحجج والبراهين يعلل لهم سبب أصابة شخص في العائلة دون الآخرين وجل ماعرفوه هو أن هذا المرض لايفرق بين غني وفقير بل يمشي إلى ماخلق له من نشر الآلام الجسام التي تفضي منعطفاتها إلى مهاوي الحمام فقنعوا بان السرطان مرض حجيري يمكن شفاؤه بتقوية الحجيرات المصابة أو باستئصالها جراحيا أن أستأثر بها المرض وان لاعلاج لها إلا المشرط ولكن السنوات الأخيرة التي أعقبت الحرب قلبت مفاهيم الأطباء رأسا على عقب وأيدت أبحاث العلماء الجديدة أن السرطان مرض سار ومعد يسري من شخص إلى آخر بواسطة جرثوم صغير ينتقل في زمن الطفولة من جيل إلى جيل ليبقى هاجعا غير فعال طيلة حياة الأنسان حتى إذا آنس من عضو ما ضعف أستولى على الحجيرة فشوش نضام نموها وحياتها وأرسل برسله عبر الأوعية الدموية ليستولي على مناطق أخرى في الجسم ورغم أن التجارب لم تستكمل بعد إلا أن النباء الطبية الحديثة تبشر الأنسانية بأنها على أبواب التخلص من أشد المراض شراسة وعنادا
ويمكن بوجه عام أن نقسم النضال ضد السرطان إلى ثلاث مراحل تاريخية ففي المرحلة الأولى كان يعتبر داء عضالا لادواء له فيترك المريض إلى مصيره المحتوم وقد أسست ملاجىء لكي يذهب لها المصابون يقضون بقية حياتهم فريسة العذاب واللم وفي المرحلة الثانية وهي مرحلة التشخيص المبكر والعلاج ولكن لم يكن يوجد دواء يشفي من السرطان وقد دخلنا اليوم في المرحلة الثالثة مرحلة العلاجات الفعالة في السرطان فقد أكتشف (روسكين) نوعا من الطفيليات أذا حقن به حيوان أختار التوطن في الخلايا السرطانية ولكنه كان ينتقل إلى الخلايا السليمة أيضا بعد أن يفتك بالمريضة منها
وقد أشتبه (روسكين) بأن الطفيلي ليس قاتل الخلايا السرطانية أنما قاتلها السم الذي كان يفرزه لذلك لجأ إلى زوجته ريتا البحاثة الجراثيمية فقامت بعزل السم من أجسام الطفيليات وحضرت محلولا أسمته (ك.ر) وقد أفاد الكثيرين وقام أيضا روسكين بتطويره
وقد طرح ( لورنس) الفسفور المشع في نوع من سررطان الدم المسمى (لوكويما) والفسفور عنصر أساسي من الخلية لذلك فهي تستهلك الكثير من الفسفور
فاكساب الفسفور خاصية الأشعاع القاتلة يعني نفوذ هذه الخاصية إلى النواة فكأنه دخل بطلب منها وبندآها
أن حب الخلية السرطانية للفسفور هو سبب موتها بالعنصر الشعاعي
وقد أحدثت هذه الطريقة تحسنا كبيرا حال اكثر المصابين وشفاء الكثير منهم
وهكذا نرى بأن الأنسانية المكدودة المجهودة قد شارفت على الخلاص من هذ المرض الخبيث وان الآمال الزاهرة الباهرة تداعب أخيلة المصابين اليائسين القانطين من رحمة الشفاء
واخيرا أتمنى ان يحوز هذا الموضوع على أعجابكم
مع تحياتي
أختكم
طيف

__________________
A journey of a thousand miles begins with a single step

طيف غير متصل