سافرت شمسك يا زينب تسبق البين
استشهاد السيدة زينب عليها السلام ليلة 16 رجب 1423 هـ
مأتم بوقوة - البحرين
الرادود : حسين عبدالرسول
سافرت شمسك يا زينب تسبق البين
حسره ما شافت فرح لحظه بلا حسين
كربلا و الليل داج ٍ .. بين أنقاض الخيام
بين أنّات اليتاما .. خلفَ أستار الظلام
و الثكالى نادباتٌ .. و الجوى في الدّمع دامي
يا لعين ٍ أبصرته .. مشهداً بين الحطام
قد تراءَت و هي تمشي .. نحو جثمان السّلام
أيّها القربانُ فاصعد .. عبر معراج الأوام
ذا قليلٌ يا الهي .. لا أرى الاّ جميلا
و الجبالُ الرّاسيات .. منه كادتْ أن تزولا
هل ترى عينيّ حسيناً .. في ثرى الطف قتيلا
و السّما تبكي عليه .. بالأسى دهراً طويلا
- - - - - -
من ناقة السّبي التّي ... طافت على جثمانه
أروي الرّزايا و الحشا ... يرمي على أحزانه
و الدّم في أوداجه ... يروي ثرى كثبانه
صحراؤنا بحراً غدت ... يا نوحُ في طوفانه
- - - - - -
تبكيكَ زينب .. أيا روحَ زينب .. يا نورَ عيني .. و ذكرى ودادي
الجمر يلهب .. و قلبي معذب .. مذ غبتَ عنّي .. بجنح ِ السّوادِ
يا عينُ جودي .. بهذا الوجود .. دربي طويلٌ .. و حولي أعادي
هاذي اليتاما .. و هاذي الأياما .. تبكي و تفري .. بوجدٍ فؤادي
- - - - - -
ذ..كرى الطفِّ في فؤادي .... لا.. لن أخفي أيَّ جمره
سيـ..ـري الدّربَ لا تبالي .... خو..ضي الحربَ كلَّ مرّه
هـ..ـذا حيدرٌ يلوحُ .... فـ..ـي عزّةً و ثوره
لـ..ـولا زينبُ الاراده .... لـ..انهارت و هي بَذره
سافرت شمسك يا زينب تسبق البين
حسره ما شافت فرح لحظه بلا حسين
كربلا كعبة حياتي .. كربلا الرّوح الأصيله
خلها يتكلّم دمعها .. و يشرح أحوال العقيله
آ يزينب بكل مصيبه .. تفتح همومي الطّويله
و اتركي الجثه العفيره .. و اركبي النّاقه الهزيله
يلاّ للشام استعدّي .. و الفكر تايه دليله
و اجمعي شمل السّبايا .. و المصايب مو قليله
انتِ يا زينب بدايه .. صبري شيكمّل مسيره
كم يزيدي اسمك يخوفه .. يفتح الصّفحه الأخيره
كم على صبرك صبرنا .. و شلنا لجراح المريره
اشعلي فينا المآسي .. و خلّي كل شيعي و ضميره
- - - - - -
شوقي الى قبرك وصل ... يحمل معاني كربله
استأذن و تالي دخل ... عند الضّريح يقبّله
واصل و كل قلبي أمل ... في الغربه ما أتحمّله
و الحبّ الى الماضي رحل ... عن غربته لا تسأله
- - - - - -
صبّي المدامع .. يا روحي الجريحه .. بالبسمه ظلّت .. حزينه و ذبيحه
تكتب شعرها .. و تنادي صريحه .. وينه الصّبر لو .. أوّصل ضريحه
بالغاضرية .. أنادي يا زينب .. و الدّمعه تجري .. و من روحي تلهب
عندي يا بنت الـ .. ـوصي الليله مطلب .. أسأل الهي .. فرج لينه يا رب
- - - - - -
نـ..ـادت دمعتي الحزينه .... صـ..ـاحت لوعتي الدّفينه
زيـ..ـنب بالحزن رهينه .... تـ..ـنعى يا حمى الضّعينه
را..حت عِزْوَتي و رجالي .... ويـ..ـنه الليّ يدري حالي
أ..رقب رجعتك يا غالي .... تـ..ـرفع شكوتي و سؤالي
سافرت شمسك يا زينب تسبق البين
حسره ما شافت فرح لحظه بلا حسين
تحمر جفون الليالي .. يبتدي مصاب العقيله
ذكريات الماضي مرّه .. و الأمر يحضر في ليله
تمزج وداع الأخوّه .. تمزج السّفره الطويله
كل معاني الهم حضرها .. شتحتمل بنت البتوله
كم بدر طاح بحجرها .. كم نجوم أمست قتيله
لكن بمعنى الصّلابه .. تعلّمت منها الرّجوله
- - - - - -
خلّيت قلبي بكربلا ... و أحلامي و دموعي تصب
الأملاك تجمع دمعتي ... و تغسّل أجسادِ التطب
ما غاب طيف العايله ... لو يسّروني بالغصب
مرسومه خطوات الوجل ... و اتخطّف أوجاع التّرب
- - - - - -
نظره على قلبي .. و نظره على روحي .. يا شمعه ذوبي .. يا دمعاتي سيحي
يا مصحف النّور .. و يا آيه نوحي .. ما تسكّن الليل .. عذابي و جروحي
- - - - - -
ر..وحك ما وصفها هالحال .... عـ..ـزّك ما تضيعه لرجال
عـ..ـزمك انتِ زينب جبال .... صـ..ـبرك تستمدّه الأجيال
سافرت شمسك يا زينب تسبق البين
حسره ما شافت فرح لحظه بلا حسين