عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-10, 07:29 AM   #6

معزوفة القمر
عضو شرف

 
الصورة الرمزية معزوفة القمر  







مستمتعة

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه



الشهيدة " آمنة الصدر "
المعروفة بــ بنت الهـــدى


نبذة عن حياتها:

فتحت آمنة الصدر عينيها، على قباب الكاظمين «ع» الذهبية، في يوم من ايام عام 1937م(1357هـ)، وسميت آمنة تيمناً باسم ام الرسول الأكرم محمد «ص».
والدها، هو الفقيه المحقق آية الله السيد حيدر الصدر، وهو من ابرز العلماء المسلمين في العراق، وما لبث والدها ان ترك فراغاً في قلبها ـ وهي لمّا تزل طفلة تحبو ببراءتها على الارض ـ برحيله لدار الخلود، فجهدت امها الفاضلة «اخت المرجع المحقق الشيخ محمد رضا آل ياسين»، واخواها السيدان اسماعيل ومحمد في أن يمحيا عن قلبها المفجوع هذه الذكرى المؤلمة.


كانت زهرة نضرة، تقطر ذكاء وقدرة على التعلم، اهتم بها اخواها، وعلّماها النحو والمنطق، والفقه والاصول.. في البيت، وبالرغم من انها لم تذهب إلى المدارس الرسمية، إلاّ انها اظهرت ميلاً ورغبة قوية في ان تنهل من الكتب والمطبوعات، فكانت تنفرد ساعات من النهار، في غرفتها، تغوص في أعماق الكتب ـ التي كانت اكثرها مستعارة من معارفها وزميلاتها ـ لتروي ظمأها إلى المعرفة، وتلهفها للثقافة..

إشراف الشهيدة على مدارس البنات:


في عام 1958م تشكلت في العراق «جمعية الصندوق الخيري الاسلامي» في مدينة بغداد، وسرعان ما توسعت هذه الجمعية، وأنشأت لها فروعاً في البصرة، الديوانية، الحلة، والكاظمية.

كانت هذه الجمعية، متميزة بنشاطاتها الخيرية المتعددة. وفي الحقل التعليمي، كانت تشرف على كلية أصول الدين في بغداد، ومدارس الامام الجواد «عليه السلام» للبنين، بمرحلتيها الابتدائية والثانوية، ثم مدارس الزهراء «عليها السلام» للبنات، بمرحلتيها الابتدائية والثانوية أيضاً.

وتم اختيار السيدة آمنة الصدر في عام 1967، لتكون المشرفة على مدارس الزهراء «عليها السلام» في الكاظمية.


أدبها:


كتبت السيدة الشهيدة، النثر والشعر، وكانت تهتم بالمضمون اكثر من الشكل، ولم يكن همها ان تخرج كتاباً كيفما اتفق، بل انها دأبت على ان تنقل ما ترصده عيناها من ظواهر حياتية، يعيشها أيّ منا، ولكن ضمن حبكة قصصية، تضفي عليها الصبغة الادبية، التي تهوى اليها النفوس باعتبارها حاجة اصيلة لدى الإنسان..

تقول سيدتنا الفاضلة، في مقال لها، نشرته آنذاك في مجلة الاضواء، في عام 1960: «استحال بعض ادبائنا مع الاسف، إلى مترجمين وناشرين لا أكثر ولا أقل...» وهذا الادراك المبكر لمحنة الأدب العربي (المكتوب باللغة العربية) هو الذي أعطاها زخماً قوياً، لكي تسهم في تعديل هذه الصورة المقلوبة، ولو بشكل يسير، وكان شعورها بخواء الاقلام التي تنشر آنذاك، والتي كانت في أغلب الاحيان مقلدة لما يكتب في الغرب أو الشرق قد جعلها تلج هذا الميدان الواسع، متسلحة بأيمانها وثقتها بنفسها واحساسها بظلامة المرأة ـ وخاصة المسلمة منها ـ وان من اولى واجباتها هو الاسهام في ازاحة حجب الافكار المستوردة عن عقول النساء المسلمات..

الكتابة والتأليف :

تعتبر الشهيدة بنت الهدى الرائدة الأولى في الكتابة والتأليف واستعمال الأسلوب القصصي في إيصال الأفكار أو التوجيهات. وأقول إنها (رائدة) لأننا لم نعهد في النجف ــ بالرغم من أنها تضم الحوزة العلمية والمرجعية الدينية ــ كاتبة إسلامية سبقت الشهيدة بنت الهدى في هذا المجال.
وهي مع ذلك كانت متواضعة بسيطة لم تستهدف الشهرة والظهور، وما يؤيد هذه الحقيقة إن الشهيدة السعيدة آمنة الصدر اختارت اسماً لها هو ما نعرفه بها (بنت الهدى) تجنباً للشهرة والرياء وحب الذات، ولم يكن هناك ضير في كتابة اسمها الحقيقي لا شرعاً ولا عرفاً. كما لم يكن ذلك بسبب الظروف الأمنية لأن (جهاز مراقبة المطبوعات) في العراق لا يتعرف إلا بالاسم الحقيقي لإصدار إجازة الطبع، والسبب فقط هو نكرانها لذاتها وعزوفها عن الشهرة. ولقد بدأت الشهيدة كما قلنا سابقاً الكتابة في مجلة الأضواء التي تصدرها جماعة العلماء، وكذلك في مجلة الإيمان التي أصدرها المرحوم الشيخ موسى اليعقوبي.


وقد تميزت فيما كتبت، فنجد كتاباتها تحمل روحاً جديدة وفكراً واضحاً وسلاسة وعذوبة ومعالجات لمشاكل معاصرة، وابتعدت كل البعد عن مظاهر الاستعراضات الفارغة التي تستهدف إبراز الشخصية وحب الظهور.

مؤلفات الشهيدة بنت الهدى:

1 ــ الفضيلة تنتصر.
2 ــ الخالة الضائعة.
3 ــ امراتان ورجل.
4 ــ صراع.
5 ــ لقاء في المستشفى.
6 ــ مذكرات الحج.
7 ــ ليتني كنت أعلم.
8 ــ بطولات المرأة المسلمة.
9 ــ كلمة ودعوة.
10 ــ الباحثة عن الحقيقة.
11 ــ المرأة مع النبي.

ولها مؤلفات أخرى مخطوطة صادرتها السلطة الحاكمة في العراق عند مصادرتها لمحتويات بيت السيد الصدر ــ رضوان الله عليه ــ بعد استشهاده وقد يكون بعضها محفوظاً.

مواقف جهادية:


بحكم كونها شقيقة المرجع الكبير السيد الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر، مؤسس الحركة الإسلامية في العراق، وراسم خطها ومسيرتها، كانت السيدة الشهيدة، واعية لدورها الرسالي الحركي، وكانت تعاصر، هي الاخرى، نمو الحركة إلى جانبها شقيقها الشهيد، فكانت ساحة عملها، هي القطاع النسوي..

وقد عاشت كل الاحداث التي مرّ بها الشعب المسلم في العراق، ابتداء من عام 1972، حينما اودع النظام الجائر شقيقها السيد الشهيد مستشفى مدينة الكوفة ـ بعد اعتقاله ـ مقيداً إلى سريره بسلاسل حديدية، وهي السنة ذاتها التي اعدم فيها الشهيد الحاج أبو عصام، احد مؤسسي الحركة الإسلامية في العراق، ومروراً بسنة 1974، حينما اعدم النظام قبضة الهدى الشيخ السعيد عارف البصري ورفاقه الأبرار، وأحداث انتفاضة صفر عام 1977، حينما اعتقل السيد الشهيد بتهمة التحريض للانتفاضة..

وهتفت السيدة الشهيدة مكبرة في مرقد الإمام علي «عليه السلام»، عام 1979، بعد ان اعتقل جلاوزة النظام السيد الشهيد قائلة: «الظليمة.. الظليمة.. أيها الناس، هذا مرجعكم قد اعتقل»، ودوى صوتها هادراً وهي تخاطب مدير أمن النجف المجرم أبو سعد وجلاوزته: «الناس الآن نيام، لكنهم لن يبقوا نياماً، ولابدّ للشعب أن يستقيظ من سباته ويهب من نومه».


شهادتها ودفنها :


الإجرام والوحشية ، القسوة والإرهاب ، صفات وخصائص النظام العفلقي الحاكم في العراق ، لم يتورع النظام من استعمال كل وسائل الإرهاب في معالجة مشاكله مع الشعب العراقي أو مع الدول المجاورة للعراق .

هل يمكن لحاكم يعيش في بلد الحضارات وفي القرن العشرين أن ينهج نهجا قمعيا لفرض سيطرته على الشعب ؟

نعم هذا ما فعله صدام مع جيرانه من البلدان حينما قصف المدن الإيرانية بالصواريخ وقتل المدنين فيها ، وكذلك عندما قصف حلبجة بالغازات السامة " وحلبجة مدينة عراقية لا اسرائيلية " . ثم هجومه على الكويت آخر ضحية لهذا الطاغية ، فما جرى لشعبها من قتل وتعذيب وانتهاكات للقيم والأخلاق وحتى لابسط المبادئ الإنسانية لا يمكن أن يصدق لولا الوثائق الدامغة التي لا تقبل الشك .

وبقيت مأساة العراق في جانبها الأعظم غير موثقة ، وهي مأساة لا نظير لها في تاريخ البشرية .
لقد قام المجرم التكريتي بقتل السيد الصدر واخته بنت الهدى ـ رضوان الله عليهماـ بنفسه فهو الذي أطلق النار عللقد كانت حليمة عاقلة تقابل الإساءة يهما بعد أن شارك في تعذيبهما .
يتحدث صاحب كتاب الشهيدة بنت الهدى كيف روت له ثلاثة مصادر كيفية حدوث المأساة كما يرويها أحد قوات الأمن ممن كان حاضرا في غرفة الاعدام قال :

" احضروا السيد الصدر إلى مديرية الأمن العامة فقاموا بتقييده بالحديد ثم جاء المجرم صدام التكريتي فقال باللهجة العامية : ( ولك محمد باقر تريد تسوي حكومة ) ثم أخذ يهشم رأسه ووجهه بسوط بلاستيكي صلب .

فقال له السيد الصدر : ( أنا تارك الحكومات لكم ) وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعن علاقته بالثورة الإسلامية في إيران مما أثار المجرم صدام فأمر جلاوزته بتعذيب السيد الصدر تعذيبا قاسيا . ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى ـ ويبدو أنها كانت قد عذبت في غرفة أخرى ـ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جرا فلما رأها السيد استشاط غضبا ورق لحالها ووضعا . فقال لصدام : إذا كنت رجلا ففك قيودي . فأخذ المجرم سوطا وأخذ يضرب العلوية الشهيدة وهي لا تشعر بشئ ثم أمر بقطع ثدييها مما جعل السيد في حالة من الغضب فقال للمجرم صدام ( لو كنت رجلا فجابهني وجها لوجه ودع أختي ولكنك جبان وأنت بين حمايتك ) فغضب المجرم وأخرج مسدسه فاطلق النار عليه ثم على أخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم "

وفي مساء يوم التاسع من نيسان عام 1980 م وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساء ا قطعت السلطة التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف . وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الأمن إلى دار المرحوم الحجة السيد محمد صادق الصدر ـ رحمه الله ـ فطلبوا منه الحضور إلى بناية محافظة النجف وهناك سلموه جنازة السيد الشهيد وأخته الطاهرة بنت الهدى ، وحذروه من الإخبار عن شهادة بنت الهدى ، ثم أخذوه إلى مقبرة وادي السلام ووارهما الثرى .
ذهبت شهيدتنا الغالية إلى ربها راضية مرضية لتحيا عند أمها الزهراء ، وتشكو لها عذاب تسعة أشهر ما أقساها ، وسياط المجرمين وتعذيبهم وما أشدها ، وتقطيع جسد طاهر نذرته لرسالة جدها " عليه السلام ". لتشكو لها خذلان الخاذلين ، وسكوت الساكتين وشماتة الشامتين ، وتفرج المتفرجين .

ذهبت بنت الهدى وبقى دمها في أعناق الجميع أمانة ما أثقلها في ميزان حساب الأمم عند الله تعالى وعند التاريخ .


سلام على بنت الهدى
يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية




يا احبتي لنجعل قدوتنا في هذا الزمان الشهيدة الخالدة بنت الهدى الصدر
التي علمتنا معنى ان يكون الاسلام عصريا ومعنى ان نكون مسلمات عصريات متحديات مثقفات ومخدرات باللسان الزهرائي الشريف وبالحجاب الزينبي العفيف ، وإن اتُهمنا بالتخلف
وإن اتُهمنا بالرجعية
فلا يتهمنا الا كل متخلف ورجعي


" رجعية " إن قيل عنك ! فلا تبالي واصمدي
قولي : انا بنت الرسـالة، من هُداها أهـتدي

لم يثـني خجلي عن العليا ، ولم يغلـل يدي
كلا ولا هذا الحجاب يعيقني عن مقــصدي

فغد لنا وأُختاه، فامضي في طريقك واصعدي
والحــــق يا أُختاه يعلو فوق كيد المعتدي(*)
__________________
أجمل مافي الكون قلب يحبك
بدون مقابل

التعديل الأخير تم بواسطة معزوفة القمر ; 09-05-10 الساعة 07:37 AM.

معزوفة القمر غير متصل