بسم الله الرحمن الرحيم , و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته ….
أعود مره أخرى لكي أدافع عن عقيدتي و مذهبي , و أزيل الشبهات التي يعتقدها البعض عن المذهب الشيعي .. و أتمنى ان لا أكون بهذا أزعج أو اجرح أحدا" لان كل غايتي من هذه الكتابات ازاله الشبهات عن مذهبي ليس إلا …
في البداية أريد تبيين معنى السجود ..
و هو وضع الجبهة على الأرض للعباده و هو منتهى الخضوع !
و قد أفتى علماء اخواننا السنه بجواز السجود على كل شيء من صوف أو قطن …الخ
و لكننا الشيعه تبعا" للعتره الطاهره _ عليهم السلام_ قلنا بعدم جواز السجود الا على الارض أو ما أنبتته الارض مما لا يؤكل و لا يلبس , فالبساط أو الفرش يكون حاجزا" بيننا و بين الارض لهذا نستخدم الطينه اليابسه للسجود عليها …..
ولكن هناك من يغرقنا بالشتم و التكفير لاننا نسجد على هذه التربه و يتساءلون باستغباء ! لماذا تسجدون للاصنام ؟؟!!!!!! يا أخي السجود في عقيده المسلمين لا تجوز الا لله وحده و لا يجوز ان نسجد لغيره لانه هو الاله الخالق المفروض علينا طاعته و التذلل له … !
و اذا كنا نسجد على الارض و التراب فلأننا نستجيب لله سبحانه (و جعلنا الأرض مسجدا" ) بفتح السين , أي يجب علينا أن نسجد على التراب و لكي لا يشق علينا ذلك فاننا نخلطه بالماء فيصبح طينا" لكي يسهل علينا حمله و إيداعه … اذا" ما الخطا في الموضوع !؟؟!
و سيتساءل البعض لماذا نخص تربه كربلاء أو تربه المدينه مثلا" في ذلك …. أجاوب لانها أماكن مقدسه و نحن الشيعه نعتقد بأن افضل الارض هي المدينة المنورة لأنها تحوي جسد سيد الأسياد أبي القاسم محمد _صلى الله عليه و آله و سلم _ … اما تربه كربلاء و اهتمامنا الكبير لها … لاننا نعتقد ان هذه التربه لها أهميه كبيره .. و اذا لم يكن لها أهميه أذا" أدعوك أيها القارئ بالتفكر في كلام رسول الله كما جاء في كتب المسلمين ..
فمثلا" عن أم المؤمنين عائشه , أن النبي _صلى الله عليه و آله و سلم _ قال : أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بارض الطف و جاءني بهذه التربه فاخبرني أن فيها مضجعه (ابن حجر الهيثمي)
و عن أم المؤمنين أم سلمه أنها قالت :رايت الحسين في حجر جده رسول الله و في يده تربه حمراء و هو يشمها و يبكي فقلت : ما هذه التربه يا رسول الله ؟ و مم بكاؤك ؟ فقال _صلى الله عليه و آله و سلم _ كان عندي جبرئيل فاخبرني أن ولدي الحسين يقتل بارض العراق و جاءني بهذه التربه من مصرعه , ثم ناولها لام سلمه و قال لها : انظري اذا انقلبت دما" عبيطا" فاعلمي بان ولدي الحسين قد قتل .. فوضعتها أم سلمه في قاروره و هي تراقبها كل يوم حتى اذا كان يوم عاشوراء من سنه 61 فاذا بالتربه قد انقلبت دما" عبيطا" , فصرخت : واولداه وا حسيناه , و لأخبرت أهل المدينة بقتل الحسين _عليه السلام _ (السيوطي , البيهقي)
أريدك ان تتفكر ايها القارئ الكريم .. هل بالفعل هذه التربه لها منزله و مكانه ؟ و اذا جاوبتني بالنفي فساسالك اذا" لماذا شمها رسول الله ؟؟ لماذا بكا عليها و هي تراب ؟؟
و قد أجمع علماء الشيعه ان بعد واقعه الطف و استشهاد الحسين و أهله و أصحابه .. قد أخذا الامام علي بن الحسين و هو رابع أئمتنا و هو الوحيد الذي لم يقتل من ولد الحسين في كربلاء كيسا" من تلك التربه الزاكيه فكان يسجد على بغضها و صنع ببعضها مسباحا" يسبح به … و هكذا فعل أئمه البيت من بعده وهم أحد الثقلين فيجب الالتزام بما فعلوه لقول النبي :اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا و هما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
(اللهم عجل ظهور امامنا المهدي صاحب الزمان)
و الآن تفكروا هل يجوز لكم ان تكفروا الشيعه لمجرد انهم سجدوا على تراب كربلاء ؟!!؟ أي ظلم هذا !!.
و الغريب انكم تدققون في كل شيء الا ما قاله علمائكم من الوضوء بالنبيذ ! أو المسح على العمامه و الخفين ! أو السجود على العذره اليابسة ! و غيرها من الفتاوى الغريبة .. و لكنكم تطعنون في رأي أئمة أهل البيت و يتجرءون على ردهم و التجاسر على رمي شيعتهم الذين يتبعونهم بالكفر و الشرك !! و ربما أفتوا بجواز قتل الشيعة و اباحه أموالهم ؟!!؟ بالفعل انه شيء غريب
و لم نسمع قط ان النبي كان يسجد على سجاده او ما شابه !! فكان لا يسجد الا على التراب و في الصيف كان يبرد الصخر بيده ثم يسجد عليه … اذا" هل يعتبر النبي بسجوده على التراب و الصخر مشركا" و العياذ بالله !؟!؟ و من الذي تتبعونه أنتم اذا لم تكونوا تسجدوا على التراب ؟!؟!
و أتمنى ان لا أكون قد أزعجت أحدا" بكلامي …و يشهد الله أنني لا أقول هذا الكلام إلا لأنني أجده كلام حق و عقل و إسلام
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
:)