New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى سيد الشهداء عليه السلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-09, 01:32 AM   #1

@ HONEY @
عضو شرف  







عبيط

Ico1 المفهوم الشيعي ونظرة الآخر



فاطمه الحويدر _ شبكة راصد الاخباريه



عندما يقاس المذهب الشيعي بكل مبادئه العريقة وثقافاته الدينية الأصيلة المرتبطة بعلم آل البيت ويقنن فقط من زاوية ضيقة يكون الربط فيها بما يحصل في المآتم الحسينية من مظاهر الحزن البكائي المرير والتعذيب الجسدي الشديد كاللطم الهستيري والجلد القاسي بالسلاسل حتى الإدماء مما يعطي انطباعاً سلبي النظرة، ضيق الرؤية ومحدود التصور بالنسبة للآخر المتلقي فتؤخذ هذهِ الشكليات كحجج دامغة ضد الشيعة ناسبين أساطير الجهل وبدع الخرافات بأسس المذهب ومبادئه.. مما يوجبُ التنويه من وجهة نظرنا الشخصية...
أولاً - بالنسبة للتعذيب الجسدي وما يتبعه من أمور تفاعلية انفعالية تعبيرية وليدة اللحظة ذاتها تحكمها عاطفة جياشة متدفقة تأثراً نفسياً وحسي بالمصاب الجلل إحياءً لتاريخ الحدث وكيفية حدوثهْ، لا علاقة لكل ذلك بالمذهب إطلاقاً فهي أمور إرادية شخصية بحتة،
فالمذهب الشيعي يعتنق وبكل قوة مبادئ آل بيت النبوة ومن إحدى ركائزه في الحياة السير على نهج الثورة الحسينية التي ارتقت فيها قمم العطاء في ذروة علوه تسامياً عن كل شيء وتعالياً فوق كل الممتلكات، متتبعين خطى أئمتهم في تطبيق أمور دينهم ودنياهم، وأعمق ما يمثل تلك الرسالة المحمدية العظيمة تضحيات الثورة الحسينية في جهادها ضد الظلم والظلمات.. باذلةً للإنسانية أكبر فداء هوّ بالأصل مشروع لأنهُ ضد الخنوع والذل، تتوهجُ فيه الروح الشجاعة الشامخة بقوة ضد النفس الانهزامية من نور الحق سجوداً لظلام الباطل، لذلك كل من آمن بهم يرتادُ بحب وفخر طريق الولاء الصحيح، لأنهُ ليس هناك في الشيعة من فجَّر نفسه في أبرياء وعزل بهدف عنصري أو طائفي كما يحصل وبالآلاف ممن يفعلون من المتشددين الباغين العائثين في الحرث والنسل والأرض فسادا لا يوصف ولا حتى يقارنً، متربعةً الفئة الشيعية على عرش الحسين العظيم المرتكز على أسمى التضحيات البطولية والتي يشهد لها التاريخ ويسطرها الدهر بمدادٍ من ذهب تجسيداً لأرقى مبادئ إنسانية بالوجود.. من نبذ الظلم ورفع الذل والهوان صعوداً حتى أعلى درجات العدالة والمساواة والكرامة البشرية.
ثانياً- لكل متحاملٍ هوَ مخدوع بأن الشيعة إفساد للعقل، حسناً كيف هيَ مفسدة للعقل!؟ وقد أعادَ حزب صغير قليل العتاد والعدد لكل عربي إنسانيته المنتهكة والتي سجانوها حكامهُ المالكين زمام أمره هم من طأطئوا الرؤوس لأسيادهم فكانوا عبيد خونة للجنس والمال، مرغمين شعوبهم على السمع والطاعة كخدم لا حول لهم ولا قوة وأنت وكل عربي سواء مسلم أو غير ذلك ممن أتبعوا جانب الاستسلام بالرضوخ وتسليم مقاديرهم لله حتى يأتي فرجٌ ما في زمنٍ ما وآخرين آثروا الهروب لطريق السلامة بالهجرة وراحة البال في دول تحمي إنسانية من عليها والكل إنما جهاده يكون مع قليلٍ من الشذب وربما يزيدون عليه بكثيرٍ من الاستنكار فهل يا أيها العربي المهزوم يمكنُ لضميرك الحي مجانبة طريق الصواب ضد من حررك من نير العبودية برفع رأسك عالياً افتخاراً بنفسك كعربي استطاع الصمود منتصراً في وجه ضراوة وشراسة جلاوزة لا يرحمون «هم وأحدث ما صنعتهُ مصانعهم» من قنابل تدميرية وعتاد حربي ضخم رهيب حتى الممنوع منه دولياً ممولة ًبكميات هائلة من الدولة العظمى وممن تبعهم من المتواطئين، متصديًا لهم فقط «ونضع عشرين خطاً تحت فقط» من آمن بمادىء الحسين ووقف وحيداً متسلحاً بالإيمان والحق متمنطقاً بالقوة والصبر أعزلاً من مؤازرة الدول المحيطة بل ومحارباً من قبل القريب قبل البعيد والمجاور قبل المغترب «كما فعل سيده الشهيد» في صموده حتى آخر عرقٍ ينبض وآخر قطرة دمٍ تراق في سبيل الله أمام الموت وجهاً لوجه دون ذرة خوف أو رفة جفن أو وَجل من خصمه الرهيب المرعب المتمكن القادر، آخذاً على عاتقه تحرير وطنه وشعبه من نير الانكفاء تحت أقدام الجبابرة والمتسيدين وذلك برفع شعلة الكرامة العربية المطفأة من زمن تجاوز الزمن ذاته ضد محتلٍ غاشم وأذناب مرتزقة تقتات عل فتات ترميها الأسود، مستكيناً لمصيره الممهور بسمة الذل والخنوع، رافضاً بأبية وكرامة الحسين وشموخهُ البهي مصيراً هوّ محتوم من التبعية والعبودية كمن سبقوه!!؟ وهل الذي بشجاعته ونبله كسيده الحسين قد أوصلَ صوتك عالياً كعربي مقموع لكل جلاد مستبد، صارخاً لطغاة لا للظلم ولا للركوع أو المذلة.. إعلاءً لهامتك ورفعاً لكرامتك العربية السليبة ليدوي وجودك عالياً كوجود حُر كريم بين الشعوب الأخرى بكل كرامة وعزة كإنسان لهُ كيانه أمام العالم قاطبةً.. هو الذي يكون بالنسبة إليك مفسدة!؟ عجباً لهذا الزمن الرديء الذي تقلبُ فيهِ الحقائق فيصبحُ الحقُ باطلاً والباطل هو حق صريح ومطلب لوضع جميل يجب أن يعاش بكل ذله وهوانه الوضيع، فهل هؤلاء الأبطال الأحرار الوحيدين المناضلين «بعد حقبة جمال عبد الناصر» لحزب صغير في بلد صغير، الذين وقفوا عزلاً أمام أعتا وأشرس عدو هو محميٌ وبكل القدرات ومصادر الطاقات العظيمة الفتاكة من أقوى دولة بالعالم ممولة بأغنى الثروات لأتباعها وخدامها الأذناب، يجودون بأرواحهم ودمائهم أمام كل هذا الجبروت الصلب القوي والسلطان بهيبته والهيلمان بكل سطوته لأجل إنسانيتك المهدرة كعربي ولم يطلبوا من احد تبجيلاً ولا حتى انتظروا مناصرة فإيمانهم القوي الثابت حير الجميع بما فيهم أعدائهم والخصوم، أوَ بعد كل تلك الاستعدادات والتصريحات الرنانة والتي حددت عمر المقاومة بأيام معدودات وتهزم فكانت المفاجأة المفجعة لهم وشاء الله وما شاء فعل..أن يري النور الطريق واضحاً للسالكين، ساطعاً لمن أراد للحقيقة أن تضيء سواد العقول في مدلهمات الظلام ولكي تبصر البصائر في ديجور نفوسٍ مضللة، ناصراً الله حزب الله بكل جدارة وتفوق ليكون قدوة لمن أراد العزة والكرامة والحياة الكريمة وعبرة وعظة لمن تسلح واختال بقوته استحقاراً بكبرياء وعتو على الضعفاء من الشعوب المضطهدة فمن ينصرهُ الله فلا غالب له ؛ أفلا يستحقُ من اتخذ منهاج الحسين ديدنه سالكاً وعورة طريقه الثوري المجيد.. محققاً حلم الملايين من العرب المقهورين والموؤدين في ديارهم قهراً وقسر والمهجرين عنوة أو المهاجرين من عذاباتهم وانتماءاتهم للعروبة أفلا يستحقُ «تقديراً» من العقلاء الفاهمين المتبصرين عن حق ورؤى هيَ متفتحة الذهنية راقية التفكير واسعة التحليل دون نمطية معينه تكون واقعة تحت تأثير الانحياز الأعمى وليس أيضاً بعنصرية بغيضة تريد طمس اليقين بأكاذيب وأراجيف هي معروف هدفها المسيَّس للبيب المتبصر، أو فقط مع الخيل يا شقراء وبقية النافخين في الأبواق، لقد سطرت الملاحم والأشعار والمديح من سنة وشيعة ومسيحيين وغيرهم من الأحرار أبدع القصائد والنثريات تكريماً لهذهِ الفئة القليلة المناضلة التي اتخذت مبادئ الحسين العظيم وثورته الحُرة الأبية نبراساً لها في حياتها قال تعالى ﴿ وكم من فئةٍ قليلة غلبت فئةٍ كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين
ثالثاً - إذا كانت الشيعية مفسدة للعقل وأساطير كما يدعون فمرحباً بها إذا كانت ستوصلُ العرب المر كعين المسحوقين تحت الأقدام إلى هذهِ المنزلة العالية الرفيعة من العزة والكرامة والأنفة مرتقيةً بالإنسانية أعلى مراتب الرفعة متمثلاً ذلك في أجمل ما يميز الإنسان من صور الوجود الحركي الحقيقي عن ما يمثله الحيوان من جمود هامد الانقياد في خنوع وسكينة.
مرحباً بها إذا كانت ترفع الرؤوس عالياً في وجه القيود محفزةً ومحررة للعبيد المقهورين من أسر أصفادهم الخانقة التي أدمت عروبتهم وحطت من شأنهم.. مرحباً بها تحقيقاً لأعلى مراتب المجد في زمن الماديات والأنانية والجشع والتطرف الأرعن الذي يقضي على كل من خالفه!
رابعاً - فإذا كانت الشيعية مفسدة للعقل فلم لم تفسد ضمير قائد كبير محبوب مطاع ينتهج مبادئ ثورتها ويطبق مفهومها الصحيح سائراً على خطى ثورة الحسين بكل ما تحويه من عزة وكرامة، والذي لو أراد بإشارةٍ واحدة من خنصره أن يأمر فيلبيهِ الجميع وأن يطلب فيطاع، بإمكانه كغيره من زعماء العالم فقط «بكثير من حب الذات والأنانية والجشع والتسلط وقليل من إيثار محبة الخير للغير على نفسه» أن يسكن القصور على حساب الفقراء ممن يعترشون الصفيح والبيوت الطينية ويلتحفون الخيام التي لا تحمي برداً ولا تدفعُ قيظً، متمتعاً بسكنى تلك القصور الباذخة المؤثثة بالديباج والذهب غارقاً في نعومة اللبس الوثير ومتدثراً بالمخمل وأصناف الحرير ومن حولهِ الخدم والحشم وفلول الحاشية كنحل لا يستقر أو يهدأ في حركة دائبة لا يغمضُ لها جفن قائمةً على خدمته ليل نهار تلبية ً لأوامره مطيعةً لنواهيه، رائداً متميزاً في التنافس مع الغير باقتناء الماس ببريقه الذي لا يقاومهُ من هم ضعاف نفوس، ممتلكاً أروع اليخوت المطعمة بالفضة والذهب وألوان الأحجار الكريمة، راكباً أفخم موديلات السيارات الفارهة متنقلاً بكل سعادة وخيلاء بين أنواع أسطولٍ كبير من الطائرات الضخمة الخاصة المزودة بكل أشكال الرفاهية والراحة مرتاداً أجمل المنتجعات لغرض الاستجمام والراحة الحلوة المتسيدة والمخدومة في آن، متنعماً بما لذ وطاب من صنوف الطعام على حساب الجوعى والمعدمين من شعبه ومريديه، نازلاً في أرقى وأجمل الفنادق العشرة ستار ناثراً ميزانية دول على طاولات القمار وتحت كعوب الغواني الحِسان وغيرَ وغير، فلم لم تفسد الشيعية إذاً صحوة ضميره ونباهة عقله ويقظة روحه ولم لم تأسر مباهج الدنيا السالبة للعقول وفتنة متعها العديدة والتي يسيلُ لها اللعاب وتنوع ملذاتها الكثيرة الخالبة للألباب أنانيته الشخصية فيلغي بكل التضحيات بما فيها نجلهُ الشهيد فلذة كبده ويدوس على الكرامة الإنسانية من إلى متلفاً دعائم رسالتهُ الإنسانية الهادفة بكل مقوماتها لرفع الظلم والهوان مصادراً عدالة الحريات والحقوق ومبادئ المساواة من أجل أن يتمتع هوَ منفرداً بشخصه متفرداً لنفسه بكل الغنائم كغيره من الزعماء القادرين فهذهِ فرصةٌ ثمينة لن تعوض،وكما قلت سابقاً لأحد الأخوة بأمريكا أن للتاريخ الكلمة الأخيرة التي يخطها واليد الطولى التي يعلي بها ويحط والنظرة النهائية التي يخسفُ بها ويُدني والحقيقة العليا التي يطبعها على مر الدهور وتحول الأزمنة، فهو من يقوم بالغربلة الوجودية وكفيلٌ بتخليد بسطور من ذهب من يستحقون روعة التخليد ملبساً إياهم أبهى حلله وكمال تبجيله، يقيناً صارماً نهائي وليس تدليساً وتورية وهوَ من يقوم برمي الحثالة بتاريخها المزيف الملفق في قعر مزبلته التاريخية هم وهالة النور التي رسمت حولهم مقصياً إياهم في خانة التغييب الأبدي وراكناً لهم في زاوية أرذل ذكر وتعريف.. ولا يصح بالآخر إلا الصحيح،
بالإمكان الإسهاب أكثر ولكن ما قل قد دل وبالنهاية هناك مثل يقال أن الشمس ما يغطيها المنخل لمن جابت شهرتهُ الآفاق وتربع على عرش المجد نوره، ممسكاً بصولجان الجاه سِحره، راسماً للكرامة والحرية أجمل صورة وبهاءَ شموخ،، والسلام على من اتبع الهدى.

__________________

@ HONEY @ غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
«®°•.¸.•°°•.¸.•°™نتائج الترشيحات النهائيه للمرحلة الرابعه™°•.¸.•°°•.¸.•°®» روح المسك منتدى المغتربين 5 16-10-08 02:29 AM
الشيخ الصفار يناقش حالة القلق من الآخر الحضاري والمذهبي ينبوع المعرفة منتدى سيد الشهداء عليه السلام 3 20-01-08 01:49 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 04:24 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited