المقدمة
إن التاريخ مشحون بالحروب والمصائب الناتجة عن عناد النفس البشرية وطغيانها، فالذين أحدثوا بالأمس صوت قرقعة السيوف واليوم أصوات الطائرات وأزيز الدبابات هم في الحقيقة إما هم متعلمون أعداء للإنسانية، وإما أناس غير متعلمين؛ (إذ لو كانوا متعلمين لقرنوا علمهم بتهذيب النفس وتربيتها). فمنذ خلق الإنسان ورسل الله تتابع إلى عباده ليخرجوا الناس من الضلالة إلى طريق الهداية.
إن المعلِّمين الذين أُرسلوا بمعاجز كبيرة وأحكام منقذة، تحملوا المشاق والصعاب: نصحوا الضالين، ونهضوا بوجه الظالمين، حتى ظهر في نهاية الأمر، على أعلى قمم الهداية، النور الوضاء لآخر رسول من قبل الله سبحانه، وهو النبي محمد(ص). فشرع في إبلاغ رسالته في زمن دخلت فيه الأصنام حتى بيت الله الكعبة، الميراث المتبقي عن ابراهيم الخليل، محطم الأصنام. وكان الجاهليون يتخبطون في حضيض الذلة والحقارة. في هذا الوضع الحسّاس، كانت هذه الجملة بارزة من بين مواعظ ذلك الرسول وهي: (بُعثت للتعليم). وبيّن أن الهدف من بعثه هو تعريف البشرية على طريق الفوز والفلاح، وهدايتها في وادي الظلام لإيصالهما إلى بحر النور، لكي يعلموا ما يجهلون.
[web]http://www.alseraj.net/maktaba/kotob/akhlagh/khsaes/books/khasaes/000.htm[/web]
منتدي تاروت الثقافي
بستان الفكر والمعرفة