New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-13, 07:24 AM   #1

أميري حسين
عضو نشيط  






رايق

شرح خطبة المتقين 3


نرصد نوايانا الخفية في زوايا السؤال مخافة أن لا يمتزج سؤالنا عن الطريق، بأمثال هذه النوايا الباطلة. فقد سئل الإمام الصادق(ع): « قِيلَ لَهُ أَيْنَ طَرِيقُ‏ الرَّاحَةِ فَقَالَ ع فِي خِلَافِ الْهَوَى قِيلَ فَمَتَى يَجِدُ عَبْدٌ الرَّاحَةَ فَقَالَ ع عِنْدَ أَوَّلِ يَوْمٍ يَصِيرُ فِي الْجَنَّةِ». فهذا السائل وإن سأل عن الطريق ولكن في واقع أمره كان يبحث عن أصل الراحة لا عن طريقها.

وطن نفسك على مصاعب الدرب

أثناء حركتكم في طريق الكمال المعنوي، أظهروا رضاكم عن هذه المصاعب أمام الله وعبروا عن فرحكم وبهجتكم بهذه الآلام، عند ذلك سوف تجدون زوال مصاعبكم الهابطة والدانية وتستبدل بعد ذلك بمصاعب راقية وسامية. فإذا دخلتم في هذا الطريق وطّنوا أنفسكم على كل مصاعبه ومحنه وآلامه. ولا يخفى أن في مصاعب هذا الطريق لذة لا تجدونها في أية لذة أخرى. فقد يتصور بعض الناس البعيدين عن هذه الأجواء أن مصاعب هذا الطريق مرّة، كلا وبالعكس.

ابحث عن الحافز بدلا عن الطريق

من المؤكد أن قد تبادرت إلى همّام أسئلة كثيرة بعد ما بدأ أمير المؤمنين(ع) بوصف المتقين، حيث كل ما مرّ أمير المؤمنين(ع) من فضيلة من فضائلهم: كان يسأل همام في ضميره كيف قد نال المتقون هذا المقام وكيف حصلوا على هذه الفضيلة؟ فهذا سؤال من شأنه أن يأنس به الإنسان أكثر من أن يطرحه ويبديه. فما يمنعنا من نيل هذه الفضائل في كثير من الأحيان ليس جهلنا بالطريق بل فقدان الحافز. فباع همام كياسة وسأل عن أوصاف المتقين ليزداد حافزه وشوقه إليهم، فكانت مبادرة جميلة جدا منه. إني أقبّل يدي همام ورجليه حيث قد واجه الإمام بهذا السؤال، فكم كان مباركا في سؤاله فكل هذه الخطبة الرائعة التي خلدت في التاريخ وبلغت الشيعة على مرّ الدهور كانت ببركة هذا السؤال.

شأن النظر والمشاهدة في القضايا المعنوية

كان هدف همّام من استماع وصف المتقين هو المشاهدة حيث قال: «صف لي المتقين كأني أنظر إليهم». فلابدّ أن نتأمل قليلا في هذا الهدف. إن النظر والمشاهدة في كثير من المجالات المادّية هي آلة وطريق ولا غير. فعلى سبيل المثال عندما تسمع بجهاز جوال جديد، وتسمع بمواصفاته تودّ أن تراه. فالرؤية طريق للشراء والشراء طريق للاستخدام في هذه المجالات. ولكن في القضايا المعنوية لم تعد المشاهدة طريقا بل هي الغاية. فما أراد همّام أن ينظر إليهم ليحسّن سلوكه أو ليقتدي بهم، بل رمى إلى الغاية القصوى وهي رؤية المتقين.
النظر هو الهدف وهو المقصود. إن لقاء الله والنظر إلى وجه الله ليس من قبيل مشاهدة الطعام الذي هو مقدمة لأكله. وكذا الحال في لقاء المتقين فهو غاية قصوى ليس وراءها هدف آخر. ولا يخفى أن كل هذا الكلام مرتبط بالشهود القلبي.
هذه الرؤية والمشاهدة هي التي يتلهف لها عشاق الإمام المهدي (عج). أما أنا المسكين فأطلب رؤيته لأسأله بعض الأسئلة أو أطلب منه بعض الحاجات. أما عشاق الإمام فيَصْبون لرؤيته لا لشيء آخر، بل مجرد النظر إليه (بعين البصيرة والقلب) تمثل أقصى غاياتهم.
ولأنقل لكم هذه الرواية: «جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَسْتَطِيعُ فِرَاقَكَ، وَ إِنِّي لَأَدْخُلُ‏ مَنْزِلِي‏ فَأَذْكُرُكَ‏، فَأَتْرُكُ ضَيْعَتِي وَ أُقْبِلُ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْكَ حُبّاً لَكَ، فَذَكَرْتُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَ أُدْخِلْتَ الْجَنَّةَ فَرُفِعْتَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، فَكَيْفَ لِي بِكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَنَزَلَتْ‏ «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» فَدَعَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) الرَّجُلَ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، وَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ.»[1]

إللهم ارزقنا منية اللقاء والشهود

إن هذا الدعاء يشمل ما سواه من أدعية إن استجيب. اللهم ابعث في قلوبنا عطش لقائك ولقاء أوليائك. اللهم ضاعف في قلوبنا شوق زيارتك وزيارة أوليائك يوما بعد يوم. وصل على محمد وآل محمد. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

[1]. أمالي الطوسي، ص 261.

أميري حسين غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
‎شرح خطبة المتقين للأستاذ بناهيان أميري حسين منتدى الثقافة الإسلامية 8 17-08-13 10:41 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 09:59 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited