[ALIGN=CENTER]بـسم الله الـرحمن الـرحيم
الْحَمْد لله رَبّ العالمين وصلّى الله على مُحمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
وردتنا حول مبدأ ولاية الفقيه في العراق عدّة أسئلة ناجمة عن عدم وضوح رأينا في ذلك لدى كثير من أبناءنا الأعزّاء في العراق فوجدنا من الواجب علينا أن نجيب عليها وتلك الأسئلة مايلي :
السؤال الأوّل : ما رأي سماحتكم في مسألة ولاية الفقيه في عصر الغيبة؟
الجواب : إنّنا نعتقد ـ مبدئيّاً ـ بالولاية المطلقة في عصر الغيبة لكلّ فقيه عادل كفوء بالشرح الوارد في بعض الكتب الفقهيّة ومنها كتاب البيع للسيّد الإمام الخميني(قدس سره)، ولكن لو تصدّى أحد المراجع المعترف بمرجعيّته لدى الاُمّة لإعمال الولاية العامّة في بلد من البلاد الإسلاميّة حرم على الآخرين مزاحمته وشقّ العصا عليه في ذلك الصُقع لما في ذلك من اختلال النظم ومفاسد عظيمة.
السؤال الثاني : لو قامت حكومة إسلاميّة في بلد من البلاد وعلى رأسها فقيه عادل كفوء كما هو الحال في إيران الإسلام، فهل يجوز لفقيه آخر التصدّي لإعمال الولاية في بلد آخر أو لا؟ الجواب : لو أنّ ذاك الفقيه المبسوط اليد استعدّ لإدارة الاُمور وتحديد المواقف الاجتماعيّة في ذاك البلد الإسلاميّ الآخر إمّا صريحاً وإمّا بنصب وليّ لذاك البلد فالمصلحة الإسلاميّة تقتضي وحدة الولاية حفظاً لوحدة الاُمّة الإسلاميّة وموآقفها وتماسك صفوفهم وتراصّها.
أمّا لو رأى الفقيه المبسوط اليد بسبب وآخر أنّ المصلحة الإسلاميّة لا تقتضي التدخّل المباشر في جزئيّات الاُمور وتحديد المواقف الاجتماعيّة التي لابدّ منها للبلد الآخر ولم يعيّن أيضاً وليّاً لذاك البلد فعندئذ وفي طول هذا الموقف يحقّ للفقيه الآخر المعترف بمرجعيّته في ذاك البلد التصدّي للاُمور وملء الفراغ.
السؤال الثالث : هل من الصحيح ما قد يقال من أنّ قائد الثورة الإسلاميّة في إيران سماحة آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي"حفظه الله" قد تصدّى لممارسة الولاية بالفعل لشؤون الاُمة العراقيّة عن طريق نصب وليّ للعراق؟
الجواب : قد راجعناه ـ دام ظلّه ـ وسألناه عن ذلك فقال: "لم ولن اُعيّن وليّاً للعراق".
السؤال الرابع : قد اشتهر في هذه الأيّام التعبير عنكم في العراق بالوليّ الفقيه، فهل تحبّذون هذا العنوان؟
الجواب : نحن سنبقى نمارس إصدار الأحكام اللازمة إنشاء الله في طول عدم ممارسة الوليّ المبسوط اليد لذلك ولكن هذا التعبير قد يوحي إلى معنى آخر غير مقصود فنطلب ترك هذا العنوان.
السؤال الخامس : من الذي تصل عن طريقه أحكامكم لملء الفراغ بشأن الاُمّة العراقيّة؟ الجواب : الوسيط بيننا وبين الاُمّة في تلك الأحكام في الحال الحاضر هو مكتبنا في النجف الأشرف بإشراف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيّد نورالدين الحسيني الإشكوري"حفظه الله"، وكلّ من عداه ممّن يفترض بشأنه تمثيلنا تتحدّد مشروعيّته في رأينا بقدر اتّباعه لهذا المكتب.
ربّنا أبصرنا لرؤية الحقّ ووفّقنا لاتّباعه وأفرغ علينا صبراً وألحقنا بالصالحين إنّك أنت السميع البصير.
والسلام عليكم يا أولادي وأعزّائي في العراق ورحمة الله وبركاته.
27 / جمادي الأولى / 1424 هـ. ق
كـاظم الحسـيني الحـائري [/ALIGN]