زوارة الخميس» الى المنافسة الرمضانية بنجمة «لامعة» ومخرج «مبدع»
خالد الكيال ـ الدمام
مخرج العمل محمد القفاص
مشهد من مسلسل « زوارة الخميس»
وسط موجة الأعمال الدرامية في شهر رمضان الكريم، الجيد منها والسيئ، والمتعوب عليه، وتلك التي طبخت في أيام قلائل قبيل الشهر الفضيل، يطل علينا مسلسل «زوارة خميس» بثوب جديد، وفكرة نيرة، وأسلوب قرر أن يبتعد عن التقليد والتكرار، تحت قيادة فنانة كبيرة، حرصت على أن تحترم تاريخها الفني الطويل، ومخرج، تربى على الابتكار وامتزاج الأفكار والثقافات المتنوعة.
البطلة هي الفنانة القديرة سعاد عبدالله، التي درجت على أن تأتي في كل رمضان بعمل جديد، يضيف إلى تاريخها الفني لبنة جديدة، وليس أدل على ذلك من تجهيزاتها المبكرة لما ستقدمه في الشهر الفضيل، عقب شهر رمضان الذي سبق، فرأيناها في العام الماضي قدمت مسلسل « ام البنات» الذي فاز بجوائز عدة، وحظي بإشادة النقاد الذين في الأصل يهاجمون كل شيء يشاهدونه أمامهم، بيد أنهم وقفوا احتراماً أمام هذا العمل وامتدحوا ما فيه، يضاف إلى ذلك المركز الذي حصل عليه المسلسل ذاته في استفتاء «اليوم» الذي أجري قبيل انتهاء الشهر الكريم من العام الماضي، ويبدو أن النجاح ذاته سيتكرر هذا العام بمسلسل «زوارة خميس» الذي حافظ إلى حد كبير على الحبكة الدرامية، وتصاعد الأحداث وترابطها الفني، بعيداً عن مبدأ «الصدف» و»المفاجآت» التي يعتمد عليها بعض الكتاب للتخلص من مآزق درامية، تظهر في البناء القصصي.
ويبقى الجديد في المسلسل تلك القصة، وطريقة سردها للمشاهد، بحيث تروي الفنانة سعاد عبدالله الأحداث، ويشاركها في الأمر أبناء أبنائها في العمل، وهي فكرة جذبت المشاهد، وجعلته يؤمن أن المسلسل به أشياء جديدة ومفيدة، لم يسبق أن نفذها أحد.
ومن المؤكد أن عملاً كهذا في حاجة إلى مخرج لديه الأدوات الفنية كافة، التي تسيطر على الأفكار الإبداعية التي قررت سعاد عبدالله أن تضمنها مسلسلها الجديد، فكان الاختيار على المخرج البحريني محمد القفاص، الذي أجاد بحرفية يحسد عليها الإمساك بخيوط العمل ككل، ولم يترك أمراً إلا وأعطاه ما يستحق من لمسته الإبداعية، سواء في الإخراج أو غيره.
ويبقى الجميل في القفاص أنه بحريني الجنسية، أي أنه يمثل بلده في السباق الرمضاني أفضل تمثيل، في الوقت الذي تخفت فيه الدراما البحرينية، وتتوارى خجلاً، انتظاراً لطفرة فنية، لا أحد يعلم متى موعدها، بيد أن القفاص لم ينتظر الموعد، فقرر أن يكون مخرجاً صاحب رؤية، يتسابق نحوه الجميع، من أجل التعاقد معه، والاستفادة من قدراته الفنية وطاقاته الإبداعية، فرأيناه يبدع في مسلسل «عيون من زجاج»، قبل أن يعلن عن طاقاته الإبداعية الخلاقة في «ملامح بشر»، ويعيد النجاح نفسه هذا العام بـ»زوارة خميس» ومن هنا، لا نبالغ إذا أكدنا أن القفاص يستحق التكريم من الجهات الرسمية البحرينية، وهذا التكريم لن يصب في صالح القفاص شخصياً فحسب، وإنما سيطال الفن البحريني كله، هذا الفن الذي ربما في حاجة إلى معنويات مرتفعة، تصعد به إلى أعلى.