بقلم : سلطان الجميري
على غرار الإحصائيات التي لا يسأل عنها أحد لا سيما المعنونة بالدراسات البريطانية والأمريكية التي تسمعونها دائمًا في كل مناسبة، فدعوني أقول لكم إن الدراسات الغربية تشير إلى أن موظفي الملحقية هم الأكثر “دلعًا” في العالم!، ولا أحد يسألني أين مصدر هذه الدراسات، “إيش” معنى أنا الآن تسألوني؟.
الفرد منا يُقاوم نفسه ألا يحسد الملحقية وموظفيها الفضلاء في مسألة الإجازات وساعات العمل في رمضان!. الإجازات تحتاج مقالاً آخر؛ لأنها أنواع منها ما يوافق أعياد المسلمين ومنها ما يوافق أعياد النصارى، ومنها ما يوافق ما يخص السعودية ووووو……….. إلخ “عد وإغلط”.
على الطلاب فقط أن يقول طوال السنة: عيد مبارك للملحقية.. السؤال القائم والواقعي الآن بخصوص رمضان: هل يصوم الموظفون عن الأكل والشرب فقط، أم يلحقوا “العمل” أيضًا بالصيام؟! هذا سؤال يتداوله المبتعثون الذين يستيقظون من الساعة الثامنة صباحًا، وهم يتجهون إلى قاعات المحاضرات! صائمون أيضًا، وجوالتهم بأيديهم يتصلون على المشرف الدراسي لحل مشكلاتهم.
الملحقية تعمل من الساعة العاشرة إلى الساعة الثالثة عصرًا؛ يعني “خمس ساعات” فقط!، ومن عندي أنا فوق البيعة، خذوا نصف ساعة أو ساعة تأخير في الحضور، ومثلها في الانصراف المبكر، يا حليلهم صائمين صح!.
جربوا أن تتصلوا على الملحقية.. على أي مشرف أو أي موظف.. حينما تكون الساعة “العاشرة” تمامًا في “أتاوا”!، ثم عاودا الاتصال حينما تكون الثانية والنصف بعد الظهر!، هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزًا!.
بالله خمس ساعات، مع التأخر والانصراف المبكر، وتسألوني كيف عرفت أنهم الأكثر دلالاً، ومن أين أتيت بالدراسات؟، دعوني أزيدكم من الشعر بيت وشقق مفروشة، إجازة العيد قادمة؛ فانتظروا أنَّا معكم لمنتظرين!.
دعونا نحسبها رياضيًا: عدد ساعات العمل لموظف الملحقية في شهر رمضان كالتالي:
٥ ساعات يوميًا * ٥ أيام = ٢٥ ساعة، آخر أسبوع في رمضان إجازة للعيد “كالعادة”، يعني في شهر رمضان ٢٥ ساعة * ٣ أسابيع = ٧٥ ساعة دوام في شهر رمضان.
ثم نقارنها مع الموظف الكندي:
٨ ساعات يوميًا *٥ أيام *٤ أسابيع = ١٦٠ ساعة.
الفرق بين موظف الملحقية والموظف الكندي = ١٦٠ ساعة – ٧٥ ساعة = ٨٥ ساعة!.
بالله هذا مو “دلال” ٨٥ ساعة، تروح فقط لأجل طبخ السمبوسة!.. طبعًا في حساباتي السابقة لساعات عمل موظف الملحقية لم آخذ في عين الاعتبار ساعات التأخر في بدء العمل، وساعات الانصراف المبكر!.
حاجات الطلاب من الملحقية لا تنتهي في رمضان ولا غيره؛ لأنهم مقيدون بأنظمة الجامعات في الدولة التي يدرسون فيها، وتقليص ساعات العمل في رمضان في الملحقيات في الخارج غير مبرر؛ إلا أن يكون هناك تعويضٌ لهذه الساعات في المساء!.
كثيرٌ من الطلاب المبتعثين يستيقظون مبكرًا لساعات محاضراتهم، ويعملون وهم صائمون، ومن حقهم ألا يضاف عليهم عناء الساعات “المقلصة” في الملحقية حين يحتاجونها!؛ لذا من هنا أطالب وزارة التعليم العالي معاملة موظفي الملحقية بالمثل مع الطلاب في شهر رمضان، يجب أن يكونوا “فل تايم”، أو يوقف عنهم الصرف، الخيار الآخر: إذا تم تقليص الساعات في النهار فيجب تعويضه في المساء؛ لأن الساعتين اللتين تذهبان من عمل الموظف في النهار من كل يوم مع أسبوع إجازة العيد، هي حق لطالب ويجب خدمته.
وليس عدلاً أن الطالب يذوق مرارة الدراسة في النهار، ومرارة عدم وجود من يساعده ويخدمه في الملحقية بحجة أنه شهر رمضان والعمل فيه أقل.
كثيرٌ ما ترسل الملحقية للطلاب رسائل مفادها: إنه يجب على الطلاب التقيد بأنظمة البلد الذي يدرسون به، ونحن نقول للملحقية يجب عليكم التقيد بأنظمة البلد الذي تعملون فيه بما لا يُشكل ضرارًا على الطالب.
فلسان حال الطالب: وما أنا إلا من غزية إن غوت.. غويت وإن ترشد غزية أرشد!.
والله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال..