أجرت طالبة الثالث ثانوي -علمي- بتول ماهر الشبر (17 عاماً) من محافظة القطيف، استطلاعاً للرأي حول مدى تقبل المجتمع ذكوراً وإناثاً فكرة زيارة العيادة النفسية؛
بعد ملامح الدهشة التي أبدتها زميلاتها في المدرسة من اختيار تخصصها في الطب النفسي، وعدم تفهمهنّ مفهوم العلاج النفسي.
وأظهرت نتائج الاستبانة أن 70% يرفضون دخول العيادة النفسية، مفضلين محادثة الطبيب أو المختص النفسي عن طريق الهاتف، و20% ممن أبدوا رغبتهم وحماسهم في زيارة العيادة، بينما رفض 10% رفضاً تاماً طلب نصائح المختصين بأي شكلٍ من الأشكال.
وقد أجريت الاستبانة على ما يقارب مائتي شخص، تراوحت أعمارهم ما بين (16 إلى 40 عاماً)، وكشفت أن الإناث أشدُّ امتناعاً من زيارة العيادة النفسية خوفاً من نظرة المجتمع السلبية لهنّ، وحياءً من الناس، بينما يرى الذكور أن ابتعادهم عن زيارة العيادة سببه الخوف من مواجهة النفس تارة، والاعتراف بما يخفونه من مشاعر وأحاسيس تارة أخرى.
وشجع بعض المشاركين في الاستبيان الذي حمل عنوان: «العيادة النفسية ملجأ أم مخبأ؟!» المجتمع على فتح عيادات نفسية أكثر؛ لنشر هذه الثقافة، قائلين: «على الرغم من وجود أشخاص مقربين يفضفضون آلامهم للآخرين، لكن وجود عيادات نفسية ستساعد على الرقي النفسي، وتوسع مجالات الاستشارة النفسية، مع مراعاة الظروف المادية المختلفة لدى طبقات المجتمع الواحد».
واللافت أن أحد المشاركين أيضاً في استبيان بتول تعجب من قيامها بهذا العمل، فعلق قائلاً:»هناك كثير من الدراسات والأبحاث اقرئيها ودعي عنك مشقة البحث»؛ فما كان من بتول إلا أن ردت عليه مضيفةً «نعم.. كفتاة في السابعة عشرة من عمري أتيقن من وجود الأبحاث الجاهزة والمعدة سابقاً بنسب مئوية تُعطي أي عارفٍ بالشبكة العنكبوتية الفرصة لنقلها؛
ولكنني أملكُ إيماناً قاطعاً بأن التجربة خير برهان؛ فأوجبتُ أن أمشي في درب فتح صناديق أسرار الكون؛ فخلال أسبوع واحد أنجزت الاستبيان بمشاركة ما يقارب مائتي شخص إناثاً وذكوراً داخل المملكة، إلى جانب مجموعة من مصر وفلسطين والأردن».