New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-03, 01:37 AM   #1

خادم بقية الله
...(عضو شرف)...  







رايق

العبودية الحقة لله تعالى ( الصلاة 1 ) ...


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و اللعن الدائم على أعدائهم من الأولين و الآخرين ...
الأخوة أعضاء المنتدى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ...
لايخفى عليكم أن الصلاة هجرة روحية ، يطوي الإنسان فيها فواصل البعد بينه وبين الله تعالى ، وممارسة تعبدّية يستهدف بها اكتشاف العلاقة بينه وبين بارئه عزّ وجل .

ففي الصلاة يكون الإنسان المؤمن في موارد القرب والحب الإلهي العظيم .

وفي الصلاة يعلن عن تصاغره وعبوديته لخالقه .

وفي الصلاة تتسع أمام الإنسان المؤمن آفاق العظمة والقدرة الإلهية .

وفي الصلاة يتجسّد للإنسان فقره وضعفه ، وحاجته إلى غنى بارئه ، وتتابع إفاضاته ورحمته .

وفي الصلاة تهبط الحجب بين العبد وربّه ، فتفيض اشراقات الحب والجمال الإلهي على النفس ، لتعيش أسعـد لحظات الإستمتاع والرضى ، وهي في أرقى ما تكون من حالات الصحو الوجداني ، والإستعداد للتلقّي والقبول التعبّدي .

وفي الصلاة عودة للوعي ، واكتشاف لحقيقة الذات ، ومعرفة قدرها أمام خالقها العظيم .

وفي الصلاة محاولة صادقة للهجر والخلاص من الذنوب .

وفي الصلاة سعي للعودة بطهارة النفس ، وسلامتها إلى لحظة ميلادها الفطري ، بنقائه وطهارته ؛ لأن في الصلاة عزيمة جادّة لهجر الذنوب والمعاصي ، ومحاولة مخلصة للانفلات من قيود المادة والشهوة .

فهي سعي للهجرة إلى الله تعالى ، والتسامي نحوه ، وهي محاولة للتعالي والانتقال إليه ، وهي عودة إلى الله بعد كل فترة زمنية يمارس فيها الأنسان حياته ؛ فيتعامل مع نفسه ، أو مع الله ، والناس الذين يعيش معهم ، فيتهاون بأداء حقوق الله عليه حيناً ، أو يسيء إلى الناس فيسلك سلوكاً شاذاً ومنحرفاً حيناً آخر ، فيكون بحاجة إلى التخلّص من هذه الآثار السلوكية السلبية ، والتوجهات النفسية المنحرفة ، فيجد في الصلاة محطة لتطهير النفس ، والتأمل في خيرها وصلاحها ، ومنطلقاً لتغيير مساره وتوجهه في الحياة .

فهو في وقفته الصادقة بين يدي الله تعالى ، يستغفره ويتضرّع إليه ، ويعلن براءته وندمه ، ورغبته في الإستقامة والطهارة ، فيجدّد بذلك عهده مع الله ، ويستشرف آفاق مسيرته الحياتية من أوضح مداخلها ، وأصفى أجوائها ، فتنمو بكثرة الممارسة والإقبال على الصلاة ملكات الخير ، وتتصاغر نوازع الشر ، وتتوارى عن الظهور مناشئ الإجرام ، فتقوى بذلك العزيمة ، وتشتّد الإرادة على الإصلاح وارتياد سبل الخير ، وتنمو الرغبة في الطرح والخلاص من كل سييء في الحياة ، بممارسة انسحاب النفس الدائم ، وإخلاء آفاقها من عتمة الجرائم والآثام .

لذا كانت الصلاة نظاماً تعبدياً لوقاية النفس من شذوذها ، وعلاجاً جذرياً يداوي أمراضها ، بتعهّد قواها وملكاتها ونوازعها بالتنشئة الصحيحة ، والتربية المستقيمة .

وصدق الرسول العظيم ( صلى الله عليه وآله ) وهو يصف أهمية الصلاة ، ودورها في تطهير النفس ، وتقويم السلوك البشري في الحياة بقوله : لو كان على باب دار أحدكم نهر فاغتسل في كلّ يوم منه خمس مرّات ، أكان يبقى في جسده من الدرن شيء ؟ قلنا : لا .

قال : فإنّ مثل الصلاة كمثل النهر الجاري ، كلّما صلّى صلاة كفّرت ما بينهما من الذنوب .

وجاؤه ( صلى الله عليه وآله ) رجل فقال له : يا رسول الله أوصني ، فقال : لا تدع الصلاة متعمّداً ، فإنّ من تركها متعمّداً فقد برئت منه ملّة الإسلام .

وجاء عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ما بين الكفر والإيمان إلاّ ترك الصلاة .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : لكلّ شيء وجه ، ووجهُ دينكم الصلاة ، فلا يُشِينَنَّ أحَدُكُم وجهَ دينه .

وروي عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليسَ منّي من استخفّ بصلاته ، لا يَردُ عليَّ الحوضَ لا والله .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهن ، فإذا ضيّعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم .

وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ، ألا ترى العبد الصالح عيسى بن مريم قال : وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّاً .

وروي أيضاً عنه ( عليه السلام ) : إذا قام المصلّي إلى الصلاة ، نزلت عليه الرحمة من أعنان السماء إلى الأرض ، وحفت به الملائكة ، وناداه ملك ، لو يعلم هذا المصلّي ما في الصلاة ما انفتل .

ولهذه الأهمية العظمى للصلاة أصبحت فريضة عبادية في كل رسالة إلهية بشّر بها الأنبياء ، لأنها الصلة بين العبد وربّه ، ولأنها معراج يتسامى الفرد بها إلى مستوى الإستقامة والصلاح .

ولذلك فإنّ القرآن الكريم عندما تحدّث عن الأنبياء ورسالتهم في الحياة ، قال : (( وَجَعلناهُم أئمةً يَهدُونَ بأمرِنا وأوحينا إِليهمْ فِعْلَ الخيراتِ وإقامَ الصّلاةِ وإيتاءَ الزَّكاةِ وكانوا لنا عابِدين )) الأنبياء 73 .

فالصلاة شعار وعلامة للفرد المؤمن ، وللاُمة المؤمنة ، وهي حدّ فاصل بين المؤمن الحق ، وبين من لا ينتمي لُامّة الإيمان .

لذا جاء قوله تعالى : (( فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًاً )) النساء 103 .

فهي شعار أهل الإيمان ، وصفة أُمة التوحيد على تعاقب الأجيال ، وتتابع الرسالات والعصور .

لذلك تحدّث القرآن الكريم عن أُولئك المسلمين ، وعن شعارهم مع النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) فأثنى عليهم ، وقرن صفتهم بصفة أسلافهم من أتباع الأنبياء ، وأصفياء الرسل ، فقال عزّ من قائل : (( مُحَمَّدٌ رسولُ اللِه وَالَّذينَ مَعَهُ أشِدّاءُ على الكُفّارِ رُحَماءُ بينهُم تَراهُم رُكَّعاً سُجَّداً يبتَغُونَ فضْلاً منَ اللهِ ورضْواناً سيماهُمْ في وُجوهِهم من أثَرِ السُّجودِ ذلكَ مَثَلُهُم في التَّوراةِ ومَثَلُهُمْ في الانجيلِ كزَرْعٍ أخرَجَ شَطْأََهُ فآزرهُ فاستغلظَ فاستَوى على سُوقهِ يُعْجِبُ الزُّراعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ .. )) الفتح 29 .

وما كان للقرآن هدف في هذا العرض التاريخي للصلاة ، إلاّ ليؤكّد للمؤمنين أنّ الصلاة في كل الرسالات الإلهية كانت أُولى شعائرها ، ومخّ عبادتها بعد الإيمان بالله تعالى .

وكم أوحى لنا القرآن بقداسة الصلاة ، وأهميتها في دعوة الأنبياء ؛ فحدّثنا عن مناجاة أبي الأنبياء ( عليهم السلام ) وشعاره الحنيفي ، الذي تلقّاه من ربّه ، والذي كان يردّده خشوعاً ينساب في نفوس أتباعه ، عقيدةً ، ووعياً ، وطريقةً : (( قُلْ إنّ صلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ ومَماتي للهِ ربِ العالَمينَ * لا شَريكَ لهُ وبذلكَ أُمِرتُ وَأنا أوَّلُ المسلمين )) الأنعام 162 ـ 163 .

وكم كان يشتد بإبراهيم ( عليه السلام ) الشوق إلى الله فيرفع دعاءه إليه راجياً منه أن يجعله وذرّيته من مقيمي الصلاة والمتعبّدين بها ، فيقول : (( رَبِّ اجعلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرّيتي... )) إبراهيم 40 .

وهكذا عرض لنا القرآن نماذج من الخطابات الإلهية الموجّهة للأنبياء ، بوجوب الصلاة فريضة على أُممهم وأتباعهم ، ليؤكد لنا أهمية الصلاة ، ويوضح مركزها في دعوات الأنبياء ورسالات الرسل ( عليهم السلام ) .

و بقي سر إلهي يجب علينا أن نتحصل عليه ألا و هو روحية الصلاة نفسها ، لا أريد أن أطيل عليكم لكن في الجزء الثاني نأتي بها بالتفصيل بكل ما هو مقرب إلى روحية الصلاة و القرب من الله تبارك و تعالى ...
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
===============================
من كان لديه أي استفسار فلا يجعل للحرج و الخوف مكانا في قلبه .

__________________

خادم بقية الله غير متصل  

قديم 01-10-03, 02:30 AM   #2

منهاج علي
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منهاج علي  







مشوشة

سلام عليكم


[ALIGN=CENTER]مشكور اخي يابقيه الله على طرحك الى هذا الموضوع
والله يعطيك العافيه
بس اني يوم قرأت الموضوع رأيت اني لمى اتأخر عن الصلاة اصبح مقصر في حق الله سبحانه وتعالى
:rolleyes:
ولكن يأخي عندما قرأت الموضوع حسيت شعري يتقزقز
ولكن كيف اللي مايصلو,
هل تعلم يااخي هناك بنات لايصلون الهذا الدرجه وصل مجتمعا
واخي اني سمعت انا هناك ناس لايصلون بس لم ارى سمعت ولما رأيت هذا الشي امام عيني لم استوعب لما سألت قالو لاتستغربي هذا الزمان اصبح هكذا
الهذا الدرجه وصلنا لا والله رجال وبنات بعد
يااااااااااعلي كيف
هل يأخي هذا من علامات ظهور المهدي(عجل الله فرجه الشريف)؟؟؟؟؟
ومشكووور أخي للمره الثانيه
تحياتي........[/ALIGN]

__________________
قريباًللقضاء الحوائج
"ختمة زيارة عاشوراء"

التعديل الأخير تم بواسطة منهاج علي ; 01-10-03 الساعة 02:58 AM.

منهاج علي غير متصل  

قديم 01-10-03, 01:38 PM   #3

خادم بقية الله
...(عضو شرف)...  







رايق

بسم الله الرحمن الرحيم


[ALIGN=CENTER]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
أخوتي و أحبتي في الله نور علي ، المنطق الحر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
=========================
الأخ نور علي
أشكر لك إهتمامك بإخوانك المؤمنين و غيرتك عليهم من ناحية ترغيبهم للصلاة و الإقدام على ملك الملوك و جبار السماوات و الأرض تبارك و تعالى ...
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله " لا تنال شفاعتنا مستخفا بصلاته "
و ربما تكون هذه الظواهر الغريب و التي تحدث في أيامنا من علامات ظهور صاحب العصر و الزمان جل الله فرجه .
لأن من علامات ظهوره إنتشار الفساد و الفتن بين الناس ، كما قال تعالى " ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس " .
==============================
الأخ المنطق الحر
إن اهتمامك بأمر الصلاة و ما يتعلق بها لدليل على حرصك في تهذيب نفسك و السعي إلى رفعتها و الوصول بها إلى مصاف الملائكة و الكروبين .
إن الصلوات المفروضة علينا لهي خمس صلوات " الفجر ، الظهر ، العصر ، المغرب ، العشاء " و هناك صلوات واجبة في أوقات و حوادث معينة كصلاة الآيات و صلاة الطواف و صلاة عن الوالدين بالنسبة للولد الأكبر .
و هناك صلوات مستحبة كثيرة جدا كصلاة أهل البيت عليهم السلام و صلاة جعفر و صلاة مسجد جمكران المسماة بصلاة الإمام المهدي و غيرها .
نسأل الله سبحانه و تعالى أن ينعم علينا ببركاته إنه سميع مجيب .
[/ALIGN]

__________________

خادم بقية الله غير متصل  

قديم 09-10-03, 03:27 AM   #4

سحابة صيف
عضو متميز

 
الصورة الرمزية سحابة صيف  







رايق

بسمه تعالى


لك جزيل الشكر على ما قدمته لنا اخي الكريم

وان شاءالله نكون من مخلصي النيه لله سبحانه وتعالى

دون رياء في اعمالنا وصلواتنا

وجعلنا الله من المحافظين والدائمين على كل عمل يقربنا منه عز وجل






وتسلم ان شاءالله

__________________
سأصبر حتى يمل الصبر من صبري ...سأصبر حتى يحكم الله في أمري

سحابة صيف غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الصراط المستقيم منتدى الثقافة الإسلامية 8 20-12-09 08:27 AM
فوائد الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) عاشق الحسين منتدى الثقافة الإسلامية 13 26-05-04 02:12 AM
سبب جمعنا للصلوات نور الحوراء ركن سين جيم العقائدي 3 20-05-02 08:55 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 12:27 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited