New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > المنتدى الثقافي والأدبي > ركن المنقولات الأدبية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-08, 02:48 PM   #1

romanticrose
إداريه

 
الصورة الرمزية romanticrose  






افكر

جديد الشاعر / حسن السبع


حسن ابراهيم السبع



مكان الميلاد :

سيهات ، المنطقة الشرقية ، المملكة العربية السعودية
المؤهلات العلمية :
- بكالوريوس آداب ، قسم التاريخ ، من جامعة الملك سعود/ الرياض سنة 1972 م
- دبلوم علوم بريدية ومالية ، تولوز، فرنسا 1978م
- ماجستير في الادارة العامة ، جامعة انديانا ، الولايات المتحدة سنة 1984م

الوظيفة :
مساعد مدير عام بريد المنطقة الشرقية .

النشاطات الثقافية :
- كتابة الشعر والمقال الأدبي والاجتماعي
- نشر انتاجه في الصحف والمجلات المحلية والعربية .
- شارك في عديد من المنتديات الثقافية الأمسيات الشعرية داخل وخارج المملكة وما يزال .
- شارك في الاشراف على الصفحات الثقافية بجريدة اليوم 1987م حتى سنة 2000م.
- أحد كتاب جريدة اليوم .
- أحد أعضاء أسرة تحرير مجلة ( النص الجديد )
- عضو النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية .

النتاج الأدبي :
- زيتها وسهر القناديل ( ديوان شعر ) 1992م
- حديقة الزمن الآتي ( ديوان شعر ) 1999م
- ركلات ترجيح ( أبيات ضاحكة ) 2003م.
- ليالي الناطفي ( نص سردي يجمع بين الفانتازيا والأدب والتاريخ ( مخطوط ).

....


من أين لها هذا؟



من أيّ بحر تشكّل هذه القصيدة جاذبيتها

من أي حُلُمٍ تنسج قافيتها
كيف لَثَغَتْ لأول مرة
وبأي الطباشير لوَّنت محاولاتها الأولى
من أين لها هذه الفتنة العاصفة
من إيقاعها الواعد على الشفتين
أم من شذا قميصها الربيعي

من أين؟
أية حافلة أقلَّتها
أية محطة تلقَّفتها
أيّ رصيف بسط لها راحتيه
أيّ ميدان بلَّلها بنوافيره
وأيّ مقهىً ارتشف ضحكتَهَا السكّرية
أي موعد استدرجها
وأيّ باب أنَّتْ مفاصله لسواد عينيها

من أين لها هذا؟
من الجناس المزغرد على أهدابها
أم من رفَّةِ النوارس في شاطئ عينيها

من أين؟
في المساء
يلامس الضوءُ الصدغَ الماثلَ كالحريق
ثم يتسلَّل إلى قلبي
فتتدلى أمامي فاكهة الجنة
وتخطر الحور..

فأتساءل:
كيف تتسع الأريكةُ لكلّ هذا الجمال؟

(نص نثري من ديوان: زيتها وسهر القناديل ـ 1992م)

....


حدائق الزمن الآتي (شعر)

* حسن السبع
* دار الكنوز - بيروت - 1999م
في هجس شعري حالم يولد صورة الانسان الهائم في تفاصيل
اشيائه هو ذلك الشاعر الذي يغني ,,
ولفرط لواعجه يثير بناء رغبة السؤال عن
ما هية الالم والشقاء فمن اجل ثراء يحلم به الشاعر حسن السبع
في تفاصيل ديوانه الجديد (حديقة الزمن الآتي)

جاءت القصائد همسا في اذن الزمن الآتي.


فبين حلم الشاعر وفضاءات المكان المدهشة
يلد السبع شقائق دهشة المخيلة في عالمه الذي
لا يحصره في نطاق مكاني قد لا يتعدى حلمه بحديقة ليست
ككل الحدائق التي تضج بالرواد,, ويسمع بها صخب الاصوات
وضجر الماء الضارب الى الخضرة لفرط ما يرقد بلاحراك.
قصائد السبع في ديوانه دندنة حالمة وشفيفة تترك لدى القارىء
انطباعا بان الشاعر يصور ومن خلال المشهد
الومضي تفاصيل القصيدة ليصبح البناء
واضحا غير متداخل ففاتحة القصائد في الديوان
(حديقة الزمن الآتي) تصوير حقيقي للخطة الدهشة في المكان:
(الحديقة تصغر حتى تصير
كركن صغير بمقهى
نادل,, شمعة,, وباقة ورد،
واغنية,,, ورفيقة
وبهار وزيت وملح
وقائمة الاكل
والثرثرات الطليقة), (الديوان ص10)
يبقى ان نشير الى ان ديوان الشاعر حسن السبع وقع في نحو 92 صفحة من القطع الصغير صمم غلافه الشاعر احمد العجمي وسبقت قصائد الديوان بمقدمة شعرية واخرى نثرية وختم الديوان بقصائد عمودية تزأر بها القافية كسبع ليثبت للجميع كمال التجربة الشعرية.

في 9 2 نيسان 1999
إعداد: عبدالحفيظ الشمري
من جريدة الجزيرة وتحت عنوان : جديد الثقافة

....


حديقة الزمن الآتي




كيفَ تبدأ هذا الصباحَ
إذا داهمتك على ضفتيه المواعيدُ
باسقة كنخيل الفراتْ
والمتاريس مثل رمال النفود
التي تئد الرغباتْ
والصغيرةُ تهفو وتحتال في مقلتيها من الوجدِ
حمحمةٌ .. وصهيلْ
والهوى قاتلٌ وقتيلْ

الصغيرةُ تهفو وتحتال
لكنهم توَّجوها الترددَ كيما يباغتها
العيُّ والحصرُ في لحظات الحنينْ
علمَّوها التكتمَ في المهدِ
كيما يرافقها كالقرينْ
لقّنوها دعاءَ السكوتْ
وبنوا طللاً واهياً حول أحلامها
هندسته يدُ العنكبوتْ
ثمّ مدوا بساطاً من الليلِ والويلِ
وانتظروا كي تموتْ

أتمازحها ..
أم تصارحها بالذي يكنز القلبُ
تختصر الثرثراتْ
أم تطارحها الوجدَ حتى انفجار الخيال ْ؟
هل تضج إذا ما اقتحمتَ البراءةَ
في مقلتيها .. وقلت الذي لا يقالْ ..
أم ستنساب حقلاً من المكر والبرتقالْ ؟

الصغيرة غامضةٌ كالفيافي التي ترتدي الليلَ
أو ترتدي الويلَ
من أين تبدأ ْ ؟
كيف ترسم بالشوقِ
فجراً
ونهراً
ومرفأ

كيف تبدأ هذا الصباح
إذا طفلة نكثتْ غزْلهَا
ثم ألقتْ ضفائرها للرياحْ
وارتَدَتْ حلةً من حرير الأقاحْ..
وأفاضتْ إلى بائع الياسمين ..
منحته التحيةَ :
" عِمْتَ صباحاً "

ومرَّتْ على القلبِ
هذا الرصيف المباحْ

كيف تبدأ
لو أنها عند (كشْك ) الحوائج مرّتْ لتختار
شمعاً .. وعطراً .. وبعض الأغاني الجديدةْ
ووروداً .. ونوّاسةً .. وجريدهْ
لو تحرَّشَ بالشالِ وهي تمرُّ تثني
الغصونْ
والندى والجنونْ
أو تحرَّشَ بالشال وهي تمرُّ الهواءُ الطليقْ
والمدى .. وزحامُ الطريقْ ..

كيف تبدأ ..
لو أنها في المساء
تمادتْ قليلاً .. قليلاً ..
أوقدتْ شمعتين و ( موتزارت )
وانتظرَتْ ..
ثم تسلل من كوةِ الغرفةِ الصغيرةِ نجمٌ
يقاسمها مرحَ الوقتِ والانتشاءْ

لو حديقةُ منزلِها غادرتها المساحةُ ثانيةً
فأتت تطرقُ البابَ
قيل لها : أدخلي ..
دخَلَتْ ..
وترامتْ كما ينبغي للحديقةِ أن تترامى ..

الصغيرة والسحر والماء والوشوشات التي
يصنع الفجرُ بين يديك ..
لو أتيح لك ـ الآن ـ أن تدخل الحديقة
كي تشهدَ المعجزاتِ الصغيرةَ
تُتْلى عليكْ

كيف تبدأ هذا المساء المليء
لَوَ أن المليحةَ فكّتْ لجامَ المسافاتِ وانْهَمَرَتْ
كجنونِ السيولْ
كالينابيعِ دفّاقة بالحقولْ
قَطَفَتْ زهرةَ البوحِ وانتشرَتْ
في بهاءِ الحديقةْ
حلماً عارياً كالمدى ..
كالحقيقةْ ..

الحديقةُ تصغر حتى تصيرَ
كركنٍ صغيرٍ بمقهى :
نادلٌ .. شمعةٌ ..
وباقةُ وردٍ .. وأغنيةٌ ..
ورفيقةْ ..
وبهار .. وزيت .. وملحٌ
وقائمةُ الأكلِ
والثرثراتُ الطليقةْ ..

كلُّ شيء ، هنا ، معنا
كل شيءٍ ، هنا ، يتآمر من أجلنِا ..
والفضولُ يؤجج فيكَ السؤالْ ..
أيَّ شيء ٍتخبئ هذي الحقيبة
يا وردةَ الوقتِ غيرَ الخيالْ :
بوحَ عطرٍ وتبغٍ ..
ومشبكَ شعرٍ .. وشالْ
ثم أي الزوايا سنختار كي يبدأ العمرُ
وأيُّ الزوايا تروق لعينيك كي نستهلَ
انعتاقَ الطفولةْ
أيَّ جذعٍ من النخلِ سوف نهزُّ لكي
يرسمَ الربيعُ المصفَّى حقولهْ ؟

سأهز خيالَكِ
هذا النعيم الذي لم يحلِّقْ به نورسٌ بعدُ
حتى يصيرَ فضاء ينِ
أهزُّ خيالك كي تورقَ الأبجديةُ
في شفةِ الكَرْمِ .. كي نتكلمْ ..

تترامى الوريقات خضراءَ
حتى حدودِ الفواكهِ يانعةً وقريبةْ
فترى الشرقَ ـ مزرعةَ الروحِ
يمتد من مقلتيها
إلى غسقِ الفجرِ في قندهارْ
وترى في الحديقةِ وعْدَ النهارْ
وتصير كميناً من الضوءِ والانتظارْ

ـ أين ستنصب خيمتَك الآن ؟
ـ عند انهمارِ سمرقند !!
ـ لا بأس .. عند انهمارِ سمرقندَ
تاجِ الجهاتْ

وتأتي سمرقندُ مشرعةَ القلبِ
ريَّانةَ الروحِ تتلو عليك مفاتنها
أبنوساً وتوتاً لكل الفصولْ
المقاهي ، الدروب ، الأزقة ،
والنمنماتُ تشكل أفْقَ المدينة ..
والمدينة حبلى وغامضةٌ مثل غابة

وهي والصدُّ صِنوان يحترفان المسافةَ
ويقترفان المنافي
ولها في المساء حريقانِ يتقدانْ :
أكؤسٌ وصبايا ودندنةٌ ودنانْ
فاقتحمْ من بياض التضاريسِ ما شئتَ
ثم انتخبْ لملامحِ وجهك أصفى المرايا
وتسكّع بأرجائها والزوايا
…………
وضعْ وجهكَ المتشردَ على صدغِها الوردي
وتسكّعْ في أرجائِها الزاهية
واصنعْ من جنونك سلماً يأخذك إلى شرفاتِ الكواعب
ومن انفلاتكَ زورقاً إلى لآلئها العصية
وإذا داعبتكَ هبَّاتُ ( النيروز ) فتماسك
كي لا تقع مغشياً عليك !
…………
الحديقة تكبرُ .. تكبرُ ..
حتى تصيرَ فضاءً لبوحٍ اليمامْ
والصغيرة تنمو .. لتصبحَ حقلاً من المفرداتْ
يا صغيرةُ هل تعشقينَ الكلامْ
الكلام الذي يمنح المكانَ أناقتَهُ،
زجاجَ النوافذِ هذا الصفاءْ
وشفيفَ الهواءِ تعثّرَه اللبنيَّ
على هفهفاتِ الستائرْ
الكلام الذي يمنح المقاعدَ رقتَّهَا
والمناديلَ ثرثرةَ النمنماتِ،
والشمعدانَ انتشاءً يبعثرُ
ليلَ الضفائرْ
الكلام الذي يبعث الدفءَ
في مرمر الغرفةِ الصغيرةِ
في المزهريةِ
في المشجبِ القريبِ من البابِ
حيث يثرثر ثلجُ ينايرْ
الكلام الذي يجعل المكانَ زماناً
والزمانَ ربيعاً وحقلاً وسربَ يمامْ
يا صغيرةُ .. يا رفّةَ الفجرِ
هل تعشقين الكلامْ ؟
الحديقة تصغر حتى تصير كقمرة هاتف
هاتف يرن ليستدرجَ الأذنَ
والأذن تعشق
والعينُ
والحدسُ
كالنهر يسكب
والروح دلتا الجمالِ المعارة
وتصغر حتى تصير بحجم البطاقة
يرسلها الراحلون
المقيمون في القلب
تصغر حتى تضيق العبارةْ

من سحابِ المداعةِ .. من مطرِ الوقتِ .. من لثغةِ الظّل
والضوءِ .. من ثرثرات الأباريقِ ..
من وهمنا المستبدِ مساءً ..
أو وهمِنا المستباحِ صباحاً ..
مني ومنها .. لجأت إلى لغةِ تتهجى :
س
مَ
رْ
قَ
نْ
دْ
في المآقي الجريئةِ كل الوعودِ التي هيأت موسماً للحصادْ ..

كان ( ليُّ المداعةِ ) بين الأناملِ أرجوحةً للهوى والتواصلْ
أو .. قل مزاجاً من الوردِ مختلطاً برحيقِ سَمَرْقَنْدَ في لهوهِا
السُّكَّري ..
المساءُ أصطفى من (سمر .. قند) أسماءَ ه
والقصيدةُ ممزوجةّ بسحابِ المداعةِ تهفو لإيقاعها
العذب عند الربي وائتلاق العيون ..
وغديرُ من الشوق يغمرني ثم يهدرُ ..
أو .. قل : يكركرُ ما ء .. وضحكاً .. وبوح جنونْ ..

من سحاب المداعة تنساب هذي المدينة ..
تصبح نهراً من الأبنوسِ
أو .. قل : سمرقند تختال تعبر مثل احتمال إلى ضفة القلب
أو .. قل : سمرقند هذي التي كلما خطرتْ أو تثنتْ
تكسر فيك الزمرّدُ والصبر ..

أنتما والخيال مساءان يقترفان الكلامْ
لغة تتراكم كالسُّحْبِ .. أو كالحقول الخصيبةِ في قلب آسيا ..
أو كالخريف الذي يتساقط كي يرحلَ التوتُ
هذا الحصار القديمْ

ربما ..
ربما كنتَ ، من سورة الحزن ، تحلمْ
ربما كنتَ شاعراً يتوهمْ
يمتطي صهوة الخيال المطهمْ
ولكنها قد تدك "السياج" وتأتي
قد تشيد بالوهم جسراً
إلى مدار الحقيقةْ
وتراوغ سور الحديقةْ
وتفك أسار شذاها المكبَّل
ثم تقطف من شفتيك الهوى
والسفرجلْ
والمنى
والكلام المؤجّلْ …
ــــــــــــــــــــــــــــ

للشاعر حسن السبع
السعودية/1994
القصيدة الأولى من ديوان حديقة الزمن الآتي



جاءت مباشرة بعد اهداء ملفت أود أن أنقله لكم :

اهداء :

التي بالكلام الذكيّ تخترق القلب

أو تتسلل كالضوء في غرفتي الضيقة
التي تختفي في السطور اذا ما كتبت القصيدة
التي تمنح المستحيل مناديلها
والضفائر .. والبهجة المطلقة
أمنح - الآن - شيئا من البوح في لحظة صادقة

....

ديوان ركلات ترجيح



اهداء
الى السادة المكشّرين
ابتسموا ..
فانكم لن تخسروا
الا تجاعيدكم !



******
حسن السبع وركلات ترجيح
الدمام - وسمي الفزيع




ضمن اصدارات نادي المنطقة الشرقية الادبي صدر ديوان شعر بعنوان

(ركلات ترجيح) للشاعر حسن السبع
ويضم هذا الديوان مجموعة من القصائد
والمقطوعات الشعرية ذات الطابع الضاحك،
المعبرة عن بعض المواقف الحياتية التي قد نمر بها دون ان تلفت
انظارنا لكن الشاعر السبع يلتقطها بمهارة ويقدمها لنا بقالب
اشبه ما يكون بالرسم الكاريكاتيري الذي يبعث عن الابتسام
وينبه الى بعض الاخطاء الاجتماعية.
ويضم الديوان مقدمة ضافية كتبها الشاعر عن لادب الضاحك
ومستويات التلقي للقصيدة الساخرة او الضاحكة،
وارتباط ذلك بثقافة المتلقي وسعة افقه واستعداده النفسي،
وهذا هو الديوان الثالث
للشاعر السبع بعد ديوانيه (زيتها وسهر القناديل) و(حديقة الزمن الآتي )
...


ليس اعتذارا


هكذا كان عنوان كلمة مؤلف
ديوان ركلات ترجيح
حسن السبع في مقدمة الديوان



تظل بعض الدعابات الأدبية حبيسة أدراج الأدباء والكتّاب ، فلا تخرج منها الا

للتداول بين الأصدقاء ، ولا ترى النور الا في المنتديات الخاصة نظرا
لخصوصية مضامينها وتلقائية لغتها .
لكن ذلك لا ينفي عنها صفة الابداع والمتعة والفائدة .
الا أن سدنة الجد ومهندس الصرامة قد أساؤوا فهم هذا اللون الأدبي على مرّ العصور ،
ونتيجة لذلك فقد طمرت كثير من تلك الدعابات في الأدراج ،
فحرم القراء من لون أدبي هو - على أية حال -
أفضل مما ابتليت به الساحة الثقافية من تهويمات لا تعمّر
في الذاكرة الا كما تعمّر فقاعة .

وقد وشوشني أحدهم ، مرة ، ناصحا بأن هذا الشكل الضاحك الذي
أنشره من حين
الى آخر سوف يسيء ،
كما يرى ، الى تجربتي الشعرية الجادة .
ولأني لم أدرك مغزى تلك الملاحظة فقد قبلت " الاساءة " المزعومة
راضيا مختارا لاعتقادي الراسخ بأنّ
صدق التعبير ليس وقفا على الأعمال الأدبية الجادة دون سواها .

وقد تكررت تلك الملاحظة أكثر من مرة .
وأذكر أني كنت ألقي قصيدة ضاحكة في مجلس أحد الأصدقاء ،
وكان ذلك في منتصف الثمانينات ، وقد ضم المجلس، يومئذ،
جمعا من الأدباء الشباب ( آنذاك ) .
كانت القصيدة عبارة عن معارضة ضاحكة لقصيدة لبيد بن ربيعة
( عفت الديار محلّها فمقامها ...بمنى تأبّد غولها فرجامها ).
وكانت تلك المعارضة الشعرية رسما كاريكاتوريا لشخصية
نمت نموا طفيليا على هامش
سنوات الطفرة الاقتصادية ممن يمكن أن يطلق عليهم تعبير
الأغنياء الجدد، أعني حديثي النعمة ،
بعد أن ( طفروا ) من وضع اجتماعي الى آخر دون تدرّج ،
وما نتج عن ذلك التحول المعيشي المفاجيء من ارتباك
وتشوش سلوكي مضحك .

تفاوتت مستويات التلقي لتلك القصيدة حسب ثقافة المتلقي ، وسعة ، أفقه ،
واستعداده النفسي ، وحين انتهيت من القاء القصيدة التفت اليّ
شاب يجاور هامش الحداثة لا متنها وقال :
" ألم تجد مضمونا جادا تشغل به وقتك أفضل من هذا ؟" قلت متهكما : " لا ... لقد
تركت كل المضامين المصيرية الجادة لكم " !
ويبدو أن لكل زمان ( أبطاله ) ممن حملوا على عاتقهم اصلاح الكون ،
وانقاذ العالم من أزماته ،
واقالته من عثراته ببضع تهويمات لفظية تساهم في اتساع ثقب الأوزون الأدبي .

لقد ساهم الأدب الضاحك عبر مراحله التاريخية
المختلفة في تصوير الحياة الاجتماعية وابراز أوجه التضاد
في الهيئات والأحوال والسلوك . وكان تراثنا الأدبي قديمه وحديثه زاخرا بالدعابة .

يقول الجاحظ في كتابه البخلاء :


" وللضحك موضع له مقدار ، وللمزاح موضع وله مقدار ، وللمزاح
موضع وله مقدار ، ولم يعيبوا الضحك الا بقدر ،
ولم يعيبوا المزاح الا بقدر ، ومتى أريد بالمزاح النّفع ، وبالضحك
الشيء الذي له جعل الضحك ، صار المزاح جدا والضحك وقارا "


غير أن دور الشاعر الضاحك قد يتراجع مستقبلا
مع سيادة قصيدة النثر وتقلص دور قصيدة الشطرين والتفعيلة .
ذلك ان بنية القصيدة العمودية وصرامة قواعدها ، وما اختزنته ذاكرتنا الأدبية من
اجلال وتوقير لهذا الشكل الكلاسيكي الصارم ، هو ما يصعّد الضحك ،
أو يفاقم النكتة . أي : عندما نعالج قضايا معيشية
يومية مرتبطة بالهامش أو القاع الاجتماعي بكل بساطته
تاسيسا على هذا الشكل المزدحم بقواعده وقوانينه وشروطه المحاطة بالهيبة والاجلال .

مع ذلك فان الشاعر الضاحك لا يستطيع
تصعيد الضحك دون عبث بريء ببعض شرط اللعبة
اللغوية والعروضية ، ودون تمرير بعض الجمل والمفردات
العامية والأجنبية أحيانا ، ودون اقتراف تجاوزات لغوية وفنية تصل أحيانا الى
حد الخروج من لغة الشاعر الى لغة الشارع .

ولد عنوان هذه المجموعة " ركلات ترجيح " قبل خمس سنوات دون عناء يذكر .
كلن مخاضا يسيرا . أذكر أني كنت في مجلس
حافل بالأصدقاء من الكتاب والأدباء ، وكان بين الحضور الصديق
الأستاذ سليمان أبا حسين .
كان ، آنذاك ، مسؤولا عن ادارة تحرير مجلة ( الشرق )
الأسبوعية ، فاقترح عليّ ليلتها أن أنشر لديهم دعابة واحدة
كل أسبوع ، وترك لي حرية اختيار العنوان .
كان بعض الأصدقاء ليلتها مشغولا بمتابعة المبارة النهائية لكأس العالم
وهي تنقل على الهواء مباشرة ,ودبّت في المجلس كله
عدوى متابعة المبارة وتشجيع فريق على آخر ، بمن فيهم مؤلف
هذه ( الركلات ) الذي لا ناقة له في الرياضة ولا جمل .
تعادل الفريقان المتنافسان ، ولم تحسم نتيجةفوز أحدهما
على الآخر الا " ركلات الترجيح " ، عندئذ التفت الى الصديق سليمان وقلت له:
" ركلات ترجيح ! .. هذا عنوان مناسب له دلالاته الكثيرة " .
هكذا ولد عنوان هذه المجموعة .

وبعد : لا يفوتني ، في هذه العجالة ، أن اشكر
وأقدّر للنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية رعايته لهذا العمل الأدبي، فقد
وفّر عليّ مشقة الدخلو في دوّامة النشر والتوزيع ،
وهي كابوس الكتّاب الثقيل .

حسن السبع /2003

...
__________________

romanticrose غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوان واسماء السموات السبع..؟؟(دمج) ورديه منتدى الثقافة الإسلامية 6 19-03-08 01:18 PM
الدروس في تفكيك طلاسم "العيطموس".. قراءة خاصة جدا! النجمة ركن المنقولات الأدبية 1 15-02-08 11:42 PM
السبع آيات المنجيات queen منتدى الثقافة الإسلامية 5 30-12-07 06:36 AM
الشاعر محمد الماجد ملكة الحزن المنتدى الثقافي والأدبي 14 24-12-06 11:27 PM
مقابلة؟!! ومع الشاعر المتنبي؟؟! كيف ذلك؟.. عاشقـ المهدي ـة المنتدى الثقافي والأدبي 3 08-09-02 02:47 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 08:20 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited