كتيب (لكي يستوعب الحج 10,000000 عشرة ملايين ) للامام الشيرازي

[الربعاوي]

لكي يستوعب الحج 10,000000 عشرة ملايين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين . والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .

في عام ( 1394هـ ) قصد الحج _ مليون ونصف_ حسب إحصاء مجلة _ الحوادث_ اللبنانية _ زهاء(مليون) منهم كانوا من الخارج حسب بيان _ المملكة العربية السعودية _ وكل كان يتوجس خيفة من هذا العدد الهائل الذي لم يسبق له مثيل.
وقد حصل _ بالفعل _ ماكان مترقباً , فالحجاج الذين رجعوا من الديار المقدسة , كان كل منهم يشكو من شيء معين :
فهناك حجاج رأوا كيف مات أناس في المسعى .
وحجاج رأوا كيف مات أناس في ( المقصب) وعند ( الجمرات ) وحتى في ( الطريق ) .
وحجاج رأوا كيف سقط قسم كبير من بعض جبال ( منى ) فمات في أثره أناس .
وحجاج رأوا كيف أجتاح ( الكوليرا) أناسا فماتوا متأثرين بهذا المرض .
إلى آخرين .. وآخرين..
وكثيرون من الحجاج اشتكوا من أزمة السكنى. وأزمة الطعام والماء . وأزمة الطرق _ حتى تحولت مسافة عشر دقائق إلى ساعات أو أكثر _ كما أن كثيرين من الحجاج اشتكوا من سوء معاملة بعض الشرطة والآمرين بالمعروف , بكسر زجاجات السيارات , وضرب الناس عند ( الحجر الأسود ) وعند ( قبر الرسول ) _ص_ وفي البقيع عند ( مرقد الأئمة الأطهار ) .
وكثيرون من الحجاج اشتكوا من عدم وجود ( التبليغ الإسلامي ) بالمستوى اللائق, في تلك الربوع الطاهرة.
كما أن كثيرين من الحجاج اشتكوا من بقاء ( البقيع ) ومراقد الطاهرين من آل الرسول, وأصحابه, والشهداء, بصورة مزرية خراباً يباباً..
أن مما لاشك فيه أن الوضع بحاجة إلى علاج, وليس العلاج بيد حكومة واحدة, أو إنسان بمفرده, أو جماعة معينة.
فانه ليس من الممكن إيقاف سيل الحجاج المتزايد كل سنة , فالمال متوفر , والمواصلات سهلة , والحياة المادية المتعقدة , تحتاج إلى التنفس المعنوي بما يوجب إقبال الناس على الحج , ليستريحوا في رحاب الله , والرسول , والأئمة الإبرار , والصحابة الأخيار عن مشاكل الحياة , ولو لأيام , والإسلام _من طرف آخر_ يحرض أكمل تحريض على أداء هذه الشعائر التي جعلها الله ( قياماً للناس ) .
هذا من ناحية ...
ومن ناحية أخرى : فان الحكومة وحدها مهما أوتيت من حول وطول وقوة والناس وحدهم مهما أوتوا من ثقافة ومعرفة لايتمكنان من معالجة الوضع حتى تمر هذه الأيام بسلام , خصوصاً وان هناك مشاعر وشعائر , وحركات ... متتابعة, ومسيرات جماهيرية, إلا إذا توفرت الجهود المخلصة وبذل المال بسخاء, لاستتباب النظام, وتوفير وسائل العمران, وأسباب الراحة وتنظيم الحركة, والمرور, والسكنى...الخ .
هذا هو ماحداني إن اكتب هذا الكتاب , ليكون مرشداً متواضعاً في هذا السبيل , ولعل هناك من المفكرين المخلصين من يتخذ على ضوء ما ذكرناه , نقطة انطلاق إلى صيغ كاملة لرفع المشكلة , وحيث أن نقدنا في هذا المجال بناء , فلا أظن إن الكتاب يثير أية حساسيات لدى أي جانب من الجوانب , فانه لولا النقد البناء , لبقي الإنسان جاهلاً , والحياة جامدة .
والله المسئول إن ينفع بهذا الكتاب, ويجعله وسيلة لحل المشكلة أنه ولي ذلك, وهو المستعان.

20 ذي الحجة 1394هـ

الفصل الأول
تطوير العمران في المشاعر :

( الحج) حسب تقديري, يمكنه استقبال_ عشرة ملايين إنسان_ في كل موسم, ولكن ذلك يتوقف على:
1_ توسيع المطارات.
2_ توسيع الموانئ.
3_ توسيع مدن الحجاج.
4_ توسيع مواقف السيارات.
5_ تكثير الطرقات وتوسيعها.
6_ جعل الإنفاق والجسور عند التقاطعات , ومفارق الطرق .
7_ تزويد المطارات, والموانئ, ومواقف السيارات, والطرقات والمشاعر, بالماء, والطعام وسائر الحاجيات بقدر الكفاية.
8_ إلغاء الروتين المتبع في ملاحظة الجوازات _ في الداخل _ فكل من دخل السعودية , ينبغي ان لا يتعرض لملاحظة وتدقيق جوازه , إذا لوحظ جوازه في الحدود .
9_ كسح كل الأسواق, والدكاكين التي تكون عثرة في الطريق والمشاعر _ مع ملاحظة أرضاء أصحابها_.
10_ تكثير وسائل المواصلات , بما يلاءم إعداد الحجاج الهائلة وحركاتها المتتابعة .
11_ تجنيد الموظفين _ بقدر الكفاية_ لهذه المهمة .
12_ تنظيم السير والمرور تنظيماً دقيقاً.
13_ بناء ( المواقيت) بناءاً مناسباً يستوعب إعداد الحجاج المارين عليها, وكذلك بناء الساحات العامة المناسبة.
14_ توسيع الحرم المكي الشريف , بإضعاف المقدار الحالي مع فرز مقدار المسعى عنه بواسطة الشبابيك , لئلا يزاحم من في المسجد الذين يسعون بين الصفا والمروة .
15_ بناء طوابق عديدة حول الكعبة المشرفة لتسهيل مهمة الطواف .
16_ بناء طوابق على المسعى , لتسهيل مهمة السعي ._
17_ بناء عرفات كلها على شكل طوابق متعددة لتسهيل مهمة الوقوف.
18_بناء (المشعر) كلها على شكل طوابق _كذلك_ لتسهيل مهمة الوقوف .
19_بناء ( منى ) كلها على شكل طوابق _ أيضا_ لتسهيل مهمة البقاء هناك .
20_ بناء طوابق حول كل ( جمرة ) وترفيع ( الجمرات ) لتسهيل مهمة الرمي , وجعل نفق كبير تحت الجمرات ليبتلع الجمرات وجعل الطرق الحلزونية حول الجمرات .
21_ بناء ( مقصب ) كبير ذا طوابق , لتسهيل مهمة الذبح والنحر .
22_ جعل مواقف واسعة للسيارات تحت الأرض .
23_ تزويد أبنية المواقف, والمشاعر الأخرى بالماء والكهرباء والتلفون, وسائر وسائل السكنى والاتصال والراحة والترفيه.
24_ جلب معامل التعليب, لأجل تعليب لحوم الأضاحي, والانتفاع بسائر أجزاء الحيوان.
25_ جعل خمسين حصاة أو أكثر في أكياس صغيرة وتوزيعها على الحجاج لأجل تسهيل مهمة الرمي , حتى لاحتاج الحاج إلى صرف وقته في جمع الحصيات .
26_ توسيع الحرم المدني الشريف , إضعاف ماعليه ألان .
27_ توسيع إدارة ( الموصلات السلكية واللاسلكية ) لأجل تسهيل اتصال الحجاج بذويهم .
28_ توسيع إدارة ( الإسعاف ) و ( النجدة ) بما يلاءم حجم الحالات الاستثنائية , لهذا العدد الكثير من الحجاج .
39_ تنظيم المداخل والمخارج للمشاعر وما إليها تفادياً عن الاصطدام.
30_ جعل مقاعد كهربائية متحركة في المطاف والمسعى لأجل طواف وسعي العاجزين .

الفصل الثاني
تعمير المشاهد المتبركة:

إن المسلمين كافة , يشكون منذ خمسين سنة من انهدام البقاع المتبركة في الحجاز , وقد كان الهدم لظروف استثنائية خاصة , مضى عهدها , ولم يبق لها في عالم اليوم أي مبرر , فاللازم تعمير هذه المشاهد بأسرع وقت ممكن , وهي تربو على المئات , ونذكر منها على سبيل المثال :
مرقد الإمام الحسن بن علي _ عليه السلام _ سبط رسول الله _ص_ في البقيع.
2_ مرقد الإمام علي بن الحسين _عليه السلام_ حفيد رسول الله (ص) في البقيع .
3_ مرقد الإمام محمد الباقر (ع) حفيد رسول الله (ص) في البقيع .
4_ مرقد الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) حفيد رسول الله (ص) في البقيع .
5_ مرقد فاطمة بنت أسد أم الإمام أمير المؤمنين (ع).
6_ مرقد السيدة خديجة زوجة الرسول الأعظم(ص) .
7_ مرقد السيدة فاطمة أم البنين , زوجة الإمام أمير المؤمنين (ع) .
8_ مرقد السيدة آمنة بنت وهب أم الرسول الأعظم (ص).
9_ مرقد السيد الجليل أبو طالب عم الرسول الأعظم (ص) .
10_ مراقد شهداء احد.
11_ مرقد السيد الجليل حسين شهيد فخ.
12_ مرقد الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري في ربذة .
13_ بيوت أهل البيت _ عليهم السلام _.
14_ مراقد أقرباء الرسول الأعظم_ص_ وأصحابه , والتابعين لهم بإحسان .

الفصل الثالث
إعطاء الحريات لكافة المسلمين :

يجب إعطاء مختلف الحريات الإسلامية لكافة المسلمين ف :
1_ نقل مايشاؤون من الكتب الدينية إلى الديار المقدسة ومنها إلى سائر البلاد , فان إعطاء مثل هذه الحريات _ بالإضافة إلى وجوبه شرعاً _ يعطي صورة ناصعة عن الإسلام الذي يتميز عن بقية الأديان والمبادئ بأنه _دين الحريات _ كما قال سبحانه : ( لا أكراه في الدين ) , وكما قال تعالى : ( يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) .
مع إن ذلك يعود على الدولة بأطيب سمعة في الخارج, كما يعود على المسلمين بتوثيق عرى التآخي والمحبة والوداد.
2_ إقامة كل طائفة مسلمة الشعائر حسب اجتهادها, من إقامة الصلاة, وتقبيل الأضرحة, وقارئة الأدعية, وإلقاء المحاضرات والدروس.
ولقد سبق وان ابرق ألينا الملك الراحل سعود بن عبدا لعزيز حول هذا الموضوع بالذات ، يقول في ضمن كلامه :
( واني أكن لجميع المسلمين _ من غير نظر إلى مذهبهم _ كل تقدير واحترام ) .
وهذا مايجب إن يترجم عملياً , حتى يلمسه كل حاج بنفسه , ويكون داعياً إلى تزايد المحبة والوئام بين كافة المسلمين .

الفصل الرابع
التبليغ في الحج :

من الضروري اهتمام الحكومات, والشعوب الإسلامية, بالتبليغ لأجل الحج, وفي الحج لأجل الإسلام والفضيلة, وذلك بواسطة:
1_ الاداعات .
2_ التلفزيونات.
3_ الصحف.
4_ النشرات.
5_ الكتب.
6_ المسارح.
7_ الأشرطة.
8_ المؤتمرات التي يجب أن تنعقد في موسم الحج, وقبله وبعده, لأجل مدارسة أحوال المسلمين, وما يوجب تقدمهم.
9_ التصاوير والتماثيل المناسبة .
10_ مجالس الوعظ والإرشاد والخطابة والتثقيف.

الفصل الخامس
مساعدة المسلمين لأجل الحج:

يجب على المسلمين ( حكومات وشعوباً) مساعدة الحج مادياً , ومعنوياً , بمختلف الوسائل الممكنة التي منها :
1_ تسهيل أمر ( الجواز ) حتى يتسنى لكل إنسان يريد الحج, مهما كانت جنسيته, ومهما كانت مشاكل جوازه إن يذهب إلى الحج بسهولة.
2_ إلغاء كل الرسوم والجمارك من الحاج سواء في سفره إلى الحج , أو عند رجوعه إلى بلاده .
3_ الدعاية الواسعة للحج بواسطة وسائل الإعلام المختلفة .
4_ تقدير الحجاج , بذكر أسمائهم في الإذاعة وتصوير مواكبهم وقوافلهم في التلفزيون , وكذلك بالنسبة إلى سائر وسائل الإعلام .
5_ تخفيض أجور المواصلات , وأسعار المشتريات المربوطة بالحج .
6_ عقد الندوات التثقيفية والتدريبية لأجل تعليم الحجاج إحكام الحج .
7_ تزويد الحجاج بالخرائط, والكتب والأشرطة المبينة لمختلف شؤون مكة المكرمة, والمدينة المنورة, وسائر ما هنالك من الآثار الإسلامية.
8_ السماح للتجارة إلى الحج , ومن الحج إلى البلاد في شبة _ سوق حرة _ فلقد قال تعالى : ( لاجناح عليكم إن تبتغوا فضلاً من ربكم ) .
9_ عقد مؤتمرات وندوات تعارف بين كافة المسلمين سواء في طريقهم إلى الحج, أو في الحج نفسه, مما يزيد في أواصر الود والمحبة والتعاون.
10_ رفع جميع الموانع التي تحول دون حج المسلمين أو دون تعارف المسلمين بعضهم على بعض سواء في الحجاز, أو في سائر البلاد.
11_ التخطيط الواسع لأجل تعريف غير المسلمين بالإسلام وبالمسلمين وإزالة ما في أذهانهم من رواسب ضد الإسلام, أو ضد المسلمين.
12_ التخطيط الواسع , لأجل دعوة غير المسلمين إلى الإسلام , بمختلف ...الوسائل والسبل .
ولا يخفى ان تحقيق ماذكرناه في هذا الكتاب , وان كان يحتاج إلى جهود كبيرة وأموال طائلة , لكن المسلمين _ والحمد لله _ اكبر همة , وأكثر ثراءاً من إن يحول دون ما كتبناه ضعف همتهم, أو قلة ثروتهم.
وقد وعد الله سبحتنه النصر للعاملين , وذلك كاف في أن نأمل كل ذلك , بل فوق ذلك , وماهر على الله بعزيز .
والله الموفق المستعان

..محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

[ملكة الحزن]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شكرا اخي المهذب الربعاوي
على مشاركتك بعد طول غياب

أختكم ملكة

[شروفه]

لو يُعمل بهذا الكتاب ..

منتدي تاروت الثقافي
بستان الفكر والمعرفة

[الربعاوي]

الاخت الفاضلة / ملكة الحزن
مشرفتنا الكريمة / شروفة
شكراً لتواصلكما معناً

الكتاب كان قد وضعه المؤلف قدس الله سره من خلال ما حدث من مشاكل واحداث مؤسفة في موسم الحج عام 1394هـ وذلك بوضع بعض الحلول لتلك المشاكل والاحدث ولما لمسه من حاجة المسلمين والمسؤلين لذلك .
والآن وبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود على صدور هذا الكتاب ماتزال المشاكل في تفاقم عاماً بعد عام ولو تم الالتفات لمضمون ماجاء في هذا الكتاب المتواضع لحلت الكثير من المشاكل التي تتتكرر عاماً بعد عام .
بالمناسبة هنالك كتاب آخر لسماحتة موجود في موقعه عبر هذا الرابط
http://www.alshirazi.com/compilation...hej/fehres.htm
تحت عنوان ( ليحج خمسون مليونا كل عام )
تقرأ في مقدمة الناشر للكتاب :
يعتبر الحج من أهم الفرائض والأركان التي أوجبها الله سبحانه وتعالى على الأمة الإسلامية لما لهذه الشعيرة من فوائد عظيمة تعود على الأمة الإسلامية ولكي تأخذ هذه الفريضة المساحة المطلوبة لها من قبل المشرع الإسلامي وجب أن تتلائم أهداف هذه الفريضة مع الإمكانيات المتاحة والمتوفرة لدى الأمة الإسلامية والذي لا يخفى على كل مسلم ومسلمة أن الأمة الإسلامية بحالها من إمكانيات اقتصادية وسياسية وحضارية فإنها من المؤكد أن تجعل هذه الإمكانيات تصب لخدمة الأمة الإسلامية والرسالة السماوية والحج فريضة تاريخية تتلائم به الأنفس وتتجانس وتتوحدالقلوب وتعبر عن وحدة كلمة الإسلام ولا شك أنه كلما كان عدد المسلمين وسوادهم عظيم في هذه الشعيرة فإن ذلك يشكل رهبة وهيبة في قلوب أعداء الإسلام وبالنظر إلى هاتين النقطتين القدرة والإمكانيات الهائلة للدول الإسلامية وكذلك مستوى المساهمة والإعداد التي تشكل صورة عظيمة للإسلام كان لهذا الكتاب النظرة الهادفة إلى حث الدول الإسلامية والمسلمين إلى المساهمة بأكبر قدر من الإمكانيات لزيادة اعداد الحجاح عاماً بعد عام مع توفير الإمكانيات والوسائل المناسبة مع هذا العدد وعدد الخمسين مليون حاج الذي يدعو سماحة آية الله العظمى إلى الدعوة للحج انما هو على ضوء ما يراه سماحته من إمكانيات هائلة للدول الإسلامية ويرسم سماحته في هذا الكتاب السبل الواجب توفرها وتهيئتها لكي نصل إلى هذا المستوى كما وإن سماحة السيد آية الله العظمى الشيرازي يعطي بعض الملامح المختصرة لهذه الشعيرة وأهم الأماكن المقدسة فيها كي يتسنى للقارئ فهم الصورة الواضحة لشعيرة الحج ونظراً لأهمية هذا الكتاب وما حواه من أطروحات قيمة قمنا بطبعه سائلين الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح.