عودي إليَّ.. أذوبُ اليوم في لغتي
ذوبي على وتري يا روح إنسان
ذوبي على وجع النيران آنستي
سيّأن في نبضي أحلام بركان
سافرتُ فيكِ ليالٍ عشق سيّدها
سهواً على عزفكِ الماضي كنسياني
يا خالق الروح أنتِ الروح في بدني
وأنتِ ساقيتي عشقي وأشجاني
ما الموت في يَدِكِ العظمى أخالفه
ولا الحياة سلاح هزّ سجّاني
قدّستُ روحكِ أسماء ألوذ بها
على حصيرٍ يُغنّي وجد ألحاني
على الدماء التي سالت نوازفها
بقدس مستشهدي "يافا" وأوطاني
ما الله يعرف أنّى ينتهي وطنٌ
ولا السماء نداء مزّق الجاني
ولا أنا أنتِ يا أقلامَ معتكفٍ
ولا الدماء ندى حرّاً بتبيانِ
عودي إليَّ.. سنينَ الله في يدكِ
عودي.. أقاسمكِ الأشلاء نيراني
يا أمّتي جمرنا في الماء.. في رتبٍ
في هتك راقصةٍ.. في نفط أحزان
قدسي يسافر كالقرآن أحسبه
وهاأنا مُعْدم أمشي لبركاني
فأصبحت رئتي جمرا يحاكمها
ربّ الطغاة..، وينعى فوقها الزاني
يا عذبتي.. يا كلام الله.. يا لغتي…
إنّي أغنّي سرابا مثل جدراني
إنّي أغنيكِ أطيافا مسافرة
كحين يُشرق من عينيكِ جثماني