New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > منتدى المكتبة الإلكترونية

منتدى المكتبة الإلكترونية قسم يختص بالكتب الإلكترونية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-10, 07:45 AM   #46

عاشق المجتبى
مبتدئ  






رايق

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه




آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره)

السلام على السيد الشهيد السعيد
السلام على الأتقى والأنقى

السلام على الأطهر والأقدس
السلام على الأعدل والأورع
السلام على الأعلم والمرجع
, السلام على الأستاذ والمولى
السلام على الحبيب الطيب
السلام على العز والفخر
السلام على التضحية والفداء
السلام على الإيثار والأخلاق ,
السلام على سيدي الصدر
السلام على المهضوم المظلوم
السلام على الوحيد الطريد
السلام على المحجوز المحبوس
السلام على المقيد المعدوم





:

ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ـ قدس سره ـ في مدينة الكاظمية المقدسة في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ، وكان والده العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة، وقد حمل لواء التحقيق والتدقيق والفقه والأصول، وكان عابداً زاهداً عالماً عاملا، ومن علماء الاسلام البارزين.
وكان جده لأبيه وهو السيد اسماعيل الصدر; زعيماً للطائفة، ومربياً للفقهاء، وفخراً للشيعة، زاهداً ورعاً ظالعاً بالفقه والأصول، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق.
أما والدته فهي الصالحة التقية بنت المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين، وهو من أعاظم علماء الشيعة ومفاخرها.
بعد وفاة والده تربى السيد محمد باقر الصدر في كنف والدته وأخيه الأكبر، ومنذ أوائل صباه كانت علائم النبوغ والذكاء بادية عليه من خلال حركاته وسكناته.
دراسته وأساتذته:

-تعلم القراءة والكتابة وتلقى جانباً من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية، في مدينة الكاظمية المقدسة وهو صغير السن وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لشدة ذكائه ونبوغه المبكر، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية دون أستاذ.
-بدأ بدراسة المنطق وهو في سن الحادية عشرة من عمره، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية.
- في بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الأصول عند أخيه السيد اسماعيل الصدر، وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه: إن هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأصول على صاحب المعالم.
-في سنة 1365 هـ هاجر سيدنا الشهيد المفدى من الكاظمية المقدسة إلى النجف الاشرف; لإكمال دراسته، وتتلمذ عند شخصيتين بارزتين من أهل العلم والفضيلة وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين ( قدس سره )، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( رضوان الله تعالى عليه ).
-أنهى دراسته الفقهية عام 1379 هـ والأصولية عام 1378 هـ عند آية الله السيد الخوئي ( رحمه الله ).
-بالرغم من أن مدة دراسة السيد الصدر منذ الصبا وحتى إكمالها لم تتجاوز 17 أو 18 عاماً; إلا أنها من حيث نوعية الدراسة تعدّ فترة طويلة جداً، لأن السيد كان خلال فترة اشتغاله بالدراسة منصرفاً بكلّه لتحصيل العلم، فكان منذ استيقاظه من النوم مبكراً وإلى حين ساعة منامه ليلا كان يتابع البحث والتفكير، حتى عند قيامه وجلوسه ومشيه.
تدريسه:

بدأ السيد الصدر في إلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً، فقد بدأ بتدريس الدورة الأولى في علم الأصول بتاريخ 12 / جمادي الآخرة / 1378 هـ وأنهاها بتار يخ 12 / ربيع الأول / 1391، وشرع بتدريس الدروة الثانية في 20 رجب من نفس السنة، كما بدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة 1381هـ.
وخلال هذه المدة استطاع سيدنا الأستاذ أن يربي طلاباً امتازوا ـ حقاً ـ عن الآخرين من حيث العلم والأخلاق والثقافة العامة، لأن تربية السيد الصدر لهم ليس منحصرة في الفقه والأصول، بل أنّه يلقي عليهم في أيام العطل والمناسبات الأخرى محاضراته في الأخلاق، وتحليل التأريخ، والفلسفة، والتفسير لذا أصبح طلابه معجبين بعلمه وأخلاقه، وكماله إلى مستوىً منقطع النظير، ولهذا حينما يجلس السيد بين طلابه يسود بينهم جو مليء بالصفاء والمعنوية.
طلابه:

من أبرز طلابه ما يأتي ذكرهم:
1 ـ آية الله السيد كاظم الحائري.
2 ـ آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي.
3 ـ آية الله السيد محمد باقر الحكيم.
سيرته وأخلاقه :

سنوجز في هذه المناسبة أبرز صفاته وهي:
1 ـ حبه وعاطفته:

ان من سمات شخصية المرجع الشهيد ( رحمه الله ) تلك العاطفة الحارة، والأحاسيس الصادقة، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأمة، تراه يلتقيك بوجه طليق، تعلوه ابتسامة تشعرك بحب كبير وحنان عظيم، حتى يحسب الزائر أن السيد لا يحب غيره، وإن تحدث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة، وكان سماحته يقول: إذا كنا لا نسع الناس بأموالنا فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا؟
2 ـ زهده:

لم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا، لأنه كان لا يملك شيئاً منها، أو لأنه فقد أسباب الرفاهية في حياته، فصار الزهد خياره القهري، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه. وكأنه يقول ( يا دنيا غري غيري ): فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله لم يلبس عباءة يزيد سعرها عن خمسة دنانير ( آنذاك )، في الوقت الذي كانت تصله أرقى أنواع الملابس والأقمشة ممن يحبونه ويودونه،لكنه كان يأمر بتوزيعها على طلابه.
3 ـ عبادته:

من الجوانب الرائعة في حياة السيد الصدر ( رحمه الله ) هو الجانب العبادي، ولا يستغرب إذا قلنا: إنه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبات.
وكانت السمة التي تميّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله سبحانه وتعالى، والإخلاص والخشوع التامين، فقد كان لا يصلي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات، إلا إذا حصل له توجه وانقطاع كاملين.
4 ـ صبره وتسامحه:

كان السيد الصدر أسوة في الصبر والتحمل والعفو عند المقدرة فقد كان يتلقى ما يوجه إليه بصبر تنوء منه الجبال، وكان يصفح عمن أساء إليه بروح محمديّة
5 ـ نبوغه:

كانت علائم النبوغ بادية على وجهه منذ طفولته، وعلى سبيل المثال نذكر هذه القصة التي حدثت في بداية الحياة الدراسية للسيد الصدر وكان السيد الصدر يدرس عند الشيخ محمد رضا آل ياسين، وحينما وصل الأستاذ في بحثه إلى مسألة أن الحيوان هل يتنجس بعين النجس، ويطهر بزوال العين، أو لا يتنجس بعين النجس؟
فذكر الشيخ آل ياسين أن الشيخ الأنصاري ذكر في كتاب الطهارة: أنه توجد ثمرة في الفرق بين القولين تظهر بالتأمل، ثم أضاف الشيخ آل ياسين: إن أستاذنا المرحوم السيد اسماعيل الصدر حينما انتهى بحثه إلى هذه المسألة، طلب من تلاميذه أن يبيّنوا ثمرة الفرق بين القولين، ونحن بيّنا له ثمرة في ذلك، وأنا أطلب منكم أن تأتوا بالثمرة غداً بعد التفكير والتأمل.
وفي اليوم التالي حضر السيد الصدر قبل الآخرين عند أستاذه، وقال له: إنّي جئت بثمرة الفرق بين القولين، فتعجب الشيخ آل ياسين من ذلك كثيراً، لأنه لم يكن يتصور أن حضور تلميذه إلى الدرس حضوراً اكتسابيا، وإنما هو حضور تفنني.
فبين سيدنا الصدر ثمرة الفرق بين القولين، وحينما انتهى من بيانه دهش الأستاذ من حِدّة ذكاء تلميذه ونبوغه، وقال له: أعد بيان الثمرة حينما يحضر بقية الطلاب، وحينما حضر الطلاب سألهم الشيخ: هل جئتم بثمرة؟ فسكت الجميع ولم يتكلم أحد منهم، فقال الأستاذ: إن السيد محمد باقر قد أتى بها، وهي غير تلك التي بيّناها لأُستاذنا السيد اسماعيل الصدر.
ثم بيّن السيد الشهيد الصدر ما توصل إليه من ثمرة الفرق بين القولين، وقد نفذ السيد بنبوغه هذا إلى صميم القلوب بصفته شخصية علمية وفكرية بارزة، وحاز على اعتراف فضلاء وعلماء الحوزة العلميّة.
مواقفه ضد نظام البعث الحاكم في العراق:

للسيد مواقف مشرفة كثيرة ضد النظام العراقي العميل نوجزها بما يلي:
1 ـ في عام ـ 1969 م ـ وفي إطار عدائها للإسلام، حاولت زمرة البعث الحاقدة على الإسلام والمسلمين توجيه ضربة قاتلة لمرجعية المرحوم آية العظمى السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) من خلال توجيه تهمة التجسس لنجله العلامة السيد مهدي الحكيم، الذي كان يمثل مفصلا مهماً لتحرك المرجعية ونشاطها، فكان للسيد الشهيد الموقف المشرف في دعم المرجعية الكبرى من جانب، وفضح السلطة المجرمة من جانب آخر، فأخذ ينسق مع المرجع السيد الحكيم ( قدس سره ) لإقامة اجتماع جماهيري حاشد، ويعبر عن مستوى تغلغل المرجعية الدينية وامتدادها في أوساط الأمة، وقوتها وقدرتها الشعبية وحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام امير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )، وكان حاشداً ومهيباً ضمّ كل طبقات المجتع العراقي وأصنافه.
ولم يقف دعمه عند هذا الحد، بل سافر إلى لبنان ليقود حملة إعلامية مكثفة دفاعاً عن المرجعية، حيث قام بإلقاء خطاب استنكر فيه ما يجري على المرجعية في العراق، وأصدر كثيراً من الملصقات الجدارية التي ألصقت في مواضع مختلفة من العاصمة بيروت.
2 ـ في صباح اليوم الذي قرر الإمام الراحل سماحة آية العظمى السيد الخميني ( رضوان الله عليه )، مغادرة العراق إلى الكويت قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران، قرر السيد الصدر الذهاب إلى بيت الإمام لتوديعه، بالرغم من الرقابة المكثفة التي فرضتها سلطات الأمن المجرمة على منزله، وفي الصباح ذهب لزيارته، ولكن للأسف كان الإمام قد غادر قبل وصوله بوقت قليل.
والحقيقة أنه لا يعرف قيمة هذا الموقف وأمثاله إلاّ الذين عاشوا تلك الأجواء الإرهابية التي سادت العراق قبيل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران.
3 ـ بعد حادثة اغتيال الشهيد مرتضى المطهري في ايران على أيدي القوات المضادة للثورة الإسلامية في ايران، قرر السيد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة وذلك لأنه كان من رجال الثورة ومنظريها وكان من الواجب تكريم هذه الشخصية الكبيرة.
4 ـ ومن مواقف الفداء والتضحية ما حدث خلال فترة الحصار والإقامة الجبرية أيام انتصار الثورة الإسلامية في ايران ـ 1399 هـ = 1979 م ـ إجابته على كل البرقيات التي قد أُرسلت له من ايران، ومنها برقية الإمام الخميني ( قدس سره )، علماً أن جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد، لأن النظام العراقي كان قد احتجزها، لكن السيد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة ايران / القسم العربي .
وكان من حق السيد الشهيد أن يعتذر عن الجواب، فمن هو في وضعه لا يُتوقع منه جوابا على برقية، لكن لم يسمح له إباؤه فعبّر عن دعمه المطلق، وتأييده اللامحدود للإمام الراحل والثورة الإسلامية الفتية المباركة; مسجلا بذلك موقفاً خالداً في صفحات التضحية والفداء في تاريخنا المعاصر.
5 ـتصدى ( رضوان الله عليه ) إلى الإفتاء بحرمة الأنتماء لحزب البعث، حتى لو كان الانتماء صورياً، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، فكان هو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك، وحزب البعث في أوج قوته وكان ذلك جزءاً من العلة وأحد الأسباب التي أدت إلى استشهاده.
أهداف، سعى الشهيد الصدر لتحقيقها:

1 ـ كان السيد الصدر يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة، تحكم بما أنزل الله عزوجل، تعكس كل جوانب الإسلام المشرقة، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الانسانية النموذجية، بل وتثبت أن الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك، وقد أثبت كتبه ( أقتصادنا، وفلسفتنا، البنك اللاربوي في الإسلام، وغيرها ) ذلك على الصعيد النظري.
2 ـ وكان يعتقد أن قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية العارفة بالظروف والأوضاع المتحسسة لهموم الأمة وآمالها وطموحاتها، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم، وهذا ما سماه السيد الشهيد بمشروع « المرجعية الصالحة ».
3 ـ من الأمور التي كانت موضع اهتمام السيد الشهيد ( رضوان الله عليه ) وضع الحوزة العلمية، الذي لم يكن يتناسب مع تطور الأوضاع في العراق ـ على الأقل ـ لا كماً ولا كيفاً، وكانت أهم عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابة المثقفة الواعية، وتطعيم الحوزة بها.
والمسألة الأخرى التي اهتم بها السيد الشهيد هي تغيير المناهج الدراسية في الحوزة العلميّة، بالشكل الذي تتطلبه الأوضاع وحاجات المجتمع لأن المناهج القديمة لم تكن قادرة على بناء علماء في فترة زمنية معقولة، ولهذا كانت معظم مدن العراق تعاني من فراغ خطير في هذا الجانب، ومن هنا فكّر (رضوان الله عليه) بإعداد كتب دراسية، تكفل للطالب تلك الخصائص; فكتب حلقات ( دروس في علم الأصول ).
أمّا المسألة الثالثة التي أولاها السيد اهتامه فهي استيعاب الساحة عن طريق إرسال العلماء والوكلاء في مختلف مناطق العراق، وكان له منهج خاص وأسلوب جديد، يختلف عما كان مألوفاً في طريقة توزيع الوكلاء، ويمكننا تلخيص أركان هذه السياسة بما يأتي:
أولا: حرص على إرسال خيرة العلماء والفضلاء ممن له خبرة بمتطلبات الحياة والمجتمع.
ثانياً: تكفل بتغطية نفقات الوكيل الماديّة كافة، ومنها المعاش والسكن.
ثالثاً: طلب من الوكلاء الامتناع عن قبول الهدايا والهبات التي تقدم من قبل أهالي المنطقة.
رابعاً: الوكيل وسيط بين المنطقة والمرجع في كل الأمور، ومنها الأمور الماليّة، وقد أُلغيت النسبة المئوية التي كانت تخصص للوكيل، والتي كانت متعارفة سابقاً.
مؤلفاته:

ألّف آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) العديد من الكتب القيمة في مختلف حقول المعرفة، وكان لها دور بارز في انتشار الفكر الإسلامي على الساحة الإسلامية وهذه الكتب هي:
1 ـ فدك في التاريخ: وهو دراسة لمشكلة ( فدك ) والخصومة التي قامت حولها في عهد الخليفة الأول.
2 ـ دروس في علم الأصول الجزء الاول.
3 ـ دروس في علم الأصول الجزء الثاني.
4 ـ دروس في علم الأصول الجزء الثالث.

5 ـ بحث حول المهدي: وهو عبارة عن مجموعة تساؤلات مهمة حول الإمام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف )
6-نشأة التشيع و الشيعة.
7- نظرة عامة في العبادات.
8 ـ فلسفتنا: وهو دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية، وخاصة الفلسفة الإسلامية والمادية والديالكتيكية الماركسية.
9 ـ اقتصادنا: وهو دراسة موضوعية مقارنة، تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام، في أسسها الفكرية وتفاصيلها.
10 ـ الاسس المنطقية للاستقراء: وهي دراسة جديدة للاستقراء، تستهدف اكتشاف الأساس المنطقي المشترك للعلوم الطبيعية وللايمان بالله تبارك وتعالى.
11 ـ رسالة في علم المنطق: اعترض فيها على بعض الكتب المنطقية، ألفها في الحادية عشرة من عمره الشريف.
12 ـ غاية الفكر في علم الأصول: يتناول بحوثا في علم الأصول بعشرة أجزاء، طبع منه جزء واحد، ألفه عندما كان عمره ثماني عشرة سنة.
13 ـ المدرسة الإسلامية: وهي محاولة لتقديم الفكر الإسلامي في مستوى مدرسي ضمن حلقات متسلسلة صدر منها:
أ ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية.
ب ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟
14 ـ المعالم الجديدة للأصول: طبع سنة 1385 هـ لتدريسه في كلية أصول الدين.
15 ـ البنك اللاربوي في الإسلام: وهذا الكتاب أطروحة للتعويض عن الربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.
16 ـ بحوث في شرح العروة الوثقى: وهو بحث استدلالي بأربعة أجزاء، صدر الجزء الأول منه سنة 1391 هـ.
17 ـ موجز أحكام الحج: وهو رسالة عملية ميسرة في أحكام الحج ومناسكه، بلغة عصرية صدر بتاريخ 1395 هـ.
18 ـ الفتاوى الواضحة: رسالته العملية، ألفها بلغة عصرية وأسلوب جديد.
19 ـ بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة: ألفه قبيل استشهاده ولم يكمله، تحدث فيه حول تحليل الذهن البشري، ومن المؤسف جداً أن هذا الكتاب مفقود ولا يعرف أحد مصيره.
20 ـ بحث حول الولاية: أجاب السيد في هذا الكتاب عن سؤالين، الأول: كيف ولد التشيع؟ والثاني: كيف وجدت الشيعة؟
21 ـ تعليقة على الرسالة العملية لآية الله العظمىالسيد محسن الحكيم ( قدس سره )، المسماة ( منهاج الصالحين ).
22 ـ تعليقة على الرسالة العملية لآية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين، المسماة ( بلغة الراغبين )
23 ـ المدرسة القرآنية : وهي مجموعة المحاضرات التي ألقاها في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.
24 ـ الإسلام يقود الحياة: ألف منه ست حلقات في سنة 1399 هـ، وهي:
1 ـ لمحة تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في ايران.
2 ـ صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
3 ـ خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
4 ـ خلافة الانسان وشهادة الأنبياء.
5 ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية.
6 ـ الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.
اقوال العلماء فيه:

قال فيه صاحب كتاب أعيان الشيعة: هو مؤسس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً، اتسمت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيت بها ميادين البحث، فكتبه عالجت البُنى الفكرية العليا للإسلام، وعنيت بطرح التصور الإسلامي لمشاكل الانسان المعاصر ... مجموعة محاضراته حول ( التفسير الموضوعي ) للقرآن الكريم طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير، يتسم بعبقريته وأصالته.
شهادته:

بعد أن مضى عشرة اشهر في الإقامة الجبرية، تم اعتقاله في 19 / جمادي الأولى / 1400 هـ الموافق 5 / 4 / 1980 م.
وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير استشهد السيد الصدر بنحو فجيع مع أخته العلوية الطاهرة ( بنت الهدى ).
وفي مساء يوم 9 / 4 / 1980 م ( 1400هـ )، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً، قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الأمن إلى دار المرحوم حجة الاسلام السيد محمد صادق الصدر ـ أحد أقربائه ـ وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف، فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تم إعدامهما، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما، فأمر مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد محمد صادق الشهيد الصدر ( رضوان الله عليه ). مضرجاً بدمائه، آثار التعذيب على كل مكان من وجهه، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى ( رحمهما الله ). و تم دفنهما في مقبرة وادي السلام، المجاورة لمرقد الإمام علي ( عليه السلام ) في النجف الأشرف.
وبعد انتشار خبر استشهاده عن طريق الإذاعات العالمية، أصدر الإمام الخميني ( قدس سره ) حينذاك بياناً تاريخياً، أعلن فيه عن استشهاد الإمام الصدر وأخته المظلومة، اعلن فيه الحداد العام في ايران.
الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر

الاسم
هو السيد محد باقر بن السيد حيدر بن السيد إسماعيل الصدر الكاظمي الموسوي، ويُكنى بأبي جعفر اسم ابنه الأكبر.
أسرته
ينتمي السيد محمد باقر إلى عائلة الصدر المشهورة العلم والجهاد والتقوى، ويذكر لنا التاريخ طائفة منهم بإجلال وتقدير منهم: السيد هادي الصدر، والسيد حسن الصدر، والسيد إسماعيل الصدر، والسيد محمد الصدر، والسيد صدر الدين الصدر، والسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ابن عم أسرة آل الصدر. وأسرة آل الصدر من الأسر العربية الأصيلة الواضحة النسب الكريمة الحسب العريقة الأصول الزكية الفروع، أما أمه فهي كريمة الشيخ عبد الحسين آل ياسين وهي أخت العلماء العظام الشيخ محمد رضا والشيخ مرتضى والشيخ راضي، وأسرة آل ياسين من الأسر العراقية المعروفة بالعلم والصلاح والفضيلة والتقى.
مولده
ولد السيد الشهيد في مدينة الكاظمية في بغداد سنة 1353هــ المصادف 1935م.
اليتيم
فقد السيد الشهيد والده وعمره أربع سنوات إذ توفى السيد حيدر الصدر عن عمر يناهز الثامنة والأربعين، وقد تولى الإشراف عليه بعد فقدان والديه وأخيه السيد إسماعيل الصدر.
سجاياه الشخصية
لقد كانت لشهيدنا الغالي روح ملكوتية قد تمحضت يقيناً وكمالاً، وتجلت طهراً وصفاء، لا يشوبها شوب من السوء يعيب طهارتها، ولا يمازجها نزر من الريب ينقص حظها من يقينها ورسوخها في عالم الحقيقة، ولا عجب فهي حفيد الكمال، وسلالة الطهر وعترة اليقين، قد ترادف النسب والسبب على تنقيتها، وتناهض الأصل والعمل على الارتفاع بها إلى بحبوحة الحق أسوة لمن أرادوا الله، وقدوة لمن عشقوا الذرى والمجد.
إن العقول الكبيرة كثيرة، والأفهام المشهورة موفورة، أما النفوس التي تقاد بزمان العقول، والقلوب التي تملك أعنتها الأفهام، والسلوك الذي يصنع على عين اللب وبيده، فتلك نوادر قلت، وشوارد قد استعصى طلبها، وأعيت على سعي الطالبين.
إن شهيدنا الغالي قد استحوذ على القلوب، وكان له موضع الإعظام قبل النفوس لعمله قبل علمه، ولتقواه قبل فهمه، ولنزاهته وقداسته قبل عبقريته وإحاطته، لذلك عشقه من لا يعرفون العبقريات ليقدروا أهلها بقدرها، وشغفت به حباً من لا يدركون العقول النافذة والأفكار المبدعة ليعظموا أصحابها، ويدينوا بالإكبار لذويها، ويخفضوا لهم جناح الذل طاعة وانقياداً.
وأما عن عبادته رضوان الله تعالى عليه، فقد كان له من آبائه الأكرمين سجية العشق الإلهي، وخصيصة الهيام بالباري، فكان معشوقه دائم الحظور في قلبه، واصب الشخوص أمام عينيه، لا يفتر عن ذكره مسبحاً له أو تالياً لكتابه، أو هادياً إليه منيباً لأحكامه.
مرحلة التكوين الثقافي عند السيد الشهيد الصدر
ابتدأ السيد الشهيد دراسته لمقدمات العلوم بالكاظمية وهو في سن العاشرة، وفي سن الحادية عشرة بدأ بدراسة المنطق، وفي سن الثانية عشر درس الصدر علم الأصول على يد أخيه السيد إسماعيل، والسيد إسماعيل كان أستاذ أخيه الأول وعنده درس المقدمات والسطوح.
حدثنا أحد فضلاء تلامذته أن السيد إسماعيل قال عن أخيه "سيدنا الأخ بلغ ما بلغ في أوان بلوغه" وكان كثير الإعجاب بأخيه.
وقد حضر بحث الخارج عند خاله آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين وكان يحضر في بحثه كبار الفقهاء مثل: آية الله صدر البادكوبي وآية الله الشيخ عباس الرميثي وآية الله الشيخ محمد طاهر آل راضي وآية الله عبد الكريم على خان وآية الله السيد باقر الشخص وآية الله السيد إسماعيل الصدر. كما حضر عند خاله الشيخ مرتضى آل ياسين تأييداً واحتراماً له، وكان خاله الشيخ كثير الاحترام والحب له. وقد درس السيد الصدر عند آية الله العظمى السيد الخوئي منذ سنة 1365هــ إلى سنة 1378هــ وله إجازة اجتهاد خطية منه ويطلق السيد الصدر عليه ــ في معرض ذكر نظرياته ــ السيد الاستاذ. كما أن السيد حضر برهة من الزمن على الشيخ المذكور ودرس عنده الفلسفة الإسلامية خصوصاً أسفار ملا صدراً الشيرازي.
بدأ السيد بتدريس علم الأصول في 1378هــ وانتهت هذه الدورة في ربيع الأول 1391هــ.
نال السيد درجة الاجتهاد وهو في أواخر العقد الثاني من عمره، وقد دعاه السيد عباس الرميثي إلى مساعدته في كتابة تعليقته العلمية، وفي ذلك الوقت بالذات كتب السيد الشهيد فتاواه على شكل تعليقة ولا تزال موجودة وتعتبر من نفائس الكتب.
كتاباته الأولى
1 ــ فدك في التاريخ: في مطلع حياته وبداية انفتاحه على الصراع الذي تعيشه الأمة، عايش شهيدنا الغالي مسئلة رئيسية ومهمة في التاريخ الإسلامي وقد تركت آثارا سلبية كثيرة على مسيرة الإسلام وهي مسئلة الصراع بين الزهراء وغاصبيها حقها.
وفي هذا الكتاب نلاحظ السيد مع صغر عمره دقيقاً في حججه، رقيقاً في أسلوبه، علمياً في منهجه، مما يدل على إمكانيات فذة كشف عنها الزمان فيما بعد.
2 ــ غاية الفكر في علم الأصول: وهو من بواكير نتاجات السيد في علم الأصول وكان عمره حين كتابته عشرين عاماً فقط، وهذا الكتاب الذي طبع ونشر سنة 1376هــ ويحتوي على آراء ونظريات الشهيد في مجال علم الأصول والتي طرحها في فترة مبكرة.
العمل الفكري
وما يهمنا ذكره هنا هو التصدي الفلسفي والفكري للاستعمار الكافر الممثل بمذاهبه المختلفة. لقد عانت الساحة العراقية في الخمسينات من اشتداد الحركة الشيوعية التي كانت تركز على حرب المعتقدات الدينية وتسعى بجد لانتزاعها من قلوب الأمة. وقد نجحت حينها نجاحاً شديداً لعدم وجود المبارز القادر على ردها حتى جاء الشهيد رضوان الله تعالى عليه فعارض الدليل بالدليل والحجة بالحجة فسطع نور الحق. ومن النتاجات المهمة آنذاك:
1 ــ فلسفتنا: ألف هذا الكتاب في 29 ربيع الثاني 1379هــ أي سنة 1959م. إن هذا الكتاب دراسة دقيقة وموضوعية للأسس التي تقوم عليها الفلسفة الماركسية ودياليكتيتها ودحضها علمياً رصينا. يقول الشهيد (رض) "فلسفتنا هو مجموعة مفاهيمنا الأساسية عن العالم وطريقة التفكير فيه ولهذا كان الكتاب".
2 ــ اقتصادنا: لقد عالج السيد الشهيد المشاكل الفلسفية الداخلية في الصراع بكتابة فلسفتنا، ولكن الصراع الذي كان يتناول في جملة ما يتناول النظريات الاقتصادية إضافة للإشكالات الفلسفية وتطرح الشيوعية نظرياتها وكذلك تفعل الرأسمالية ويبقى الإسلام مغبوناً بين هذه الاتجاهات ليدخل عنصراً فاعلاً في ساحة الصراع وسلاحاً بيد الإسلاميين في معركتهم مع الكفر والانحراف.
شعبية الفكر الإسلامي عند السيد
لقد تكونت ونمت وتربت على الخط الإسلامي الصحيح الذي طرح السيد الشهيد، وامتلكت رصيداً قوياً في الصراع ودليلاً قاطعاً في الحجاج، ولكن المستوى العميق الذي طرحه شهيدنا في "اقتصادنا وفلسفتنا" لا يمكن استيعابه من قبل القطاعات الكبيرة من أبناء الأمة بل هناك صعوبة بالغة حتى في تدريسه وشرحه؛ لذلك وبعد ثلاث سنوات من تأليف كتاب فلسفتنا طرح الشهيد كتاب المدرسة الإسلامية لعموم أبناء الشعب، وقد ركز كتاب المدرسة الإسلامية على مبحثين مهمين هما:
1 ــ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية. وقد تناول فيه المسائل المهمة التالية:
أ ــ الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية.
ب ــ الديمقراطية الرأسمالية.
ج ــ الاشتراكية الشيوعية.
د ــ الإسلام والمشكلة الاجتماعية.
هــ ــ موقف الإسلام من الحرية والضمان.
2 ــ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي: وقد تناول في هذا البحث ما يلي:
أ ــ ما هو نوع الاقتصاد الإسلامي.
ب ــ الاقتصاد الإسلامي كما نعوض به.
ويقول السيد الشهيد في معرض تبيانه لضرورة المدرسة الإسلامية: "وقد لاحظنا من البدء مدى التفاوت بين الفكر الإسلامي في مستواه العالي وواقع الفكر الذي نعيشه في بلادنا بوجه عام حتى يصعب على كثير مواكبة ذلك المستوى العالي إلا بشيء كثير من الجهد، فكان لابدّ من حلقات متوسطة يتدرج خلالها القارئ إلى المستوى الأعلى ويستعين بها على تفهم ذلك المستوى الأعلى وهنا نشأت فكرة (المدرسة الإسلامية)".
وللشهيد الكريم مؤلفات كثيرة تتجاوز الثلاثين مؤلفا وكلها تعد من المؤلفات العظيمة التي أضفت على المكتبة الشيعية صبغة التكامل في الطرح الإسلامي وسلبت الحرية التي كانت بيد الأعداء من أن المسلمين يفتقرون إلى النظرية المتكاملة في الطرح، ونذكر هنا إضافة لما ذكرنا بعض مؤلفات الشهيد رضوان الله تعالى عليه:
1 ــ البنك اللاربوي في الإسلام.
2 ــ الأسس المنطقية للاستقراء.
3 ــ بحث حول المهدي.
4 ــ بحث حول الولاية.
5 ــ دروس في علم الأصول.
6 ــ بحوث في العروة الوثقى (أربع مجلدات).
7 ــ تعليقة على منهاج الصالحين.
8 ــ لمحة فقهية عن دستور الجمهورية الإسلامية.
9 ــ المرسل والرسول والرسالة.
10 ــ غاية الفكر في الأصول (خمس أجزاء).
لقد كتب الشهيد السعيد للأمة الإسلامية في كل حقول المعرفة الدينية والفكرية، مراعياً مختلف قطاعات الأمة ــ كما وضحنا ذلك ــ فكتب لها في نظرية المعرفة وتفسير الكون ووجود الله تعالى بأسلوب المقارنة مع المدارس المضادة كالمدرسة الماركسية والمنطقية الوضعية، وكتب لها عن المهدي على أساس الحقائق العلمية والعقلية في إطار المسيرة العامة للبشرية؛ مجيباً على كل الأسئلة المطروحة في شخص المهدي، في كتاب بحث حول المهدي.
وكتب لها في الرسالة والرسول مثبتاً بالأدلة القاطعة ربانية الإسلام ونبوة محمد بن عبد الله ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ في كتاب المرسل والرسول والرسالة.
كما كتب الشهيد السعيد في العبادة الإسلامية، وأوضح بأن العبادة ضمن إطار الحاجات الثابتة التي يواجهها الإنسان في جميع العصور على أساس حاجته للإرتباط بالمطلق مع الإشارة إلى الدور الاجتماعي في العبادة ذاتها في كتاب نظرة عامة في العبادات الإسلامية. هذا ولم يكن السيد الشهيد يكتب للترف أو للمجد الشخصي، وإنما للأمة الإسلامية بهدف التحرك الفكري والسياسي والاجتماعي والجهادي، ومن أجل تحقيق الحكم الإلهي العادل، ولذا تميزت كتاباته بالروح الحركية، وعلى هذا قال الشهيد السعيد في مقدمة كتاب فلسفتنا "وكان لابدّ للإسلام أن يقول كلمته في معترك هذا الصراع المرير ــ الصراع الفكري على أرض الإسلام ــ ليتاح للأمة أن تعلن كلمة الله وتنادي بها وتدعو إليها كما فعلت في فجر تأريخها العظيم، وليس هذا الكتاب إلا جزء من تلك الكلمة.."، ولكي يجابن الإنسان المسلم أعداءه بالمنطق الذي تفرضه المرحلة التي يعيشها، ولكي يطرح الإسلام بمنطق يتناسب وروح العصر؛ جاءت كتابات الشهيد السعيد ثرية بالحيوية وتجديدية بمعنى الكلمة، فأسلوبها يتمتع بالسبك اللغوي المتين ومنهجيتها حديثة عصرية.
العمل النسوي في منهج السيد الشهيد
لم يغب عن ذهن الشهيد صورة العمل النسوي في أوساط الأمة فتعاهده على طول عمله الجهادي وأعد له أخته المجاهدة العالمة آمنة حيدر الصدر "المكناة ببنت الهدى"، وقد مارست السيدة الشهيدة العمل للإسلام منذ صغرها، وكانت تسير مع أخيها في تحركاته، وتكملها على الصعيد النسوي.
وينبغي للمتابع لمسيرة السيد الصدر الجهادية أن ينظر إلى بنت الهدى ونتاجاتها على أنها الامتداد الطبيعي لعمل السيد في المجال النسوي. وكان عمل العلوية المجاهدة بنت الهدى من خلال محورين رئيسيين هما:
1 ــ المحور الثقافي: إعداد الفتيات الرساليات من خلال المحاضرات والندوات ومتابعة عبادة الفتيات ونشر الحجاب الإسلامي بينهن، وكانت ــ رحمها الله ــ تشرف على مدارس الزهراء (ع) للبنات في الكاظمية والنجف الأشرف، فقد كانت تسافر ثلاث أيام إلى الكاظمية لمتابعة الإشراف والتفقد للمدرسة فيها.
2 ــ المحور الفكري: وقد كان للسيدة الشهيدة باع طويل في النتاجات الفكرية وخصوصاً فيما يتعلق في مجال المرأة، ويمكن حصره في ميادين مختلفة منها كتابة القصة: وتعتبر العلوية الشهيدة رائدة القصة النسوية الإسلامية وقد أثرت على النساء من خلال هذا الفن، ومن قصصها:
1 ــ ليتني كنت أعلم.
2 ــ امرأتان ورجل.
3 ــ لقاء في المستشفى.
4 ــ الباحثة عن الحقيقة.
5 ــ ذكريات على تلال مكة.
وغيرها الكثير من روائع القصص، والتي تقول عنها الشهيدة هذه البضاعة المسجاة والمجموعة الإسلامية كمذكرة أخوية تزداد بها مناعة ووقاية من السموم الأجنبية الفاتكة وهي بالوقت نفسه بلسم لجراحها وشفاء لصدرها وقوة جبارة لبعض نقاط ضعفها..
ولقد شاركت بنت الهدى السيد الشهيد في جميع مصائبه حتى نالت شرف الشهادة الرفيعة معه، وقد سبق منها أن قالت كلمة معبرة تربط حياتها بحياة أخيها فيها كعمتها زينب وجدها الحسين ــ عليهما السلام ــ حيث قالت "إن حياتي من حياة أخي وسوف تنتهي حياتي مع حياته إن شاء الله".
وقد قيّم الإمام الخميني (قده) هذه العلوية الطاهرة بقوله "… وشقيقته المكرمة المظلومة والتي كانت من أساتذة العلم والأخلاق ومفاخر العلم والأدب".
ارتباطه بالإمام الخميني والثورة الإسلامية المباركة في إيران
كان الشهيد الصدر مرتبطاً عاطفياً وسياسياً وفكرياً بالإمام الراحل الخميني العظيم منذ سنوات كثيرة؛ فنراه يناصر الإمام الخميني (قده) منذ ثلاثين سنة عبر رسالة يرسلها إلى أحد أخوانه العلماء يقول فيها "وأما بالنسبة إلى إيران فإن الوضع كما كان وأقاي خميني مبعداً في تركيا من قبل عملاء أمريكا في إيران وقد استطاع أقاي خميني في هذه المرة أن يقطع لسان الشاه الذي كان يتهم المعارضة باستمرار بالرجعية والتأخر لأن خوض معركة ضد إعطاء امتيازات جديدة للأمريكان المستعمرين لا يمكن لإنسان في العالم أن يصف ذلك بالرجعية والتأخر".
ويقول شهيدنا الغالي في مكان آخر: "لقد استطاع الشعب الإيراني المسلم أن يشكل القاعدة الكبرى لهذا الرفض البطولي والثبات الصامد على طريق دولة الأنبياء والأئمة والصديقين، والشعب الإيراني العظيم بحمله لهذا المنار وممارسته مسؤوليته في تجسيد هذه الفكرة وبناء الجمهورية الإسلامية يطرح نفسه لا كشعب يحاول بناء نفسه فحسب بل كقاعدة للإشعاع على العالم الإسلامي وعلى العالم كله".
وبعد نجاح الثورة الإسلامية المباركة وقيام دولة المستضعفين في إيران طرح الإمام الفقيد الخميني الكبير (قد) مشروع دستور الجمهورية الإسلامية وأرسل حينها برسالة مع ثلة من العلماء البارزين في لبنان إلى السيد الشهيد يسألونه عن معالم الدستور الإسلامي جاء في أحد مقاطعها ".. فالمرجو من سماحتكم بحكم ما يعرفه العالم الإسلامي كله عن تبحركم في الفقه وكل فروع المعرفة الإسلامية وقيموميتكم الراشدة على أفكار العصر أن تنفعونا بما يلقي ضوءاً في هذا المجال وتمدونا بانطباعات عما تقدرونه من التصورات الأساسية للشعب الإيراني المسلم بهذا الصدد.. وقد أعطى السيد الشهيد مجموعة مركزة من المفاهيم حول الموضوع.
وفي معرض جوابه على هذه الرسالة يقول "فأنا أشعر باعتزاز كبير يغمر نفسي وأنا أتحدث إلى هذا الشعب الإيراني المسلم الذي كتب بجهاده ودمه بطولته الفريدة تاريخ الإسلام من جديد وقدم إلى العالم تجسيداً حياً ناطقاً لأيام الإسلام الأولى بكل ما زخرت به من ملاحم الشجاعة والإيمان". وبسبب بعض الحوادث عزم السيد الشهيد إلى الهجرة من النجف الأشرف، وفور سماع الإمام الراحل (قده) هذا الخبر أرسل ببرقية إلى السيد الصدر مطالباً إياه بعدم الهجرة من العراق لحاجة الحوزة العلمية والأمة الإسلامية إليه هناك، وهذا نص البرقية:
سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد باقر الصدر دامت بركاته..
علمنا أن سماحتكم تعتزمون مغادرة العراق بسبب بعض الحوادث، إنني لا أرى من الصالح مغادرة مدينة النجف الأشرف مركز العلوم الإسلامية، وإنني قلق من هذا الأمر. آمل إن شاء الله زوال قلق سماحتكم. والسلام عليكم ورحمة الله.
روح الله الموسوي الخميني.
وقد كان رد السيد الشهيد على الإمام القائد (قده) هو الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى الإمام المجاهد السيد روح الله الخميني دام ظله

تلقيت برقيتكم الكريمة التي جسدت أبوتكم ورعايتكم الروحية للنجف الأشرف الذي لا يزال منذ فارقكم يعيش انتصاراتكم العظيمة، وإني أستمد من توجيهكم الشريف نفحة روحية كما أشعر بعمق المسؤولية في الحفاظ على الكيان العلمي للنجف الأشرف، وأود أن أعبر لكم بهذه المناسبة عن تحيات الملايين من المسلمين والمؤمنين في عراقنا العزيز الذي وجد في نور الإسلام الذي اشرق من جديد على يدكم ضوءاً هادياً للعالم كله وطاقة روحية لضرب المستعمر الكافر والاستعمار الأمريكي خاصة ولت%

التعديل الأخير تم بواسطة عاشق المجتبى ; 07-11-10 الساعة 05:34 PM.

عاشق المجتبى غير متصل  

قديم 29-10-10, 07:55 AM   #47

عاشق المجتبى
مبتدئ  






رايق

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه


من اقوال الشهيد الصدر




علي(عليه السلام) كان يصّر دائما على أن يكون زعيما، يصّر دائما على أن يكون هو الأحق بالزعامة، علي الذي يتألم، الذي يتحّسر أنه لم يصبح زعيما بعد محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يقول: لقد تقمصها أبن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، في غمرة هذا الألم، في غمرة هذه الحساسية ليست لنفسه، أن كل هذا العمل وكل هذا الجهد، ليس لأجل نفسه بل من أجل الإسلام، وكذلك كان يربي أصحابه على أنهم أصحاب تلك الأهداف الكبيرة، لا أصحاب زعامته وشخصه، وقد انتصر علي(عليه السلام) انتصارا عظيما في كلتا الحالتين.

التعديل الأخير تم بواسطة عاشق المجتبى ; 07-11-10 الساعة 07:41 AM.

عاشق المجتبى غير متصل  

قديم 04-11-10, 03:03 AM   #48

سحر الندى
عضو متميز

 
الصورة الرمزية سحر الندى  







افكر

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه



سماحة السيد منير الخباز

• السيرة الذاتية*:
هو سماحة السيد منير بن السيد عدنان الخباز، من أفاضل علماء القطيف ومن خطبائها. ولد في قرية (المدارس) إحدى قرى القطيف الداخلية سنة 1384هـ، من عائلة الخباز، وهم من السادة من أشراف مكة المكرمة، ممن يتصل نسبهم بالإمام الحسن المجتبى، نزحوا إلى القطيف من عهد ليس بالقريب.
والدته: هي الفاضلة الجليلة فاطمة بنت المرحوم المقدس الحجة الشيخ فرج العمران، من أسرة علمية معروفة، وخاله سماحة العلامة الحجة الشيخ حسين العمران (دام عزه).

• نشأته:
درس الابتدائية وشيئا من الإعدادية، متميزاً عن أقرانه من الطلاب، ولكنه رغم ذلك لم يكن يجد فيها تلبية لطموحه، فهاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلوم الدينية سنة 1398ه، وكان عمره آنذاك (14) سنة، ودرس هناك النحو والمنطق، حتى حصلت الأحداث التي أخلت بالأمن في العراق سنة 1399ه.
ثم تركها متوجهاً نحو مدينة قم المقدسة، وبقي فيها حتى سنة 1402ه، أنهى خلالها المقدمات ودرس شيئاً من السطوح، ورجع إلى القطيف لظروف خاصة، وبقي فيها معلماً ومتعلماً ما يزيد على السنة، ثم سافر إلى سوريا وحضر هناك عند العلامة المرحوم السيد جمال نجل الإمام الخوئي في (الكفاية)، في سنة 1405ه هاجر إلى النجف الأشرف، فأتمّ السطوح العليا، وشرع في درس بحث الخارج، ففي النجف الأشرف حضر بحث آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ، وبحث آية الله العظمى الشيخ مرتضى البروجردي ، كما حضر بحث آية الله العظمى السيد علي السيستاني ، وكان ذلك بتوجيه من أستاذه السيد حبيب حسينيان، حيث قدمه لسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني، وأثنى عليه لديه طالباً منه حضوره لديه لمدة شهرين كفترة تجربة، وكان من ثمار هذه التجربة أن حوَّل سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني بحثه إلى اللغة العربية.

وكانت هذه المرحلة من المراحل الرئيسة في صقل شخصيته العلمية، حيث استفاد من أستاذه آية الله العظمى السيد السيستاني بذور التفكير في علم الأصول، والقدرة على المقارنة بين المدارس الأصولية المختلفة، كما استفاد منه السعة والشمولية والاطلاع على العلوم الحديثة، والاستفادة منها في تعميق المطالب الأصولية وفي استنطاق النصوص. وفي قم المقدسة؛ حضر مجموعة من البحوث، منها بحث آية الله العظمى الشيخ الوحيد في الأصول لمدة أربع سنوات، ثم ركَّز حضوره لدى سماحة آية الله العظمى الشيخ ميرزا جواد التبريزي لما وجد فيه من تضلع بارع في الفقه ومهارة في الأصول ورحابة صدر في استقبال استفهامات الطالب والاهتمام بتربيته. وقد أولاه أستاذه آية الله العظمى الشيخ التبريزي عناية خاصة لما رأى فيه من التوقد العلمي، وكان سماحة السيد يلتقي به ساعات طويلة في كل يوم، يستقي وينهل من علمه الوافر، حتى جعله سماحة المرجع الراحل عضواً في مجلس استفتائه


وكانت هذه المرحلة أيضاً من المراحل الرئيسة في مسيرته العلمية، حيث كان آية الله العظمى الشيخ التبريزي يرعاه رعاية أبوية وتربوية، من خلال التمرين على الاستنباط، والتنبيه على النكات العلمية و دائماً ما يقول السيد ( إنه لم يستفد من أستاذ بقدر ما استفاد من أستاذه التبريزي) وظل ملازماً إلى آخر حياته و قد كتب فيه أنه نال مرتبة الاستنباط و الاجتهاد.



كما حضر مجلس استفتاء آية الله العظمى السيد الكوكبي ، فترة معتداً بها حتى نال مكانة مرموقة عنده و كتب فيه أنه حاز ملكة الاجتهاد و أن له العمل بما يستنبطه ، كما أشاد به آية الله العظمى السيد صادق الروحاني، وأفاد أن لديه القدرة على البحث الاستدلالي. وما زال يخفي هذه الكتابات، ويؤكد " سماحة السيد" على أن الشهادات لا تضيف للعالم شيئاً، وإنما ينال العالم مكانته العلمية من حيث تميُّزه العلمي، ودروسه وطلابه ومؤلفاته.






• تدريسه:
مارس التدريس منذ نعومة أظفاره في سن (15) سنة في النحو والبلاغة والفقه والأصول، ودرَّس المنظومة، وبداية الحكمة، ونهاية الحكمة، وغيرها من المقررات العلمية في الحوزات العلمية.

• تدريس البحث الخارج:
بدأ بحثه الخارج في الأصول عام 1418ه، في (فروع العلم الإجمالي)، وقد قرّره بعض تلامذته، ولكنه آثر أن يعيده بقلمه ضاغطاً للعبارات، وقد تميَّز بحثه في (فروع العلم الإجمالي)، بتناول مناقشات وإشكالات ومحاولات للتأسيس لم يسبقه إليها غيره، ويمكن ملاحظة ذلك بمقارنة ما كتبه بعض أساتذته في نفس الفترة.

كما باحث أيضاً في (صلاة المسافر)، وغيرها من أبواب الفقه المختلفة. ثم بدأ البحث الرسمي في الفقه في باب الإجارة ثم الحج، وفي الأصول بدأ دورة أصولية من بدايتها، كما فتح بحثاً آخر في الفقه تناول فيه المسائل المستحدثة، وكان أن نقل بحثه إلى بيت آية الله العظمى الشيخ التبريزي ، حيث أوصى المرجع الراحل أن لا يخلو بيته من العلم، وأن يحيا بخواصِّ طلابه عبر بحوثهم العلمية.
و قام سماحة السيد بتقرير بحث الأصول لأستاذه آية الله العظمى السيد السيستاني ، وطبع في مجلد جميل البيان وجزل العبارة تحت عنوان (الرافد في علم الأصول)، مبتعداً عن المألوف في الحوزة العلمية من تعقيد العبارة وضغطها، وله كتابات في الإجارة والحج والمسائل المستحدثة في طريقها للطبع.





• شخصيته العلمية:
تميّزت الشخصية العلمية لسماحة السيد المترجم له بميزات مهمة وعديدة منها:
1/ بيانه الساحر والجذاب.
2/ تدريب طلابه على النقاش والكتابة والبحث وإمكانياته.
3/ دأبه على المقارنة بين المدارس المختلفة و التدقيق في نقدها و اختيار الصائب.
ومضافاً لذلك كله فإنه شاعر منذ نعومة أظفاره، تميَّزت شاعريته بالرقة والعذوبة، فتناول مختلف جوانب الشعر، كالرثاء والمدح والغزل والوصف، ومن ذلك أرجوزته (خير الأراجيز في الوطن العزيز) و خطيب مشهور في المجتمعات الشيعية العربية.

__________________________
* قام بإعدادها بعض من طلاب سماحة السيد الفضلاء والمقربين لسماحته.


البث المباشر لدروس السيد....
والندوات والحورات والمؤلفات على موقع السيد حفظه الله
http://www.almoneer.org/index.php
__________________

سحر الندى غير متصل  

قديم 07-11-10, 12:52 AM   #49

عاشق المجتبى
مبتدئ  






رايق

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وُلد السيد حسن نصرالله في 31 أب 1960، وهو من بلدة البازورية في جنوب لبنان، والده السيد عبد الكريم نصر الله، والسيد حسن هو الأكبر سناً في العائلة المكوّنة من ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.‏‏
وكانت الولادة والسكن في حي "الكرنتينا"، أحد أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية لبيروت، وهناك تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة "الكفاح" الخاصة، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة "الثانوية التربوية" في منطقة سن الفيل.‏‏
- عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (نيسان 1975) عادت عائلته إلى البازورية، حيث واصل تعليمه في المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من صغر سنه تم تعيينه مسؤولاً تنظيمياً لبلدة البازورية في حركة أمل.‏‏
- أبدى منذ حداثته اهتماماً خاصاً بالدراسة الدينية متأثراً بالإمام السيد موسى الصدر.‏‏
- تعرّف خلال فترة تواجده في جنوب لبنان على إمام مدينة صور سماحة السيد محمد الغروي، الذي ساعده في ترتيب التحاقه بالحوزة العلمية في النجف الاشرف أواخر العام 1976، فغادر الى النجف الأشرف ومعه رسالة تعريف من السيد الغروي الى المرجع الديني الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) الذي أبدى اهتماماً ملفتاً به، وكلّف سماحة السيد عباس الموسوي (رض) مهمة الإشراف على الطالب الجديد والعناية به على المستويين العلمي والشخصي.‏‏
- في عام 1978، غادر العراق متخفياً متوارياً عن أنظار النظام العراقي، نظراً لحالة الجور والاضطهاد التي مورست ضد الحوزات الدينية (علماء وطلاب)، وفي لبنان التحق بحوزة الإمام المنتظر (عج)، وهي المدرسة الدينية التي أسسها الشهيد السيد عباس الموسوي الذي كان ممنوعاً بدوره من العودة الى العراق، وهناك واصل دراسته العلمية مجدداً.‏‏
والى جانب نشاطه العلمي في الحوزة الدينية في بعلبك، عاود السيد نصر الله نشاطه السياسي والتنظيمي في حركة أمل بمنطقة البقاع،حيث تم تعيينه سنة 1979 مسؤولاً سياسياً لمنطقة البقاع وعضواً في المكتب السياسي لحركة أمل.‏‏
- في عام 1982، انسحب مع مجموعة كبيرة من المسؤولين والكوادر من حركة أمل اثر خلافات جوهرية مع القيادة السياسية للحركة آنذاك حول سبل مواجهة التطورات السياسية والعسكرية الناتجة عن الاجتياح الاسرائيلي للبنان.‏‏
- تولى مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه عام 1982 عقيب الاجتياح الصهيوني وانطلاق حركة المقاومة الاسلامية في لبنان.‏‏
- واصل نشاطه العلمي في المدرسة الدينية في بعلبك الى جانب توليه مسؤولية منطقة البقاع في حزب الله حتى العام 1985، حيث انتقل الى منطقة بيروت، وتولى فيها مسؤوليات عديدة.‏‏
- في عام 1987، تم استحداث منصب المسؤول التنفيذي العام لحزب الله، حيث جرى تعيينه في هذا المنصب الى جانب عضويته في شورى القرار (أعلى هيئة قيادية في حزب الله).‏‏
- في عام 1989 غادر إلى مدينة قم المقدسة للإلتحاق بالحوزة العلمية مجدداً وإكمال دراسته، ولكنه عاد بعد عام واحد ليكمل مسؤولياته بناءً لقرار الشورى وإلحاح المسؤولين والكوادر الأساسيين وتحت ضغط التطورات العملية والسياسية والجهادية في لبنان آنذاك.‏‏
- في عام 1992، تم إنتخابه بالإجماع من قبَل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي الذي اغتالته القوات الاسرائيلية في 16 شباط 1992 في بلدة تفاحتا خلال عودته من بلدة جبشيت في جنوب لبنان حيث كان يشارك في احتفال بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد شيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشيخ راغب حرب.‏‏
- خاضت المقاومة الاسلامية خلال تولّيه الامانه العامة للحزب عدداً من الحروب والمواجهات البطولية مع جيش الاحتلال، كان أبرزها حرب "تصفية الحساب" في تموز 1993، وحرب "عناقيد الغضب" في نيسان 1996 التي توّجت بتفاهم نيسان الذي كان أحد المفاتيح الكبرى لتطور نوعي لعمل المقاومة الاساسية أتاح لها تحقيق الإنجاز التاريخي الكبير المتمثل بتحرير القسم الأكبر من الاراضي اللبنانية في أيار من العام 2000 م.‏‏
- خلال توليه الامانة العامة، خاض حزب الله غمار الحياة السياسية الداخلية في لبنان بشكل واسع، وشارك في الانتخابات النيابية عام 1992، وهي أول انتخابات نيابية تجري بعد انتهاء الحرب الاهلية في لبنان، فحقّق فوزاً مهماً تمثل بإيصال 12 نائباً من اعضائه الى البرلمان اللبناني، مشكّلاً بذلك كتلة الوفاء للمقاومة.‏‏
- في 13 أيلول 1997، استشهد نجله الأكبر محمد هادي في مواجهة بطولية مع قوات الاحتلال في منطقة الجبل الرفيع في جنوب لبنان.‏‏
- السيد حسن نصر الله متزوج من فاطمة ياسين، وله منها خمسة أولاد أبناء: (الشهيد هادي)، محمد جواد، زينب، محمد علي، محمد مهدي

موقع المقاومة[/align]
__________________



تلقّى علومه الابتدائية في مدرسة النجاح الخاصة في الحي. وكان في عداد آخر دفعة حازت الشهادة الابتدائية الرسمية (السرتيفيكا). يومها عنت له الشهادة كثيراً. من الشياح انتقل الى الثانوية التربوية في سن الفيل لمتابعة المرحلتين المتوسطة والثانوية، لكن الحرب التي نشبت عام 1975 دفعت العائلة الى مغادرة الكرنتينا والعودة الى الضيعة حيث اكمل المرحلة الثانوية في ثانوية صور.‏‏‏
خلال وجوده في الكرنتينا لم يكن لديه اي انتماء حزبي او تنظيمي رغم وجود احزاب لبنانية وتنظيمات فلسطينية عدة، وهذه كانت حال اهله. ولكن بعد عودته الى البازورية انتسب الى حركة "امل" كخيار طبيعي، وهو المتعلق على المستوى العاطفي واللاشعوري بالسيد موسى، كان يومها في الخامسة عشرة، وكانت "امل" تعرف بـ"حركة المحرومين". اختار الانتساب اليها رغم ان المناخ العام في البازورية تطغى عليه اللفحة اليسارية، حيث ينتمي معظم الاهالي الى الحزب الشيوعي والاحزاب اليسارية.‏‏‏
بدأ العمل الحزبي من آخر السلم، عنصراً في مجموعة مع شقيقه حسين الاصغر سناً، وسرعان ما اضحى مسؤولاً تنظيمياً عن الحركة في البلدة رغم صغر سنه. ولم تمضِ اشهر حتى قرر السفر الى النجف لتحصيل علومه الدينية بعدما سنحت الفرصة. كان حلم اهله ان يكون طبيباً وحلمه ان يصبح عالم دين. لكن الامكانات المادية كانت تحول دون تحقيق رغبته. حين انتقل الى الجنوب عام 1976 اخذ يؤم مسجد صور حيث تعرف الى العلامة السيد محمد الغروي الذي كان السيد موسى انتدبه ليحل محله في صور. فاتحه برغبته في الذهاب الى الحوزة العلمية في النجف، فشجعه وسهل له الطريق وحمّله "رسالة توصية" الى السيد محمد باقر الصدر الذي كانت تجمعه به صداقة قوية. وهكذا كان. جمع نصرالله بعض المال من الاصحاب واعطاه والده ما تيسر. حجز بطاقة السفر واستقل الطائرة من مطار بيروت الى مطار بغداد ومنه بالباص الى النجف التي وصلها خالي الوفاض, غير ان المرء في النجف يلقى دائماً احتضاناً، شرط ان يتحلى بقدرة على العيش حياة متقشفة وتحمّل الفقر، والاكتفاء بالخبز والنوم على فراش اسفنج على الارض.‏‏‏
عندما وصل الى النجف، كان يحمل "رسالة التوصية". التقى مجموعة من الطلاب اللبنانيين طالباً ان يرافقه احدهم لتسليم السيد الصدر الرسالة، فكان ان عرفوه الى السيد عباس الموسوي الذي تربطه صلة وثيقة بالمرجع الديني، حين التقاه اعتقده عراقياً لبشرته السمراء الداكنة، واخذ يحدثه باللهجة الفصحى، فما كان من السيد الموسوي الا ان بادره: "انا لبناني من النبي شيت". هكذا بدأت علاقة نصرالله والموسوي الذي تحول اخاً وصديقاً واستاذاً ورفيق نضال، الى ان فقده بعد 16 سنة يوم اغتالته اسرائيل اميناً عاماً لحزب الله.‏‏‏
[/align]





هتمّ السيد الموسوي بالشاب اليافع بناء على طلب السيد الصدر. فيوم سلم الصدر الرسالة، نظر ايه وسأله اذا كان معه مال، فرد نصرالله: "لا املك شيئاً". فالتفت الى الموسوي قائلاً: "دروسه وتحصيله العلمي وغرفته ومتابعته امور من اهتمامك"، ومدّه بالمال لشراء الحاجات لحسن من ثياب وكتب وتأمين مصروفه الشهري.‏‏‏
بات السيد الموسوي يهتم بأدق التفاصيل في حياة الشاب الصغير. امّن له غرفة في الحوزة العلمية قريبة من منزله الذي يقطنه واسرته. فالمتزوجون تخصص لهم منازل، اما العازبون فيتقاسم كل اثنين او ثلاثة منهم غرفة مشتركة. ويحظى كل طالب براتب زهيد من المراجع الدينية التي يصبح لديها امكانات مالية من تبرعات المؤمنين الشرعية.‏‏‏
تكفل الموسوي دراسة نصرالله، فالنظام القائد في الحوزة هو نظام خاص، والدراسة تنقسم ثلاث مراحل: "المقدمات" يليها "السطوح" ثم "بحث الخارج" التي تعتمد على المحاضرات من خارج القرآن. ومن ينجز المرحلة الاولى وينتقل الى الثانية يصبح في امكانه تدريس ما درسه. كان عباس الموسوي انهى "المقدمات" وباشر درس "السطوح" فرح يدرّس المرحلة الاولى وتولى مجموعة طلاب متقاربي الاعمار بينهم نصرالله.‏‏‏
كان الموسوي جدياً وقاسياً على طلابه فاستطاعوا ان ينجزوا في عامين ما يحتاج طلاب الحوزة عادة الى انجازه في خمسة اعوام، اذ لم تكن تلك المجموعة تفيد من العطل المقررة في شهر رمضان وموسم الحج ولا العطل الاسبوعية. فتحولت الايام كلها متشابهة يطغى عليها التحصيل العلمي المتواصل من دون انقطاع ولا راحة.‏‏‏
انهى حسن نصرالله عام 1978 درس المقدمات بتفوق، كان حريصاً على طلب العلم بجد كي لا يخذل استاذه الذي بات صديقاً. ولكن في ذلك العام ازدادت مضايقات النظام العراقي لطلبة الحوزة ووصلت الى طرد العديد منهم من جنسيات مختلفة. كان هناك انزعاج عراقي من كون الطلاب اللبنانيين لا ينتمون في معظمهم الى اصول علمية. فالعادة ان الشيخ يرسل ابنه الى النجف لدرس العلوم الدينية. لكن منتصف السبعينات شهد استقبال النجف لمجموعة شبان جامعيين مثقفين لا ينتمون الى عائلات علمية وجذور دينية. واخذ النظام العراقي، مع نشوب الحرب اللبنانية، يوجه اتهامات شتى الى الطلاب اللبنانيين تارة بانتمائهم الى حركة "امل" وحزب البعث والمخابرات السورية، وطوراً الى حزب الدعوة حتى عمد الى طردهم بعدما اعتقل بعضهم اشهراً.‏‏‏
وخدم الحظ نصرالله اذ كان خارج الحوزة ساعة الدهم، ولما عاد وجد ان رفاقه اعتقلوا، فغادر فوراً محافظة النجف الى المحافظات الاخرى فالحدود التي لم يكن قد وصل اسمه اليها ونجح في العودة الى لبنان سالماً.‏‏‏
كان طموحه اكمال علومه الدينية، وتحقق ذلك بعدما اسس الموسوي ومجموعة من العلماء الاساتذة مدرسة دينية في بعلبك لا تزال مستمرة. سلك نصرالله درب اسلافه، فأخذ بتدريس المرحلة الاولى ودرس الثانية. لكنه في هذه الفترة استأنف نشاطه في حركة "امل" عام 1979 وتدرج في المسؤوليات حتى اضحى المسؤول السياسي عن اقليم البقاع ثم عضو في المكتب السياسي عام 1982 الذي شهد الاجتياح الاسرائيلي وانعكست مفاعيله ونتائجه على نصرالله ومجموعة من رفاقه.‏‏‏ [/align]
__________________





احرجه قرار اعضاء الشورى كونه اصغرهم، فضلاً عن ان عمله كان تنظيمياً وداخلياً وغير مرتبط بالاطلالة الخارجية. لكنهم اصروا فاستجاب اصرارهم واكمل ولاية الموسوي التي انتهت عام 1993 ليعاد انتخابه ثانية وثالثة ورابعة.‏‏‏
والسيد حسن رب عائلة منذ 1978. متزوج من فاطمة ياسين من بلدة العباسية (قضاء صور) وله اربعة اولاد: هادي استشهاد في 15 ايلول 1997 وهو ابن 18، محمد جواد، زينب ومحمد علي. يوم ابلغوا اليه ان الاتصال فقد مع هادي، استقبل الخبر بهدوء وروية اذ كان ينتظر ما هو اعظم، كأن تقصف اسرائيل منزله وتنال من عائلته. يوم استشهاده، اختلى وبكى، يفتقده كأي والد وما يعزيه انه سيلتقيه يوماً. لكنه فرح له بنعمة الشهادة التي يعتز بها ويأمل ان ينالها بدوره. انشغالاته الحزبية لا تحول متابعاته الثقافية والفكرية، ويركز في قراءاته السياسية على المذكرات الشخصية للقادة السياسيين وخصوصاً قادة العدو. فقد قرأ مذكرات آرييل شارون وكتاب بنيامين نتنياهو "مكان تحت الشمس" ويتابع كل جديد. حين يدخل المنزل، يترك الامانة العامة على الباب. ينزع عمامته السوداء العائدة الى انتسابه لسلالة الرسول، ويعيش حياته كأب وزوج.‏‏‏
حقق بعض ما يريد، وقد نراه يوماً عائداً الى مقاعد الدراسة العلمية، الى حيث يحقق حلمه بان يصبح فقيهاً في الدين.‏‏‏
وتبقى علاقة السيد بالمقاومة ودوره في تنظيم صفوفها وعملياتها اوراقاً طي الكتمان الى ان يحين الظرف الملائم لكشفها.‏‏‏





ما أبعد المسافة بين نقطة البداية، تحت في السفح، وبين ذروة النصر بالتحرير.‏‏
ولشد ما تبدّل الخطاب، وتبدلت الأدوات والعلاقات، كما تبدّل شكل التنظيم وشعاراته.‏‏
لقد قطع حزب الله درب الهزيمة بطوله. بدأ من تحت تحت. جرّب وأخطأ، إصطدم بذاته وبغيره كثيراً. جالد وصبر وعمل بدأب ولم تتوقف حركته يوماً.‏‏
كانت إطلالته الأولى باعتباره "حزب المستضعفين"، وكان المنتمون الأوائل الى صفوفه هم "المنبوذين" المعدمين، أبناء البؤس والشقاء الذين لم يتبقَّ لهم إلاّ الله، فجاء يأخذهم إليه.‏‏
وها هو الآن الحزب الأعظم شعبية، والأفضل تنظيماً والأصلب موقفاً، وأكاد أضيف والأرفع في وعيه السياسي وقراءته لخريطة التحولات، والمبادرة الى التعديل بما يراعي المزاج العام من دون التخلي عن ثوابته الإيمانية وشعاره الجهادي الأبعد مدى: فلسطين.‏‏
في أول انتخابات نيابية خاضها حزب الله سنة 1992 ضمن صفقة سياسية مع "الحليف السوري"، وعبره مع النظام في لبنان، كانت أسباب اندفاع الناس لإعطاء أصواتهم لمرشحيه مختلفة عنها اليوم: إنه في الشتاء قد وزع المازوت والوقود على المساكين والأرامل حتى لا يؤذيهم صقيع تلك السنة الكثيرة الثلوج، وإنه فتح الطرقات الى القرى التي عزلها الثلج وأنقذ الأهالي المحاصرين في بعض المناطق (بجرافات تابعة لدوائر رسمية) بينما الإدارة الحكومية مشغولة عنهم بروتينها ولا مبالاتها الثلجية القاتلة.. وإنه ساعد الفقراء فدفع عنهم رسوم التسجيل لأولادهم في المدارس الرسمية، من دون أن يفرّق بين المنتمين لهذه الطائفة أو تلك.‏‏
فالحزب له نشاطات إجتماعية واسعة جداً، وله مؤسسات قوية في حقول التربية والمساعدات الإجتماعية، إضافة الى مؤسساته الإعلامية الهائلة النشاط.‏‏
على غرار ما أنشأته الثورة الإسلامية في إيران، وبمساعدات مباشرة منها، أقام الحزب ما يمكن اعتباره فرعاً لمؤسسة "جهاد البناء"، وهي لعبت مع المؤسسة الأم في طهران دوراً لا يُنسى في إعادة ما تهدّم في الجنوب بعد الإجتياح الإسرائيلي بالنار في تموز (يوليو) 1993، ثم بعد الإجتياح الثاني في نيسان (أبريل) 1996.‏‏
وهناك "مؤسسة الشهيد" لرعاية أبناء الشهداء، وهي تتولى هؤلاء الأيتام فتعلّمهم وتنشّئهم تنشئة ملتزمة، ويشكّلون – من ثم – رصيداً ومدداً متجدداً لا ينضب.‏‏
ثم هناك مؤسسات تعليمية عدة، في الجنوب كما في بعلبك - الهرمل، وهي تلتزم المنهج الرسمي، وتعلّم اللغات الأجنبية، وتستوفي أقساطاً، ولكنها تلزم طلابها الكثير بالتقاليد الإسلامية في اللباس الشرعي والإنضباط الخُلُقي والإلتزام بقواعد الدين الحنيف.‏‏







أجرت مجلة "ماغازين"مقابلة مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، نُشرت على صفحاتها بتاريخ 28/11/1997.


إليكم نص الترجمة عن اللغة الفرنسية

في سابقة هي الأولى
السيد نصر الله يروي سيرته
إنها تجربة جديدة تماماً بالنسبة له وسبق صحفي لـ“Magazine”
هذه المرة الأولى التي يوافق فيها السيد حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله) على التحدث عن حياته، ويرضى أن لا يكون ملتحماً كلياً بحزبه وأفكاره، دوافعه ونضاله وسياسته في حديث موجه الى الجمهور.

"كاريزمي".. هذا الرجل لديه روح مجبولة بالفولاذ. يتكيف بسهولة مع تهديد دائم كان ليتلف أعصاب أي مواطن عادي، في كل لحظة، وهو يعرف هذا. "إسرائيل" يمكن أن تسعى الى تصفيته هو وخاصته، زوجته وأطفالهما، وإن اقتضى الأمر عبر قصف مسكنه أو عبر إمطاره بالصواريخ في طريق مهجور، كما في حالة سلفه السيد عباس الموسوي..
بمعنويات عالية تعامل السيد حسن نصر الله مع استشهاد ابنه البكر هادي، الذي استُشهد في اشتباك مع الإسرائيليين كوالد سعيد لنيل ابنه نعمة الشهادة التي تفتح للمؤمن أبواب الجنة.
رأينا هذا جيداً على شاشة التلفزة، لقد أراد تلقّي التهاني وليس التعازي، ولم يصدر عنه أي دلالة إعتيادية بالنسبة لمأتم.
وهذا موقف - وفقاً للمقربين منه - ليس فيه أي ادعاء. إنّ إيمان الرجل قوي بحيث أنه حين علم بفقدان أثر هادي لم يتذمر، مستقبلاً النبأ كما لو كان شأناً عاماً..
هادي، الذي كان يقاتل منذ فترة في صفوف "المقاومة الإسلامية"، كان معرّضاً لذلك. والده يعتقد أنه شرف كبير، على المستوى الإنساني، أن يسقط في مواجهة العدو في ساحة الشرف. ولكنه على الأخص سعيد لكون هادي نال بركة الشهادة. ولكن ينبغي أن لا نقع في اشتباه، إنه يفتقد الفتى "وإلاّ لما كنت أباً".. تنتابه آمال برؤيته وحسرات الحنان الأبوي، لكنه يستغرق في إيمانه ليمنّي نفسه بأنهما سوف يلتقيان يوماً عند الكبير المتعال وبفضله..
إنه دائماً في ظل التهديد الإسرائيلي الذي يأخذه، كهدف، تماماً كما الإحتلال الذي يعاني منه البلد والذي يقاتل ضده حزب الله، لذا فإنّ كل ما يتعلق بشخص الأمين العام يأخذ طابعاً إستثنائياً داخل الحزب.

إنبهار حقيقي بصورة الإمام موسى الصدر
الوالد عبد الكريم كان يبيع الفاكهة والخضار مع إخوته. ومع تحسّن وضعه قليلاً إستطاع أن يفتح متجر بقالة صغير في الحي. كان "حسن" يتردد إليه للمساعدة، وهناك كانت صورة للإمام موسى الصدر معلّقة على أحد الجدران. كان الصبي الصغير يجلس على كرسي قبالة الصورة ليتأملها، وكما يتذكر كان يحلّق في أحلام لا تنتهي. وكلما تأمل بالصورة كلما ازداد إعجابه بالإمام وتعلّقه به، وكان يحلم بأن يصبح يوماً مثله..
لم يكن "حسن" يشبه أولاد الحي الآخرين. كان هؤلاء الصبية يلعبون كرة القدم، يذهبون الى البحر أو النهر للسباحة، أما هو فكان يتردد الى المسجد في سن الفيل، برج حمود أو النبعة، لعدم وجود مسجد في الكرنتينا.
دعوة ونداء ديني خفي لا شيء ينبئ بها فهو لم يكن على احتكاك مع أي من العلماء، ولم تكن عائلته متدينة بشكل مميز، ولكن "حسن" اليافع كان متعلّقاً بالتدين، بحيث أنه لم يكن يكتفي بالمواظبة البسيطة على الشعائر، كالصلاة أو الصيام، بل كان يذهب أبعد من ذلك.
محيطه وجواره الممتزج بشدة مع الكرنتينا لم تتمكن منه. لم يكن منطوياً على نفسه، ولكنه كان مأخوذاً كلياً بحياته الداخلية، وبعرفانه، مع خلفية منطبعة بصورة الإمام الصدر..
وفي التاسعة من عمره نـزل "حسن" - كما يقال - الى البرج، ساحة الشهداء القديمة، مركز المدينة ليحصل على كتب لدى باعة الكتب المستعملة، الذين كانوا يفرشونها على الرصيف، ويحملونها معهم على عربات متجولة.
كان يقرأ كل ما كان يقع تحت يده من كتابات حول الإسلام. وعندما كان يجد صعوبة في فهم كتاب ما فإنه كان يضعه جانباً ليقرأه فيما بعد عندما يكبر..
أتم دراسته الإبتدائية في مدرسة حي "النجاح"، وكان في عداد آخر دفعة نالت الـ"سرتفيكا" (الشهادة التي أُلغيت سنة 1970). ثم درس في مدرسة سن الفيل الرسمية. ثم كان أن دفعت الحرب التي اندلعت سنة 1975 العائلة الى ترك الكرنتينا والعودة الى القرية، فأكمل حسن نصر الله دراسته الثانوية في مدرسة صور الرسمية.
عندما كان لا يزال في الكرنتينا لم يكن هو ولا أي فرد من عائلته منتمياً الى أي حزب، بالرغم من وجود عدة منظمات - بعضها فلسطيني- في تلك المنطقة. ولكن مع عودته الى "البازورية" إلتحق بصفوف "حركة أمل"، وكان خياراً طبيعياً جداً له لأنه كان متعلّقاً عاطفياً بالإمام موسى الصدر. كان عمره آنذاك 15 سنة، و"أمل" كان معروفة باسم "حركة المحرومين". ولكن خياره كان فاقعاً قليلاً في البازورية، القرية التي كان يسيطر عليها التقدميون، الماركسيون، وخاصة الحزب الشيوعي اللبناني.
على كل حال، فقد أصبح هو وأخوه حسين عضوين في قاعدة "أمل"، حيث أصبح بسرعة مندوب قريته، برغم صغر سنه.
في هذه الأثناء، وخلال بضعة أشهر، قرر أن يتوجه الى النجف الأشرف في العراق، المكان المقدس الشيعي، لينال دروساً في العلوم الإلهية القرآنية. لم يكن قد بلغ حينها السادسة عشرة، وكانت تنقصه الوسائل. إلتقى في مسجد صور بعالم هو السيد محمد الغروي، الذي كان يدرّس باسم الإمام موسى الصدر، فحدثه "حسن" عن رغبته بالذهاب الى الحوزة في النجف، القرية والمدرسة الدينية الشيعية، حيث يختار الطلبة أساتذتهم، ويَحيَون حياة جماعية. الغروي، الذي كانت تربطه علاقة صداقة مع السيد الكبير محمد باقر الصدر في العراق، أرسل مع "حسن" رسالة توصية الى هذا الأخير.
فجمع الشاب بعض الأغراض، القليل من المال، بمساعدة أصدقائه ووالده، وطار الى بغداد، ثم بالباص الى النجف. وعند وصوله لم يكن قد بقي معه قرش واحد. ولكن يوجد هناك – كما يقول – يد معينة لدعمك. والأهم أنّ الطالب يستطيع أن يتحمل حياة الكفاف في عوز كبير. الغذاء كان الخبز والماء، والفراش كان من الإسفنج.
لدى وصوله التقى اللبنانيين وسألهم عن إمكانية إيصال كتاب التوصية الى الإمام محمد باقر الصدر، الذي كان من أقطاب الحوزة، فأجابوه بأنّ السيد عباس الموسوي قادر على ذلك. لأول وهلة ظن حسن نصر الله أنّ الموسوي، الذي كان شديد السمرة، ظنه عراقياً فخاطبه بالعربية الفصحى، فوجده يجيبه: "لا تكلّف نفسك، أنا لبناني من "النبي شيث" في البقاع". وكانت هذه بداية علاقة وثيقة.
الموسوي كان لحسن نصر الله "صديقاً، أخاً، أستاذاً ورفيق درب"، وقد فقده بعد 16 سنة مع الإعتداء الإسرائيلي الذي أودى بحياة الأمين العام السابق لحزب الله. وبناءً لطلب السيد محمد باقر الصدر فالموسوي هو الذي توكّل بمهمة تربية وتعليم الوافد الجديد الى النجف. فعندما استقبله بعد قراءة كتاب التوصية من السيد محمد الغروي فإنّ العالِم الديني العراقي سأله: "هل معك مال؟"، أجابه: "ولا قرش واحد". فالتفت محمد باقر الصدر الى الموسوي وقال له: "أمّن له غرفة، كن مدرّسه وارعَه". وأعطى نصر الله نقوداً ليبتاع ثياباً وكتباً ومصروفاً شهرياً.
أولى الموسوي المهمة الموكلة إليه عنايته.. فوجد له غرفة في الحوزة قرب مسكنه، فقد كان السيد عباس متزوجاً وكان يحق للمتزوجين ببيت، بينما ينبغي للعزّاب الإكتفاء بغرفة قد "يقتسمونها" يتشارك فيها اثنان، أو حتى ثلاثة. كان لكل طالب الحق بمعونات متواضعة لا تتجاوز الخمسة دينارات شهرياً تُمنح لهم من قِبل العلماء الكبار المعتمَدين كمراجع، مثل الإمام الخوئي أو الإمام محمد باقر الصدر. إنّ تكفل طالب من قِبل شاب ليس بالمستغرب في الحوزة، التي تمتلك نظاماً مميزاً جداً.
تنقسم الدراسة فيها الى ثلاثة مستويات، فيوجد في البدء ما يشبه التعليم الإعدادي أو المدخل العام للتعليم الديني والعلمي.
ثم المرحلة المتوسطة، المسماة "مرحلة السطوح"، وأخيراً المرحلة الأخيرة العليا المسماة "البحث الخارج" لأنها تتطلب البحث من غير رجوع الى كتب معتمدة ومحددة وإنما الى آراء الفقهاء الأساتذة. وكما في بعض الأكاديميات الغربية فإنّ.. الطالب الذي نال درجة يستطيع بدوره أن ينقل معارفه المكتسبة الى الأصغر منه. وبناءً عليه، فإنّ عباس الموسوي الذي كان قد أنهى المرحلة التحضيرية وبدأ بالمرحلة المتوسطة إستطاع أن يستلم صفاً من المبتدئين، وفي عدادهم نصر الله.
الموسوي كان جاداً وصارماً. وبفضل تدريسه المتشدد إستطاع طلابه أن ينهوا خلال سنتين ما يعطى عادة خلال خمس سنوات في الحوزة. كانوا في الواقع يَمضون بسرعة، ويَحرمون أنفسهم من إجازات شهر رمضان وموسم الحج، وحتى من يومي العطلة الأسبوعية المعتمدة في المدرسة الدينية (الخميس والجمعة). كانوا يدرسون بلا توقف ولا انقطاع.
وفي سنة 1978 أنهى حسن نصر الله بنجاح هذه المرحلة الأولى. كان يريد قبل كل شيء أن لا يضيّع الأستاذ الذي أصبح صديقاً. ولكن في نفس هذه السنة بدأ النظام العراقي بالتضييق على الطلبة الدينيين، وأبعد عن البلاد مجموعة منهم من مختلف الجنسيات. وفوق ذلك فإنّ بغداد بدت منزعجة من الطلبة اللبنانيين لأنهم لم يقدموا جميعاً من الأجواء الدينية التقليدية المعروفة، ذلك أنّ أبناء المشايخ هم الذين كانوا يَفِدُون الى المدارس القرآنية ولكن أواسط السبعينات شهدت وصول شباب مثقفين غير منحدرين من عوائل متدينة. وبما أنّ الحرب كانت قد تأججت في لبنان فإنّ الشباب اللبنانيين أُخذوا كـ"كبش محرقة"، فكانوا يُتهمون تارة بالإنتماء الى "حركة أمل" وتارة الى "حزب الدعوة" أو الى "البعث السوري"، وكان الأمر يبلغ الى حد اتهامهم بكونهم دُسّوا هناك من قِبل المخابرات السورية.
إذاً، سنة 1978 فإنّ الطلبة اللبنانيين (الذين احتُجز بعضهم في السجن لأشهر عديدة) أُبعدوا من العراق، مثل أجانب آخرين، من قِبل السلطات.

ملاحَقاً من رجال صدام، رجع الى لبنان
في أحد الأيام، إقتحم رجال صدام الحوزة فعلياً، عندها كان السيد عباس الموسوي في لبنان، ولم يجد الجنود سوى عائلته، فأعلمه طلابه بأنه يجدر به عدم محاولة العودة الى العراق لأنه مطلوب هناك. وخلال فترة قليلة أُبعد الشباب أيضاً. وعندها ابتسم الحظ لحسن نصر الله، فقد صادف هجوم الشرطة مع كونه خارج حرم الحوزة، وعند عودته علم أنّ رفاقه اعتقلوا فغادر مباشرة منطقة النجف، ولم يكن أمر اعتقاله قد صدر بعد في المناطق الأخرى، ولم يكن اسمه قد أُعطي على الحدود، فاستطاع أن يرجع الى لبنان بهدوء، ولكنه قبل كل شيء كان يريد أن يكمل دراسته الدينية.
وقد تحقق له ما أراد عندما فتح الموسوي مع مجموعة من المدرسين مدرسة دينية في بعلبك، وهي ما زالت حتى الآن. كان نصر الله يدرس فيها ويدرّس في نفس الوقت. ثم عاود نضاله في صفوف أمل التي انتخبته مندوبها السياسي في البقاع سنة 1982. وبهذا العنوان أصبح عضواً في المكتب السياسي المركزي. وفي نفس هذه السنة أنهى دراسة المرحلة الثانية، أي المتوسطة.
عام 1982 تم الإجتياح الإسرائيلي الكبير، وأصبحت هذه السنة منعطفاً أساسياً في وجود حسن نصر الله، كما لزملائه. وباحتلال الإسرائيليين لبيروت، تشكّلت "جبهة الإنقاذ الوطني" التي رغب رئيس أمل نبيه بري أن يشارك فيها. ولكن الأصوليين المتدينين في الحركة عارضوا هذا الأمر، وتفاقم النزاع، وانشقت مجموعة المتدينين. وكان أمراً مقبولاً نظراً الى أنه في السابق كان يوجد العديد من الخلافات التي جعلتها تأخذ موقفاً مقابلاً للأستاذ بري بسبب الإختلاف في تفسير الإرشاد الذي خلّفه الإمام موسى الصدر.
لكن هذه الأحداث لم تبدُ في ذلك الوقت خطيرة بشكل كافٍ لتنفيذ انشقاق، ولكن عندما رأى الشباب المؤمنون أنّ رئيس الحركة يريد الإنضمام الى "جبهة الإنقاذ الوطني" برئاسة الياس سركيس، وليس فقط الى جانب وليد جنبلاط ورشيد كرامي وإنما أيضاً مع بشير الجميل، إعتبروا أنه يوجد انحراف خطير. في الواقع هم يرَون أنّ "الجبهة" تهدف خاصة الى إيصال بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي يرفضونه كلياً، فبنظرهم أنّ رئيس "القوات اللبنانية" يرمز الى التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولم يكن الصلح معه وارداً، ولا مد اليد إليه.
فتركوا عندها "أمل" ليؤسسوا مع عناصر أخرى من خارج الحركة "حزب الله". وهناك بدأ الحركيون القدامى بإجراء اتصالاتهم مع كوادر الجمعيات الخيرية أو الثقافية الناشطة عموماً في لجان الأحياء وتجمعات المساجد. وقد قَدِم بعضهم من "حزب الدعوة الإسلامية"، هذا التنظيم السري كان قد حلّ نفسه قبل تشكيل الحزب، الذي انضمت إليه أيضاً المقامات الدينية المستقلة. وكان شعاره مقاومة الإحتلال الإسرائيلي.
الأمر اللافت هو أنه عندما ترك حسن نصر الله "أمل" لم يتبعه أخوه الشاب "حسين"، الذي ما زال حتى اليوم منتمياً الى الحركة، وقد شغل في وقت من الأوقات مسؤولية الحركة في قطاع "الشياح"، ولكن يبدو أنّ مشكلات صحية قد أدت به الى ترك هذه المسؤولية.
حسن نصر الله هو الابن البكر لعائلة من تسعة أولاد من الصبيان والبنات، حيث يليه حسين، ثم زينب (وهي متزوجة)، ثم فاطمة التي تقيم في البيت مع أهلها، ثم محمد الذي يمارس مهنة أخرى، ثم جعفر الموظف رسمياً، ثم وفق ترتيب الأعمار: زكية، أمينة وسعاد، والثلاثة متزوجات..
في البدء، لم يكن أهل البيت متدينين جداً، كما أشرنا، "ولكن مع الوقت تحسن الوضع" يقول السيد.
جميع البنات يجاهدن في أنشطة لحزب الله. وبالنسبة للصبيان ففي البدء كانوا جميعاً في "أمل" ولكن لم يبقَ الآن سوى حسين. محمد لا يمارس السياسة ولكنه يحترم الحزب دون أن يكون عضواً فيه. أما جعفر فيبيّن حسن نصر الله أنه لا يعرف توجهاته الحالية، لأنه لم يتناقش معه في الفترة الأخيرة.
لم يكن الإمام موسى الصدر بالنسبة للشباب الذين آمنوا به مؤسساً لـ"أمل" فقط، ولكن أيضاً وبشكل أو بآخر "حزب الله"، إنه مرشد الجميع، الجميع يعتبرون أنفسهم أولاده. لكن بعد اختفائه ظهر تباين في طريقة تطبيق تعاليمه.
حزب الله، اليوم، هو على طريق التطور، كون إرادته هي السير مع العصر، وخاصة على المستوى الشيعي.
ودائماً بحسب نصر الله: فلا ينبغي التفكير أنّ شخصاً واحداً، مهما كان جليلاً، هو قادر على احتكار الفكر والمعرفة الدينية والعلم السياسي.
أعضاء حزب الله يعتقدون أنّ أعظم شخصية في هذا القرن، وبلا منازع هي "الإمام الخميني". ومع وفاته بدأوا في البحث عن مرجعية روحية حية. وبشكل طبيعي توجّه ولاؤهم الى المرشد المنتخب كخليفة للخميني، الإمام الخامنئي. وبالنسبة إليهم فإنّ "أفكار ووجهات نظر العلماء الماضين ما زالت تحمل قيمة كبيرة".
عندما رأى "حزب الله" النور لم يكن حسن نصر الله، البالغ فقط 22 عاماً، عضواً في القيادة المسماة "مجلس الشورى". وقد ترقّى الدرجات داخل الحزب، وقد أنشأ هو بنفسه وظائف شتى. كان مشاركاً في مجموعة تعبئة المقاومين، ثم تولى مسؤولية الحزب في قطاع بعلبك، ومن ثم منطقة البقاع.
وفي خلال بعض الوقت توجّه الى بيروت مع السيد إبراهيم أمين السيد، والذي نُصّب مسؤولاً لمنطقة بيروت، ونصر الله نائباً له. وبعد قليل، قرر الحزب فصل الوظائف السياسية عن التشكيلات المنظمة على الأرض، فاختار السيد الطريق السياسي، فخلفه نصر الله في مسؤولية منطقة بيروت، ثم استُحدث بعد ذلك منصب المسؤول التنفيذي العام المكلّف بتطبيق قرارات "مجلس الشورى"، فشغله نصر الله.

أغلى أمنية لديه هي أن يرجع طالباً
على الرغم من التزامه الحزبي الذي يأخذ منه الكثير من الوقت، فإنّ حسن نصر الله ما يزال مصمماً على متابعة دراسته الدينية ليصبح فقيهاً مجتهداً. وهي درجة عالية، حيث ينبغي للعالم الإعتماد على قدراته الخاصة في المعرفة والتفكير من أجل تحليل النصوص واستنباط الأحكام من غير ضرورة الرجوع الى مراجع آخرين. هؤلاء العلماء يشكّلون النخبة، والتي تعتبر كياناً روحياً في الحوزة.
بعد الإجتياح الإسرائيلي اضطر نصر الله الى إيقاف دراسته كلياً لكي يكرّس نفسه، جسداً وروحاً، للحزب والمقاومة. ولكن بعد سبع سنوات في 1989 رأى أنّ باستطاعته معاودة الدروس. ومع الضوء الأخضر من الحزب توجّه الى قم، المدينة الإيرانية المقدسة، لمتابعة دراسته التي بدأها في النجف. وقد سرت الكثير من الشائعات بخصوص هذا الرحيل، حيث قيل إنّ نصر الله على خلاف مع كوادر آخرين في حزب الله.
ومع استمرار الخلاف مع "حركة أمل" وتحوله الى مواجهة عسكرية في إقليم التفاح، إعتبر نصر الله أنّ من واجبه العودة، كما أنّ الحزب من جانبه قد طلب ذلك أيضاً.
وهكذا، ولمرة جديدة خسر الفرصة المتاحة أمامه لإكمال تحصيله الديني. واليوم أيضاً ما زال يؤكد أنه لا يوجد أمنية أغلى عنده من رؤية إخوة داخل الحزب يريدون فعلاً إراحته من عبء "الأمانة العامة" ليعود طالباً..
لقد أُسندت إليه مهمة قيادة الحزب ومنصب الأمين العام بعد اغتيال عباس الموسوي من قِبل الإسرائيليين.
سابقاً، ولدى إقامته في قم، فإنّ المسؤولية التنفيذية الموكلة إليه من المجلس الأعلى إضطلع فيها مساعده الشيخ نعيم قاسم. وعند عودته بقي نصر الله عضواً في القيادة ولكن دون مسؤولية محددة. ثم عندما انتُخب مرشده في النجف السيد عباس الموسوي أميناً عاماً، إتخذ قاسم نائباً له، واستعاد نصر الله مهامه الفعلية.
وسنة 1992 وجّهت "إسرائيل" ضربة قاسية الى الحزب باغتيالها الموسوي، فبكاه نصر الله، تلميذه وصديقه، كما بكاه مجلس الشورى المجتمع لانتخاب خلف له. ووقع الإختيار على حسن نصر الله، بالرغم من أنه لم يكن نائباً للأمين العام، وبالرغم من صغر سنّه، مقارنة مع أعضاء القيادة الآخرين. ولكن سادت اعتبارات عاطفية، فقد كان ينبغي، بشكل من الأشكال، التعبير عن إجلال من القلب للموسوي، الذي كان نصر الله أقرب شخص إليه، فقد كان يقال في الحزب: "عباس وحسن هما وجهان لعملة واحدة، إنهما الشيء نفسه".
كما أنّ حسن نصر الله، المسؤول التنفيذي، كان لديه علاقات واسعة مع القاعدة، وقد كان في مقدوره تثبيت وحدة الحزب بقوة بعد الضربة القاسية التي تلقاها لتوه.
كما أنّ نصر الله كان أفضل مرشح لاستثمار شهادة صديقه عاطفياً على المستوى الشعبي لصالح القضية والحزب.
يقول إنه في يوم انتخابه في مجلس الشورى شعر بارتباك شديد لأنه كان أصغرهم، وأيضاً لأنه حتى ذلك الوقت كانت مهمته تحمل طابعاً تنظيمياً داخلياً، من غير تداخل مهم مع العلاقات الخارجية. "ولكنهم أصروا". وبعد رفض أولي من قِبله تم التأكيد على اختياره من قِبل "العقلاء" عبر تصويت ثانٍ.
"سيد" هو لقب مستخدَم عموماً في أفريقيا الشمالية للدلالة على المتحدّر منسلالة النبي عبر أبيه أو أمه، أو الإنتماء الى بني هاشم. هذا العنوان يفرّق بين هؤلاء المنتمين الى هذه السلالة و"المشايخ" "الشيوخ الدينيين". السادة (وهي جمع "سيد") يعتمرون عمامة سوداء كعلامة مميزة، وهذا الزي لا يحمل أي دلالة على الرتبة الدينية.
السيد حسن نصر الله هو رب أسرة منذ سنة 1978. متزوج من فاطمة ياسين (35 سنة) المتحدّرة من "العباسية" (قضاء صور). بعد استشهاد هادي البكر الذي قُتل في اشتباك في أيلول الماضي عن عمر 18 سنة، بقي لديهم: محمد الجواد (17 سنة)، زينب (12 سنة) ومحمد علي (7 سنوات) والذي احتفل بعيد ميلاده في 22 تشرين الثاني، طلب "الكاتو" وأحضروه له. "لقد دللته المدرسة" قال الأب مبتسماً قبل أن يضيف: "لا بأس، من الجيد أن يتمكن الطفل من الإحتفال بعيد ميلاده".

بعد "مذكرات شارون" سيقرأ كتاب "نتنياهو"
عندما يعود السيد حسن نصر الله الى بيته فإنه يترك أعباءه عند "العتبة"، ليصبح فقط زوجاً وأباً مهتماً، ولكن أيضاً رجلاً يعيش حياته الخاصة وإيمانه.
يقرأ كثيراً، وخاصة مذكرات الشخصيات السياسية. منذ بعض الوقت يقرأ "مذكرات شارون"، وينوي أن يعاود قريباً قراءة كتاب نتنياهو "مكان تحت الشمس"، وهذا دليل على أنه يجد من الهام التعرف جيداً على العدو.
وبالنسبة إليه، فإنّ الحزب ليس مقاومة فقط، إنه اليوم حامل لفكر سياسي عام مبني بشكل طبيعي على الإسلام: "بالنسبة إلينا، باختصار، الإسلام ليس ديناً بسيطاً من الطقوس والأذكار ولكنه فعلاً رسالة إلهية خاصة بالبشرية ويجيب على أي سؤال يمكن أن يطرحه الإنسان في حياته الخاصة أو العامة. الإسلام هو دين لمجتمع قادر على الثورة وتشييد دولة". غير أنّ السيد حسن نصر الله يضيف - ليكون صادقاً ومنطقياً مع نفسه - أنه لا يستطيع أن ينفي أنّ حزب الله يطمح على المستوى الإيديولوجي والنظري الى إقامة "جمهورية إسلامية" يوماً ما. لأنّ "الحزب اللهيين" يعتقدون أنّ الدولة الإسلامية تشكّل الحل للمجتمع، وإن كان مجتمعاً تعددياً متضمناً لأقليات. لكنه يوضح فوراً أنه ليس من المطروح فرض جمهورية إسلامية بالقوة والإكراه، مضيفاً أنّ إعطاء الحكم هو للشعب وليس على أساس الأغلبية المطلقة لـ 51 في المئة وإنما على أساس شبه الإجماع كـ 90 في المئة من الأصوات. وبناءً عليه، فإنّ إنشاء الجمهورية ليس مطروحاً في هذا الوقت.
بالنسبة لحسن نصر الله، ووفقاً للمعتقد الإسلامي، يوجد الدنيا والآخرة. الموت ليس إلاّ البوابة التي تفصل بين العالمين. البعض يجتازها بمعاناة، والبعض الآخر بيسر وسهولة. الشهادة هي الشكل الأرقى للعبور الى العالم الآخر، لأنه عطاء آخر.
عندما "يموت" شهيد فكما لو أنه يدخل الى السماء حاملاً معه أغلى العطايا، وهذا هو سبب استقباله بشكل مختلف عن الآخرين. وعلى كل حال، يلحظ السيد حسن نصر الله أنه حتى الشعوب التي لا تؤمن بالله فإنها تكنّ احتراماً عظيماً للذين يقدّمون حياتهم لأجل شعبهم أو القضية التي يخدمونها.
ويوضح أنه اليوم وككل أب يفتقد ابنه البكر "هادي"، وأنه يستمد شجاعته من قناعته المطلقة بأنّ الشاب هو في نعيم أصفياء القدير المطلق.
ويلفت الأب الى أنه قبل شهادة هادي كانت صورته في بيتهم فقط إلاّ أنها اليوم في كل بيت "يوجد الكثير". وحسن نصر الله الذي يبدو سعيداً بالطريقة التي انتهت فيها حياة بكره. ويختم هذه النقطة موضحاً أنه فقد كائناً عزيزاً ولكنه يعلم أنهما سيلتقيان يوماً.
ويقول بالنسبة "للكاريزمية" التي يصفونه بها: إنه وبطبيعة الحال ليس في موقع إبداء الرأي، وإنّ الحكم هو للآخرين. ويوضح أنّ "الكاريزمية" بصورة عامة، أو التأثير الذي يمكن أن يكون لأحد على الآخرين، هو موهبة إلهية، ويمكن تنميتها عبر التثقّف واكتساب الخبرة. ولكن الثقافة والمهارة لا يمكن لها دائماً أن تجعل الشخص "كاريزمياً" ما لم يمتلك الموهبة، ويبدو أنّ هذا السحر الطبيعي لا ينقص السيد حسن نصر الله؛ كما أنه يمتلك، بكل تأكيد، قدرات ذهنية عالية.
قد يعود يوماً الى مقاعد المدرسة القرآنية ليصبح فقيهاً، عالماً بالأحكام. ولكن لهذه اللحظة حسن نصر الله قابع في السياسة أكثر منه في الدين، فضلاً عن نضال التحرير، وهو يحاول إعطاء الدينامية للحزب. قد يقول البعض: "إعطاؤه الديمقراطية" أو تحديثه. ولكن هذه المعاني لا تحمل في هذه الحالة دلالتها العادية في الإيحاء الغربي لأنّ حزب الله يبقى إسلامياً، هذه طبيعته، ويبقى مقاوماً، هذا واجبه.







عاشق المجتبى غير متصل  

قديم 07-11-10, 07:36 AM   #50

عاشق المجتبى
مبتدئ  






رايق

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه


سماحة الشيخ عبد الله الجوادي الآملي




ولد سماحة آية الله الحاج الشيخ عبدالله جوادي الآملي في سنة 1351هـ في مدينة آمل، وكان والده الميرزا ابوالحسن الجوادي من العلماء والواعظين الورعين في هذه المدينة، وهكذا أجداده أيضاً كانوا الى عدة طبقات من الوعاظ والعلماء المحترمين فيها.
وبعد إكماله الدراسة الإبتدائية في سنة 1365هـ، جرّه شوقه لتلقّي المعارف الإسلامية والعلوم الإلهية الى الحوزة العلمية في آمل، ودرس في هذه الحوزة علوم الأدب وشرح اللمعة والقوانين والشرائع وآمالي الشيخ الصدوق و...، على يد الأساتذة أمثال آية الله الفرسيو، وآية الله الغروي، والشيخ عزيز الله الطبرسي، والآغا ضياء الآملي، والشيخ أحمد الإعتمادي، والحاج الشيخ ابوالقاسم الرجائي، والشيخ شعبان النوري، ووالده الميرزا ابوالحسن الجوادي.
وفي سنة 1369هـ ذهب الى طهران، وواصل دراسته في مدرسة مروي بإرشاد من آية الله الحاج محمدتقي الآملي، ودرس فيها الرسائل والمكاسب على يد كلّ من الأساتذة الشيخ إسماعيل الجاپقلي، والحاج السيد عباس الفشاركي، والشيخ محمدرضا المحقق، وكذلك استفاد من دروس الهيئة والطبيعيات من الإشارات، وأقسام من الأسفار وشرح المنظومة عند آية الله الشعراني، وشارك أيضاً في دروس تفسير القرآن، وقسم من شرح المنظومة، وبعض أقسام الإلهيات، والعرفان من الإشارات، وبحث النفس من الأسفار عند آية الله الهي القمشئي، وحضر شرح فصوص الحكم لآية الله الفاضل التوني، ودرس الخارج في الفقه والأصول عند آية الله محمدتقي الآملي.
وفي سنة 1374هـ وبترغيب من آية الله محمدتقي الآملي هاجر الى الحوزة العلمية في قم المقدسة لأجل تكميل الدراسة، واستفاد فيها لمدة من درس الخارج في الفقه لآية الله العظمى البروجردي، وحضر أكثر من إثني عشر سنة في درس الخارج في الفقه عند آية الله المحقق الداماد، وما يقارب السبع سنين في درس الخارج في الأصول عند سماحة الإمام الخميني (ره). وشارك أيضاً ما يقارب الخمس سنين في درس الخارج لآية الله الميرزا هاشم الآملي.
وبسبب العلاقة الوفيرة بالعلوم العقلية والقرآنية فقد بدء ارتباطه العلمي مع الفيلسوف ومفسر القرن الكبير العلامة الطباطبائي، منذ أول دخوله الى قم، واستمر هذا الإرتباط الى آخر لحظات عمره المبارك، وإن بعض الدروس التي تعلمها على يده عبارة عن: أقسام من علم النفس والمعاد من الأسفار، ودرس الخارج في الأسفار، والإلهيات، وبرهان الشفاء، وتمهيد القواعد، وعلم الحديث، وتفسير القرآن الكريم، وشرح أشعار حافظ، وتطبيق الفلسفة الشرقية والغربية وتحليل الفلسفة الماديّة.
وبعد إكمال دراسته كرّس جهده في تدريس ونشر المعارف الإلهية حيث درّس مستويات ودورات مختلفة في شرح الإشارات، وشرح التجريد، وشرح المنظومة، والشواهد الربوبية، والتحصيل، والشفاء، ودورة كاملة في الأسفار، وتمهيد القواعد، وشرح فصوص الحكم، ومصباح الأنس، ودرس الخارج في الفقه، والتفسير الموضوعي للقرآن، والتفسير الترتيبي للقرآن، و...
ولازال مستمراً في تدريس تفسير القرآن، و درس الخارج في الفقه، والخارج في الأسفار.


الفعاليات الإجتماعية:

لقد كان لسماحة الشيخ في أعوام ما قبل انتصار الثورة الإسلامية، اهتماماً بالشؤون الثقافية بشكل أساس لاجل تقوية البنية الإعتقادية للناس، حيث كان يطرح فكر الإمام الخميني (ره) في الجلسات الدينية العامة والدروس، وقد بلّغ لمرجعية الإمام بذكر اسمه وطرح فتاواه، وكانت له اليد في إيصال البيانات والخطابات اليقضة للإمام الخميني (ره) الى أسماع الناس. ولقد أثارت هذه الفعاليات حفيظة النظام الحاكم واستدعاه عدة مرات الى مراكز الأمن والشرطة، وأدى الى منعه من ارتقاء المنبر. وعلى مشارف انتصار الثورة الإسلامية فقد قام بتعطيل الدروس الحوزوية، وذهب الى آمل حاملاً على عاتقه قيادة الأمة فيها ومقارعة حكم الطاغوت، وعلى أثر جهوده وتوجيهاته فقد أرغم الآمليون أزلام نظام الشاه على الإستسلام، وأخذوا زمام الأمن وتنظيم المدينة بأيديهم.
وبعد انتصار الثورة أعطاه الإمام الخميني (ره) مسؤولية محكمة الثورة وحاكمية الشرع في آمل، وقام بتدريس النظام القضائي في الإسلام للطلاب والعلماء مشمّراً عن ساعده في تثبيت وتدعيم أركان النظام الفتي للثورة الإسلامية في إيران.
وبعدها في عام 1399 و 1400هـ عُين عضواً في هيئة القضاء العليا، واهتم بتشكيل وتدوين لوائح القضاء الإسلامي وتعليمها للقضاة، وكان كذلك أحد الأعضاء الفاعلين في مجلس خبراء القانون الأساسي، وخبراء القيادة وهو الآن يشغل منصب إمامة الجمعة في قم، وعلاوة على طرح المعارف الإسلامية وبيان النكات العلمية المختلفة فيها فهو يتطرق الى تحليل المسائل السياسية داخلياً وخارجياً.
السفرات الخارجية

سافر سماحة الشيخ في سنة 1408هـ بأمر من الإمام الخميني (ره) الى موسكو حاملاً معه البيان التأريخي للإمام الى گرباتشوف رئيس الإتحاد السوفيتي السابق حيث تلاه وسلمه اياه.
وفي سنة 1410هـ سافر الى بعض الدول الأوربية، والتقى فيها وحاور كل من الشخصيات والتجمعات الإسلامية وغير الإسلامية، والبابا قائد المسيحيين في العالم ودعاه الى تبديل المسيحية الأمريكية الى المسيحية العيسوية الأصيلة.



مؤلفاته : نذكر منهم ما يلي :

1ـ أخلاق كاركزاران حكومت إسلامى ، باللغة الفارسية .
2ـ شريعت در آيينه معرفت ، باللغة الفارسية .
3ـ سيره بيامبران در قرآن ، باللغة الفارسية .
4ـ كرامت در قرآن ، باللغة الفارسية .
5ـ وحى ورهبرى ، باللغة الفارسية .
6ـ أسرار عبادات ، باللغة الفارسية .
7ـ نماد وأسطوره ، باللغة الفارسية .
8ـ رحيق مختوم ، باللغة الفارسية .
9ـ ولايت فقيه ، باللغة الفارسية .
10ـ عرفان حج ، باللغة الفارسية .
11ـ تحرير تمهيد القواعد .
12ـ كتاب الصلاة .
13ـ كتاب الخمس .
ــــــــــــــ

عاشق المجتبى غير متصل  

قديم 08-11-10, 12:05 AM   #51

عاشق المجتبى
مبتدئ  






رايق

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه


السيد علي بن السيد ناصر





هو السيد علي بن السيد ناصر بن السيد هاشم بن السيد احمد بن السيد حسين بن السيد سلمان الموسوي الأحسائي، المعروف لدى الناس بـ (السيد علي السيد ناصر).
عالم جليل ، وأديب شاعر ، من المعاصرين. السيد علي الناصر



ووالده السيد ناصر وجده السيد هاشم كلاهما من كبار علماء الشيعة وكانا من مراجع التقليد في بلادنا، وسيأتي ذكرهما.
و(آل السيد سلمان) من أبرز الأُسر العلمية الجليلة في (الأحساء)، وقد مرَّ التعريف بهم في ترجمة السيد حسين بن السيد محمد العلي.



مولده ونشأته:
ولد في (النجف الأشرف) بالعراق قبل الفجر من ليلة الجمعة(19 رمضان 1356ه‍)، وبعد سنتين عاشهما في كنف والده المقدس السيد ناصر وافت والده المنيّة وذلك يوم الأربعاء (3 شوال سنة 1358ه‍)، وعنيَ بتربيته بعد ذلك ابن عمته الحجة السيد محمد بن السيد حسين العلي،المتوفى 1388ه‍.
دراسته:
بدأ دراسته الحوزوية في (الأحساء)، سنة 1366ه‍ وعمره عشر سنين، فقرأ (شرح الآجرومية) – بمعية ابن أخته العلاّمة السيد محمد علي بن السيد هاشم الآتي ذكره – علي يد الفاضل الجليل السيد محمد بن السيد علي الحسن آل السيد سلمان المتوفى بتاريخ (15/8/1407ه‍)، وكان ذلك في (الجامع الكبير) بمحلَّة (الشِّعَبَة) في مدينة (المُبَرَّز) مقر الحوزة العلمية في (الأحساء)، حالياً.
وفي سنة 1370 ه‍ هاجر إلى النجف الأشرف ليواصل دراسته، وأكمل هناك المقدمات والسطوح وحضر أبحاث الخارج لدى لفيف من كبار العلماء وخيرة الأساتذة، ومن أساتذته:
1. السيد محمد حسين بن السيد سعيد الحكيم، المتوفى 1410ه‍، حضر عنده في (المكاسب).
2. السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، المتوفى 1413ه‍، حضر عنده خارج الفقه والأصول ...
3. السيد الشهيد السيد محمد باقر الصدر، المستشهد بتاريخ 22 جمادى الأول 1400 ه‍، حضر عنده أيضاً خارجُ الفقه والأصول.
وكان زميل درس مع عدد من علماء الأحساء الأفاضل أمثال ابن أُخته السيد محمد علي السيد هاشم والسيد عبدالله العلي الصالح (أبو رسول) والخطيب المرحوم الشيخ عبدالله أبو مَرَة وغيرهم.
وبالإضافة إلى دراسته الحوزوية في (النجف) التحق بـ(كلية الفقه)، وتخرج منها بدرجة(بكالوريوس) في الفلسفة.
وتقدر فترة إقامته في (النجف)، مشغولاً بالدراسة والعلم بأكثر من عشرين عاماً.
شئ من سيرته:
كان في (النجف الأشرف) يُعد من أفاضل الطلبة الأحسائيين، وكان له مكانة واحترام بين طلبة(الأحساء) وعلمائها، وكان يُدرّس عدداً من الطلاب بعض الدروس الحوزوية.
وفي منزله كان له مجلس أسبوعي يُعقد صباح كل جمعة قبل الظهر بساعتين لقراءة تعزية سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام، ويحضر في هذا المجلس عدد من علماء (الخليج) والعراق وبعض العلماء والطلبة الأحسائيين، ويدور فيه الحوار حول العديد منَ المسائل والمطالب العلمية، فكان مجلس الجمعة لدى السيد كما هي العادة في مجالس العلماء الأسبوعية – بمنزلة المنتدى العلمي الأدبي.
وبعد أن أنهى دراسته الحوزوية في (النجف) قفل راجعاً إلى وطنه ووطن آبائه مدينة (المُبَرَّز) بالأحساء.
وبعد فترة وجيزة ترك (الأحساء) وانتقل إلى مدينة (الدَّمَّام) – العاصمة التجارية والسياسية لـ(المنطقة الشرقية) – واتخذها له وطناً، حيث لا يوجد هناك حينها عالم شيعي يجمع شمل المواطنين الشيعة ويقودهم إلى طريق الخير والهدى.
وجدير بالذكر أن مدينة (الدمام) تُعد مدينة مستحدثة لا يزيد عمرها عن نصف قرن، ولم تكن قبل ذلك سوى بلدة صغيرة عادية تابعة لمدينة (القطيف)، بل لم تكن قبل ثلاثين سنة خلت تحتل تلك الأهمية. ولكنها أصبحت فيما بعد من أضخم وأهم مدن المملكة خصوصاً على الصعيد التجاري.
والشيعة المقيمون في (الدمام) معظمهم نزحوا من (الأحساء)، كما أن معظمهم سكان (الدمام) نازحون من بلدان مختلفة.
نزل السيد مدينة (الدمام) حدود عام 1395ه‍، وكان سكناه بادئ الأمر في محلة (الشُعَيبَة) – وسط (الدمام) -، ثم بنى له منزلاً في محلة (بُوْرْشَيْد) وانتقل إليه.
وفي نفس الفترة تقريباُ – أي قبل سنة 1400 ه‍ - أنشأ مسجد للشيعة في منطقة (بُوْرْشَيْد) قبالة منزل السيد بمساحة ألف متر، فكان السيد يقُيم فيه الجماعة صباحاً وظهراً ومساءً، وأصبح المسجد هذا في ما بعد – بحكم موقعه وسط الشيعة ووجود السيد فيه – مقراً مهماً في الدمام ونقطة التقاء للمؤمنين الذين لم يكن يوجد قبل ذلك ما يجمع بينهم.
واستمر السيد يواصل نشاطه في المسجد المذكور إلى أوائل سنة 1403ه‍ وقام على أثره – في محلة (العنود) بالدمام – مسجد آخر للشيعة أكبر وأفخم من سابقه بجهود وهمة السيد
وحل المسجد الجديد – الذي يعرف باسم (مسجد الإمام الحسين عليه السلام ) – محل المسجد الأول في موقعيته ونشاطه واستمر السيد فيه إماماً للجماعة ومرشداً للمؤمنين.
وفي حدود سنة 1405ه‍ أعلن السيد علي إقامة صلاة الجمعة في الدمام وبعد التمهيد لها بدأ بإقامتها فعلاً في (مسجد الإمام الحسين عليه السلام ) بـ ( العنود)، وكانت أول جمعة للشيعة تقام في الدمام،
ويحتل السيد في الدمام و الأحساء – بل عموم المنطقة الشرقية – مكانة متميزة لدى معظم الناس، ويكنُّ له الجميع كامل التقدير والاحترام.
هذا وللسيد من الأبناء سبعة منهم اثنان من طلبة العلم وهما السيد هاشم – وهو أكبر الأبناء - والسيد عبدالهادي ، وكلاهما من المشتغلين بتحصيل العلوم الدينية في مدينة (قُم) المقدسة.
مؤلفاته:
1. رسالة في أسرة السلمان وشئ من تاريخ مدينة (المبرز).
2. روحية الإنسان وماديته:ذكره الدكتور الفضلي في مجلة (الموسم).
3. نظرية المعرفة:رسالة بكالوريوس في الفلسفة، أيضاً ذكرها الدكتور الفضلي في (الموسم).
ولعل له مؤلفات أخرى، لكن لم نطلع عليها.
شعره:
كان يقول الشعر في (النجف) في مختلف المناسبات، وكان يشارك بشعره في الاحتفالات والمنتديات الأدبية

عاشق المجتبى غير متصل  

قديم 08-11-10, 12:21 AM   #52

عاشق المجتبى
مبتدئ  






رايق

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه










و قد اقيم في مدينة الدمام حفلاً تكريماً حاشداً لسماحة السيد علي الناصر السلمان في الحسينية الحيدرية بحضور حاشد ضم شخصيات علمائية ووجهاء بالإضافة الى وجوه إجتماعية بارزة من الدمام وسيهات و القطيف والأحساء وجدة ومكة والمدينة المنورة ومن البحرين والأمارات والكويت والبحرين ,

وكان من أبرز ضيوف الحفل عدد من الزعامات السياسية الشيعية المعروفة بينهم رجل الدين البحريني الشيخ عيسى قاسم وزعيم جمعية الوفاق والكتلة الأبرز في البرلمان البحريني الشيخ علي سلمان والشيخ حسن الصفار والسيد محمد علي و السيد هاشم السلمان و عدد كبير من العلماء وطلبة العلوم الدينية .




.




السيد السلمان يطرح فكرة تأسيس مركز طبي لتشخيص وعلاج أمراض السرطان في المنطقة.






التعديل الأخير تم بواسطة عاشق المجتبى ; 08-11-10 الساعة 12:40 AM.

عاشق المجتبى غير متصل  

قديم 13-11-10, 03:15 AM   #53

جنى
كاتب متميز

 
الصورة الرمزية جنى  






مستمتعة

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه


سلمت أناملك عاشق المجتبى ولك مليون شكر على التغطية الرااائعة من كل جانب وكان على خاطري أن أكتب عن السيد حسن نصر الله ولكن سبقتني جزاك الحق ألف خير
__________________

جنى غير متصل  

قديم 20-11-10, 03:49 AM   #54

..سر وجودي..
مشرفة الحياة الزوجية+التعليمي

 
الصورة الرمزية ..سر وجودي..  







حزين

رد: إختر شخصية واكتب عن سيرته..مؤلفاته..و أجمل ماقيل عنه


السلام عليكم.. بصراحة موضوع مميز وجميل..

اسبوعيا اذا جا وقت القراءة الحسينية افتح ذلك الكتاب المميز..وتلك النعاوي واللطميات الرائعة.. والتي تواسي قلب الزهراء ..
انه


المرحوم ملا عطية الجمري


هـوعطيه بن علي بن عبد الرسول الجمري ولد في جمادي الأولى 1317 توفي في الثلاثين من شوال 1401 هـ عن عمر ناهز الـ84 عامًا قضاها في خدمة أهل البيت عليهم السلام ...


خطيب وشاعر ولد في البحرين في قرية بني جمرة في شهر جمادي الأولى 1317هـ ،
ينتسب خطيبنا إلى قبيلة بني جمرة القبيلة العربية العريقة التي تشكل قرية كاملة
من قرى البحرين اشتهرت باسمها فيقال قرية بني جمرة.

نشأ في كنف والده الذي يمتهن التجارة حتى بلغ العاشرة من عمره ، ارتحل والده بالأهل إلى خرمشهر ، وكانت زاخرة حينئذ بالعلماء والأدباء والخطباء فانخرط في مجال الخدمة الحسينية ...
يقول رحمه الله في ضمن مذكراته :
سنة 1338هـ ...
فيها قرأت أيام صفر لدى محمد البو كنعان شيخ بني تميم ، وفيها رأيت الطيف الأول (حضور الخمسة عليهم السلام) ، والأحرى في السنة التي قبلها ، وفي هذه السنة رأيت الطيف الثاني وهو أن أحد الملوك طلبني لأكون خادمًا ،وأعطاني سلاحًا وأجلسني على كرسيه وكانت تخرج الأوامر منه بذلك ولم أره'
وفي نفس العام (1338هـ) عاد الملا رحمه الله إلى بلاده ومسقط رأسه ، و بدأ بطلب العلم فيها، ودرس عند الشيخ عبدالله العرب الجمري وابنه الشيخ محسن ، وأخذ منهم النحو والصرف والأدب وغيرها ...
على أي برز نضوج شاعرنا الأدبي منذ شبابه ، فكان رحمه الله سريع البديهة ، حاضر القافية ، وإذا نعى أقرح الأكباد وألهب الأفئدة ، وينتقي أفضل المفردات ليعرض أفضل المعاني وأكثرها وقعًا في النفوس ، وهذا ما يلاحظ في شعره ،فأبيات الملا عطيه عندما تقرأ ليست كأبيات غيره من الشعراء ، تمزق الأحشاء بغير رأفة ، وتبكي العيون رغمًا عنها !
حقيقة قصائده ليست كسائر القصائد ...

اشتهر رحمه الله بالكتابة على الوزن الفائزي الذي أخذه عن الملا علي بن فايز الاحسائي مولدًا البحراني مسكنـًا رحمه الله ، لكن كتابته لم تكن تقتصر على ذلك بل كان يكتب بمختلف الأوزان ، وكثير من أشعاره محفوظة في الأذهان وتقرأ على المنابر ، حتى اللطميات التي كتبها كذلك ...
ومن طرائف ما حكي عنه وعن سرعة بديهته أن أحدهم كان يمشي ويردد لطميته المعروفة :
وين الكفين ... يسردال الحرب ... وين الكفين ؟فأجابه مازحًا بلا ترو قائلا:
تعمى العينين ... ولا تشوف الدرب ... تعمى العينين هذا إن دل على شيء فعلى روحه ونفسيته ودماثة طبعه ويوحي لك
والترسل والخلق الحسيني الرصين...

من صفاته وصفات شخصيته أنه كان :
نحيف الجسم ، حسن الخلق متواضعًا كريمًا كثير التبسم لجليسه ، سريع التأثر كثير الوقار ، محبًا للفكاهة ، وعاشقـًا للأدب، فكان يكتب الشعر الفصيح والدارج لكن اشتهر منها الشعر الدارج أكثر من الفصيح مع قوة شعره الفصيح لكن ربما لأن شعره العامي أكثر تأثيرًا ...


ولم يكن رحمه الله يحب الانقطاع لتلك الناحية المقدسة لنفسه فحسب ؛ بل اشترط على أولاده أن يعملوا جاهدين في خدمة الحسين (عليه السلام) ، وأخذ عليهم أن يخدموا المنبر قدر الإمكان ، وأدبهم على الإخلاص وصفاء النية ؛ وهم ثمانية ذكور أغلبهم خطباء منبر وبعضهم رواديد ، وانتقل اثنان منهم إلى جوار الله .
كانت له سفرات متعددة إلى القطيف والإحساء والكويت وإيران والهند للخطابة ولغيرها .
ومن سفراته تشرفه بحج بيت الله الحرام عام 1367هـ ، وأيضـًا زيارته للنجف الأشرف عام 1386هـ وهناك (في النجف) التقى بمجموعة من شعراء النجف في مجلس عقده لها الشاعر المرحوم السيد حسن داوود النجفي استضاف فيه مجموعة من الشعراء منهم الشيخ عبد علي والشيخ عبد الأمير النجار والشاعر ابراهيم أبو شبع والشيخ كاظم منظور الكربلائي رحمهم الله ...
كل شاعر من أولئك الشعراء رحب بالملا عطيه بأبوذية وأبوذيتين كالشيخ كاظم منظور حيث قال :
اجتماع الشرف لهل الشرف جنه لـسان الشعر لهل الشـعر جنه ثلاثـه من الــهداية اليوم جنه النـعم والدين وزيـارة عطيـه فرد على ترحيبهم وأجابهم الملا رحمه الله بموال :
روح الأدب حلكَت واحنت عليها بدور قامت التركيز غايات المعاـــني بدور أهدت ثنا ذاتـها إلمايثمـــنوه بدروياك شحجـــي يبن خــير البـرايا حسن روحي وروحك طبق كاس الـــمودة حسن عايـــنت مجــلس مـودة مثل هذا حسن لو فلك ندوة وندامى وجمعيها بدور فقام عندها الشيخ كاظم منظور وقبل شاعرنا على فمه لإبداعه فيما ارتجل .



*************************************


ولئن اشتهر بفنه الشعبي وشعره المحكي فهو كذلك ينظم الشعر الفصيح. ويجيد فن القريض،
غير إن اشتهاره وتخصصه وبراعته في شعره الشعبي البحراني فإذا قيل ابن فايز وابن نصار
والدكسن والشرع وسواهم يقال الملا عطية الجمري صاحب الجمّرات الودّية المطبوعة
بأجزائها الأربعة.

وإليك باقة نموذجية من شعره القريض:

هذه قصيدة في رثاء سيد الشهداء الحسين (عليه السلام):

عرج فديـــــتك وأسـكب دمعك الجاري علـــــى الطـــــفوف وعـقبها بتذكار

وارو القــــــبور الـــتي لم يرو ساكنها مـــــن النــمــــير تـجد نوراً بلا نار

قــف بي على جدث السبط الشهيد بها ردحــا تـــهج مـن فؤادي أي تذكار

لم أنسه إذ أناخ الــــركب فــــامــتلأت بجــــحـــفل لبــــــني ســـفيان جرار

فــــحلّئته مـــــن الــــورد المــباح ولم ترع الحقـوق ولا تخشى من الباري

فــــــي فــــــتية بـــــذلوا لله أنــــفسهم من كــــل شـهم شديد البأس مغوار

تسابقوا دونــــــه عـــند الـــــلقا فغدت جســـــومـهم نـــــهب صـــيّاد وبتّار

فـــــعاد فــــــرداً حشــا المختار بعدهم صفر الأنـــــامل مــن قربى وأنصار

يـــــدعوهم طــــــبتمُ يــــا خير منتخب لنـــــصرة المــصطفى يا خير أبرار

وكــــــدَّ كـــــدة ليـــــث فـي قطيع جنى فـــــرداً فـــلم يـــك فــيهم غير فرار


*************************
مرض شاعرنا عام 1401 فاستخار الله على أن يذهب للعلاج في الهند فكانت الخيرة بالنهي ، ثم استخار على الذهاب إلى مصر فكانت الاستخارة بالإيجاب ...
في منامه رأى الملا عطيه رحمه الله عليَّ الأكبر يقول له : 'إن والدي الحسين يبلغك السلام' ، فاستيقظ وقد أولها بأن علي الأكبر يطلب منه لطمية بشأنه فنظم :

انـگـطع قلبي يبويه من شفت حالك.
وظن أنه بلغ مراد علي الأكبر بهذه القصيدة ... إلا أنه رآه مرة أخرى يكرر عليه العبارة نفسه 'إن والدي الحسين يبلغك السلام' فاستيقظ ونظم :

محتضن يبني مهرتك والقوم كلها حاطتك ...

القصيدة ثم رآه مرة ثالثة في الموضوع نفسه يقول له 'إن والدي الحسين عليه السلام يبلغك السلام ويقول لك أنه يريد أن يراك في الهند' فاستيقظ رحمه الله وقد عزم على السفر إلى الهند وأنشد :
اجيت الهند قاصـد لك وعاني أقاسي من الألم شـدة وأعاني ترى الغيرك مهو قصدي وعاني الهند وكربلاء عنــدي سويه تحسنت حالة الشاعر في الهند ، وعزم على العودة إلى البحرين ... على أي حال لازال في المستشفى بعد ...
يوم الجمعة ... قال لمن معه : اليوم يعقد مجلس العادة في البحرين وأنا أعقده هنا في الهند ... وبالفعل عقد مجلس الأسبوعي على سرير مرضه في الهند ...
بدأ ينشد ...
أم الحسن طلعت تدافع عن أبو حسين

اختتم منابره بمصيبة الزهراء عليها السلام ...

كان هذا آخر مجلس يشارك فيه ، وسريره كان آخر منبر يرقاه، فشاء الله أن يقبض روح خادم الحسين نفس ذلك اليوم ، فمع أن حالته كانت متحسنة إلاأن ضغط الدم انخفض فجأة وارتحل الملا إلى سادته بعد مجلسه الأخير بساعات ...

هكذا رحل فخر خطباء البحرين ...

×××

ينقل أنه رحمه الله شوهد في المنام وسئل عن الحساب ، فأجاب بأنه ببركة آل البيت عليهم السلام كان سهلا يسيرًا ، دخلت الجنة ببركة بيتين ، أما بقية قصائدي فزيادة في الأجر والثواب ... وما هما البيتان ؟أجاب :

ودي أوصل مصرعك وانجدل وياك --- لكن شبيدي لازمه أذيالي يتاماك

×××

قضية متعلقة بسيرته رحمه الله :

أرجع علينا سلاحنا يا ملا عطيه

×××

من أشهر لطمياته لطمية
: يحسين تمشي وتصفج الراح.

×××

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مع من كان يتولاه رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهداها إلى روحه وأرواح المؤمنين والمؤمنات



من أشعار المرحوم ملا عطية الجمري .. بمناسبة استشهاد سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء عليها السلام
((
مع سلمان المحمدي ))
لا تلومني لو هاجت احزاني يسلمـان ==++== جنّك متدري بالذي فعـلت العــدوان

منّي خـذوا حـقّي ولا راعـوا الوصيّــه ==++==وهجموا علي داري وساتر ماعليّـه
و المرضى كاعد تو عـبراتــه جـريـّـه==++==و يـنظر بعينه اببّابنا وجّوا الـنّيران
------------------------
لا تلومني ضلعي انكسر بالباب كوه==++==مـاقصّـروا فـيـنـا عـديمـين المــروّه
جنّك متدري هالعبد بـيّه اشْسَـوّى==++== سقّطني المحسن و خلَّى الجسـد نحـلان
------------------------
جسمي انتحل من ضربة المسمار صدري==++==وانلطمت عيوني وداحي الباب يـدري
وكلما جرت نكبـه عليّـه ازداد صَبري ==++== وكظمت غيظي والكلب فايض بالاحزان
------------------------
و بـس عـايَنِت حيـدر ملـبّب قـايدينـه ==++==وسمعت شبلي الحسن يندب راح ابونـا
غصبٍ عليّـه طْلَعت خـوفي يذبحونه ==++== و تـتيتّم أولادي عكب فارس الفرسان
------------------------
ضلّيت أدافعهم وظْنتي يرحَمونـي ==++== و مـالـوا عليْ بالسّـوط ظلّوا يضربوني
والله يَسلمان الضّرب ورَّم متـونـي ==++== قصدي أبث شكواي للـواحد الديّـان
------------------------
قلّهـا يَـزهـرايكلج الكـرّار روحـي ==++== ردّي على بوج النّبي بالـدّار نوحـي
كالت عكب حيدر تراني تروح روحـي ==++== خـلني أزلـزلهم ترى مابـيهم احسان
------------------------
خلني يسلمان اشتكي ذايب افّـادي ==++== يطـلع علي الكرّار لو زَلْزِل الـوادي
والله يَسلمـان الرّجـس روّع اولادي ==++== هذا جزا المختار من عدهم يَسـلمان
------------------------
ماقصّروا أجـر الرّسالـه اليـوم أدّوه ==++== سقطوا جنـيني و الوصي بالحبل قادوه
مـاقصّروا حتى الضّلع بالباب كسـروه ==++== جان القصد حيدر علي شْجرمة النّسوان
------------------------

وهذه صورة لمزاره في البحرين

تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 600 * 400 و حجم 45KB.

__________________

..سر وجودي.. غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 08:26 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited