يوم المباهله وتصدق الإمام علي عليه السلام بالخاتم
دلالة آية المباهلة على عصمة وأفضلية علي ( عليه السلام ) :
استدل علماؤنا بكلمة : ( وأنفسنا ) ،
تبعاً لأئمّتنا ( عليهم السلام ) على عصمة
وأفضلية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ،
ولعل أوّل من استدل بهذه الآية المباركةهو نفس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ،
عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه ،
فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلّهم أقرّوا بما قال ، وصدّقوه في ما قال .
وسأل المأمون العباسي الإمام الرضا ( عليه السلام ) :
هل لك من دليل من القرآن الكريم على أفضلية علي ؟
فذكر له الإمام ( عليه السلام ) آية المباهلة ،
واستدل بكلمة :
( وأنفسنا ) ، لأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله )
عندما أُمر أن يُخرج معه نساءه فأخرج فاطمة فقط ،
وأبناءه فأخرج الحسن والحسين فقط ، وأمر بأن يخرج معه
نفسه ، ولم يخرج إلاّ علي ( عليه السلام ) ،
فكان علي نفس رسول الله ،
إلاّ أنّ كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي
هو المراد ، وهو أن يكون علي مساوياً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله )
في جميع الخصائص والمزايا إلاّ النبوّة لخروجها بالإجماع .
ومن خصوصيات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :العصمة ،
فآية المباهلة تدل على عصمة علي ( عليه السلام ) أيضاً .
ومن خصوصيات علي -ع- :
أنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم أيضاً
وأنّه أفضل جميع الخلائق وأشرفهم فكذلك علي ( عليه السلام ) ،
وإذا ثبت أنّه( عليه السلام ) أفضل البشر ، وجب أن يليه بالأمر من بعده .
أعمال يوم المباهلة :
الأوّل : الغُسل .
الثاني : الصيام .
الثالث : الصلاة ركعتان ،
كصلاة عيد الغدير وقتاً وصفة وأجراً ، ولكن فيها تقرأ آية
الكرسي إلى ( هُمْ فيها خالِدُونَ ) .
الرابع : أن يدعو بدعاء المباهلة ،
وهو يشابه دعاء أسحار شهر رمضان ،
وهو مروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) بما له من الفضل ، ونص الدعاء موجود في مفاتيح الجنان .
***
تصدّق الإمام علي ( عليه السلام ) بالخاتم
اعمال هذا اليوم 25 من دي الحجه
التصدق
والصوم
وذكر الله
و قراة الزيارة الجامعه
آية التصدّق :
قال الله تعالى :
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .
قصّة التصدّق :
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) :
إنّ رهطاً من اليهود أسلموا ، منهم :
عبد الله بن سلام وأسد ، وثعلبة ، وابن يامين ، وابن صوريا ،
فأتوا النبي ( صلى الله عليه وآله )
فقالوا : يا نبيَّ الله ، إنّ موسى أوصى إلى يوشع بن نون ،
فمن وصيُّك يا رسول الله ؟ ومن وليّنا بعدك ؟
فنزلت هذه الآية :
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .
ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( قوموا ) ، فقاموا فأتوا المسجد ، فإذا سَائلٌ خارج ،
فقال : ( يا سائل ، أما أعطاكَ أحد شيئاً ) ؟
قال : نعم ، هذا الخاتم .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أعطَاك ) ؟
قال : أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلِّي ،
قال : ( عَلى أيِّ حَالٍ أعطاك ) ؟
قال : كان راكعاً ، فكبَّر النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) ،
وكبَّر أهل المسجد .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( (((عليٌّ وليُّكم بعدي ))))
فذاك ارواحنا يا اميرنا وامير كل مؤمن ومؤمنه
قالوا : رضينا بالله ربَّاً ، وبِمحمَّدٍ نبياً ، وبعليٍّ بن أبي طالب ولياً
، فأنزل الله عزَّ وجلَّ :
( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) .
اتفاق المسلمين على التصدّق :
اتفقت روايات العلماء على أنَّ الإمام علي ( عليه السلام )
قد تصدَّق بخاتمه وهو راكع ،
وليس بين الأُمَّة الإسلامية خلاف في ذلك ، فشكَر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه
فيلزم الأُمَّة الإقرار بها ، وذلك لموافقة هذه الأخبار لكتاب الله ،
وكذلك وجدنا كتاب الله موافقاً لها ، وعليها دليلاً ،
وحينئذٍ كان الاقتداء بها فرضاً ، لا يتعدَّاه إلاّ أهل العناد والفساد .
قول الشعراء في التصدّق :
1ـ قال حسّان بن ثابت :
أبَا حَسَنٍ تفديكَ نفسي ومُهجَتي . وكُلّ بطيءٍ في الهُدَى ومُسارِعِ
أيَذْهبُ مَدحي في المُحِبِّين ضَائعاً . ومَا المَدحُ في ذاتِ الإلَهِ بِضائِعِ
فأنتَ الذي أعطيتَ إذْ كُنتَ رَاكِعاً . فَدَتْكَ نفوسُ القَومِ يَا خَيرَ رَاكِعِ
بِخَاتَمِكَ الميمون يَا خَيْرَ سَيّدٍ . ويَا خير شارٍ ثُمَّ يَا خَير بَائِعِ
فأنزلَ فيك الله خَير وِلايَةٍ . وبيَّنَها في مُحكَمَات الشَّرائِعِ .
وقال أيضاً :
وافى الصلاة مع الزكاة فقامها . والله يرحم عبده الصبّارا
مَنْ ذا بخاتَمه تصدّقَ راكعاً . وأسرّها في نفسهِ إسرارا
مَن كانَ باتَ على فراشِ محمّد . ومحمّدٌ أسري يَؤمُّ الغارا
من كان جبريل يقوم يمينه . يوماً وميكال يقوم يسارا
مَن كان في القرآنِ سُمّيَ مؤمناً . في تِسعِ آيات جعلن كبارا .
2ـ قال خزيمة بن ثابت الأنصاري :
فديت علياً إمام الورى . سراج البرية مأوى التقى
وصي الرسول وزوج البتول . إمام البرية شمس الضحى
ففضّله الله ربّ العباد . وأنزل في شأنه هل أتى
تصدّق خاتمه راكعاً . فأحسن بفعل إمام الورى .
3ـ قال السيّد الحميري :
من كان أوّل من تصدّق راكعاً . يوماً بخاتمه وكان مشيرا
من ذاك قول الله إنّ وليكم . بعد الرسول ليعلم الجمهورا
وقال أيضاً :
وأنزل فيه رب الناس آيا . أقرت من مواليه العيونا
بأنّي والنبي لكم ولي . ومؤتون الزكاة وراكعونا
ومن يتول ربّ الناس يوماً . فإنّهم لعمري فائزونا .
4ـ قال دعبل الخزاعي :
نطق القرآن بفضل آل محمّد . وولاية لعلي هم لم تجحد
بولاية المختار من خير الورى . بعد النبي الصادق المتودّد
إذ جاءه المسكين حال صلاته . فامتد طوعاً بالذراع وباليد
فتناول المسكين منه خاتماً . هبة الكريم الأجود بن الأجود
فاختصّه الرحمن في تنزيله . من حاز مثل فخاره فليعدد .
دمتم في رعاية الاب الروحي امامنا الحجة بن الحسن عليه السلام
نسالكم الدعاء