«مبتعثون» سعوديون يتحصّنون في بنايات «واشنطن» هرباً من «ساندي»

[الزهراء عشقي]

بينما كان إعصار «ساندي» ينثر الرعب في الولايات المتحدة الأميركية، يسير ويبتلع الأخضر واليابس، محوّلاً كل مكان مر به إلى حطام،

فضّل المبتعثون السعوديين التحصن في بنايات «واشنطن»، هرباً من إعصار «ساندي»، وقرر المبتعث السعودي الوليد محمد (26 عاماً) وعدد من زملائه اللجوء إلى لعبة «البلوت» ومشاهدة بعض الأفلام السينمائية، رغبة منهم في التقليل من حال الخوف الذي يمرون بها.
الوليد المبتعث لنيل درجة الماجستير في الإدارة المالية، قرّر وزوجته برفقة تسعة من زملائهم وزوجاتهم، التوجّه إلى إحدى بنايات واشنطن لاستئجار شقتين مفصولتين، طوال اليومين اللذين حذّرت السلطات الأميركية من الخروج فيهما، وطالبت الجميع بالبقاء في منازلهم.
يقول الوليد: «قبل نحو 5 أشهر، غادرت أنا وزجتي إلى الولايات المتحدة الأميركية، مفضّلاً اختيار العاصمة واشنطن للدراسة والإقامة، وكانت حياتي فيها سهلة وجميلة، كنت أستمتع بالدراسة لتحقيق حلمي عند عودتي للمملكة، وكانت الأمور تسير بهدوء حتى أول أيام عيد الأضحى،
عندما فوجئت، وأنا أشاهد نشرة الأحوال الجوية على إحدى القنوات المحليّة، وهي تحذّر من اقتراب إعصار يُدعى «ساندي» قالوا إنه خطر جداً، وفي اليوم التالي وجدت رسالة في البريد الإلكتروني مرسلة من الملحقية السعودية تحذّر من الإعصار وتضع أرقاماً للتواصل في حال حدوث أي خطر».
حاول الوليد البحث عن حلول للتخفيف من هلعه وزوجته، إذ بدأ بالاتصال على زملائه المقربين منه للاقتراح عليهم، للخروج إلى سكن موقت، يتكون من شقتين متجاورتين، بحيث تكون إحداهما للرجال والأخرى للنساء، وتأمين المواد الغذائية اللازمة والمصابيح اليدوية ووسائل السلامة المختلفة.
ويضيف: «انتقلنا إلى البناية، وقررنا منذ اليوم الأول محاولة عدم التفكير بما يحدث، وبدأنا شيئاً فشيئاً نشعر بالأمان، وفي اليوم التالي قررنا أن نشغل وقت فراغنا أثناء تجمّعنا بمشاهدة الأفلام ولعب «البلوت»، إضافة إلى التواصل مع أهالينا في المملكة عبر الإنترنت ليطمئنوا علينا».
إلى ذلك كشف مدير مطار الملك عبدالعزيز الدولي في محافظة جدة عبدالحميد حماد لـ «الحياة» عن رفع الحظر على الرحلات المتجهة إلى واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، إذ استأنفت رحلاتها صباح يوم أمس (الأربعاء) بعد أن استمر حظرها لمدة 72 ساعة بسبب سوء الأحوال الجوية وإعصار «ساندي» الذي شهدته أميركا أخيراً.
وأشار في حديثه إلى أن أول رحلة تمت مغادرتها من مطار الملك عبدالعزيز الدولي إلى واشنطن بعد الحظر في الساعة السادسة من صباح أمس (الأربعاء)، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الرحلات المتجهة إلى نيويورك ما زالت محظورة حتى الآن.
من جانبه، أوضح المدير العام لفرع وزارة الحج في محافظة جدة عبدالله مرغلاني لـأن الخطوط الجوية السعودية تعمل على وضع رحلات بديلة لحجاج الولايات المتحدة الأميركية يتم توجيهها إلى واشنطن بدلاً من نيويورك. يذكر أنه تم التنسيق بين مؤسسات الحج والطوافة ومطار الملك عبدالعزيز الدولي باستضافة حجاج الولايات المتحدة الأميركية المتضررين من قرار حظر السفر بسبب إعصار «ساندي» في فنادق حتى يحين موعد رحلاتهم.
وكان الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأميركية محمد العيسى أكد أمس، عدم تسجيل أية حالات وفَيَات وإصابات بسبب إعصار «ساندي» الذي تعرّضت له بعض الولايات الأميركية أول من أمس، مبيّناً أنه تم إخلاء أكثر من 300 مبتعث من الجنسين ونقلهم إلى فنادق آمنة على نفقة المملكة.
وأضاف العيسى في حديث إلى :«أن جميع المبتعثين السعوديين بخير، ولم تحدث حالات وفَيَات وإصابات لأحد منهم، ويمكن القول إننا تجاوزنا مرحلة الخطر، إذ تم إخلاء أكثر من 300 من الطلبة المبتعثين، بعدما طلبت السلطات المحليّة الأميركية منهم سرعة الإخلاء خشية التعرّض لخطر،
ونقلنا هؤلاء المبتعثين إلى فنادق آمنة، بحيث تتحمّل المملكة تكاليف سكنهم، كما وجّه بذلك السفير السعودي لدى واشنطن ووزير التعليم العالي، إلى جانب التعامل بشكل سريع مع الحالات التي تواصلت مع فريق الطوارئ، إذ تم توجيه جميع المبتعثين المقيمين في الولايات القريبة من السواحل بالتوجّه إلى أقرب منطقة آمنة في حال شعورهم بالهلع وإمكان تعرّضهم للخطر».