أكد علماء القلب أن التدخين يحول الجسم البشري إلى مرتع للأمراض الانتانية وبيئة خصبة لنمو آلاف الجراثيم المضرة، وقال الأطباء في مستشفى (سوتر) الأمريكي أن التهابات المعدة التي تسبب القروح الهضمية تكثر عند المدخنين، فضلاً عما يواجهونه من التهابات مزمنة في القصبات الهوائية والرئتين، هذا بالإضافة إلى أن التدخين يضعف قدرة الجسم على مهاجمة السرطانات الأخرى كأورام وسرطان الثدي مثلاً.
ويوماً بعد يوم يكتشف الأطباء والعلماء أثباتات وشواهد جديدة على خطورة التدخين وما يسببه من التهابات خطرة في القناة البولية والمعوية والفم واللثة أيضاً، وأوضح العلماء أن التدخين يبدأ طريق اتلافه للجسم عبر حرمان الخلايا من الأوكسجين، وبعد انتشاره يسبب سلسلة من التفاعلات الكيمياوية داخل الأنسجة والخلايا في جميع الأعضاء ويشجع في تكوين وبناء الصفائح الدهنية المؤذية في الشرايين.
وفي هذا المجال أوضح علماء واختصاصيوا القلب إن ذلك يحدث حتى عند الأشخاص النشطين الذين يتناولون أطعمة صحية، ولا يملكون تاريخاً عائلياً للإصابة بأمراض القلب، ولكن العامل المشترك هو التدخين حيث تسبب التفاعلات الكيمياوية انتقال الكوليسترول إلى الشرايين فيستقر في جدرانها ويبدأ في بناء الصفائح عن طريق اتحاده مع مواد كيمياوية أخرى مثل الكالسيوم والكيمياويات التي تفرزها خلايا الدم البيضاء، وعندها تزيد سماكة وكثافة الدم وتنقبض الأوعية الدموية مسببة ضيق في هذه الأوعية، وأشاروا إلى أن حدوث ذلك في القلب يؤدي إلى الإصابة بالذبحة القلبية، وحدوثه في الرقبة يعني السكتة الدماغية.
وبالرغم من كل هذه التحذيرات لا يزال ملايين الناس في العالم يدخنون بشراهة، مع التأكيد المستمر على أن معظم هذه الحالات المرضية قابلة للوقاية بالتوقف الفوري عن التدخين.
شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 10/3/2003 - 6/ محرم الحرام/1423
نور