مبتعثون: مشرفو ملحقية أميركا «عطلوا مسيرتنا»...

[روح المسك]

والعيسى يرد: لن يبقوا «ساعة واحدة» إذ قصًروا

الحياة
وعد الملحق الثقافي لدى الولايات المتحدة الأميركية الدكتور محمد العيسى، الطلاب والطالبات السعوديين «بعدم بقاء أي مشرف في الملحقية لساعة واحدة إذا ثبت تقصيره في حق أي طالب أو طالبة»، مؤكداً أن كل من لديه مشكلة عليه أن يرسلها إلى بريد إلكتروني (إيميل) شخص حددته الملحقية، وسيجد الرد خلال 48 ساعة، داعياً الطلاب إلى التحلي بالصبر وعدم الانسياق وراء ما دعا له البعض من القيام بتجمعات أمام السفارة السعودية في واشنطن احتجاجاً على تعامل المشرفين معهم ومطالبة بإقالته.
وقال العيسى، الذي استقبل طالباً وطالبتين سعوديين، أول من أمس في الملحقية، وعينهم كفريق عمل تطوعي يساعد المبتعثين، «أبوابنا مفتوحة للمبتعثين، وأعدكم بحل جميع المشكلات والمعاملات المتعثرة»، مضيفاً: «لكن نحتاج الصبر من الطلاب، وعليهم استخدام الطرق الرسمية والنظامية للشكاوى»، آملاً من الطلاب «عدم الإساءة للوطن أو لبرنامج الابتعاث بالتجمع أمام السفارة»، واصفاً الفترة الحالية أمام تزايد شكاوى الطلاب بالحرجة «لكن سنتجاوزها بتضافر جهود الطلاب وصبرهم، خصوصاً أنها فترة انتقالية إلى نظام إلكتروني جديد يساعدنا في كشف أي قصور لدينا»، مبيناً في الوقت ذاته: «لا نقبل أي تقصير من المبتعثين، وستكون الملحقية حازمة وصارمة بتطبيق اللوائح والأنظمة لكل من يعتقد أن الابتعاث رحلة سياحية مدفوعة التكاليف».
وكان العيسى عقد اجتماعه مع فريق العمل التطوعي الطالب خالد العمري والطالبتين، غادة الغنيم، ورندا المداح، إذ شرحوا له بعض شكاوى وملاحظات الطلاب والطالبات، خصوصاً أن كثيراً منهم فقدوا الثقة في بعض المسؤولين في الملحقية نتيجة لضعف التواصل معهم وعدم الرد على بعض المشكلات التي يعانون منها، وكذلك تجربتهم مع البوابة الإلكترونية التي لم تحل مشكلة التواصل مع المشرفين كما كانوا يتوقعون من قبل.
ورد العيسى قائلاً: «نحن لا نزكي أنفسنا عن أي تقصير، لكنني أؤكد لكم أن خدمة البوابة الإلكترونية جديدة، وستخدم الطلبة بشكل كبير جداً، لكن عملية نقل النظام القديم إلى الجديد، عملية ليست بالسهلة، لكنها أيضاً ليست مستحيلة»، لافتاً إلى أنه «تم حل مشكلات أكثر من 85 في المئة، والبقية في طريقها للحل»، مضيفاً: «نأمل منكم الصبر ونعدكم بأن الأمور في استقرار، ونحن قائمون على إيجاد الحلول المناسبة في أسرع وقت ممكن».
وحول مشكلات النظام الجديد وما صاحبها من تعثر بعض المعاملات العاجلة وتأخر في المكافآت، قال: «أنهينا معظم المعاملات إن لم نكن أوشكنا على الانتهاء من مشكلات ما حصل من تأخير أو تعطيل في الرواتب».
وبحسب التقرير الذي أعده فريق العمل التطوعي وتضمن أسئلة الطلاب وردود العيسى عليها، (اطلعت «الحياة» على نسخة منه) أن مبتعثين سعوديين تحملوا غرامات مالية من أماكن السكن أو من الجامعة نتيجة التأخر في السداد، إلا أن الملحق الثقافي السعودي في أميركا أكد أن الملحقية تتحمل «تعويض أي مبتعث أو مبتعثة أي مبالغ مالية تحملوها جراء التأخر في دفع إيجار الشقق أو الرسوم الدراسية»، مبيناً أن «طريقة الحصول على هذا التعويض، إرسال ما يثبت ذلك من مستندات، وان تكون بسبب هذا التعطيل، وترسل في بريد مسجل على مكتب الملحق شخصياً».
وأكد أن المعاملات المتعثرة والتي تم تخصيص إيميل الدكتور مساعد العساف لاستقبالها، سيتم الرد عليها خلال 48 ساعة من تاريخ تسليم الطلب، «بدوره سيقوم بتحويل المعاملة إلى الموظف المختص، وإرسال إخطار بذلك للمبتعث.. وفي حال انه لم يتم اتخاذ أي إجراء حيال تلك المعاملة بعد تحويلها آمل إخباري بإحدى الطرق التالية، إما بمراسلتي شخصياً، أو عن طريق الفريق التطوعي خالد ورندا وغادة، أو مراسلة أي من الأرقام أو الايميلات الخاصة بلجنة الشكاوى، أو مراسلة أي من أعضاء لجنة الدعم والمساندة للأندية، أو رئيس النادي»، واعداً بأنه سيتخذ عليها إجراء في مده أقصاها 48 ساعة، مع احتساب الفرق بين المعاملات ونوعها، «مع تأكيدي أنني سنتخذ الإجراء النظامي حيال من قصروا في التعامل مع ذلك الطلب».
وعن الطلاب الذين يعانون من عملية إيقاف المخصصات المالية، قال العيسى إن «إيقاف المخصص سيكون على النحو الآتي: المشرف يوصي للمدير الإقليمي، والمدير الإقليمي من حقه في حال تأكده من صحة الطلب وضع المبتعث على (الهولد)، وأيضاً ستتم متابعة صحة الطلبة الموقفة مخصصاتهم من قبلي شخصياً»، مضيفاً: «أي مدير إقليمي يثبت لي انه وضع طالباً على الهولد دون وجه حق ستتم محاسبته من دون أي مجاملة، وإعطاء المبتعث حقه بالكامل.. وفي حال أن الإيقاف كان نظامياً، يرفع الهولد عن الطالب مباشرة بعد استكماله للإجراءات المناسبة دون تأخير».
وعن معاناة بعض الطلاب مع محاولات إرسال الـi-94 للملحقية، على رغم انه لم يعد هناك تسجيل دخول وخروج عند مغادرة البلد، قال العيسى: «هذا الأمر سيلغى مباشرة، ولن يكون على الطلبة تقديمه في المستقبل».
وتحدث الطلاب الثلاثة للعيسى حول دعوة بعض المبتعثين للقيام بتجمعات احتجاجية أمام السفارة السعودية في واشنطن، والدعوة لها عبر المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: «نأسف لذلك وأتمنى من أبنائنا الطلبة الثقة بنا وأننا نعمل كما تشاهدون حتى في أوقات الإجازات الرسمية، فأبوابنا مفتوحة.. وأعدكم بحل جميع المشكلات والمعاملات المتعثرة، ولكن نحتاج القليل من الصبر، فالنظام الجديد في مصلحة الطلبة، ويحتاج صبركم، وتعاونكم معنا».
ودعا الطلاب إلى استخدام الطرق الرسمية في تقديم شكاواهم، «ولا أمانع أن يقدموا شكوى أو أي ملاحظات عني وسأكون سعيداً جداً بالنقد البناء، «لكنني لن اسمح أو أوافق على ما دعا له البعض من عمل اعتصامات وتجمعات أو تشويه لسمعة وطننا الغالي، فهناك طرق نظامية.. وأنا لست غاضباً على من تقدم بأي ملاحظات تتعلق بي أو أي من موظفين الملحقية بالطرق النظامية، ولكني غاضب على من يرغب في الإساءة لوطننا الغالي، وسيتم فصل أي مبتعث يقوم بهذا التصرف».

[مناسبات للهدايا]

" لا أريد إلا رد اعتباري بالتراجع عن قرار الفصل الجائر لإكمال حلمي ، فمستقبلي هو بعثتي " جملة بسيطة الحجم ولكنها بالنسبة لنهى آل حسن كارثية المعنى تحوي في طياتها حجم المعاناة ، والألم ، بالإضافة للأمل في أن يصل صوتها لمن يستطيع تحقيقه .
فالطالبة نهى آل حسن تنتظر إنصافها بعد أن أرسلت خطاباً للديوان الملكي بعد أن خذلتها الجهات المسؤولة وحرمتها من تحقيق حلمها بالرجوع من بلاد الغربة وهي تحمل في يمينها وثيقة الماجستير ليس لإسعاد ذويها فحسب بل لخدمة وطنها ورفعته.
نهى عادت بالفعل لكنها ما رجعت إلا بصدمة فصلها النهائي من البعثة بعد جولات وصولات مع الملحقية الثقافية السعودية بالولايات المتحدة فقط لمحاولتها تغيير وجهتها الدراسية من المعهد الحالي لمعهد آخر معترف به، الأمر الذي سبب لها إرباكاً لم تكن السبب فيه بعد أن طُلب منها أن تتابع طلبها بالبحث عن جامعة أخرى .
وتتابع نهى سرد تفاصيل معاناتها لـ " شبكة التوافق الإخبارية " بقولها أنها من ضمن المبتعثين في المرحلة الخامسة لدراسة اللغة و درجة الماجستير، وتضيف " ابتعثت لأول مره بمعهد في ولاية تكساس ، ودرست فيه فقط شهر واحد ثم طلبت النقل إلى ولاية تنيسي مارتن لأن جامعة تكساس التي يوجد بها المعهد غير معترف بها من قبل الوزارة، و كان مطلوب مني لدراسة الماجستير في جامعه تنيسي اختباري التوفل و الجيمات, وأثناء دراسة اللغة كنت احضر للاثنين معاً وفي نفس الوقت كنت أحاول إيجاد قبول جامعي آخر , ولكن لم استطلع تلبية متطلبات جامعة تنسي وحصلت على قبولين إحداهما من جامعة متشيغن وأخرى جامعه نيو هامشير , تم رفض الاثنين ولنفس السبب وهو تكدس طلابي ، في حين أن هناك طالبات أخريات تم قبول طلبهن لقبول دراسة الماجستير في نيو هامشير .
وتضيف بعد انتهائي من اللغة اضطررت إلى العودة للمملكة ، وأثناء تواجدي هنا قدمت على اختبار "الآيلتس " , ولكن لم يكن هناك وقت كافي للحصول على قبول جامعي لدراسة الماجستير فنصحني المرشد الدراسي بالعودة لأمريكا لدراسة فصل دراسي اقلها ست ساعات أكاديمي , وبالفعل ذهبت ووافق مسؤول الطلاب الأجانب على ذلك على أن تكون الدراسة ست ساعات أكاديمي وثلاث ساعات مقسمه بين التوفل والجيمات ، لكن وبعد انتهاء الفصل الدراسي لم تسمح لي الجامعة بدراسة فصل آخر، فأشار عليّ المرشد بتأجيل البعثة والعودة للسعودية ومحاولة إيجاد قبول نهائي غير مشروط .
وقالت نهى " على أساس ذلك تمت الموافقة على التأجيل والعودة للسعودية وقدمت اختبار الآيلتس للمرة الثانية وحصلت على الدرجة التي تطلبها بعض من الجامعات الأمريكية ، فقمت بالتقديم لعدة جامعات بعد التأكد من أنها موصى بها من موقع الوزارة ومن الدكتور طارق الشيخ وحصلت على قبول جامعي نهائي غير مشروط من جامعة
Texas A&M-Commerce في تخصص المالية والتمويل , ثم قدمت طلبا للملحقية للموافقة على النقل وتم رفض الطلب من قبل الدكتور بسبب أن التخصص به تكدس طلابي , وهذا السبب ليس صحيحاُ لأن كل من التخصص والجامعة موصى بهما من قبل وزارة التعليم العالي , ولم يكونا في القائمة التي تحوي التكدس الطلابي كما هو موضح في موقع الملحقية و عندما أخبرهم بذلك لا أجد أي رداً منهم.
وأوضحت نهى أنها كتبت خطابين إحداهما لوزارة التعليم العالي والآخر للملحقية لإعادة النظر في القبول , وكان رد الملحقية أسرع بإعطائها الموافقة على الدراسة تخصص المالية في فصل الخريف 2011 فقط، وبعدها تغير التخصص في فصل الربيع 2012 ، على أن توقع تعهداً بالتزامها بذلك, وهو ماقامت به بالفعل، وقامت الوزارة بعدها بتحريك المعاملة حيث طلبوا من الملحقية تقرير دراسي كامل عنها ، وظل الوضع معلقاً لدى الملحقية حتى يصلهم رداً من الوزارة.
وتشير نهى إلى أن الصدمة كانت برد الوزارة حيث كان ردهم " عدم الموافقة على النقل إلى جامعة Texas A&M-Commerce وذلك لأن الملحقية ردوا بعدم استحقاقها للبعثة لتدني المستوى الدراسي والحصول على معدل 2.00 مما أدى للفصل من بعثة الماجستير " .
ووجهت نهى تساؤلات عدة في خطابها للديوان الملكي حول التناقض الواضح في تصرف الملحقية التي كانت تخبرها بالموافقة المبدئية على النقل لدراسة فصل دراسي ، ثم تغيير التخصص في الفصل الآخر في حين أن ردهم على الوزارة كان بعدم استحقاقها للبعثة، عدا عن أنهم رفضوا في باديء الأمر بسبب التكدس الطلابي.
وانتقدت الطالبة معاملة الوزارة وعدم مراعاة تفوقها في مرحلة البكالوريوس لمعرفة سبب تدني مستواها الدراسي بالفصل الأول للماجستير، قائلة أن للطالب فرصتين للحصول على الإنذار وفي الثالثة يعاقب بأن يفصل مؤقتاُ للدراسة على حسابه بعدها إن حصل على معدل مرتفع يعود للبعثة، مضيفة أن الملحقية قامت بصرف تذاكر ذهابها لأمريكا بتاريخ 12\9\1432 ، وأتى الفصل في اليوم التالي مباشرة الأمر الذي يؤكد عدم السير والرجوع لقواعد ولوائح الابتعاث.
وأكدت آل حسن أنه في حال عدم إنصافها فإنها ستطالب بالتعويضات و بمكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز كونها كانت على رأس البعثة وقتما تم صرفها ، مبينة أنها بقيت في المملكة مدة 7 أشهر محاولة الحصول على قبول نهائي، وفي هذه الأشهر لم يصرف لها ولزوجها أي راتب يستطيعون من خلاله تدبير أمورهم، مادفعهم للبحث عن وظائف دون جدوى .
يذكر أن نهى آل حسن أرسلت الخطاب للديوان الملكي بتاريخ 14\8\2011. على أن تتم مراجعتهم بعد العيد عن طريق الهاتف.