تاروت تحتفل بافتتاح أقدم المساجد التاريخية في الجزيرة

9 يناير 2007آخر تحديث :
تاروت تحتفل بافتتاح أقدم المساجد التاريخية في الجزيرة

أفتتح أهالي جزيرة تاروت مساء الأحد مسجد الشيخ علي آل حسان بحي الديرة أٌقدم المساجد التاريخية في الجزيرة بعد مرور أكثر من عامين على إعادة بنائه وتشطيبه. والذي يعود بنائه إلى عام 1200هـ تقريباً.

أقيم حفل الأفتتاح بالتوافق مع ذكرى عيد الغدير الأغر بحضور حشد كبير من الأهالي ورجال الدين يتقدمهم الشيخ غالب آل حماد والشيخ محمد المعيبد والشيخ عبدالكريم الحبيل والشيخ حسين النشمي والشيخ علي أبو تاكي والشيخ زهير المختار والسيد زكي آل شرف.

بدأ الحفل الذي قدمه السيد أحمد آل درويش بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت عضو فرقة الإمام المجتبى القرآنية بالقطيف القارئ حسين البحار.

ثم القى الشيخ محمد المعيبد كلمة الأفتتاح مقدماً تباريكه إلى «جميع المؤمنين والمؤمنات بتشييد هذا الصرح الديني سائلاً الله العلي القدير أن يكون صرحاً عامراً بالعبادة والعلم والعمل».

وتحدث المعيبد عن منزلة المسجد في الإسلام مؤكداً «أن الدين الإسلامي أفرد للمسجد مكانة مميزة للتبليغ ومناقشة قضايا الأمة مشيراً إلى سعي أعداء الإسلام لضرب المكانة الحقيقية للمسجد وجعل دوره مقتصراً فقط على العبادة ومناقشة هوامش الحياة». متطرقاً إلى بعضاً بيانات الإمام الخميني «قده» الداعية إلى «تعظيم دور المسجد كصرح ديني مقدس يعد منبراً للمسلمين لمناقشة القضايا المصيرية وبالتالي ضرورة حمايته من الأعداء والمستعمرين».

وسلط الشيخ المعيبد الضوء على أبرز الأدوار التي يلعبها المسجد في الحياة العامة للمسلمين وهي:

أولاً: الدور الروحي

جاء عن الإمام الصادق  قوله «عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه وكتب من زواره فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء وصلوا من المساجد في بقاع مختلفة فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة» وقول الرسول «إنما نصبت المساجد للقرآن».

ثانياً: الدور التعليمي

أشار المعيبد إلى «أن المسجد يعد بيتاً للعلم والتعليم.. وقد جاء عن رسول الله أنه قال «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ومن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه فله أجر حاج تام الحجة».

ثالثاً: الدور الاجتماعي

فالمسجد بيت للأخوة والعلاقة في الله.. عن أبي عبد الله  قال «يا فضل لا يأتي المسجد من كل قبيلة إلا وافدها، ومن كلّ أهل بيت إلا نجبيها، يا فضل إنّه لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث: أما دعاء يدعو به يدخله الله به الجنَّة، وأما دعاء يدعو به ليصرف الله به عنه البلاء، وأمّا أخ يستفيده في الله عزَّ وجلَّ»، وروي عن أمير المؤمنين  أنه قال «من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان أخا مستفاداً في الله» فالمسجد أسس لنشر الإسلام الأصيل الصحيح ليكون نبع عطاء ومنطلقاً إلى الصحوة الإسلامية ولم يؤسس فقط للصلاة ولطرح المفاهيم الهامشية.

وأهاب المعيبد بضرورة أن يتولى المسجد الأناس المخلصون المؤمنون.. وقد جاء عن الرسول الأكرم  «من بنى مسجدا في الدنيا أعطاه الله بكل شبر منه مسيرة أربعين ألف عام مدينة من ذهب وفضة ولؤلؤ» وجاء في الرواية عن الإمام الصادق  أنه قال «إن الله عز وجل إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب يقول لولا الذين يتحابون في ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار لولاهم لأنزلت عليهم عذابي».

واختتم المعيبد حديثه بتقديم «الشكر الجزيل لكل من ساهم في تشييد هذا الصرح الديني المبارك من مهندسين ومشرفين والجهات العمرانية سائلاً الله أن يوفقهم لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب».

ثم القت فرقة الإمام المجتبى للتواشيح الإسلامية بالقطيف باقة من الأناشيد والأشعار المدائحية بشرف التمسك بولاية أمير المؤمنين .

كلمة الحفل:

ألقى الشي
خ عبدالكريم الحبيل كلمة الحفل مستهلا حديثه برفع «أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر  وإلى نوابه بالحق المراجع العظام وإلى أبناء الأمة الإسلامية وشيعة آل البيت كافة وإلى الحضور الكرام خاصة بذكرى الولاية وإتمام النعمة ورضا الرب سائلاً الله أن يجعل جميع المؤمنين والمؤمنات من المتمسكين بولاية علي  وعترته الطاهرة وأن يحييهم محيا علي ويميتهم مماته إنه سميع مجيب».

وأشار الحبيل إلى «أن الله تعالى اختار علياً  لهذا المنصب الإلهي الكبير ليكون حجة على الخلق وخليفة لرسول الله وإماما للناس كافة. إذ أن الحكومة في مدرسة أهل البيت  تعني خلافة الله في أرضه كما جاء في قوله تعالى ﴿ إني جاعل في الأرض خليفة  فخليفة المسلمين هو حجة الله على البرية. فبه يرجع الناس إلى الله».

وأضاف «أن الولاية هي سر إكمال الدين والنعمة التي أتمها على آل محمد كما أتمها على آل إبراهيم. فالولاية سر بقاء الدين من التحريف والتبديل والتغيير وصمام الأمان للأمة والإنسانية جمعاء وخط المسير الصحيح نحو الله.

وأبرز الحبيل بعضاً من الأسس الرئيسية في سر بقاء مذهب أهل البيت  وتألقه وعظمته وهي:

أولاً: ولاية علي بن أبي طالب

تحدث الحبيل إلى «أن شيعة آل البيت  تحملوا من البلاء والعناء الكثير لأجل التمسك بالولاية. وقد حقق مذهب أهل البيت بالولاية تألقاً وانتصاراً وقوةً وعزةً وشموخاً وثباتاً واستماتةً على المحجة البيضاء برغم الضغوط والإرهاب.. وفي زماننا هذا حقق الإمام الراحل الخميني «قده» انتصاراً للمذهب وشموخاً لا يجارى ببركات أطروحة “ولاية الفقيه” التي هي امتداد لولاية المعصوم وتمثيل مصغر لها. وببركة هذه الأطروحة حقق المؤمنون الانتصار تلو الانتصار في العالم الإسلامي خصوصاً في لبنان على يد سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله والمؤمنين معه».

ثانياً: حب أهل محمد

ويتمثل ذلك بشكل رئيسي في حب الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها. وقد ظهر ذا الحب جليا في الأشعار والأدب والنثر والأهازيج.

ثالثاً: مظلومية الإمام الحسين

وقد شهد التاريخ كيف تمكن سيد الشهداء أبي عبدالله الإمام الحسين  من تحقيق الانتصار على أهل الباطل بالمظلومية. فقد أعطت واقعة كربلاء المذهب قوة وعطاء حتى صارت مظلومية أهل البيت  سراً من أسرار الانتصار.

رابعاً: فكر الإمام جعفر الصادق

أشار الحبيل إلى «أن مذهب أهل البيت يعد أقوى طرح للإسلام. وقد ساهمت أطروحة الإمام الراحل «رضوان الله عليه» في طرح الإسلام كمشروع حضاري متألق حتى أصبح ينافس الحضارات العالمية بما يحمله من فكر وتجديد وشمولية».

واختتم الشيخ الحبيل حديثه مؤكداً «أن مشروع صاحب العصر والزمان  هو مشروع الغدير. فالإمام المهدي حجة على الخلق كما جده أمير المؤمنين  حجة على الخلق. فإذا آمنت الناس ببيعة الغدير وبولاية صاحب العصر والزمان وأنه خليفة الله وحجته على الخلق عندئذ سيظهر صاحب العصر والزمان.

ثم ألقى الأستاذ السيد مجيب آل درويش بعضاً من القصائد المدائحية والأبيات الشعرية بحق أهل البيت بعنوان «عيد الأهل» جاء في مستهلها:

 

فرحانة الإنس والجان=هالليلة ودموع الفرح تتجارى  وهلاهل بالسلف سمعيت=والكل من نصب زينه إبوسط داره  وأشوف الناس تتبارك=أثاري إمعيده الحارة

 

بعده ألقت فرقة الإمام المجتبى للتواشيح الإسلامية بالقطيف باقة من الأناشيد والأهازيج المدائحية جاء مستهلها كالتالي:

 

صلى عليك الله يا نور الهدى=وأضاء بالتسليم والصلوات  من قلب حجب الغيب جئت مؤيداً=بالمعجزات وبين الآيات  أشرقت فاهتز الوجود سماحة=وجمعت شمل الأهل من شتات  صلى عليك الله=يا نبي يا رسول الله

 

ثم تقدم رجال الدين لتكريم أبرز الشركات والمؤسسات المساهمة في إعادة بناء المسجد بتقديم الدروع التقديرية
عرفاناً لجهودها في تشييد هذا الصرح.

وفي ختام الحفل قرأ الأستاذ حسن البحار باقة من الأبيات العشرية والإبوذيات الفرائحية في شرف ولاية أهل البيت . مختتماً بقراءة النص التاريخي لتنصيب أمير المؤمنين  خليفة للمسلمين وإماما على العالمين.

جديراً بالذكر بأنه تقرر تولي إمامة المسجد الشيخ محمد بن ناجي المعيبد لصلاة الظهرين يومياً بالإضافة إلى صلاة العشاءين يومي الأربعاء والخميس خلفاً لسلفه الشيخ إبراهيم السني الذي ارتحل للخارج لدراسة العلوم الدينية.

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة