أدى انهيار منزل مهجور منذ 20 عاما أمس إلى فزع كبير لدى قاطني حي "الديرة"في جزيرة تاروت في محافظة القطيف, ولم يتسبب المنزل في إصابات بشرية , علما بأنه ملاصق لمنازل مأهولة بالسكان.
وفزع أطفال جراء سماعهم ما يشبه الانفجار الناجم عن سقوط الطبقة العلوية على الأرضية . وحمل قاطنون في الحي البلدية مسؤولية عدم إزالة بعض منازل الحي القديم , والتي تجاوز عمر المائة سنة .وبخاصة أن هناك عددا من الأهالي طلبوا في وقت سابق إزالة المنازل الآيلة للسقوط , بيد أن البلدية لم تستجيب لمطلبهم عمليا, وعول بعض القاطنين بالقرب من المنزل على المجلس البلدي بإزالة المنزل , معتبرين أن "إرادة الله حالت من دون وقوع كارثة إذ لم يكن أحد يمر بالقرب من المنزل ساعة الانهيار ".
وحذروا من تكرار الأمر إن استمر الوضع على ما هو علية . ووصف شهود عيان ل"الحياة" ما جرى ب"المفزع جدا " إذ لم يبقى من منزل قريب من المنزل المنهار إلا وبكى أطفاله , معتقدين أن منزلهم هو الذي انهار ".
وقال بليغ العمران الذي يعود المنزل لعائلته : " نسكن في منزل أخر لا يبعد من منزلنا المنهار, إلا نحو مترين ولحق بمنزلنا الحالي بعض الأضرار , لان المنزل انهار على واجهة منزلنا".
وأكد رئيس المجلس البلدي جعفر الشايب أن المجلس سبق أن نبه إلى خطورة المباني الآيلة للسقوط في مختلف مناطق المحافظة".
وشدد على " ضرورة وجود إجراءات واضحة لمعالجة هذه المشكلة التي بدأت تؤرق الكثيرين من أهالي المحافظة ". وقال للحياة : " قبيل فترة قريبة , سقط جدار أحد المنازل في مدينة سيهات , و البارحة سقط منزل كامل في منطقة الديرة في جزيرة تاروت ", مستدركا "من الجدير أن ينبه هذا الحدث الجميع , ولا بد من معالجة هذه المشكلة ". ورأى أن " مثل هذه المنازل تشكل خطرا اكبر , خصوصا في أوقات المناسبات الاجتماعية " .
وقال : " إن بعض هذه المنازل و القاعات انتهى عمرها عمرها الافتراضي , ولم يتم إجراء أي إصلاحات , أو لم يتم البت فيها في صورة عاجلة وطارئة".
اللافت أن محافظة القطيف تشتهر بوجود عدد من المناطق و الأحياء القديمة في كل من صفوى و القطيف و العوامية و تاروت وقرى المحيط و عنك . وقام أعضاء في المجلس البلدي بالاطلاع على بعضها , و التقوا بعض المسئولين و تحدثوا معهم حولها, ورفع في موازنته المقترحة بندا لمعالجة إعادة تخطيط وتأهيل هذه الأحياء. وذكر"من جانبنا يقوم المجلس بإعداد دراسة مفصلة عن المنازل الآيلة للسقوط , ويطالب بالدعم لتسهيل اعتماد موازنة مناسبة لإصلاح وتطوير هذه المناطق ".
و أضاف " أناشد المواطنين للتعاون مع الجهات الرسمية في حصر و إزالة المنازل التي تشكل خطرا قائما , ومراعاة ذلك عند إقامة الاحتفالات و المناسبات بحيث لا تحث أضرار تمس عموم مواطني المحافظة".