وقال أخصائي التخطيط بجهاز السياحة بالمنطقة الشرقية المهندس عارف السلطان لـ (اليوم): إن ما قامت به البلدية سيؤدي إلى تفريغ محتويات المنطقة من تراثها العمراني قبل أن تتاح للهيئة فرصة الوقوف على هذا التراث وتحديد المهم منها سياحيا وعمرانيا, وهذا ما نصت عليه جميع الاتفاقات السابقة مع الجهات المعنية، حيث اتفق الكل على ضرورة التنسيق مع الهيئة العليا للسياحة قبل القيام بأي أعمال هدم أو إزالة.
من جانبه قال رئيس المجلس البلدي بالمحافظة المهندس جعفر الشايب: إن مشكلة هدم وإزالة لبعض المنازل الأثرية الآيلة للسقوط بالجزيرة راجعة لنقطتين أولهما: أن البلدية لم تأخذ الإذن المسبق من الهيئة العليا للسياحة وفق الاتفاقات المعروفة مسبقا..
والنقطة الأخرى هي: أن جهاز السياحة لم يبدأ فعليا حتى الآن بالعمل على تفعيل اللجنة التي شكلت بغرض المحافظة على المباني الأثرية بالجزيرة لذا فالمرجو من الجميع العمل على التعجيل بأعمال الترميم والصيانة لتلك المنازل لأن بقاءها بهذا الشكل سوف يسبب خطرا على المواطنين باعتبار أن الجزيرة بها أكثر من 54 منزلا بين المصنوع من الصفيح والآيلة للسقوط.
ويؤيد عضو المجلس وعضو اللجنة المشكلة لحصر المواقع الأثرية بالمحافظة المهندس نبيه البراهيم ما قاله الشايب ويضيف: انه يجب العمل على أن تباشر اللجنة عملها على الفور للحفاظ على ما تبقى من المواقع الأثرية بجزيرة تاروت بل والمحافظة.
وحاولت (اليوم) الحصول على وجهة نظر بلدية تاروت تجاه القضية ولم تصل لردود من المسئولين بها.
وكان قد تم تشكيل لجنة لتحديد وحصر المواقع الأثرية وقيمة المنازل الأثرية بالجزيرة قبل نحو 9 أشهر، مكونة من الهيئة العليا للسياحة وبلدي القطيف وبلدية المحافظة لدعم المشاريع السياحية ومنع الحوادث الخطيرة التي تحدث بسبب انهيار البيوت القديمة والمنتظر منها وضع آلية للتنسيق لمعالجة أوضاع المباني الآيلة للسقوط.
كما جرت اتفاقات بين المجلس البلدي والهيئة في مجالات التعاون من خلال تطوير ثقافة السياحة والتركيز على المجتمع ومدى تقبله أي برنامج سياحي وسبل تطوير الأحياء والمناطق الأثرية والتاريخية والاستفادة منها سياحياً، واستعراض خطط الهيئة بالمحافظة فيما يتصل بجزيرة تاروت وقلعة القطيف ومشروع الميدان الجديد وسوق الخميس الشعبي والعيون القديمة وحمام أبو لوزة والحرف القديمة, بالإضافة إلى إقامة مهرجان سياحي في المحافظة.
وقال مراقبون: إن أكبر إشكالية تقف أمام المشاريع السياحية هي مسألة نزع ملكية المواقع الأثرية.. مشيرين إلى أن منطقة القطيف مهيأة لأن تصبح منطقة جذب سياحي.
يذكر أن الهيئة العليا للسياحة أدرجت برنامجاً لجزيرة تاروت تحت مسمى «برنامج تنمية قرى التراث العمراني» والذي يعنى بكل ما له علاقة بالتراث كالأسواق الشعبية وتوطين الحرف والصناعات اليدوية القديمة والمواقع الأثرية كي تكون واجهات سياحية في المنطقة الشرقية مستقبلا.