عرض مشاركة واحدة
قديم 27-01-04, 06:37 PM   #1

أمونة المزيونة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية أمونة المزيونة  







رايق

التأهيل السمعي ..


التأهيــل الســمعي

بقلم: صالح الشعلان (كُتب باللغة الإنجليزية)
ترجمة : صفاء بورسلي

نقاش حول كيفية اختلاف تدخل اللغة و الكلام للطفل المعاق سمعيا عن تدخل الطفل ذو السمع الطبيعي


إن للأطفال المعاقين سمعيا خواصا تميزهم عن ذوي السمع الطبيعي أو عن من لديهم اضطرابا في الكلام و / أو اللغة التي لم تنجم عن إعاقة سمعية.

من أهم هذه الخواص أن فقدان السمع يؤثر على اكتساب اللغة المنطوقة ، كما أن تأخر اللغة ينجم عن تدهور في سماع الأصوات اللغوية (الكلام). وهذه الحقيقة تجعل من التدخل عند هؤلاء الأطفال أكثر تعقيدا ، بما أن الأخصائيين و المشاركين في عملية التواصل يحاولون تعويض تدهور الكلام هذا من خلال التأكد من أن هؤلاء الأطفال يحصلون على أفضل المثيرات من البيئة المحيطة بهم .

سأذكر في التالي عناصر مهمة في تدّخل الأطفال المعاقين سمعيا والتي قد تلعب دورا مميزا عند تقديم الخدمات لهذه الفئة ، والتي تجعل من هذا التدخل مختلفا عن أساليب التدخل الأخرى التي تتبع مع الأطفال ذوي السمع الطبيعي. هذه العناصر متعلقة ب: دور الأسرة في التدخل ، منهج التدخل اللغوي ، ودور المشاركين في التواصل ، و الإستراتيجيات التي تستخدم للتعزيز مهارات التواصل ، و علاج النطق ومخارج الأصوات ، و تطور المهارة السمعية ، و تطور المفردات و فريق التدّخل ، و مكان التدخل و الجانب النفسي الجانب النفسي-الاجتماعي المتعلق بعملية التدخل.

يجب أن يكون للأسرة دور في أي نوع من أنواع التدخل اللغوي، ولكن عند الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، تلعب الأسرة دوراً حاسماً يختلف عن دورها في عملية التدخل عند الأطفال ذوي السمع الطبيعي. فبينما يستطيع الأخصائيون الذين يعملون مع الأطفال ذوي السمع الطبيعي أن يقرروا منهجية التدخل التي ستتبع في العلاج، على العاملين مع الأطفال المعاقين سمعياً أن يشجعوا الأسرة على أن تختار نوعية التدخل بعد إعطائها رؤى محايدة عن المناهج المختلفة. فمثلا يجب على الأخصائي أن لا يفرض على الأسرة تبني لغة الإشارة الأمريكية (ASL) كوسيلة تواصل رئيسة للطفل ، ولكن يجب أن يُعرف الأسرة على لغة الاشارة الأمريكية ، و التواصل الشفهي ، و التواصل الكلي، ثم يترك للأسرة حرية اختيار الأسلوب الأكثر ملائمة. هذا التركيز على المنهج المنطلق من الأسرة في التعامل مع الأطفال المعاقين سمعيا يعد جزءاً أساسياً من عملية التدخل. فموقف الأسرة و توقعاتها الحقيقية لطفلها و إعاقته السمعية هما أسمى طريقتين لنجاح أي تدخل. ولذا يجب أن تشارك في متابعة التقييم ، و تخطيط التواصل ، والأهداف المتعلقة باللغة والنطق، وفي متابعة مدى تطور مهارات الطفل التواصلية.

هناك عنصر مهم آخر يجعل من التّدخل عند الأطفال المعاقين سمعيا مختلفا عن التدخل عند ذوي السمع الطبيعي ، و هو أن الأول يجب أن يركز على "منهج اللغة الكلية" whole كلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعة (نظرية في العلاج تقوم على العلاج غير المباشر، أي يجب أن تكون عملية التدخل طبيعية، بحيث تتضمنها جميع الأعمال اليومية التي يؤديها الطفل، دون التركيز على مهارات أو تراكيب لغوية معينة) ، كما يجب أن تكون من خلال مثيرات طبيعية غير مباشرة . فالعلاج المستمد من بيئة الطفل الطبيعية يُعد العلاج الأمثل للتعامل مع الأطفال المعاقين سمعيا . فقد يغفل هؤلاء الأطفال عن كثير من جوانب اللغة و التواصل جَرّاء إعاقتهم السمعية ، كالإصغاء لحديث الآخرين ، و السماع إلى أشكال / قواعد أخرى للغة. فبينما قد يركز التدخل عند ذوي السمع الطبيعي على فرع واحد للغة كالمعاني و تركيب الجمل ، يجب أن لا يركز التدخل عند المعاقين سمعياً على هذين الفرعين اللغويين فقط، بل يجب أن يتعداهما إلى التركيز على معاني المفردات واستخدام اللغة في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين. ولكن هذا لا يعني أن الأخصائيين يجب أن يتوقفوا عن تدريب الأطفال، و لكن يجب أن يستمروا في تدريبهم تحت شروط ملائمة لكيفية استخدام اللغة في التواصل مع الآخرين. فعوضا عن تعليم الكلمات بصورة منفردة ، يتم تعليمهم إياها في سياق ذي معنى و صالح للتفاعل الاجتماعي . هذا وتوجد أساليب للتحفيز غير المباشر للغة الذي يّحسن من التفاعل بين الآباء و أطفالهم المعاقين سمعيا. و تلك تشمل: التأكد من أن الآباء يدركون إشارات تواصل ما قبل اللغة للرضيع أو الطفل الصغير، و مساعدة الآباء في تفسير إشارات التواصل التي يصدرها الطفل وكيفية تقديم الاستجابة لها.
ففي حين يقتصر دور المشارك في التواصل مع الأطفال غير المعاقين سمعياً على تقديم نموذج جيد للطفل، يتعدى دور المشارك في التواصل مع المعاق سمعياً ذلك بحيث يقوم بدور الأخصائي والمشارك في نفس الوقت. فعلى المشارك في التواصل أن ييسر تعليم المعاق سمعيا بحيث يكون دائم الاستجابة لأي من محاولات الطفل التواصلية ويعمل على تشجيعها. ونظرا لأن المعاق سمعيا قد يحرم من الأحداث اليومية التي يعيشها الطفل ذو السمع الطبيعي ، يتعين على المشارك أن يحاول أن يبتكر تجارب تسمح للطفل بأن يكتشف و يتعرف على مدارك واسعة من الحياة اليومية. كما يجب أن تتم مساعدته في تطوير طرق فعالة للمحافظة على انتباه الطفل و لتزويده بمفردات لما يريد التعبير عنه .

هذا وقد وجدت الدراسات أن الأطفال ذوي السمع الطبيعي يمتلكون مهارات في التواصل أفضل من تلك التي يمتلكها المعاقون سمعياً.
وفيما يلي إستراتيجيات تُستخدم خاصة لتطوير مهارات التخاطب لدى المعاقين سمعيا:

1. إن الهدف الرئيس هو مساعدة الطفل كي يكون ماهرا في جميع جوانب اللغة ، لذا يكون التركيز في العلاج على تعليم اللغة بكاملها دون التغافل عن جوانب الاستخدام الاجتماعي والعملي للغة Pragmatics، والجوانب المتعلقة بمعاني الكلمات semantics .

2. للأطفال المعاقين سمعيا معرفة محدودة عن الحياة اليومية ، لذا يجب أن يكون التركيز أثناء التدخل على تعليم الأحداث اليومية بصورة مبتكرة، كاللعب من خلال تقمص الأدوار مثلا.

3. يجب أن يبتكر المربون فرصا للتواصل ذات معنى و التي تشجع الطفل على التفاعل معها. ومن الأفضل اتباع العلاج المستمد من البيئة الطبيعية للطفل والذي يخلو من التدريب الروتيني.


يختلف علاج النطق و مخارج الأصوات عند الأطفال ذوي الإعاقة السميعة الطفيفة إلى المتوسطة عن علاج النطق عند الأطفال ذوي السمع الطبيعي في جوانب عدة. فبينما يعتمد ذوو السمع الطبيعي على الاسترجاع السمعي auditory feedback لتصحيح كلامهم ، فإن المعاقين سمعيا يحتاجون إلى استخدام تلميحات مرئية و حسية و حركية لتعويض فقدانهم السمعي. وهناك أمر آخر يجب أخذه بعين الاعتبار عند التعامل مع المعاقين سمعيا وهو أن أخصائي علاج النطق واللغة يجب أن يطلع على التخطيط السمعي للتعرف على مستوى السمع مع وجود المعين السمعي، من أجل التعرف على الأصوات التي قد لا تتواجد في مدارك الطفل السمعية.

عملية النطق المصاحب coarticulation (أي أن الأصوات تؤثر وتتأثر بالأصوات الأخرى المحيطة بها في نفس الكلمة أو الجملة، ومن الصعب عزل الأصوات عن بعضها البعض) قد تثير مشكلة خاصة للمعاقين سمعيا و بالتالي يجب أن توضع في الاعتبار في أي تدخل. لذا على أي أخصائي للنطق و اللغة يعمل مع هذه الفئة أن يكون مطلعا على تأثير النطق المصاحب على عملية علاج النطق . فالتدريب على الأصوات يجب أن يتم من خلال وضعها في عبارات و جمل عوضا عن تعليمها كأصوات أو كلمات منفردة كما هو ملاحظ في التدخل عند الأطفال ذوي السمع الطبيعي.

يختلف علاج النطق عند الأطفال ذوي الضعف السمعي الشديد إلى التام عن تدخل الكلام التقليدي للأطفال ذو السمع الطبيعي في تركيزه على أربع جوانب: التنفس و النطق و الرنين و مخارج الأصوات. يجب على أخصائي علاج اللغة والنطق أن يعير انتباها لحقيقة أن العديد من الأطفال ذوي الإعاقة السمعية الشديدة الذين يتلقون تدريبا على النطق يميلون إلى البدء في الكلام عند أو تحت المقدرة المتبقية الوظيفية ( وهي كمية الهواء المتبقية في الرئتين بعد عملية زفير طبيعية) وبالتالي قد يفقد الهواء قبل النطق. إن اضطرابات الرنين مثل الأصوات الأنفية المفرطة و الأصوات الأنفية الخالية من الرنين شائعة أيضا في هذه الفئة ، و هؤلاء الأطفال يجب أن يتم تدريبهم على استخدام إشارات مرئية أو إشارات أخرى للتقليل من مشاكل الرنين. من بين عناصر النطق التي يركز عليها أخصائي علاج النطق واللغة مع الأطفال ذوي الإعاقة السمعية الشديدة إلى التامة ، و التي قد لا تتوافر مع الأطفال ذوي السمع الطبيعي: التقليل من خفة الصوت ، و العمل على الحروف المتحركة المشوشة ، و استخدام تردد الصوت الملائم ، و التركيز على مشكلات تبديل الأصوات المهموسة بالأصوات المجهورة ، و زيادة مستوى شدة الكلام. أما بالنسبة لمخارج الأصوات ، فيتصف نطق الأطفال ذوي الضعف السمعي الشديد إلى التام بأخطاء عديدة وهذه الأخطاء لا تُرى غالبا عند الأطفال ذوي السمع الطبيعي ، كالحروف المتحركة المشوشة. وبما أنه تبين أن الكثير من المتحدثين من ذوي الإعاقة السمعية يتوقفون لمدة طويلة أثناء الحديث، يجب أن يُتعامل مع هذا عند علاج مشكلات النطق عند الأطفال ذوي الضعف السمعي الشديد إلى التام.

إن عناصر التنغيم و ووزن الكلمة و معدل الكلام نادرا ما تكون محطا للهدف في علاج كلام الأطفال ذوي السمع الطبيعي، لكنها تكون عناصر حاسمة عند العمل مع أطفال هذه الفئة، خاصة الأطفال ذوي الإعاقة السمعية الشديدة إلى التامة. حيث يتوجب تعليم هؤلاء الأطفال على إصدار جمل ذات نبرة و تردد معتدلتين ، حيث إن العديد منهم يصدرون جملا أحادية النبرة (رتيبة). كما أن زيادة معدل الكلام يجب أن تكون مصاحبة بصفاء ووضوح مناسبين .

تتبع أربعة مناهج مهمة ورئيسة في تعزيز التدريب على الكلام للأطفال المعاقين سمعيا ، وهى: الاستخدام الأمثل للسمع المتبقي ، و المراقبة التصويرية و التشريحية ، و المثير المرئي و أدوات الاسترجاع السمعي والبصري. كما يجب أن تستخدم المعينات السمعية كنظام الأف أم ( FM system ) و السماعات بالصورة الصحيحة من أجل الاستغلال الأفضل للسمع المتبقية للتأكد من أن الطفل يستفيد من السمع المتبقي الذي ييسر استيعاب الكلام. بالإمكان استخدام التخطيط التصويري و التشريحي (كصور لوضع اللسان و رسم بياني تشريحي) مع العديد من المعاقين سمعيا. وقد يشمل المثير المرئي استخدام المرآة أو المراقبة المرئية التي قد تساعد في استقبال أصوات معينة ذات خصائص بصرية واضحة. إن أدوات الاسترجاع السمعي والبصري ذات فائدة كبيرة جدا لكونها تُزود الأخصائي والطفل بتمثيل واقعي للأصوات وبالتالي يساعد في تدريب المعاقين سمعيا. من بين هذه الأدوات برنامجين من برامج الكمبيوتر هما: SpeechViewer و VisiPtich .

يعتبر تطور المهارة السمعية أحد أهم عناصر التدخل عند الأطفال المعاقين سمعيا ، حيث يساعد التعرض للأصوات من خلال مواقف طبيعية يومية على إثارة السمع المتبقي لدى الطفل ، ومن شأن ذلك أن يضيف إلى خبرة الطفل و تطوره السمعي. عند تدريب الطفل أثناء استخدامه للسماعة يجب أن يشتمل التدريب علىالأصوات و الكلمات ذات الدلالة. فيجب أن يتبع التدريب النموذج المتعارف عليه لمراحل التدريب السمعي المسماة بالاستكشاف و التمييز و التعرف والاستيعاب.

يختلف التدخل المتجه لتطور المفردات في الأطفال المعاقين سمعيا عن التدخل عند ذوي السمع الطبيعي. حيث يحتاج المعاقون سمعيا إلى نهج منظم لتطوير اللغة بسبب الخواص المكتسبة من الإعاقة السمعية: فهؤلاء الأطفال لا يستطيعون سماع المحادثات التي تتم بين الآخرين، لذا فإنهم يفتقرون لهذه الأداة المساعدة على تطور المفردات. لذا على الأخصائيين تشجيع الآباء و المشاركين في التواصل على توفير سياق مثير ومشجع للأطفال للمساعدة على نمو و تطور المفردات وذلك ليعوضوا نقص هذه الأداة. يجب أن يركز الأخصائيون على أهمية تعليم المفردات لأنها وسيلة مهمة للتعرف على العالم ، فلا يجب أن يتم تعليمها للطفل ككلمات منفردة ، بل وفق مواقف و نصوص تزيد من معرفة الطفل و إدراكه لما حوله و تدفعه للتواصل في محاولات أزلية لاستكشاف العالم .

ومن بين نقاط الاختلاف بين تدخل ذوي السمع الطبيعي و تدخل المعاقين سمعيا هو نشاط فريق العمل متعدد التخصصات ، حيث يتطلب وجود التنظيم المتكامل في الفئة الثانية. على الأسرة و أخصائي السمعيات و أخصائي علاج النطق واللغة و العاملين الآخرين (كمعلم الفصل ، و الأخصائي النفسي ، و أخصائي العلاج الوظيفي و الأخصائي الاجتماعي) أن يتعاونوا مع بعضهم البعض من أجل كفاءة و فعالية التدخل. أما دور أخصائي علاج النطق واللغة و أخصائي السمعيات فهو تعريف الأسرة بالإعاقة و تشجيعها على اتخاذ الدور الرئيس في التدخل. لا يعني أن يتخذ هذا الفريق دور صانع القرار ، بل يحب أن يكون الأمر بيد الأسرة ، فدوره هو مساعدة الأسرة في الوصول إلى قرار يناسب جميع حاجاتها و حاجات الطفل.

كما يتعين على الفريق أن يلاحظ التفاعل بين الطفل و أفراد أسرته و يجب أن توجه الأسرة حول كيفية استخدام هذا التفاعل لتعزيز تواصل الطفل. في هذا النوع من التدخل ، تقوم الأسرة بمقام المتدخل الأساسي ، بينما يقوم العاملون الأُخرين مقام الفريق المدعم لها. ويتعين على الفريق متعدد التخصصات تعريف الأسرة بجوانب أساسية مثل: ملائمة السماعة و الأدوات السمعية المعينة واستخدام السمع المتبقي في التلقين السمعي ، و استخدام الأساليب لتفعيل تطور التواصل (استخدام النطق ، و اللغة و الإشارة و المهارات التمهيدية) . يجب أن يستمر هذا الدعم من الفريق حتى عندما يدخل الطفل المدرسة حيث دور الفريق يجب يشمل دعم الدمج الناجح للطفل داخل الفصل . هذا يعني أن متمرسا آخر سينضم للفريق وهو معلم الفصل ، و الذي له دور حيوي جدا في تطوير مهارات التواصل للمعاقين سمعيا.
و يتعلق الاختلاف الرئيسي الآخر في التدخل عند الأطفال ذوي السمع الطبيعي و المعاقين سمعيا بمكان التدخل. فعادة ما تكون العيادة أو غرفة العلاج المكان الرئيس للتدخل من قبل الأخصائيين الذين يتعاملون مع الأطفال ذوي السمع الطبيعي ، مع استخدام المنزل أحيانا للدعم أو لتعميم ما قد تم تعليمه في العيادة. إلا أن الأخصائيين الذين يتعاملون مع المعاقين سمعيا يعتمدون على المنزل كالمكان الأساسي للتدخل. فيتعين على كل من الآباء و العاملين أن يتعاونوا من أجل استغلال أمثل للمواقف الطبيعية اليومية لتحسين مهارات التواصل للمعاق سمعيا. كما يتم تدريب الأباء على أفضل الطرق المتاحة من أجل مساعدتهم على تقديم دعم مفيد للطفل من أجل تزويده بموافق صالحة للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

ذلك لا يعني أن الطفل المعاق سمعيا يجب أن لا يتلقى العلاج الفردي في العيادة أو أي مكان آخر ، بل يجب أن تكون جلسات العلاج في العيادة أو المدرسة مكملة للتدخل المتبع به في المنزل، كما بالإمكان الرجوع إليهم لتعليم الآباء كيفية استخدام أساليب و إستراتيجيات معينة للتدّخل.

يجب أخذ الجانب الاجتماعي-النفسي للتدخل في عين الاعتبار عند العمل مع المعاقين سمعيا. إن العديد من الآباء المعاقين سمعياً يواجهون مصاعب في التأقلم مع إعاقة طفلهم و يشعرون بأن حياتهم قد تغيرت للأبد. قد يحتاج هؤلاء الآباء عونا نفسيا-اجتماعيا و عاطفيا كي يساعدهم في مواجهة تحديات تنشئة طفلهم المعاق سمعيا. أول خطوة مهمة في مساعدة هؤلاء الآباء تتمثل في تعريفهم بالإعاقة السمعية و مساعدتهم على فهمها. ومن الطرق الأخرى التي تساعد على إشباع حاجات آباء المعاقين سمعيا النفسية- الاجتماعية العمل على تشكيل مجموعة دعم للآباء. تعد مجموعات الدعم مصدرا جيدا للآباء ، خاصة لأولئك ذوي الخبرة القليلة أو عديمي الخبرة بالإعاقة السمعية. فيتعرف الآباء من خلال مقابلة آباء المعاقين سمعيا الآخرين على الموارد المتاحة في المدينة ، و الخيارات التعليمية و الخدمات لطفلهم و كيفية تنسيق الجهود المؤيدة لزيادة الوعي العام عن هذه الفئة وحاجاتها. تحتاج الأسرة إلى خدمات الأخصائي النفسي في بعض الحالات ، وبالتالي قد يحتاج الأخصائي إلى مراجعة الأخصائي النفسي لإشباع حاجات الآباء . وعلى الأخصائي كذلك التأكد من أن الأسرة متكيفة نفسيا كي تساهم بفعالية في عملية التدخل من أجل ضمان فعالية و جودة تدخل المعاقين سمعيا.

في الختام ، إن الأطفال المعاقين سمعيا هم فئة خاصة ذات مميزات خاصة، يجب أن تتوفر لها الإستراتيجيات الخاصة بها لتلبية حاجاتها. إن دور أخصائي اللغة والنطق فعال جدا و حاسم للتأكد من توفير خدمات التواصل لهذه الفئة. ويشمل هذا: دعم ومساعدة الأسرة و المشاركين في التواصل و تطوير إستراتيجيات تدخل اللغة و الكلام التي تلائم هذه الفئة ، و تبني نظام الفريق متعدد التخصصات لتلبية الحاجات المختلفة للطفل و أسرته ، و اختيار الوضع الصحيح الذي يضمن المبادئ العامة المثلى لأهداف العلاج ، و إشباع الحاجات النفسية-الاجتماعية لأسرة الطفل المعاق سمعيا.

مع محبتي : أمونةالمزيونة:rolleyes:

__________________
(( وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِير ))

أمونة المزيونة غير متصل