عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-06, 09:16 AM   #16

الربعاوي
مجموعة رجال

 
الصورة الرمزية الربعاوي  







رايق

رد: الذكرى السنوية الخامسة لرحيل الامام المجدد الشيرازي "قدس سره"


"مباحثات مع الشيوعيين"

أوراق مهمة من مذكرات الامام الشيرازي لاحداث كتبها بنفسه


تعد المذكرات الشخصية والسير الذاتية من الوثائق التاريخية المهمة لكل باحث عن معرفة التاريخ وتتأكد أهمية كتابتها بالنسبة الى الشخصيات التي تولد الفكر وتصنع الأحداث والقرارات وتؤثر على الناس من سياسيين ومفكرين وقادة ومصلحين وغيرهم لما تكشفه من معلومات وأسرار وأحداث وقضايا ربما يغفلها المؤرخون بسبب عدم معرفتهم بها أو الخوف أو معارضتها لأهوائهم ومصالحهم الشخصية والفئوية فقد يعمد بعض المؤرخين الى إخفاء وتشويه ما يعرفونه من تاريخ ومن أمثلة ذلك ما حصل لتاريخ أهل البيت عليهم السلام الذي لم يسلم من الطمس والتحريف.
ومصداقا لذلك قول الشاعر:

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ** حتى يراق على جوانبه الــــــــدم

إن مذكرات الشخصيات العامة تعكس عادة صورة وملامح الفترة أو العهد الذي كتبت فيه والشخصيات والتجمعات وتسجل لأهم الأحداث التي وقعت والقرارات التي اتخذت بشرط تحليها بالتجرد الموضوعي والأمانة التاريخية لتكتسب المصداقية ويشهد على ذلك السيرة الشخصية لكاتبها.

والأوراق التالية تسجل أحداث ومشاكل وقعت في تاريخ الامام الشيرازي أغلبها في العراق سجلها بقلمه بعنوان مقدمة لكتاب (مباحثات مع الشيوعيين) بمناسبة ذكر ما لا قاه من تهم واضطهاد في طريق الاصلاح بالاضافة الى إنارة الدرب لمن أراد أن يسلك نفس الطريق .

وهي بحق أوراق مهمة وصريحة رغم اختصارها وعموميتها يحتاجها الباحث لفهم حياة الامام الشيرازي من خلال أعماله وأفكاره وقراراته ومعاناته التي عاشها ولمعرفة القيم الكبرى التي عمل لأجل تحقيقها والأخلاق التي حملها بالاضافة الى أنها تكشف عن جهات مختلفة خاض معها الامام الشيرازي الصراع مما توفر بأجمعها قاعدة لدراسة حياته وفكره للخروج بنتائج مفيدة.

يحتمل أن تكون تفاصيل هذه الأوراق شكلت حيز كبير من مذكراته التي أشار إليها في الختام بعنوان (مذكراتي) ولا يعرف عن هذه المذكرات الا أنها مخطوطة ألفها بين العراق والكويت وهي مفقودة.

يقول الأمام الشيرازي قدس سره في كتابه "مباحثات مع الشيوعيين": "وقد ترددت فترة في أن أكتب هذا الكتاب أو لا أكتب، وترددي كان لأجل أن قصة الشيوعية في زماننا قصة سياسية وليست قصة بحث وجدل وتطلب حق. ولذا فأنت إذا ناقشت مبادئ الشيوعيين فأنت عميل وجاسوس، وقد اتفقت لي مباحث كثيرة معهم في فترة دامت خمسة عشر عاماً تقريباً، ولقيت من جراء ذلك تهما واضطهادات كثيرة هي التي سببت ترددي في الكتابة، أما ما شجعني أخيراً على الكتابة، فهو أن الكتابة وعدم الكتابة بالنسبة إلي سواء حيث أني اعتدت الاضطهاد والتهم حتى صرت كما قال الشاعر:

فكان إذا أصابتني النصــــــــــال ** تكسرت النصــــــال على النصالِ"

[RIGHT]هذا بالإضافة إلى أن هذه الأبحاث حقائق تنير الدرب لمن أراد السير، وإن كانت توجب عنتاً بالنسبة لي وإرهاقا.
وبالمناسبة فلا بأس أن أشير في مقدمة هذا البحث إلى التهم التي تلقيتها في الجملة مع تحفظي على نظافة الكلام، فإني لا أريد أن أجرح أحداً، ولذا تماسكت عن ذكر الأسماء وبعض الخصوصيات التي ربما تكون مؤشرة إلى ما يوجب الجرح...."

ونريد نحن " الشيرازي قروب" التنويه إلى أننا لن ندخل في المباحثات التي أجراها الإمام الشيرازي مع أولئك الشيوعيين في العراق، بل سنتطرق إلى التهم الذي ذكرها بنفسه والتي نسبت ظلماً إليه، واستمرت فترات من الزمن تروج وتنتشر حتى بين أوساط الشيعة، تاركين قراءة تلك المباحثات من المصدر.. كما أننا نريد لفت انتباه القارئ الكريم إلى طبيعة المشاريع التي كان يسعى الإمام الشيرازي لتأسيسها، وهذا ما جعل الحكومات و العوام و الفضلاء من أهل العلم يقفون بوجهه حرباً على مشروعه النهضوي للأمة ، حيث خرج الإمام الشيرازي عن مألوف الحوزات العلمية، ولا ضير في ذلك...
ولكن ولله الحمد والمنة استمر الشيرازي مرجعاً واستمرت مؤسساته من العام 1380 هـ حتى 1422هـ، ولم تثنيه تلك التهم الباطلة التي ظلت تلاحقه في كل بقعة يحط بها، وتوالدت المؤسسات ولم تقف.. نعم لم تقف، حيث واصل المسيرة المباركة وسار على النهج آية الله العظمى المحقق السيد صادق الشيرازي وأبناؤه الكرام أعزهم الله جميعا....

ومن هنا يبدأ الإمام الشيرازي سرد تلك التهم....

















الشيرازي قروب
__________________

الربعاوي غير متصل