عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-08, 04:16 AM   #27

منتظر
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منتظر  







ملل

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


الجزء التاسع : وداعاً ... أبي

اصطفت عائلة الحاج فيصل سلمان امام مدخل منزلها الرئيسي تحسباً وترقباً لقدوم ابنها ( بدر ) الكل كان في إنتظار ( ام علي ) اللتي كانت تجلس في كرسي متحرك و ( نوال ) زوجة علي وابنتيها ( فاطمة ) و ( سكينة ) ، لم تكن الفرحة ترسم وجوهم بقدر مايرسم الامتعاض وصورة القهر بقدوم ضيف غير مرغوب فيه ، هكذا بقيوا يسلون بعضهم البعض ببعض الاحاديث الغيبوبة وهم ينتظرون بفارغ الصبر قدوم ( بدر ) حتى فتح الباب ودخل بدر ... فرغم ان عائلة فيصل سلمان لم تكن تتصف بالقبح إلا أن وسامة وجمال بدر كان ملفت للأنظار ، دخل بدر ومعه جده ابوعلي وهو يتقدم اليهم ببطئ وجده يرحب بحماسة ، بانت علامات الفرح في وجه ام علي عند طلت ابن ابنها فبدءت هي الاخرى بالتهليل والترحيب ، ابوعلي بدء يعرف بدر بكل فرد في العائلة ورغم مروره عالجميع الا انه افتقد علي ابوبدر وابنه الوحيد ولكن لم يكن ذلك ملفت لأن حتى بدر لم يسأل عن ابوه وكل ماتفوه به بعد صمت طويل منذ دخوله هي جملة قالها بصوت حزين كالغريب ( ممكن اعرف وينا هيي غرفتي ؟ ) فدلوه عليها وسرعان ما أغلق على نفسه باب تلك الدار.

هكذا قرر بدر ان يقضي اول يوم له في منزله الحقيقي الذي اغترب عنه 15 سنة ولأول مرة يدخله اليوم ، كان من المفترض ان يتربى خلف هذه الجدران وان يكون معتاد عليها ، ولكن السؤال الذي كان يدور في رأسه لما رفض ابوفيصل ان يربي ابن ابنه وتخلى عنه بعد وفاة امه ؟! سؤال كان في مخيلت بدر دائماً .

اما ابومازن فقد قرر الرحيل ولكن ليس قبل ان يودع ابنه بدر فقد زار ابنه في ثاني يوم وكان بينهم موقف مؤثر وأعطى بدر رسالة وطلب منه أن يقرآها ويحرقها بعد قراءتها مباشرة وبعد ان يفهم محتواها ، وهكذا فعل بدر تماماً .


الجزء العاشر والأخير.... هكذا تربيت

تحول جذري في معاملة وتحركات بدر بعد وداعه من ابيه ابومازن ، فكان لبدر رغبة لفتت انتباه الجميع في الانخراط مع العائلة ، تغيير مفاجئ وملحوظ كان سبب في اعطاء الفرحة والبسمة في وجه فيصل سلمان والذي بدء يعتمد على بدر في الكثير من الأمور بعد مضي عدة اشهر من عيش بدر معهم في المنزل .

أما علي فمازال على حاله القديم سكر وسهر ولايلتقي بإبنه الا نادراً وكأنه الغريب ، أما بدر فكان يعامل ابوه علي بجفاف شديد وينظر له بنظرات الحقد والاشمئزاز ، ورغم كره لأبيه إلا أنه إستطاع ان يكسب محبة زوجة ابيه اللتي لم تكن تتقبله في بادئ الأمر ولكن بعد مشهادتها لحنان بدر على اخواته تبدلت معاملتها ونظرتها لبدر تماماً .

وهكذا مضت ثلاث سنوات توفت فيها الجدة و واصل بدر تعايشه مع عائلته الجديده ورغم مضي هذه المدة واللتي ليست بقصيره ألا أنه كل يوم ينظر من الشباك للنجوم ويتصفح البوم صور عائلته المربية ويذرف دموعه ، هكذا واصل حياته بدر مخلصاً لمن ربوه غير حاقد او حامل على والداه المربيان .

كان في مخطط بدر ان يتخرج من الثانوية ويرحل إلى الشام لإكمال الدراسة هناك ولكن خططه غيرها بعد ان اصاب جده فيصل سلمان وعكه صحيه عسيرة ألمت به .. باشر بدر مراعاة جده على الفور واستغل الفرصة في التعبير لجده عن مدى خوفه على صحته وإقناعه بأنه لو رحل وآلت الأمور لأبوه علي لتاهو وضاعوا هو و اخواته وزوجة اباه .. يتحدث وزوجة ابيه ( نوال ) تأيد .. حتى قرر ابوعلي ان ينطق بكلمته:
بتوكع وصوت ضعيف :
- أبوعلي : نوال إتصلي بالشيخ علي حسن اشان يجي .
تقوم مسرعة وتتصل بالشيخ لتعطيه السماعة :
- أبوعلي : شيخنا أبغاك في أمر هام ويحتاج حضورك .

يحضر الشيخ علي حسن وهو ثقة ابافيصل ويطلب منه تقسيم ثروته المتواضعة بالعدل بين بدر و اخواته بكل سرور ودون معارضة يقبل الشيخ علي حسن ذلك ويباشر مهمته .

بفرح مسرعة :
- نوال : بدر مادريت
- بدر : وشو فيه ؟؟! .. جدي فيه شي
- نوال : لا مافيه شي .. بس كتب الحلال بسمك واسم البنات ... وكذا ضمنا لو توفى ابوعلي الله يطول بعمره مابكون لعلي شي ولابنموت جوع .
- بدر : انتي متأكدة .
- نوال : 100%

يذهب بدر لغرفته ويرمي نفسه على سريره فرحاً مسرور ويفتح ألبوم صوره وينظر لصورة جماعية له ولأمه ام مازن وابوه ابومازن واخيه مازن ويحدث نفسه والصوره ( قربت إرجع يا عائلتي ) .


ابوفيصل مقبضاً بيد إبنه بدر وقد وضع محفظاً في كفه :
- إسمع يابدر هذا في رصيدك كل ماأملك وانا كتبت هذا البيت بإسمك وإسم خواتك .. ماوصيك بأبوك مهما سوى وفعل فيظل أبوك ولااوصيك بخواتك بعد عيني ... احنا ظلمناك واجد يالغالي واللي اسويه كله اشان نراضيك لنه احنا شارينك ياولدي .

بدر يستمع والإبتسامة تختجل شفاته لايريد ان يظهرها ولكن يبدو ان الفرح اوسع من عامل منع الإرادة الذي ضعف عن اخباء إبتسامة بدر ، يقوم من عند جده مسرعاً لسيارته الـ bmw واللتي اشتراها اليه ابوعلي منذ فترة بسيطة ويتجه بها نحو البنك للتأكد من رصيده .

شهر واحد وبدر انهى كل الإجراءات اللازمة للسفر وهاهو ينزل بشنطة السفر في الليل متخفياً كي لايراه احد فيعكر عليه فرحته في خلاصه وعودته لأهله ، رغم الثلاث سنوات اللتي عاشها بدر في هذا المنزل إلا أنه كان يعتبر نفسه غريب عن هذا البيت بل انه لايشعر بأي حس من الإنتماء لهذه العائلة وصبرانه كان لغرض البلوغ فالهرب فكيف واليوم قد نال هذه الفرصه ومعها ثروة ورثها من جده ، قبل ان يخرج قرر وضع رسالة وضعها على طاولة الطعام كتب فيها كل ماكان يكبته من مشاعر تجاه كل فرد في عائلة ابوعلي .

العاطفة لم يكن لها أي وجود في قلب بدر تجاه ابوعلي وعلي وحتى اخواته وزوجته واللتي كان يعتني بهما.

بدر غادر المنزل وتوجه نحو المطار ليعود لأبواه المربيان وقد جلب معه ثروة ستعيشهما ملوك في سوريا دون الحاجه للعودة الى السعودية ، يعود بدر لأبواه المربيان وهو يحمل في نفسه شعور عودة الإبن المغترب لأبواه الحقيقيان لا المربيان ، بدر نموذج التربية اللتي عتاد عليها الأبناء وهي العامل الأصعب والأهم .. فلايعتقد الآباء بر أبناءهم وهم يعتمدون في تربية ابناءهم على غيرهم .

تمت

النهاية

__________________
التوقيع مخالف لضوابط المنتدى .

منتظر غير متصل