عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-12, 03:09 PM   #5

عاشق السماء
.: إداري :.

 
الصورة الرمزية عاشق السماء  







افكر

رد: أسئلة حول القضاء والقدر


اللهم صل على محمد وآل محمد

لك أجمل التحايا المرتلة بالإيمان أخي المنهال
وأشكرك جميل الشكر على حسن التجاوب
والعذر منكم لعدم الرد القريب على طرحكم الطيب

الأخ الكريم تمسحك جرة قلم
لك تحايا عطرة بطيب الولاء
ويسرنا الحوار معكم ومشاركتكم في ما يقربنا إلى الله عزوجل
والحياة ساحة وفيها نختلف ونتحاور لنوجد الأصلح فيها وفق
السلوك الأخلاقي والقوانين الإسلامية المطروحة

إن ما تفضلت به من نقل مبارك للشيخ الفلسفي رحمة الله عليه توضيح شامل وعبره نستنتج العلاقة الحقيقية بين الرب والمربوبين وبين الخالق ومخلوقاته وكيف تجري القدرة الإلهية فينا
هناك الكثير من القواعد الفلسفية وتحتاج إلى أن نتخصص في دراستها ولست هنا في مجال الخوض فيها لأني لست أهل لها
وهناك من هو أهل لها ومتبحر في مكنوناتها بفضل الفيوضات التي
يوزعها الله على قدر حاجة المتلقي لها والله يعلم ونحن لا نعلم

نعم هناك تفصيلات كثيرة وتحتاج إلى عقول راجحة وقلوب متسامية وأرواح سابحة في ملكوت ربها قد وزع الله عليها قدره بلطفه فجعلهم متفاوتوت في الدرجات والمقامات في مقابل قدراتنا البسيطة
وأنقل لكم هذا الحديث المروي في كتب الأخلاق والعرفان : (عبدي!.. أطعني تكن مثلي، أقول للشيء: كن!.. فيكون.. وتقول للشيء: كن!.. فيكون)..
يالها من قدرة يهبها الله لمن يشاء من عباده المخلصين

إذا عرفنا أننا مخيرون في حياتنا ولسنا مسيرون
لقول الله تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)

فعلي سبيل المثال صلاتنا الواجبة نحن مأمورن بأدائها
والقيام بها من قبل الله عزوجل ولكن عزم العمل بها
متوقف على إرادة العبد فمتى سمع الآذان قام وتجهز لها
والبعض الآخر يأخرها لوقت آخر
لذلك قال الله تعالى لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وآله
(وما على الرسول إلا البلغ المبين)
وقال تعالى (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)
وهنا دلالة على أن الدين دين يسر وليس عسر
بمعنى أن الله سبحانه وتعالى وفر لنا السبل إلى طاعته
وألهم في نفوسنا الفجور والتقوى فأيهما تغلب على الآخر
كانت النتيجة العقلية أن من يغلب تقاه على فجوره ينعم بالرعاية الإلهية ومن يغلب فجوره على تقاه يتلقى الرعاية الشيطانية

طيب إذا كنا نعيش في عالم الأسباب
ونسلم بذلك
فكيف لنا أن نتعامل مع أمور الحياة المختلفة
واختلاف عقول الآخرين ومحدودية القابلية في تفهمها
سأقرب الصورة بذكر مثالين مختلفين كي تتضح الفكرة

علمت أن في بلد ما كالعراق وجود تفجيرات وقضايا مختلفة
من شأنها أن تمنع زيارتنا للأئمة عليهم السلام وعزم الفرد
أن يذهب إلى هناك برغم كل الأخطار
فيأتيه قول ممن هم حوله لاتذهب فإن في الأمر تهلكة ومشقة
والله تعالى يقول (ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
وآخر يتكلم بنفس الأمر وبمدخل ثاني المراجع ينهونا
عن أن نذهب فالوضع الآن لا يسمح
وفي قرارة ذلك الفرد قناعة أنني سأذهب متوكلاً على الله
وإن أصابني مكروه فأنا راض بقضاء الله وقدره وفرق أن أموت في سبيل زيارة أئمتي وبين أن أموت على فراشي وفي منزلي

والمثال الآخر
حول شاب يريد التقدم والزواج من فتاة
فيأتي الإختلاف فهناك من يعارض وهناك من يوافق
وكل يطرح قناعته وفهمه
فيحصل الإختلاف والجدال
وكل يتحرك وفق طبعه وهواه ومنطلقاته الفكرية
ذاك يعلق السبب أن الفتاة ليست من نصيبك
وآخر يقول قبل الكلام في النصيب ينبغي البحث عن أسباب مقنعة
ويبقى مصير الشاب معلقاً في حيرته بين الآراء

أنا ذكرت المثالين بهدف تقريب الصورة للقارئ
فالدخول في هكذا قضايا ذات مضامين غزيرة قد
لا يقود إلى تفاعل الجمهور الكريم


على ضوء المثالين يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم
سؤال مفاده

الامثلة كثيرة والقضايا كثيرة
فكيف يمكن لنا أن نتعامل مع الإختلاف في الأمور حتى نحصل على
نتيجة صحيحة تقودنا إلى ميناء الطمأنينة والسبيل إلى الله تعالى
وفق القضاء والقدر وكما قال الإمام علي عليه السلام (أفر من قضاء الله إلى قدره) ؟

تقبلوا تحياتي السماوية
عاشق السماء
__________________

عاشق السماء غير متصل