هل تؤيد فكرة دراسة الأطفال قبل سن السابعة؟
الأحساء، تحقيق - سوسن الحواج
يتناول المجتمع فكرة تدريس الأطفال قبل سن السابعة، وهل فعلاً الطفل مهيأ نفسياً وعقلياً للالتحاق بالمدرسة والتعلم قبل السن التي حددتها وزارة التربية، وهل سيكون من المفيد للبيئة التعليمية والتربوية التحاق الأطفال في سن مبكرة، أم أنهم لازالوا بحاجة إلى تهيئة أكبر ونضج عقلي وجسدي يتيح لهم استيعاب المعلومة وتلقي الدروس وفهمها! "الرياض" طرحت هذا السؤال على عدد من المختصين لمعرفة رأيهم حول هذه الفكرة، وجدوى تطبيقها.
التعليم أساس التقدم
بداية أوضح الاستاذ "عبدالمنعم بن عبدالعزيز الحسين" -مدير التطوير الإداري ومدير تقنية المعلومات في إدارة التربية والتعليم
حول السن المناسبة لدخول الطفل المدرسة، أشار "الحسين" إلى أننا وبالنظر للخصائص العمرية للطفل ذي السبع سنوات نجد أنه تكامل وأصبح متحفزاً للتعلم النظامي مثل المدارس وغيرها، ولذلك من غير المناسب القول إن الطفل لا يتعلم لكن في الحقيقة يتعلم حتى في بطن أمه ويتلقى معلومات من صغره، مشيراً إلى أنّ التعليم النظامي يفترض أن يبدأ في سن السابعة، ولكن يدخل الطالب في مرحلة الأربع سنوات الحضانات ويتلقى بعض التعليمات ثم بعد ذلك في سن الروضة الخمس سنوات يأخذ جرعات تعليمية أكثر، وبعدها يكون متهيئا للمرحلة التمهيدية وهي ما قبل الابتدائية في سن السابعة يدخل التعليم العام، مضيفاً: أن بعض النظريات تشير إلى أنّ الطفل يحتاج لأسرته ويصعب عليه الابتعاد ساعات طويلة عن والدته ، كذلك نظام التعليم العام وأسلوبه وبعض المعلمين والمعلمات خاصة في أسلوب المقارنة والاختبار وإعطاء الاحكام بأنّ هذا ناجح وهذا متأخر يجعل من عملية اللعبة التعليمية عملية عكسية قد تصيب الطفل بتشوهات مستقبلية يعاني منها وتؤثر على مسار حياته.
أطفال ربما بحاجة إلى تمهيد وتحضير قبل انتظامهم في الدراسة
النبوغ المبكر
وقال: "إنّ المشاهد في أيامنا هذه رغبة كثير من أولياء الأمور التعجل على أولادهم بإلحاقهم بالتعليم العام ويبذلون في ذلك الوساطات؛ لكي يدخل المرحلة التعليمية قبل السن النظامي، ويتحججون بما يرونه من علامات نبوغ مبكرة وذكاء يرون أنه من الظلم تضييع سنة تعليمية عليه؛ فيسعون لأجل إلحاقه بالتعليم العام، ولأجل ذلك ورغبة في تحقيق التوفيق بين رغبة الناس وبين النظام، داعياً إلى توعية أولياء الأمور أكثر بمسائل السن وحق الطفل في اللعب وتفهم رغبات الطفل وعدم التعجل عليه ثم إذا لم يقتنع ولي الأمر فعليه يسمح له بإلحاق طفله في المدارس الأهلية، وبعد مرور السنة تتاح له الفرصة في الدخول للمدارس الحكومية في صف الثاني ابتدائي فيكون في ذلك توفيق بين رغبة الأهل وبين عدم إلقاء الحمل على معلم الصف ومساعدة في تحقيق أهداف خطط التنمية في زيادة استيعاب المدارس الأهلية للطلاب.
القدرة على التعلم
وأشار "م.سلمان الحجي" -عضو المجلس البلدي في محافظة الاحساء وعضو هيئة التدريس بالكلية التقنية- إلى أنّ بعض الدراسات العلمية تشير إلى أنّ الطفل لديه القدرة على تعلم القراءة بعد إكماله ثلاث سنوات من عمره متى ما تم توجيهه التوجيه الصحيح عبر ربط صوت الكلمة برسمها، وهذا ما يتوافق مع النظام التعليمي في بعض الدول الغربية كمتطلب دراسة في رياض الأطفال منذ بداية اكتمال الطفل سن الرابعة ولمدة ثلاث سنوات باعتبار تلك المرحلة مرحلة أساسية لتهيئته نفسياً وعاطفياً واجتماعياً بحيث تبدأ المرحلة الابتدائية مع اكتمال الطفل سبع سنوات.
العمر المناسب

بعض المعلمين يفرض على الأطفال مهاماً لا يستطيعون القيام بها
مراعاة الفوارق
وقال "د.محمد بن خالد العبدالعالي" -الاستشاري في مستشفي الملك فهد بالهفوف-: ""،
مشيراً إلى أنّ علينا مراعاة فوارق الميول والقدرات بين الأطفال فمنهم من يستطيع أن يجلس على كرسي الدراسة النظامية في سن مبكرة ودون السادسة من العمر، وهذه الحالات ينبغي اكتشافها وتشجيعها وإعطاؤها فرصة الانطلاق في مراحل التعليم مبكراً، خاصةً وأنّ التعليم الحديث يدمج بين المادة العلمية واللعب، وبالمقابل فهناك أطفال يحتاجون إلى تمهيد وتحضير قبل انتظامهم في الدراسة خشية وقوعهم في الفشل الدراسي ثم وصمهم بذلك،
ولكن يبقى سن السادسة أو السابعة هو السن الأنسب لغالبية الأطفال لبدء الدراسة ذهنياً ونفسياً.
التربية التفصيلية
ورأى "م.نبيل بن علي الوصيبعي" أنّ التربيه التفصيليه تبدأ في السبع الثانية، أما الدراسة فهي اقتطاع من حق الطفل في اكتشاف محيطه وبيئته بفطرته الطبيعية، وهذا أمر مهم ينمي فكر الطفل بشكل طبيعي، ويترك لأبويه فرصة اكتشاف توجهات هذا الطفل وهذا لا يمنع دخوله قبل عام إلى دار حضانة، ولكن ليس كدور الحضانة التي لدينا والتي تفتح أبوابها الساعة السابعة، حيث الطفل يخرج من منزله قبل نصف ساعة أي يصحو من نومه السادسة، وهذا إجحاف بحق طفولته وحاجته الطبيعية من ساعات النوم التي يوصي بها أطباء الأسره، متمنياً أن يكون بداية عملهم من الساعه التاسعة وحتى الثانية عشرة؛ كي تكون أرضاً تمهد لدخول هذا الطفل عالم الدوام المدرسي على أن يكون نظام التعليم الذاتي بمعنى يعطى فرصة للتعبير عما بداخله وليس بتزويده بمعلومات تغرق فكره وتدهشه.
القدرات العقلية
وأشارت "د.أنهار بنت فؤاد خوجة" -استاذة علم النفس في جامعة الملك عبدالعزيز- إلى أنها لا تؤيد فكرة سن الدراسة قبل سن السابعة؛ لأنّ التعليم المبكر يؤثر بالسلب في تعليم الأطفال
الخلاصه:-
هل تؤيد فكرة دراسة الأطفال قبل سن السابعة؟