الصين متجهة إلى خفض واردات المواد الخام لصناعة البتروكيماويات في الشهور المقبلة
أرقام 01/11/2008
من المنتظر أن تقوم الصين، التي تعد أكبر مستورد للمواد الخام الداخلة في صناعة البتروكيماويات، تخفيض حجم مشترياتها للمواد في الشهور المقبلة بسبب الضعف العام في الاقتصاد المحلي وقطاعات إعادة التصدير حسبما أوردت نشرة مصادر في صناعة البتروكيماويات.
وحسب البيانات الصادرة عن دائرة الجمارك الصينية لشهر سبتمبر الماضي، تراجعت واردات النافتا بنسبة 39% وصولا إلى 55,815 طن بينما سجلت أيضا واردات قطاعي الأولفينات والبولي أولفينات تراجعا حادا مما اثر بدوره على الأنشطة المرتبطة بها.
ورغم تراجع أسعار النافتا إلا أن معظم وحدات التكسير المحلية، مثل "ساينوبك" (Sinopec) و"بتروشاينا" (Petrochina)، قيل أنها متخمة بمخزون كبير من المنتجات البتروكيماوية في حين أن آخر البيانات أشارت إلى أن أسعار النافتا سجلت تراجعا هو الأدنى لها منذ أربع سنوات حيث تراجعت بمقدار 100 دولار للطن وصولا إلى 341.50 – 344.50 دولار للطن ( التكلفة والشحن) بأسعار اليابان وذلك لعقود ديسمبر المقبل.
ويقول أحد المتعاملين في منتج البولي بروبلين (PP) إن وحدات تكسير النافتا الصينية يتعين عليها أن تتكيف مع التراجع الحاد في معدلات الاستهلاك المحلي للمنتجات مثل راتنجات البوليمر والبولي بروبلين والبولي إيثيلين (PE) مضيفا أن مبيعاتهم باتت ضعيفة إلى أقصى درجات الضعف حتى أن بعض الخطوط الإنتاجية في محافظة "زهاجانق" تم إغلاقها مما أدى بدوره إلى تراجع معدلات التشغيل في وحدات التكسير على مستوى الصين بنسبة 20%.
في غضون ذلك سجل معدل صادرات المنتجات البتروكيماوية ارتفاعا في الوقت الذي لم تعد الأسواق المحلية قادرة على استيعاب المواد المنتجة في المصانع المحلية كما هو الشأن مع آحادي جلايكول الإيثيلين (MEG) كما صرح أحد المتعاملين في المنتج المذكور.
وأبدى أحد منتجي جلايكول الإيثيلين في مقاطعة "نانجنق" عن اعتقاده أن معدلات الصادرات مرشحة للصعود في الفترة المتبقية من العام الجاري مشيرا إلى أن الأسعار العالمية هي أكثر جذبا من الأسعار المحلية مع العلم أن صادرات الصين من منتج جلايكول الإيثيلين قد ارتفعت إلى 14,333 طن في شهر سبتمبر الماضي مقارنة بكميات لاتذكر في الفترة المماثلة لها من العام الماضي.
ويقول أحد المحللين في هذا الشأن إن الأسعار التنافسية للمنتجات الصينية وانخفاض تكلفة العمالة في دول شرقي آسيا هي ضمن أسباب أدت إلى صعود مستويات الصادرات في حين أبدى محلل آخر صورة قاتمة حول مستقبل الواردات البتروكيماويات الصينية للشهور القليلة المقبلة على خلفية تنامي التأثير السلبي للأزمة المالية العالمية في القطاعات كافة ومنها القطاع الصناعي ووصوله إلى المستهلك في نهاية المطاف.
وعلى صعيد آخر، سعت الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد الشريك التجاري الرئيسي للصين، إلى تخفيض واردات السلع الصينية إليها بشكل دراماتيكي مما شكل معوقا للقطاع الصناعي الصيني.