بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
وعظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً بمصاب سيدي ومولاي الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام .
أول من قُتل في يوم عاشوراء من بني هاشم
(( علي الأكبر عليه السلام ))
الابن الأكبر لسيد الشهداء وشبيه رسول الله صلى الله عليه وآله بذل مهجته يوم عاشوراء في سبيل الدين . أمه ليلى بنت أبي مرّة وهو يومئذٍ ابن 25 سنة كما قيل أن عمره كان 18 أو 20 سنة ، وهو أول شهيد من بني هاشم يوم الطف(حياة الإمام الحسين 245:3) ، كان كثير الشبه برسول الله صلى الله عليه وآله خلقاً وخُلقاً ومنطقاً .
لما استأذن أباه يوم عاشوراء ونزل إلى الميدان رفع الإمام الحسين عليه السلام طرفه للسماء وقال : "اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك محمد خلقاً وخُلقاً ومنطقاً وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه "(بحار الأنوار 43:45).
تجلّت شجاعة على الأكبر سلام الله عليه وبصيرته في دينه يوم عاشوراء ومن أبرز معالم ذلك الوعي كلماته وما كان ينشده من الرجز . وعند قصر بني مقاتل خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول : "إنا لله وإنا إليه راجعون" وكررها ثلاثاُ فقال له علي الأكبر : يا أبتا مما استرجعت ؟ فقال عليه السلام : يا بني إني خفقت برأسي خفقة فعنّ لي فارس على فرس وقال : القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم ، فقال له: أولسنا على الحق؟ قال الإمام : بلى . قال: "فإننا إذن لا نبالي أن نموت محقّين"( أعيان الشيعة 206:8-207).
وفي يوم عاشوراء كان هو أول من تقدّم من الهاشميين للحرب ، ولما برز إلى القتال دعا الحسين على القوم وقال : إنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا ويقتلونا .
حمل علي بن الحسين سلام الله عليه على القوم عدّة مرّات وقاتل قتال الأبطال ، وكان يرتجز ويقول :
أنا عـلي بن الحسين بن علي
نحن ورب البيت أولى بالنبـي
تالله لا يحـكم فيـنا ابن الدعي
أضرب بالسيف أُحامي عن أبي
ضربة غلام هاشـمي عـربي
(أعيان الشيعة 206:8-207)
وعاد إلى المخيم وهو ظمآن مثخّن بالجراح وقد أجهده ثقل الحديد وكر ثانية على القوم وقاتل حتّى قُتل ، وقاتله مرّة بن منقذ العبدي لعنة الله عليه ، وسار إليه الإمام ووجده قد قطعت أوصاله وجاد بنفسه ، فقال : " قتل الله قوماً قتلوك" وأخذ يردد : على الدنيا بعدك العفا" وطلب من بني هاشم أن يحملوه إلى الخيمة(حياة الإمام الحسين 248:3).
علي الأكبر سلام الله عليه أقرب شهيد مدفون عند الحسين سلام الله عليه ومدفنه عند قدمي الحسين ولهذا صار لقبر الحسين عليه السلام ستة أضلاع(علي الأكبر للمقرّم:126) .
ونسألكم الدعاء