السيد عبد الله شرف الدين العاملي في سطور:
* هو العلامة الحجة السيد عبد الله بن الإمام المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي.
* درس على أبيه المقدمات وقد أملى عليه أغلب مؤلفاته (ره).
* سافر إلى قم المقدسة للدراسة في حوزتها المباركة وأقام فيها قرابة (15 سنة) متتلمذا على كبار العلماء هناك منهم الشيخ محمد الكرمي.
* قام بزيارة الهند والباكستان للاستفادة من مكتباتها الزاخرة بالمخطوطات الإسلامية.
* له من الأولاد: محمد وعلي، الأول طبيب تخرج في إيران والثاني درس مدة في الجامعة العربية وهو الآن مدير مكتب السفير الإيراني في بيروت ومترجم.
* رقى دكة القضاء في المحكمة الجعفرية في مدينة صور منذ سنة 1969 ولغاية سنة 1998م.
* وضع موسوعة في علم الرجال بعنوان (معجم رجال الشيعة) بلغت لحد الآن 40 جزءاً، وما زال مشتغلا فيها.
من منا لم يعرف العالم والإمام المصلح الكبير الذي ناظر رأس الأزهر الشر يف، وباحثه في أخطر القضايا الخلافية بين الشيعة والسنة وهي (الإمامة)، حتى أذعن للحق وأقر بالتسليم بصحة مذهب أتباع أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة الأئمة الاثني عشر الأطهار (عليهم السلام) في هذه القضية وغيرها من أمهات القضايا المذهبية فقهاً وعقيدةً.
وقد تمخض عن هذا البحث العالي المستوى بين علمين بارزين في الساحة الإسلامية أن جمعت محاوره بين دفتي كتاب سمي بـ(المراجعات) طارت شهرته وذاع صيته وامتد تأثيره إلى سامق الآفاق وغائر الأعماق، مقترناً باسم عملاقين من عمالقة الفكر الإسلامي هما المؤلف سماحة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي وسماحة الإمام الشيخ سليم البشري رئيس الأزهر.
فمن منا لم يعرفهما؟!
واليوم إذ يستضيف موقع المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) أجد أنجال الإمام المؤلف وهو سماحة العلامة الحجة السيد عبد الله شرف الدين، نستنشق عبير الذكريات الخالدة التي امتزجت بصور الجهاد العلمي والعملي من أجل تحرير القيم العليا والأخلاق الفضلى من براثن ثقافة الاحتلال الأجنبي الذي سعى وما يزال حثيثاً لاقتلاع جذور الإسلام الحنيف من نفوسنا وتغييبه عنا هوية وانتماءاً، عقيدة وأخلاقاَ لكي يأمن على مخططاته الاستعمارية أن تمر دون عراقيل.
استعادة لهذه الذكريات وغيرها وتعريفاً بشخصية عاشت تفاصيلها واعتبرت بها استضفنا سماحة السيد العاملي وجرى معه الحوار الآتي:
● ما قصة كتاب المراجعات الذي ألفه سماحة السيد الوالد (قده)؟
حين ذهابه إلى مصر في أواخر سنة 1329هـ تعرف هناك على شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري وصار يلتقي به وجرت بينهما في أغلب الأيام مباحثات حول مسألة الإمامة من حيث التقليد أي من حيث الفقه ومن حيث الخلافة وكان كتاب المراجعات ثمرة لهذه المباحثات التي دارت بين الطرفين.
● هناك من يدعي بأن هذا الكتاب مفترى على الشيخ البشري مستدلين على ذلك بأنه لم يطبع في حياته؟
هذا ادعاء كاذب لا دليل عليه سوى ما ذكره السيد الوالد نفسه في مقدمة كتابه حيث قال: وأنا لا أدعي أن هذه الصحف هي التي جرت بيننا آنذاك غير أن جميع ما جرى بيننا هو موجود بين الدفتين مع زيادات اقتضاها الحال.. إذن فلم يأتي مدعي الافتراء بدليل وإنما هو قرأ المقدمة فحسب.
● كم مرة طبع كتاب المراجعات وهل يؤخذ منكم الإذن في ذلك؟
أكثر من مائة مرة أعيد طبع هذا الكتاب دون أي إذن مني أو من غيري.
● ماذا يحضركم من ذكريات عن السيد الوالد (قده)؟
أتذكر في الحرب الأولى أيام الجوع الذي انتشر في لبنان بشكل مفجع، كان يدور على القرى ليجمع المحاصيل ويضطر أحياناً إلى دخول بيوت الأغنياء ويأخذ منهم بعض المواد الغذائية ليمنحها إلى الفقراء الذين باتوا مطرحين على الأرض يئنون من ألم الجوع، وأتذكر أن النصارى في صور كانوا يذهبون إلى مطرانهم طلبا للغذاء لكنه كان يطردهم ولا يعطيهم شيئاً رغم عظيم ما كان يمتلكه من أموال، فلما عرف السيد الوالد بذلك أمر بإعطائهم مثلما يعطى لفقراء المسلمين إنقاذاَ لهم من الموت المحتم بسبب الجوع.
وأتذكر أن أفراداً من الجيش الفرنسي في صور شتموا النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) في الشارع وذلك سنة 1919م فما كان من السيد الوالد إلا أن يجمع وجهاء النصارى ومطارنتهم بالإضافة إلى الهيئة الحاكمة الفرنسية والمستشار العسكري وغيرهم ووقف خطيباً بهم ومن جملة ما قاله لهم: (قبحكم الله.. هذا محمد الذي له اليد البيضاء على النصارى، هكذا تقابلوه.. بالإساءة.. أي عقل في الدنيا يقنع أن امرأة تحمل من غير رجل.. محمد أرغم عقول أهل الأرض أجمعين على قبول طهارة مريم فأعلن يا مريم إن الله طهرك واصطفاك على نساء العالمين لولا محمد كنتم خجلتم من عقيدتكم وكنتم أخفيتموها ولكانت الناس تسخر منكم وتهزأ بكم، فخجل النصارى والفرنسيون من هذا القول واعتذروا عن فعلة أولئك الجنود المشينة.
كما أن أحد السنة المتعصبين ضد الشيعة وهو رئيس محكمة مدينة صور كان حاضراً فلما سمع خطاب والدي تأثر كثيراً وأخذ يبكي وقد اعتدل في موقفه من الشيعة على أثر هذه الحادثة.
● ما الذي اضطر السيد الإمام (قده) إلى مغادرة لبنان متنكراً خائفاً يترقب حتى وصل إلى مصر؟
اضطهاد الفرنسيين بعد أن قاوم احتلالهم وجاهدهم بكل ما أوتي من قوة كان هو السبب في مغادرته بلده الحبيب لبنان. وأتذكر في هذا الصدد أن أحد السفاحين واسمه نيجر جاء إلى بيتنا لإلقاء القبض على والدي فلما لم يجده ثارت ثائرته وأخذ يصفع أخوتي على وجوههم بقوة ويسألهم بعصبية أين ذهب والدكم، ثم بعد ذلك هجم الجيش الفرنسي على دارنا ليصادروا كل ما فيها وتركوها نهباً لنصارى صور وأحرقوا المكتبة وكان فيها 19 كتاباً مخطوطا من تأليف السيد الوالد أحرقت فلم يعد لها أثر، منها كتاب يسمى سبيل المؤمنين يقع في ثلاثة أجزاء من أروع ما كتب في الإمامة.
● هل كان للسيد الوالد شرف تأسيس حوزة علمية في جبل عامل؟
كلا لم يتيسر له ذلك وقد كان يتأفف ويتألم لانحسار العلم وقلة العلماء في جبل عامل حيث كانت في ذلك الوقت الصولة للباطل والرواج لدعاية الكفر والضلال. ولكن لبنان اليوم بحمد الله تزخر بالعلماء وطلاب العلم والمدارس الدينية والمساجد والحسينيات وهي اليوم حاضرة من حواضر العلم ولواء من ألوية الجهاد بفضل رجال المقاومة الإسلامية البطلة.
● وماذا عن مؤلفاتكم أنتم سماحة السيد؟
لي كتاب (معجم رجال الشيعة) وقد بلغ لحد الآن أربعين جزءاً وما زلت أعمل فيه ولي كتاب (مع موسوعات رجال الشيعة) في أربعة أجزاء كما قمت بتصحيح (الذريعة) لآغا بزرك الطهراني و(أعيان الشيعة) للسيد محسن الأمين، وصححت كتاب (شهداء الفضيلة) للشيخ الأمين و(أمل الآمل) و(ماضي النجف وحاضرها).
● كيف تنظرون لحركة التشيع اليوم وما هي أسبابها؟
حركة اللحاق بركاب التشيع لآل البيت (عليهم السلام) أصبحت اليوم ظاهرة ملفتة للنظر فهي في تصاعد وتنامي مستمر وأنا أسمع عن الكثير من علماء أهل السنة ومفكريهم وكتابهم قد انتقلوا إلى مدرسة التشيع علماً وعملاً بل إن الكثير من أبناء الديانات الأخرى وأهمها المسيحية بدءوا يتعرفون على الإسلام من خلال التشيع ويدخلون في دين الله أفواجاً.
وبرأيي أن السبب الذي يقف وراء تصاعد هذه الظاهرة هو نجاح الثورة الإسلامية في إيران وقيام دولتها الشيعية أولاً ونجاح المقاومة الباسلة في جنوب لبنان في طرد الصهاينة المحتلين وتحرير الأرض والإنسان ثانياً، فالمقاومون الشيعة بقيادة حزب الله علموا الناس التضحية والجهاد وقاموا بتفعيل حركة الاستشهاد مستلهمين الدرس من إمامهم سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) جاعلين من كل أرض كربلاء ومن كل يوم عاشوراء.
● حدثونا عن الشعائر الحسينية ماذا لها وماذا عليها في نظر سماحتكم؟
للسيد الوالد كتاب في هذا الموضوع اسمه (المجالس الفاخرة) وقد ذكر في المقدمة فوائدها فقال من جملة ما قال: إنها دعوة للإسلام بأحسن صورة وأحسن أسلوب وفيها مدارس سيارة وموعظة للمسلمين ولقد رأيت تأثيرها وعظمتها في إيران إذ هي وسيلة من وسائل نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة وهي تثير روح الحماس والجهاد ضد الظلم والظالمين.
http://www.14masom.com/leqaa/48/48.htm
27-06-03, 04:57 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
