عندما ننظر لمخلوقات الله جل و علا تتجلى الغايات و الحكم في تلك المخلوقات فنعتقد في الله و في عقيدتنا الاسلامية و الإماميه نرى الله سبحانه و تعالى لم يخلق مخلوق الا لحكمة يرتضيها هو , و هذه الحكمه التي يرتضيها و يقتضيها الله قد يرضى بها الانسان إما كليا أو جزئيا و قد لا يرتضيها نهائيا
ومن تلك النماذج خلق المعاق بيننا , لو تفكر الانسان لوجد حكم تتجلى في ذلك:
فمن هذه الحكم أن الله سبحانه و تعالى هو المتصرف في خلقه فلا يحق لنا أن نعترض على خالق الخلق ,لماذا خلق هذا أصم و ذلك لا ينطق و آخر لا يبصر و غيره لا يتحرك و غير ذلك فهذه مخلوقات الله واجبنا اتجاهها كمؤمنين أن نسلم الأمر إلى الله و أن نرضى بما رزقنا الله إياه أو بما نشاهده في المجتمع.
و الحكمة الثانية : بتعدد هذه المخلوقات القوي و الضعيف تتجلى قدرة الله في خلقه و تنبسط رحمة الله في خلقه فليس خلق ذلك المعاق سخط عليه و خلق ذلك السوي رحمة به إنما من خلال ذلك نكتشف القدره الالهية و الارادة الربانية نافذة على كل انسان قوي أو ضعيف مؤمن أو غير مؤمن تجبر أو لم يتجبر فإن الله يفعل ما يريد.
و الحكمة الثالثة : أن الله تبارك و تعالى أراد المعاق أن يكون حجة على السوي نحن نشاهد في مجتمعنا اٌناس كثيرون قد وهبهم الله العافية و حواسهم كاملة و لكن اهتماماتهم محدودة حتى بأنفسهم فلا يقدموا لأنفسهم شيء ملحوظ فضلا عن أبنائهم أو أسرهم أو مجتمعهم فيعيشوا في المجتمع كالأموات ,بينما نجد الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة من لا يتمتعوا بحواسهم كاملة أو عافية كاملة نجدهم شعلة مضيئة في العلم و المعرفة و الابتكار و الصناعه يقدموا لأنفسهم و مجتمعهم فيما يعود بالنفع لهم فهذا يبتكر و آخر يدلي باكتشافه و آخر يؤسس صرحا أو يقرر نظرية علمية و آخر يصبح عالم دين و لا أريد أن أسهب في الكثير مما قام به ذوي الاحتياجات فليس كل ذلك حجة على الاسوياء في تقاعسهم و تكاسلهم لينهضوا و لو بجزء من مثل هذه الاعمال
فهنا تتجلى الحكمة الالهية و نقول ان الله سبحانه و تعالى لا يسلب شيء من الانسان حتى يعوضه بأفضل مما أخذ منه ليتمكن أن يعيش حياة طيبة رغيدة
فأتمنى معرفة هذه الحكم معرفة جيدة حتى نستطيع أن نعرف من هم ذوي الاحتياجات ..
22-08-12, 07:40 PM
الحكمة من خلق المعاق عقائديا
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
