2\العلاج بالاصغاء..كيف تساعد طفلك في التعامل مع عالم لايرحم.
يكون العالم احيانا بالنسبة للاطفال مكانا صعبا وغير عادل.. ومهما حاول الاباء.. لا يستطيعون تمهيد كل المطبات.. وفي الواقع .. يجب ان لا نفعل ذلك.. نظرا لان الاطفال ينضجون ويغدون راشدين مستقلين من خلال تعاملهم مع الناس والمواقف الصعبة
سوف نبدأ اولا بما يتوجب عدم قوله للاطفال عندما تجور عليهم الحياة: العبارات التي تقيم جدارا بينك وبين الطفل. بعدئد سوف تتعلم مهارة رائعة تسمى( الاصغاء الفعال) وهي مهارة وجد الاباء انها اكثر طريقة ايجابية لمساعدة الصغار في التعامل مع الحياة.
يفاتح الاطفال في اثناء فترة نموهم آباهم بمشكلاتهم عدة مرات. وهم يفعلون ذلك في الواقع طلبا للمساعدة. وتؤدي طريقة استجابة الاهل لطلبات المساعدة هذه اما فتح باب الثقة وتعزيزها.. واما الى اقامة حاجز بين الطرفين يصعب هدمه.
هناك عادة ثلاث طرائق يستجيب الاباء بها.. وتؤدي الى ارتفاع الحواجز بين الاباء والابناء:
[ALIGN=CENTER]المناصرة[/ALIGN]
_كيف كان يومك
سيئا
_آه يامسكين.. تعال واخبرني كل شئ
جاءنا معلم رياضيات جديد..وانا لا استطيع ملاحقة مايقول
_حسن.. هذا امر فظيع حقا. هل تريدني ان اساعدك في حل الواجب بعد تناول الشاي؟
لم احضره معي الى البيت
_ربما اتصل غدا بالمدرسة واكلم المدير. هل تريد ذلك؟
آه.. حسن..لا
_اعتقد انه ينبغي معالجة صميم الوضوع قبل ان يتفاقم الامر.. الا توافقني؟
حسن..انا..
_انا لا اريد لدراستك ان تتعثر؟
أوه..
[ALIGN=CENTER]المحاضرة[/ALIGN]
_ كيف كان يومك؟
سيئا
_ حسن انك اشتكيت.. اود لو استطيع قضاء يومي وانا اتعلم.. واستمتع بقضاء وقت لطيف
كان يوما شاقا.. جاءنا هذا المعلم الجديد والغبي للرياضيات..
_لا تتكلم عن معلمك بهذه اللهجة. فلو انتبهت اكثر قليلا يابني لتحسن الامر. هل تعتقد ان كل شئ سوف يأتيك جاهزا على طبق!
(همهمة......)
[ALIGN=CENTER]الالهاء[/ALIGN]
_كيف كان يومك؟
سيئا
_آه..هيا.. لم يكن بذلك السوء.. هل كان؟ هل تأخذ شطيرة؟
شكرا. انا قلق قليلا بخصوص الرياضيات..
_حسن.. انت لست اينشاتين.. ولا حتى والدك ووالدتك.. اذهب وشغل التلفزيون ولا تجعل هذا الامر يضايقك..
(همهمة..)
اي هذه الاساليب اسلوبك؟
هل تندفع مسرعا للانقاذ.. ام تقدم النصح الحكيم...او تغير الموضوع؟
هناك عدة مظاهر مشتركة في الامثلة الثلاثة: فالاب يقوم بمعظم الحديث.. ويتوقف الحوار في وقت مبكر.. ولا تتاح فرصة للطفل ليتحدث عن المشكلة الحقيقية.. وتتوه مشاعره خلال الحديث..ويحل الاب المشكلة..او هكذا يعتقد.. ويقل كلام الطفل شيئا فشيئا.
قارن الآن الاستجابات السابقة بالموقف التالي
[ALIGN=CENTER]الاصغاء الفعال[/ALIGN]
_كيف كان يومك؟
سيئا
_تبدو حزينا حقا. ماالمشكلة؟
جاءنا معلم رياضيات جديد. يسرع كثيرا
_ انت تخشى الا تستطيع متابعته؟
نعم. لقد سألته ان يشرح جزءا من الدرس فقال ان علي ان انتبه اكثر
_آه..كيف شعرت حيال ذلك؟
في الحقيقة شعرت انني شاذ.. لقد نظر جميع الا طفال الي باشفاق.. رغم انهم هم انفسهم يعانون ايضا!
_ولذا انت غاضب لانك وضعت نفسك في مآزق بسبب مبادرتك الى الكلام قبل الجميع؟
نعم.. لا احب ان افضح نفسي امام كل من في الصف
_ماذا تعتقد انك سوف تفعل؟
لست متأكد.. اظن انني ساسأله مرة ثانية بعد انتهاء الدرس.
_ هل تعتقد ان ذلك يحسن الوضع؟
نعم.. وعندئذ لن احس بالحرج..واعتقد ايضا انه عصبي بعض الشئ وربما كان هذا هو سبب سرعته في الشرح
_ انت تتفهم الامر اذا من وجهة نظره؟
نعم.. واظن ان عصبيته كانت بسببنا
_لا عجب. فهو يعلم اطفالا نابهين مثلك!
اجل!
هذا اذن هو الاصغاء الفعال. حيث يكون الاباء في مثل هذه الحالات ابعد مايكون عن الصمت: فهم مهتمون.. ويظهرون ذلك بتثبيت مشاعر الطفل وافكاره وبمساعدته على امعان النظر في الامر.
باستخدام هذا الاسلوب . نادرا مايلجأ الاباء الى تقديم العلاج او محاولة الانقاذ او المساعدة.. ونادرا مايصرفون انتباه الطفل عن المشكلة.
لقد وجدوا راحة عظيمة باستخدام الاصغاء: اذ لا يتوجب عليهم توفير السعادة لاطفالهم باستمرار.. كما لا يتوجب عليهم حل مشكلة الاطفال نيابة عنهم. بل هم يستطيعون بالاصغاء الفعال مساعدة الطفل.. تاركين له الاحساس بالمسؤولية ولذة التوصل الى الحل. والبراعة هنا ان تسأل نفسك( هل يستفيد طفلي.. على المدى الطويل.. من حل هذه المشكلة بنفسه؟)
لكن في بعض الحالات.. يتوجب على الاباء ان يتدخلوا.. كما توضح القصة التالية:
طفل كسرت رجلة واحتاج الى جبيرة لبضعة اسابيع. بعد ازالة الجبيرة كان من الطبيعي ان يقلق الطفل فترة على سلامة قدمه.ففي احد دروس التربية البدنية طلب المعلم من التلامذة الجري في المضمار وجاء ترتيبه في المؤخرة..وهو امر احرجه لانه كان يعتبر من الجيدين في الجري. ولم ينتظر المعلم تفسيرا من الطفل.. بل سارع الى مطالبته بالجري ثانية حول المضمار. ولكن هذه المرة بملابسه الداخلية فقط وامام باقي تلامذة الصف.
عندما عاد الولد الى البيت بعينين دمعتين وعلم والده بما حدث. بلغ بهما الغضب حدا جعلهما يقابلان المدير في مساء اليوم ذاته ويطلبان منه طرد المعلم. ولقد تم في الواقع نقل المعلم الى مدرسة اخرى حيث نأمل الا يكرر فعلته مرة ثانية هناك.
مثل هذه الحالة تستدعي تدخل الوالدين ودفاعهما عن حق الطفل لانه يكون عاجزا عن الدفاع عن نفسه. ولكن في بعض الحالات لا يرغب الصغار في مساعدتنا وانما فقط في المساندة. ومن الخطأ هنا ان نتدخل
ان مجرد الاصغاء يعتبر دواء ناجحا... وليتنا نمتنع عن وضع الضمادات اللاصقة فورا على كل جرح. عندئذ ندخل الى اعماق اطفالنا
مثلا:
طفلة في السادسة من عمرها. كانت حالتها النفسية سيئة.. عقب عدة اسابيع قضتها وهي متوعكة الصحة. ازداد جدالها مع اخيها الاصغر منها وبدات تبدي عدم رغبتها في اللعب مع رفاقها. قررت الام استخدام( الاصغاء الفعال) معها في محاولة لاكتشاف سبب ضيقها. قالت الام:(تبدين حزينه.. هل تودين اخباري مالامر؟) جاءت الطفلة وجلست في حضن امها لكنها لم تتكلم كثيرا.
في اليوم التالي كان لابد من ايقاف شجارها مع اخيها..ووضعها في غرفتها لبعض دقائق حتى تهدأ. وفي المساء علق والدها قائلا( تبدين في هذه اللحظة كالملاك).
وجهت الى والدتها نظرة وانفجرت في البكاء:(انهم يسمونني ام وجه قبيح). وخلال دقائق تنقلت بين البكاء والغضب.. بينما كانت والدتها تقاوم الرغبة في صرف انتباهها او حتى محاولة التسرية عنها. وفي الواقع كانت هناك ندبة في وجه الطفلة يمكن معالجتها ذات يوم بالجراحة.. غير انه يتوجب عليها حتى ذلك الوقت تقبلها والتعايش معها.
وهكذا بعد ان افرغت ماندي بعض المشاعر الكريهة التي جمعتها من الاطفال في المدرسة اصبحت اكثر هدوءا( انا لست بقبيحة. اليس كذلك امي؟).. بلي ! انت رائعة!
يريد الاطفال منك احيانا ان تفعل شيئا وفي هذه الحالة يجب ان يطلبوا ذلك منك بلا تردد.
والبقيةتأتي

__________________
[flash=http://www.tarout.info/montada/uploaded/maleekah.swf]WIDTH=370 HEIGHT=200[/flash] [align=center]يقولون
إني كسرت رخامة قبري.. و هذا صحيح
و إني ذبحت خفافيش عصري .. و هذا صحيح
و إني اقتلعت جذور النفاق بشعري .. و حطمت عصر الصفيح
فإن جرحوني ..
فأجمل ما في الوجود غزال جريح[/align]
التعديل الأخير تم بواسطة ملكة الحزن ; 04-02-03 الساعة 04:35 PM.
|