New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-13, 12:22 PM   #1

الكشاف
عضو متميز  






افكر

ضعف الثقافة النقدية للموروث الديني


منقول من شبكة ( والفجر)



الشيخ النمر: المجتمع يعاني ضعف الثقافة النقدية وبحاجة لتأسيسها

خاص والفجر - 5 / 1 / 2013م - 1:01 ص




سماحة الشيخ عبدالمحسن النمر


قال سماحة العلامة الشيخ عبدالمحسن النمر أننا بحاجة إلى معرفة الضوابط والأسس النقدية السليمة في نقد التراث لتخطي حالة التوتر والحدية في مناقشة ومراجعة الموروث الديني والتاريخ الإسلامي.

وابتدأ سماحته خطبة الجمعة تاليا الآية الكريمة (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب).

مؤكداً أن الدين عملية بناء وتطوير للإنسان، ومن جوانب ما زرعه الله في العقل الإنساني ومن وظائفه، ومن الأجزاء الأساسية في مكونات العقل الإنساني هو هذه الحالة النقدية، الحالة التطورية والنظر والتبصر في شؤون الإنسان وفيما يؤمن به وما يجب عليه أن يعمله.


وأضاف: هذا الجانب والركن الأساسي في منظومة التفكر الإنساني قد أولاه الدين أهمية كبرى، الدين حرك الإنسان لكي يكون على بصيرة ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني).

وشدد سماحته على أن القرآن لا يريد من الإنسان أن يكون في حالة جامدة متلقية تقبل وتأخذ كل ما يصل إليه، بل أرادت الشريعة وتوجيهات النبي وأهل البيت (ع) أن تزرع في نفس الإنسان المؤمن حالة محاسبة نفسه وأفكاره وما يتلقاه من علوم ومعرفة، ومحاسبة سلوكه.

واليوم، الفكر الإنساني التفت بدرجة قصوى إلى هذا الجانب، الإنسان لا بد أن يكون في حالة تطور فكري ومراجعة لما يتلقاه من أفكار ومعلومات جديدة، حين نتحدث عن النقد والفكر النقدي، فلا نقصد فقط نقد الشخص للآخر، لا نقصد محاسبة الآخرين، ولا توجيه الآخرين وتصحيح ما لديهم، ولا حتى تقبل ما لدى الآخرين، وإن كان هذا صحيحاً ولا بد منه.


• النقد في كلمات المعصوم

ولكن النقد في أساسه وفي مكونه الإنساني، عنصرٌ داخلي يعالج به الإنسان فكره ومعلوماته قبل أن يكون حالة تلقي من الآخرين، أو حالة علاج للوضع الاجتماعي والتفكر الاجتماعي.

يقول الإمام الصادق (ع ) " يا مفضل لا يفلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم" الإنسان يجب أن يكون متعلماً يترقى في علمه، لكن هذا الترقي العلمي يجب أن يكون لديه حالة من الرقابة الداخلية والتصحيح ومراجعة أساسياته وضوابط فكره، "لا يفلح من لا يعقل" الوسيلة للفلاح لا بد أن تمر بالعقل والتدبر والنظر، نعم العقل يحتاج إلى علم، إذا العلم لوحده كمعلومات وكمعرفة لا بد أن يكون في حالة تنقيح وتصحيح قبل أن يتلقاه الإنسان ويتقبله.

ويقول أمير المؤمنين (ع) في وصفه للإنسان المؤمن " المؤمن هو الكيس الفطن" ، الذي يمتلك حالة من محاسبة ما يستمع إليه ويقرأه وما يراه ويشاهده.
وفي وصية الإمام الكاظم (ع) لهشام ابن الحكم " يا هشام، إن الله بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال ( فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)، يا هشام إن لكل شيء دليلاً ودليل العقل التفكر، يا هشام إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولم يرضى بالدون من الحكمة مع الدنيا".

لا بد أن يكون عندك حالة من المعالجة للمعرفة التي تصل إليك و تريد أن تدخلها كقواعد أساسية في فكرك، لا بد أن تخضعها للتحقق والمحاسبة وهي مرحلة النقد،
يعني مع المستوى من المعرفة والتحقق والثبوت، ولا يرضى أن يكون في هذا العالم من معلوماته تصله فيتقبلها، فتنطلي عليه الأوهام والأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة، هذه الحالة الإيمانية التي رسختها الشريعة الإسلامية يجب أن تكون حية فيما بيننا.

• الاضطراب والأسس السليمة للنقد:
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى ثقافة النقد والتعامل الصحيح مع الفكر بصورة عامة ومع الإرث الديني، نحن نؤمن بالله وبالأنبياء، ولذلك يجب أن تكون لدينا القواعد الصحيحة في التعامل مع التراث والتاريخ الإسلامي.

اليوم ونحن نعيش حالة من حالات الاضطراب الفكري، قد نصل إلى نتيجة مهمة، وهي أن جزءاً كبيرا من المشكلة والإضطراب ناتج عن عدم وجود الوعي الثقافي الصحيح في التعامل مع المعرفة الدينية، في الغالب لا نمتلك قواعد ضبط، لا نعرف ما نقبل وما نرفض وماهي المصادر.

هناك بعض الأفراد يمتلكون ثقافة جيدة، ولكن كمجموع هناك نقص ونحن بحاجة إلى تطوير هذا الجانب، فما هي أركان الوعي النقدي؟ علينا مراعاة عدة أمور في هذا الجانب، منها:

1- أن لا نتعود التقبل بدون التوثق من المصدر الصحيح والسند الصحيح والتفسير الصحيح، والنظر الدقيق. في مدرسة أهل البيت (ع)، لا يوجد كتب كل ما فيها صحيح السند، بل أفضل ما يوجد لدينا من كتب يجب إخضاعها إلى البحث الروائي السندي.

2- كما لا يصح منك تقبل كل رواية ونقل، لا يصح منك أيضاً رفض كل أمر أو نقل لا ينسجم مع ذوقك، سيرة أهل العلم عدم التعجل في الرفض كما لا يتعجلون في القبول، بل إذا لم تمتلك دليلا على قبول شيء ولا دليلا على رفضه فاجعله في مساحة الاحتمال، ربما يكون صحيحاً، ربما يكون له سنداً آخر يسنده، يقولون لا يوجد لنا فهم لهذه الآية أو الرواية، ولا ندرك المقصود بها، لا نستطيع قبول هذا الفهم، ولكن أيضا لا نرفضها ولا نرميها بالبطلان والوضع. مع الأسف الشديد لقد درج كثير من المؤمنين إذا قرأ رواية إما أن يأخذها مأخذ المسلمات والقطع، أو أن يرفضها ويقول غير صحيحة ولا تتناسب مع ذوقه ومزاجه وكلا الأمرين خطأ كبير.

يقول الإمام الصادق (ع) " إن الله تبارك وتعالى حصن عباده بآيتين من كتابه، ألا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، إن الله تبارك وتعالى يقول ( ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق) ويقول الله عز وجل ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه).
أي أن الإمام الصادق (ع) يؤكد على أن لا تتبنى الإنسان شيئا حتى يعلم أنه قطعي، وكذلك لا ترفضه بلا دليل شرعي.

وكذلك يقول الإمام الباقر (ع) " أما والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوءهم عندي حالا، الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يعقله ولم يقبله اشمأز منه وحجد به وكفر بمن دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا إسند، فيكون بذلك خارجاً من ولايتنا". لم يعقله: يعني لم يوافق مزاجه، لا أن لديه دليل عقلي على بطلانه، كما في رواية أخرى، حيث هناك من يسأل الإمام (ع): تأتينا الرواية عنكم لا نفهمها لا ندرك صحتها تخالف مزاجنا، فيسألهم الإمام: أيقول لكم الراوي أن الليل نهار والنهار ليل؟ فيقولون : لا، ولكن ما يقول لنا شيء واضح، فيقول الإمام: إذا ذروه وردوه إلى أهله.

الإنسان يجب عليه أن يكون على حذر من التعامل مع الفهم القرآني، ومع روايات النبي (ص) وروايات أهل البيت (ع)، فلا يأخذها مأخذ اليقين دون تأكد ولا يردها دون تأكد من خطئها.

3- استعن بأهل المعرفة والتخصص الصادقين، ولا أقول اتكل عليهم واتبعهم بلا بصيرة، بل استعن بهم وأوكل إليهم ما أوكله الشارع إليهم وما دل الدليل الشرعي على جواز ايكاله إليهم، فأوكل إلى الطبيب تخصصه في طبه وإلى المهندس تخصصه في هندسته، وأوكل على الفقيه الجامع لشرائط الفتوى والمعرفة والمدرك بأحوال الزمان والناس والحالة الاجتماعية، أوكل إليهم فقههم وأحكامهم.


4- لا تتشبث بالقديم بما هو قديم ولا بالتراث، ولا بكثرة اتباع رأي ما، أو اتباع السلف الصالح له، ولا تقدس أمرا غير مقدس بدليل قطعي، فكل هذا لا يحوّل غير الصحيح إلى صحيح، ولا غير الثابت إلى ثابت، ولا غير المعتبر إلى معتبر وغير المقدس إلى مقدس.


5- التعامل لدى كثير من شبابنا وجتى مثقفينا ومن أهل الاهتمام الديني، يوضح ضعف المعرفة بالضوابط النقدية والتحقيقية في الروايات والتفاسير والسيرة الإسلامية، ولو أوفينا هذا الجانب حقه، واكتسبنا الثقافة التي نتمكن بها من التعامل مع التراث وتحديد الكتب المعتبرة والضوابط التي يحدد بها السليم من غير السليم. فلا داعي لكون الإنسان حوزويا أو متخصصا أو فقيها، فقط معرفة الضوابط التي يتبعها أهل العلم.

لو عرفنا هذا لاستغنينا عن الكثير من الجدالات والمنازلات التي تأخذ جانب الحدية والتعامل الحساس والمتوتر، وأدعو الإخوان والأخوات الشباب إلى توفير هذه المعرفة والبحث عن الضوابط التي يتمكن الإنسان على أساسها من القبول أو الرفض.

__________________
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين

الكشاف غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطريق الأفضل لوضع حمرة الخدود تراتيل القران ركن العناية بالجسم والتجميل 2 11-10-11 11:04 PM
Bio Disk القرص الحيوي مدون حر المنتدى التعليمي 4 10-10-07 11:55 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 02:03 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited