بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائمهم وفرج عنا بحقهم ياكريم
السلام عليك ياعلم الهدى السلام عليك يانور أبصار الورى ورحمة الله وبركاته
قصص بعض العلماء مع مسجد جمكران
ننقل هنا مجموعة من القصص والحوادث التي تروى عن جمعٍ من علمائنا رضوان الله تعالى عليهم، والتي وإن كانت تبرز رأيهم في مسجد جمكران، واعتقادهم بحرمة وقدسية هذا المسجد، إلا أنه بما أنها جاءت على شكل حادثة وواقعة يُستشف ويُستظهر منها رأيهم،
آية اللّه العظمى الكلبايكاني يزور مسجد جمكران
من المعروف عن علمائنا أنهم كانوا يكتبون رسائل (عرائض) إلى الإمام المهدي(عجل الله فرجه ) ، في الظروف الحرجة، وعند تعرضهم إلى مشاكل صعبة وعويصة، طالبين منه العون. وكان من هؤلاء العلماء آية اللّه العظمى السيد محمد رضا الگلپايگاني حيث كان يكتب العريضة، ويغلفها بالطين، ثم يذهب بها إلى مسجد جمكران. ونقل البعض أن سماحته كان يرفق عريضته بوردة، ثم يتوجه إلى مسجد جمكران حيث كان يولي عناية خاصة بالمسجد، وعن هذا الطريق كان يستمد العون من الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه ).
يقول حجة الإسلام والمسلمين السيد الأبطحي:
في السنة الأخيرة من الحرب المفروضة على إيران من قبل النظام البعثي في العراق، وأثناء القصف العراقي للمدنيين العزّل، كان الناس يلجأون إلى القرى والقصبات المحيطة بمدينة قم، فكان بعضهم يلجأ إلى قرية جمكران ومسجدها.
وفي أحد الأيام زار آية اللّه العظمى السيد محمد رضا الگلپايگاني وبرفقة عدد من الفضلاء والأقارب مسجد جمكران، طلباً للحاجة والدعاء، من أجل رفع البلايا والشدائد عن المسلمين عموماً ومسلمي إيران خصوصاً، وكان السيد الگلپايگاني قد كتب عريضة وسلّمها لي لأجري عليها بعض الأعمال من قبيل تغليفها بالطين، وقراءة بعض الأدعية عليها، ورميها في الماء.
وفي اليوم التالي جاء أحد المؤمنين الصالحين الفضلاء إلى المنزل، وقال: لقد رأيت رؤياً لم أفهم تعبيرها، فقررت عرضها عليكم:
رأيت شخصاً قال لي: قل للسيد [الگلپايگاني] إن الإمام سيلبي طلبك بعد ثلاثة أيام...
كنا في اليوم الثالث في انتظار النتيجة، حيث إن القوات العراقية أوقفت إطلاق النار، وخمدت جذوة المعارك، ثم توقفت الحرب نهائياً.
ويذكر حجة الإسلام والمسلمين السيد الأبطحي كرامة أخرى عن مسجد جمكران، حصل عليها آية اللّه العظمى السيد محمد رضا الگلپايگاني إثر كتابته عريضة للإمام المهدي(عجل الله فرجه ) ، حيث حصل بعد يومين على النتيجة المطلوبة.
حديث آية الله العظمى اللنكراني حول مسجد جمكران
يذكر سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنكراني بأن المرحوم والده كان كثير الاعتقاد بفضيلة مسجد جمكران، ويقول: قبل مجيئي إلى مدينة قم، رأيت في المنام وكأني في مسجد جمكران، وكان في وسط المسجد خزان مياه يعلوه سقف يرتفع متراً واحداً عن صحن المسجد، وقد وضع على سقف الخزّان منبر جلس عليه الشيخ الطوسي وقد اكتظ أعلى سقف الخزان وصحن المسجد بطلبة العلوم الدينية.
فقصصت الرؤيا على والدي، فأجابني بأن تعبير رؤياي هو مجيء شخصية علمية مرموقة إلى مدينة قم، يجتمع حولها طلبة العلوم الدينية، ويرتفع شأن الحوزة العلمية هناك. ولم يمضِ وقت طويل حتى نزل آية الله العظمى السيد البروجردي مدينة قم.
وقد يكون تعبير وجود الشيخ الطوسي في مسجد جمكران أن مرجعية السيد البروجردي كانت من ألطاف الإمام المهدي(عجل الله فرجه ) به، والمعروف أن المرحوم السيد البروجردي كان كثير الاحترام والتبجيل لشخصية الشيخ الطوسي ومؤلفاته، وكان يعتبر أقواله الواردة في كتابي المبسوط والخلاف أنها أشبه بأقوال الأئمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
يقول آية اللّه العظمى الشيخ فاضل اللنكراني كلّما كانت تعرض مشكلة لسماحة آية اللّه العظمى السيد البروجردي كان المرحوم والدي - الذي عُرف بحبّه للإمام وولعه الخاص بمسجد جمكران - يشير عليه بإهداء ذبيحة لمسجد جمكران كي تُزال المشكلة.
آية اللّه حجّت ومسجد جمكران
في عام 1373هـ كانت مدينة قم قد تعرضت إلى جفاف وجدب، فانتدب آية الله السيد محمد حجت الكوه كمري أربعين شخصاً من فضلاء الحوزة العلمية في قم المقدسة للذهاب إلى مسجد جمكران، وقراءة زيارة عاشوراء والدعاء بعد أداء صلاة صاحب الزمان (عجل الله فرجه )، لعلّ اللّه جلّ وعلا يُنزل الغيث ببركته ، وبعد أداء الأعمال والصلاة والزيارة، توجه هؤلاء الفضلاء عائدين إلى مدينة قم المقدسة، ولدى عودتهم هطلت أمطار غزيرة، حتى أنهم عند وصولهم إلى منزل السيد حجت الكوه كمري، كانت قد ابتلت ملابسهم وعمائمهم تماماً، بحيث كان الماء يسيل منها عند عصرها
أيضاً مع آية اللّه حجّت
كان المرحوم آية الله السيد محمد حجت الكوه كمري قد أدرك نهاية أحد الأشهر، أنه لا يتمكن من دفع مرتبات طلبة الحوزة العلمية بداية الشهر المقبل - كما جرت العادة - فطلب من الخادم أن يهيء له وسيلة نقل للذهاب إلى مسجد جمكران، وبعد وصوله المسجد، وإقامته الصلاة والدعاء، خاطب الإمام المنتظر (غياث المضطر المستجير، وعون المؤمنين) قائلاً: "إن الحوزة العلمية هي حوزتكم، وطلبتها جنودكم. احفظ لنا كرامتنا، التي هي كرامتكم، ومنّ علينا بالمال اللازم لنتمكن من دفع المرتبات". ولدى عودة السيد إلى المنزل بادره الخادم قائلاً: إن شخصين ينتظرانه في المنزل، ويبدو أنهما يحملان بعض الأموال الشرعية، لتسليمها لكم.
وفعلاً قام الشخصان بتسليم سماحته أموالاً شرعية من الحقوق، فاستلمها السيد منهما، وعدها فكانت تكفي تماماً لدفع المرتبات.
آية اللّه العظمى السيد الخوانساري يتوجه إلى جمكران مشياً على الأقدام
من بين كبار الشخصيات الذين كانوا يولون اهتماماً بالغاً لمسجد جمكران هو سماحة آية اللّه العظمى السيد محمد تقي الخوانساري (المتوفى عام 1372 هـ) حيث كان يتوجه إلى هذا المسجد المقدس مشياً على الأقدام بصحبة آية اللّه العظمى الشيخ محمد علي الأراكي (المتوفى عام 141٥ هـ).
آية اللّه العظمى الشيخ عبدالكريم الحائري والرواتب
قال سماحة آية اللّه العظمى المرحوم الحاج الشيخ محمد علي الأراكي طاب ثراه في صلاة الجمعة بقم: حينما أشرف الشهر على الانتهاء ذهب العالم الربّاني الحاج الشيخ محمد تقي البافقي إلى سماحة آية اللّه العظمى الشيخ عبدالكريم الحائري (المتوفى عام 13٥٥هـ) مستفسراً عن رواتب طلبة الحوزة العلمية، فأجابه المرحوم الحائري قائلاً: ليس لدينا سوى التوكل على اللّه، فتوجه الشيخ البافقي إلى مسجد جمكران للدعاء هناك وبفضل ألطاف الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه ) زالت مشكلة الرواتب تلك
الشيخ عبد الكريم الحائري وشهرية الطلاب
حدثني أستاذي المعظّم آية الله السيد محمد علي المروج الجزائري حفظه الله ورعاه ووفقني لخدمته، نقلاً عن السيد اليثربي سبط الشيخ جبل عاملي، وهو من حواريي آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة، نقلاً عن جده، قال: في أحد الأشهر لم يكن بإمكان الشيخ عبد الكريم الحائري أن يدفع الشهرية لطلاب الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، والبالغ قيمتها آنذاك خمسة آلاف تومان - بمعدل خمسة تومانات للطالب الواحد -، فلم يصل إليه شيء من الحقوق، فتعسّر الأمر على الشيخ، فأمر الشيخ الحائري بعض الفضلاء والطلبة أن يذهبوا لمسجد جمكران لحل المشكلة، فذهبوا ليلة الجمعة وباتوا تلك الليلة في المسجد داعين ومتوسلين بالإمام الحجة حتى السحر.
يقول الشيخ جبل عاملي: فتشرفنا بخدمة إمام الزمان (عجل الله فرجه ) فقال لنا: (حاج شيخ جبل عاملي، به شيخ عبد الكريم بگو: روز شنبه مياد كسي پنج هزار تومان به شما ميده خاطرتان جمع باشه شهريه ها ميرسه)، وأمره بإقامة مأتم في مسجد بالاسر (فوق الرأس) من حرم السيدة المعصومة ، ويكون بذكر "مصيبة عمي علي الأصغر".
يقول الشيخ جبل عاملي: في تلك اللحظة تعجبت كيف أن الإمام قال: قل للشيخ عبد الكريم ولم يقل: قل للحاج الشيخ عبد الكريم، في الوقت الذي قال لي: حاج شيخ جبل عاملي!!!
وبعد انتهاء التوسل والدعاء والعبادة وصلاة الصبح، رجعنا إلى مدينة قم المقدسة، وأخبرنا الشيخ الحائري بما جرى.
في يوم السبت جاء أحد التجار من طهران، وأعطى مبلغاً من الحقوق بمقدار خمسة آلاف تومان - لا أقل ولا أكثر - لجناب الشيخ، ومنها أعطى الشيخ الشهرية للطلاب.
ثم قلت للشيخ الحائري: لقد تعجبت من وصف الإمام لي بالحاج، في الوقت الذي قال عنكم: الشيخ عبد الكريم، دون أن يقول الحاج.
فقال لي الشيخ عبد الكريم الحائري: أنا ذهبت إلى الحج، لكن كانت تلك الحجة بالنيابة عن الغير، لا عن نفسي.
آية الله الشيخ محمد تقي البافقي وعباءات الطلاب
نقل آية الله العظمى الشيخ محمد علي الأراكي في كتابه "كنز المثقفين" عن أحد العلماء الأعلام الحكاية التالية:
كان المرحوم آية الله الشيخ محمد تقي البافقي موزعاً للرواتب الشهرية على طلاب الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، أيام آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري، وفي أحد الأيام اجتمع طلاب الحوزة العلمية في ساحة المدرسة، وطالبوا الشيخ الحائري بعباءات شتوية، وكان عددهم يربو على أربعمائة طالب. فاستدعى الشيخ الحائري الشيخ البافقي، وقال له: كيف نحل هذه المشكلة؟ ومن أين لنا بأربعمائة عباءة؟
فقال الشيخ البافقي: نأخذها من الحجة المنتظر (عجل الله فرجه )
فقال الشيخ الحائري: كيف يمكنني الوصول إليه، والسؤال عن ذلك؟
فقال الشيخ البافقي: أنا أقول لصاحب الزمان إن شاء الله. ثم ذهب الشيخ البافقي ليلة الجمعة إلى مسجد جمكران، وصار في خدمة الحجة بن الحسن(عجل الله فرجه ) وتشرف بلقياه، وشرح له الحكاية، ثم رجع يوم الجمعة، وقال للشيخ الحائري: بأن صاحب الزمان (عجل الله فرجه ) وعد بتدبير الأمر إن شاء الله.
وفي يوم السبت شاهدوا أحد تجار طهران وقد جاء بعربة محملة بأربعمائة عباءة، ووزعها على طلاب الحوزة العلمية في قم!