السوق تترقب نتائج "سابك" و"الاتصالات السعودية" و"الراجحي"
رغم البداية الحذرة.. المضاربة تسيطر على الأسهم والمؤشر يحافظ على مكاسبه
راشد محمد الفوزان - - - 20/12/1426هـ
عادت سوق الأسهم السعودية بعد إجازة عيد الأضحى المبارك ببداية مرتفعة مع أول يوم للتداول, وهو يوم الإثنين وسجلت ارتفاعات وفجوات سعرية منذ البداية, وكانت السوق بصورة عامة إيجابية يدعمها تعطش الجميع بعد إجازة مطولة وتعطش كبير للمضاربات والسوق, فكان يوم الإثنين قد سجل بعض النسب العليا في شركات: أنابيب, فيبكو, الشرقية الزراعية, الجوف الزراعية, حائل الزراعية, وغيرها, ولم يكن هناك أي هبوط للشركات إلا بالنسب العادية وغير المؤثرة, ورغم هذا الارتفاع في الشركات والنسب العليا في الشركات الزراعية وبعض الصناعية, إلا أن المؤشر العام هبط بما يقارب 35 نقطة وأغلق عند مستوى 17.640 نقطة تقريبا.
وما أود التركيز عليه اليوم في تحليلنا, هو أن المضاربة أصبحت السمة الطاغية على السوق, فأصبحت الشركات الزراعية وبعض الشركات في القطاعين الصناعي والخدماتي, هي المسيطرة على السوق في التداول, ونلحظ التداول بملايين الأسهم حتى أنها تفوق عدد الأسهم المصدرة لرأس المال, وهذا يؤكد نوعية المضاربة وزخمها واستمرارها بقوة كبيرة جدا على السوق. أصبحت استراتيجية السوق معطيات حالية أمامنا الآن, ليس إلى أين يتجه المؤشر العام, أو أن نعرف "سابك" و"الاتصالات" متى تتحركان؟ أصبح هناك ملل من الكثير من الأسهم القيادية والاستثمارية, لأنها لا تتفاعل سعريا إلا بخبر جوهري وأساسي لها, كأرباح أو رفع رأسمال أو شراكات وغيرها. أصبحت أسهم المؤشر العام غير مغرية للمضاربين والمتعاملين اليوميين في السوق, وأصبحت السوق سوق مضاربين بكل وضوح, ونحن هنا لا نتحدث عما هو صحيح أو خطأ فموقعه مكان آخر, ولكن نتحدث عن تحليل يومي وأسبوعي للسوق, ورغم أن الارتفاع في الأسعار في معظم الشركات هو لشركات صغيرة وخاسرة, لكنها حققت أكبر الأرباح للمضاربين وبنسب عالية قد تصل أسبوعيا إلى ما لا يقل عن 20 في المائة, ومثال ذلك "الشرقية الزراعية", "الجوف الزراعية" و"بيشة" (قائد الارتفاعات ), "ثمار", وغيرها من الشركات, إذاً في السوق أصبح التركيز على الشركات الأصغر كأسهم ورساميل, لقدرة المضاربين للسيطرة على الشركات وقيادة الأسعار كيفما يشاءون بالنظام والقانون واللوائح, لأن لو كانت هناك مخالفة لما حصلت من ارتفاعات للأسعار لتدخلت هيئة سوق المال, لكن ما ظلت الأسعار ترتفع ومنذ أشهر فهي قانونية التداول والمضاربة, وهذا يعزز الاستمرار في المضاربات, وبالنسبة للأسعار الآن فيتحدث الكثير عن أرقام من أربع خانات للأسهم الخاسرة والمضاربة, فما الذي يمنع؟ في ظل قوة الاقتصاد والحجم الهائل والكبير من السيولة لا تجد منافذ للاستثمار فيها, وإن وجدت هل تقارن بالسوق وما يتم تحقيقه في أسبوع واحد؟ بالطبع لا يوجد, وإن وجدت فهي أرقام ونسب ضئيلة لا يعتد بها, وحين نجد الأغلبية من المتداولين ومع ارتفاع مستوى الوعي يتملكون في هذه الشركات الصغيرة والمضاربة فهم يحمون سهم الشركات من أي سقوط أو هاوية قد يهوي بها وهذا مهم, فتتعزز الثقة بالسوق وسهم الشركة, إذ وضعية السوق في النهاية مغرية كمضاربة, جاذبة لثقة المتداولين بالسهم ومضارب السهم, عدم وجود مخاوف لديهم لعدم وجود منافس لسوق الأسهم, فلا العقار الآن مغر في ظل التلاعب بالمساهمات والتأجيل والمشاكل التي لا تنتهي في القطاع العقاري, إذاً ما المهدد للسوق؟ المهدد لتهدئة السوق في تقديري شيء واحد لا غير, وهو إدراج مزيد من الشركات لامتصاص السيولة ووسيلة الضغط الكبرى المتاحة الآن, ولكن هذا يحتاج إلى سنوات, فيما لو قدرنا أن مستويات إدراج شركات جديدة أو اكتتابات أنها لن تتعدى 12 شركة في السنة على أكثر تقدير, والسوق وسيولة السوق مستعدة لاستيعاب كل ذلك.
في نهاية القراءة للأسبوع الماضي تتضح استراتيجية المضاربة الجديدة المتبعة, وتهميش أسهم المؤشر وتحريكها خلال فترات متباعدة ويجب أن تكون بمحفزات أساسية كما ذكرنا سابقا, فهي أسهم صناديق بنكية ومستثمرون في الغالب وهم غير مستعدين للمضاربة أو البيع في هذه الأسعار على الأقل في الفترة الحالية, وهنا لا تعني قراءتنا أننا نؤكد أن ما يحدث هو الصحيح أو يجب أن نتبعه, ولكن للتوضيح أن المضاربة هي الطاغية ولا تخلو من المخاطر الجسيمة فيما لو حدث أي تصحيح كبير في السوق قد يحدث في أي وقت, وهو مستبعد في تقديري على أي حال ووفق المؤشرات والمعطيات للاقتصاد والتحليل لسوق الأسهم. وأن تحقيق الأرباح الكبيرة في الشركات الصغيرة والمضاربة هو المسيطرة على السوق, وهذا هو منطق السوق الحالية الذي وثق الثقة بالسوق لدى الأغلبية من المتعاملين في السوق.
الأسبوع المقبل
سيكون من شبه المؤكد إعلان نتائج الشركات الكبرى القائدة لأرباحها السنوية والخاصة بعام 2005 م, ولعل الأهمية الكبرى هي لشركة سابك التي يتوقع أن تحقق أرباحا تلامس 20 مليارا مقارنة بالأرباع الثلاثة, وهي أرباح قياسية ونتائج لا نظير لها, فهي تعني أن الشركة حققت أرباحا تعادل رأسمالها, وإن تجاوزت الـ 20 مليارا, فهي سابقة كبرى تحقق للشركات السعودية لم تحققه أي شركة أخرى, ولكن في حال تحقيق هذه الأرقام وهي إيجابية للسوق قد يعكس صناع السوق السعر بالتراجع بالرغم من كل هذه الإيجابية, لكي يمكن لهم أن يحققوا التوقيت المناسب لارتفاع السهم, وحتى وإن كانت الأرباح أقل 20 مليارا فهي إيجابية كبرى, فهي ستعني تحقيق أرباح 90 و95 في المائة, وتظل إيجابية.
أما شركة الاتصالات التي سنرى ما هو تأثير المنافس الجديد في نمو إيرادات الشركة وأرباحها, فإن ظلت أرباحها بمستويات عام 2004 أو بارتفاع 10 وحتى 20 في المائة ستظل ليست بالمستوى المأمول والمتوقع. ولكن يجب على متابعي السهم, أن يجدوا المبرر للسهم, فهي منطقية النمو في ظل منافسة مزود جديد للجوال, وأسعار تنافسية مستمرة, ويظل السهم من أفضل الأسهم الاستثمارية التي توزع أرباحا كبرى ومميزة, وما زالت الشركة تدرس شراكات أو دخول أسواق جديدة, ومتى تم ذلك سيعني الشيء الكثير لشركة الاتصالات على المدى الطويل, شركة الكهرباء لا يتوقع أن تحقق أي شيء استثنائي عدا نسب نمو لا تتجاوز 10 في المائة في أفضل الأحوال, ولعل الأهمية تتركز في القطاع البنكي على شركة الراجحي التي يتوقع أن تسجل أرباحا هي الأعلى في تاريخ البنوك السعودية والأعلى كنسبة ارتفاع بما ينعكس على السهم مباشرة ومستقبلا.
أيضا سيكون هناك تأثير إعلان دخول شركة ينساب التي لم يحدد تاريخ دخولها وقد يعلن في أي وقت, وهذا سيكون له تأثير في الاستعداد للكثير من المتعاملين لدخول هذا السهم كمضاربات وتحقيق أرباح رأسمالية والاستفادة من عدم معرفة القاعدة السعرية للسهم, أيضا سيكون هناك استمرار زخم المضاربة على الشركات في السوق وستتركز كثيرا في القطاع الزراعي الأكثر ارتفاعا وتذبذبا, والشركات المتوسطة في القطاع الصناعي كما لا حظنا في الأسبوع المنتهي, وأيضا قطاع الخدمات الذي كان أكثر هدوءا الأسبوع المنتهي. وهي السمة الغالبة على السوق الآن بصورة كبيرة والمفضلة للكثير من المتداولين, فأصبحت أسهم الاستثمار والقيادية للصناديق والمستثمرين المتحفظين, ولكن يظل الاستثمار هو الخيار الرابح دائما والأكثر أمانا مهما طال زمنها.
التحليل الفني
نلاحظ من خلال الرسم البياني أن المؤشر العام يقترب من اختراق المتوسط المتحرك "14" يوما, وفي حال اختراق المتوسط المتحرك مع مؤشر SAR فهي ستكون علامة دخول لمنطقة أكثر حذرا وترقبا مع أي ارتفاعات جديدة, ولكن بصفة عامة للمؤشر العام نستطيع أن نستخلص من القراءة الفنية له أن مستويات التذبذب للمؤشر العام ستكون في السمة القادمة للأسبوع المقبل, ولا ننسى تأثير إعلان "سابك" ونتائجها المالية وما يتوقع منها, سيكون عاملا مهما في التأثير في السوق والمؤشر العام, ولكن لا نرى أي مؤشرات كبيرة تشير إلى الانخفاض الكبير كما يردد.
نقطة الدعم الأولى للسوق هي عند مستويات 17.766 نقطة, والدعم الثاني 17.383 نقطة, والمقاومة 17.766, فمتى اخترق المقاومة الأولى سيكون مؤشرا قويا للتوجه نحو 17880 نقطة, ولكن يتوقع أن يكو المؤشر بين هذين المستويين حتى يظهر ما يغير اتجاه السوق من خلال نتائج "سابك" و"الاتصالات".
مؤشر RSI ما زال متجاوزا 70 وهي مؤشرات جيدة ومميزة لقوة السوق النسبية, ولم تصل لمرحلة التشبع أو النسبة التي تحتاج معها السوق إلى التراجع أو الانخفاض, حيث السمة الثابتة من خلال المؤشرات هي التذبذب المستمر, وهي المفضلة للمضاربين من أن تكون هناك ارتفاعات مستمرة.