وفاته:
ولم يمهل القدر سيد قريش ورئيس مكة ـ الذي ساد بشرفه لا بماله ـ فمات في الساب
ع من رمضان سنة
عشرة للب
عثة النبوية الشريفة و
عمره آنذاك ست وثمانون سنة ـ وقيل تس
عون سنة ـ، ن
عم مات المربي والكافل والناصر، فيا لها من خسارة جسيمة ونكبة
عظيمة، و يالها من أيام محزنة يفتقد ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) فيها سنده القوي وملجأه الأمين من
عتاد قريش.
وحينما أ
علم النبيّ(صلى الله غلية وآله وسلم) بذلك، قال لابنه:‹‹ إمضي يا
علي فتولّ غسله وتكفينه وتحنيطه، فإذا رف
عته
على سريره فا
علمني››. فف
عل ذلك، فلما رف
عه
على السرير ا
عترضه النبيّ(صلى الله
عليه وآله وسلم) وقال:‹‹ وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا
عم، فلقد ربيت وكفلت صغيراً، ووازرت ونصرت كبيراً››،ثمّ أقبل
على الناس وقال:‹‹ أنا والله لأشف
عنّ ل
عمي شفا
عة ي
عجب لها أهل الثقلين››.
عام الحزن:
وتكالبت قريش ونالت من رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) بغيتها وأصابته ب
عظيم الاذى ب
عد فقد الحارس الامين والناصر لدين الله سيد البطحاء
ابو طالب(رضوان الله
عليه)، فقال صلى اله
عليه وآله وسلم): ‹‹لأسر
ع ما وجدنا فقدك يا
عم…›› .
وتوالت الاحزان والآلام
على النبي الأكرم ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) فتموت خديجة ب
عد ثلاثة أيام؛ سكنه الامين وسا
عده الاخر التي تطمئنه وتصبّره وتقاسِمه الآلام والمحن، فيالها من صدمة
عاطفية جسيمة وخسارة م
عنويّة
عظيمة، ويالها من أيام مُحزنة يفتقد فيها ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) سا
عداه اللذان بهما نبتت بذرة الشري
عة الإسلامية وانتصب كيانها، ف
عبّر
عن ذلك بقوله:‹‹ اجتم
عت
على هذه الامّة في هذه الايام مصيبتان لا ادري بأيهما أنا أشدّ جز
عاً››.
كفالة أبي طالب للنبىّ (ص) :
مات
عبد الله بن
عبد المطلب والنبيّ(صلى الله
عليه وآله وسلم) حمل في بطن أمه، وحينما ولد (صلى الله
عليه وآله وسلم) تكفلة جدّه
عبد المطلب واسمه (شيبة الحمد) بن هاشم، ولما حضرة ال
وفاة عبد المطلب أوصى ولده أبا
طالب بحفظ رسول الله(صلى الله
عليه وآله وسلم) وحياطته وكفالته وكان
عمره(صلى الله
عليه وآله وسلم) ثماني سنين.ولم يكن أبو
طالب أكبر إخوته سناً، ولا أكثرهم مالاً، ولكن
عبد المطلب اختاره لما توسّمه فيه من الر
عاية الكافية لرسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم)، ولأنه كان
على فقره أنبل اخوته، وأكرمهم، وأ
عظمهم مكانة في قريش واجلّهم قدراً. فكفله أبو
طالب وقام بر
عايته أحسن قيام. وكان أبو
طالب يحبّ النبيّ(صلى الله
عليه وآله وسلم) حبا شديداً، وفي ب
عض الاحيان إذا رأى النبيّ(صلى الله
عليه وآله وسلم) يبكي ويقول: إذا رأيته ذكرت أخي
عبد الله، وكان
عبد الله أخاه لأبويه. كما كان يفضله
على أولاده ويحافظ
عليه، وكان لا ينام إلا إلى جنبه، ولا يخرج إلا م
عه محافظة
عليه، وكان يخصّه بالط
عام، وكذلك كانت زوجته فاطمة بنت أسد، فيصبح رسول اله(صلى الله
عليه وآله وسلم) كحيلاً دهيناً بينما أولادها رمصاً ش
عثاً.
واستسقى أبو
طالب بالنبيّ(صلى الله
عليه وآله وسلم) وهو صغير، فأقبل السحاب من هنا وهناك وأغدق فأخصبت الارض. وفي ذلك يقول أبو
طالب:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى
عصمة للأرامل
وب
عد ما ب
عث النبيّ رحمة لل
عالمين كان أبو
طالب هو الناصر الوحيد لرسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) والمحامي
عنه والمُـتحَمّـلُ ل
عظيم الأذى من قومه في سبيله والباذل أقصى جهده في نصرته فلم يصل لرسول الله(صلى الله
عليه وآله وسلم) من قومه سوء مدّة حياة أبي
طالب.
حصار كفار قريش لبني هاشم في شعب أبي طالب:
ما أمر الله سبحانه وت
عالى رسوله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) أن يصد
ع بما أمر، ويظهر دين الله
على رؤوس الاشهاد … ذكر( صلى الله
عليه وآله وسلم ) آلهة قريش و
عابها، و
عظم ذلك
على قريش وأجم
عوا
على
عداوته وخلافه وأرادوا به السوء، فلم يتمكنوا من ذلك وسيد البطحاء ورئيس مكة حصنه وملاذه والمداف
ع عنه، ف
عند ذلك تنابذ القوم وثارت الاحقاد ونادى ب
عظهم ب
عضاً فوثبت كل قبيلة
على من فيها من المسلمين ت
عذبهم وتفتنهم
عن دينهم الجديد، وهمّت قريش بقتل رسول الله وأجم
ع ملأها
على ذلك، وبلغ ذلك أبا
طالب، فقال: