بسم الله الرحمن الرحيم
المرجع المدرسي في كلمة له لخطباء المنبر الحسيني: الخطيب هو سيف العلماء ضد الظلم.
بدعوة من مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى المدرسي في كربلاء المقدسة قام خطباء المنبر الحسيني بحضور إجتماع إستمعوا فيه إلى كلمة لسماحة السيد المرجع دام ظله حيث ألقى من خلالها أهم الوصايا للخطيب قبيل حلول شهر محرم الحرام.
وقد جاء في وصايا سماحته لخطباء المنبر الحسيني:
1_ضرورة الرجوع إلى القرآن الكريم وإرجاع الناس إليه، فلقد كان خُلُق الامام الحسين عليه السلام القرآن و كان القرآن عمله، والإمام الحسين عليه السلام هو الذي طبق القران الكريم تطبيقاً خارجيا حرفاُ بحرف وكلمة بكلمة، فلم يفارقه ابداً، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( اني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
واذا تحول مجتمعنا إلى مجتمع قرآني فان الامة سوف تكون بخير أمام جميع الضغوط والمنعطفات.
2_ضرورة الرجوع إلى أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام، عبر كلماتهم المضيئة ، فقد كانت كلماتهم مناهج للحياة السعيدة، وفي كل كلمة من كلماتهم نجد منهجاً متكاملاً. و إرجاع الناس الى تراثهم عبر سيرتهم العطرة، حيث يجب على كل موالي أن يجعلها نصب عينيه كي يتسنى له إتباعها على قدر المستطاع.
وتوجيه الناس إلى أخلاق أصحاب أهل البيت عليهم السلام ، حيث إنّ من المستصعب أن يكون الفرد كالامام والمعصوم، ولكن كونه كأحد صحابة الامام قد يكون أسهل، فاصحاب الامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام كانوا خير صحابة وقد شهد لهم الامام الحسين عليه السلام بذلك ، فذاك حبيب بن مظاهر الذي كان يختم القران في ليلة و ذلك مسلم بن عوسجة و ذاك مسلم بن عقيل وهكذا فان كل صحابي من أصحاب الامام الحسين عليه السلام يمثل قدوة يجب أن تُتَّبع في الحياة.
3_اوصى سماحته الخطباء بأن يحرضوا الناس على تفعيل دور الهيئات الحسينية و تحويلها من مواكب محرمية وصفرية فقط الى مؤسسات ثقافية وخدمية طوال العام، عبر تأسيس حلقات لدراسة القران الكريم و التعرف على سيرة اهل البيت والتفقه في الدين، هذا من جهة و من جهة اخرى العمل لبناء المشاريع التعليمية والثقافية والخدمية المدارس والمعاهد والحوزات والمستوصفات والمستشفيات كي يتحول المجتمع الى مجتمع فاعل في خط الامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام.
4_و في نهاية الحديث أكد سماحة المرجع على ان الخطباء هم سيوف العلماء ، فلذلك على الخطيب ان لا يداهن الظلم لأن الحسين عليه السلام لم يداهن الظلم وقال قولته : ومثلي لا يبايع مثله.
كما أنّ على الخطيب أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بكل قوة وشجاعة كما فعل مولانا الحسين عليه السلام.
و على الخطيب ايضاً أنْ يطبق كل عمل يوصي به من على المنبر متأسياً باخلاق اهل البيت عليهم السلام و الخطباء السابقين رحمهم الله.
وأخيراً على الخطيب أنْ يخلص نيته لله تبارك وتعالى عازماً على الأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام كي يُسجَّل في عداد الخطباء الحسينيين إن شاء الله.
هذا وقد حضر الكلمة أكثر من ثلاثمائة خطيب من خطباء المنبر الحسيني الذين استمعوا لتوجيهات المرجعية الدينية قبل توجههم إلى المناطق المختلفة لأداء مهمة التبليغ الديني في مواسم الإمام الحسين عليه السلام في شهري محرم وصفر.