أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
كما للرجل دوره الكبير في عصر الظهور المبارك .. كذلك للمرأة دورها الذي يعادل دور الرجل
هنا مجموعة من الأسئلة كلها تتمحور في محور واحد:
الأول: ما هي الواجبات الملقاة على عاتقنا، وما هو دورنا كنساء وموظفات ومعلّمات؟
وكيف نتهيأ في هذا الزمان لظهور الإمام عجل الله فرجه الشريف.
الثاني: ما هو دور المرأة المؤمنة في عصر الظهور؟
الثالث: هل هناك من النساء مع الإمام المهدي عليه السلام ؟
الرابع: ماذا على المكلف أن يقوم به لتعجيل فرجه عليه السلام؟
الخامس: كيف تتهيأ المرأة لعصر الظهور؟
السادس: هل تستطيع المرأة في زمن الظهور اللقاء معه عجل الله فرجه الشريف؟
السابع: هل صحيح أنّ الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يقتل على يد امرأة
وما هي مواصفاتها واسمها وأين تظهر؟
مجموع الأسئلة تتحدث بشكل عام عن دور المرأة قبل الظهور وبعد الظهور، والإسلام يرى أنّ المرأة قد وجّه إليها التكليف بمقدار ما وجّه إلى الرجل، عندما يقول تعالى: (إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً)(12) الكل يعلم أنّ الله خلق اثنين ـ لم يخلق واحداً ـ خلق آدم وحوّاء، التكامل الإنساني بين الطرفين، لكن الخطاب عندما يوجّه إلى آدم، وهذا خطاب التغليب ـ كما تعلمون ـ يوجّه إلى طرف مع أنه يقصد الطرفين.
وأمّا التغليب الذي صار في هذه المحادثات الربانيّة، فهو لشدّة العلقة بين حوّاء المرأة وبين آدم الرجل حتّى صارا شيئاً واحداً في الخطاب، فلو قرأنا القرآن الكريم نجد تكاليف الصلاة وتكاليف الصيام تكاليف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا توجد عندنا تكاليف قرآنية موجهة إلى الرجل وحده أو تكاليف قرآنية موجهة إلى المرأة، فمثلاً )وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيل)(13)، كلمة: (من) لم يقصد بها الرجل ولم يقصد بها المرأة، ولذلك كان الخطاب )يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (لم يقصد به الرجل وإنّما المقصود به خطاب التكليف للذين آمنوا، أي الذين تكونوا من رجل وامرأة.
أقصد من هذا التصور أنّ الرؤية القرآنية والإسلامية للمرأة بمنزلة الرجل بمستوى واحد، ولا يفرّق القرآن ولن تفرّق سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام بين الرجل والمرأة إلاّ عندما تتميّز الخلقة، في باب تميّز الخلقة والتكوين، ليس في التشريع.
أمّا التشريعات الخاصة بالمرأة، فإنّما جاءت نتيجة التميز التكويني للمرأة، فمثلاً عندما أسقط الله تعالى الجهاد عن المرأة وأوجبه على الرجل في زمن من الأزمنة عندما كانت الحرب تعتمد على استخدام العضلات، فإنما كان السبب هو أنّ التكوين الفسلجي للمرأة لا يستطيع أن يوفّر هذا التكليف، وكذلك عندما الله سبحانه وتعالى أسقط تكاليف معيّنة عن الرجل وأوجبها على المرأة، فذلك لأنه فاقد القدرة التكوينيّة أو لهذه التغيرات التكوينية لأداء ذلك التكليف.
أمّا بالنسبة للمرأة في عصر التهيئة للظهور، فدورها نفس الدور، عندما نتحدّث ويكون الخطاب للتذكير وليس التأنيث لكن لم يقصد به التذكير بما هو تذكير، وإنّما المقصود به المكلف الذي يتكون من رجل ومرأة، ولذلك دور المرأة في عصر الغيبة وفي عصر التمهيد للظهور هو نفس دور الرجل وبنفس القوّة وبنفس الحساسيّة وبنفس التكليف، وعندما نتحدث مع المجتمع بهذا الأسلوب فسوف تعلم المرأة كيف تؤدي وظيفتها كما أن الرجل يعلم من خلال التكاليف الشرعية كيف يؤدي وظيفته، وهكذا بالنسبة لما بعد الظهور.
والحقيقة أن دور المرأة التغييري يتبين إذا عرفنا أن دور حركة الإمام ليست قتالاً بمعنى القتل والقتال فقط، وإنّما لتغيير الإنسان، سوف نعرف أن الدور واحد للرجل والمرأة.
وكما كان في بداية الدعوة النبوية للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم تسليما دور للمرأة فسيكون في اخر الزمان دور للنساء في قضية المصلح الامام المهدي عليه السلام ( يستأنف الداعي منا دعاء جديدا، كما دعا إليه رسول الله (ص) )فهناك دور مهم للنساء في مرحلة الظهور المقدس وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي (ص) قال : ( ينزل عيسى بن مريم على ثمان مائة رجل واربعمائة امراة اخيار من على الارض واصلحاء من مضى ) معجم احاديث المهدي ص 534 وعن المفضل بن عمر قال : سمعت ابا عبد الله (ع)يقول : (يكرّ مع القائم (عليه السلام) ثلاثة عشر امرأة . قلت: وما يصنع بهنّ؟ قال: يداوين الجرحى ويقمن على المرضى، كما كان مع رسول الله
وعن الامام الباقر (ع) قال : (... ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، يتبع بعضهم بعضا، وهي الآية التي قال الله " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير)بحار الانوار ج52ص223
وأمّا أن امرأة سوف تقتل الإمام ، هذه خرافة لم نجدها في كتب أصحابنا أو كتب غيرهم، وهناك بحث هو أن الإمام عجل الله فرجه الشريف هل يقتل أو يموت ميتة طبيعية ، توجد روايات عندنا أنّه يقتل، لكن عندنا روايات أيضاً يموت ميتة طبيعيّة
أضواء على دولة الإمام المهدي
بقلم
السيد ياسين الموسوي