في تقرير مخجل..
BBC تكشف بيع لاجئات سوريات لـ"خليجيين"
11/05/2013م -
يعتقد بعض المواطنين أن مغامراتهم وأهواءهم ورغباتهم الشخصية قد تضع بلادهم وأهلها في موقف مؤسف
ومحرج، وهذا الإحراج لا ينفك ارتباطه أحياناً عن اصطياد بعض السعوديين خاصة، والخليجيين عامة، للنساء اللاجئات بسبب الحروب والظروف المعيشية الصعبة، خصوصاً في البلاد الإسلامية المنكوبة، ذلك أن الزواج بهن غير مكلف، ولا يترتب عليه تكاليف اجتماعية.
اللاجئات السوريات في الأردن هن الاتجاه الجديد للمسعورين جنسياً، في الوقت الذي ترزح فيه سوريا تحت وطأة آلة الدم الأسدية، وتحول حياة اللاجئين لجحيم بسبب الحاجة والفاقة.
وهو الأمر الذي كشفه تقرير مخجل نشرته شبكة الـ"بي بي سي" الشهيرة، حيث يقول التقرير: "قبل أن تبدأ الحرب كانت غزال تحب جارها في حمص، وقالت: كان في العشرين من عمره، وكنت أحلم أن أتزوجه يوماً ما"، وتتابع غزال: "لم أكن أتوقع أنني سأتزوج من شخص لم أحبه.. ولكن منذ وصولنا إلى عمان واجهت أنا وعائلتي ظروفاً صعبة".
ويكمل تقرير الـ"bbc": وتقول غزال إنها تبلغ من العمر 18 عاماً، على الرغم من أنها تبدو أصغر من ذلك، وكانت قد حصلت على الطلاق من رجل سعودي يبلغ من العمر 50 عاماً كان قد دفع لعائلتها 3100 دولار أمريكي ليتزوجها في علاقة استمرت لأسبوع.
وقالت "غزال" وعيناها الزرقاوان مغرورقتان بالدموع: "عشت مع زوجي في عمان، إلا أننا لم نكن زوجين سعيدين، فقد كان يعاملني بقسوة وكأنني خادمة له، ولم يكن يحترمني كزوجة، أنا سعيدة الآن لأنني حصلت على الطلاق"، وأضافت قائلة: "لقد قبلت بتلك الزيجة لأساعد عائلتي، وقد بكيت كثيراً عندما خطبت إليه.. لن أتزوج من أجل المال مرة أخرى، وآمل أن أتزوج في المستقبل رجلاً سورياً من سني".
ويقول تقرير "bbc": "وقد أعرب ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن آندرو هاربر عن قلقه من أن بعضاً من الـ500 ألف لاجئ سوري في الأردن بدأوا يلجأون لمثل تلك الخطوات اليائسة".
وقال "هاربر": "لا نمتلك الموارد الكافية لتقديم المساعدة لكل من يحتاجونها، كما أن الغالبية العظمى من اللاجئين هم من النساء والأطفال.. والعديد من النساء لم يعتدن الذهاب للعمل، لذا فإن الزواج من أجل العيش يصبح أحد الخيارات أمامهن".
وعلق قائلاً: "لا يمكنني أن أتخيل أمراً أبشع من البحث لاقتناص النساء اللاجئات، حيث يمكنك اعتبار ذلك اغتصاباً أو بغاءً، أو أي شيء آخر، إلا أنه في المقام الأول يعتبر استغلالاً لضعف الآخر".
ويتابع التقرير: "وكانت الزيجات قصيرة الأجل، التي كان يرتبط فيها رجال خليجيون ببنات سوريات، أمراً يحدث في سوريا من قبل الحرب، إلا أن منال والدة غزال، والتي كان لباسها محتشماً كابنتها، قالت إنها لم تكن لتزوج ابنتها بهذه الطريقة في الماضي".
وقالت منال: "إن الحياة شديدة الصعوبة هنا، كما أن المساعدات التي نتلقاها قليلة، ولدينا طفل رضيع بحاجة إلى الحليب كل يوم، كما أننا لا نستطيع دفع إيجار المنزل الذي نقيم فيه، لذا كنت بحاجة لأن أضحي بغزال لكي يساعد زواجها بقية أفراد العائلة".
وذكرت "منال" أن زواج ابنتها جرى ترتيبه عن طريق منظمة "كتاب السنة"، وهي منظمة غير حكومية في عمان تقدم الأموال والطعام والدواء للاجئين، ويقوم تمويلها على تبرعات الأفراد من أنحاء مختلفة من العالم العربي، وتابعت "منال" قائلة: "عندما ذهبت طلباً للمساعدة من تلك المنظمة طلب المسؤولون مني هناك أن أريهم ابنتي، وأخبروني أنه يمكنهم أن يجدوا لها زوجاً".
وبحسب تقرير "bbc" قال زايد حماد، رئيس منظمة كتاب السنة، إن بعض الرجال يأتون إليه أحياناً باحثين عن زوجات سوريات، وقال حماد: "يأتي هؤلاء باحثين عن فتيات أكبر من 18 عاماً، ويدفعهم لذلك تقديم المساعدة لهن، خاصة أولئك اللاتي فقدن أزواجهن في الحرب في سوريا، وعلى العموم ينظر الرجال العرب إلى السيدات السوريات على أنهن ربات بيوت يتسمن بقدر كبير من الجمال، وذلك ما يجعلهن مرغوباً فيهن".
أما "أم مزيد"، وهي لاجئة سورية من حمص في الثامنة والعشرين من عمرها، فقد بدأت بجني المال من خلال الترتيب لزيجات بين بنات سوريات ورجال عرب، وقالت "أم مزيد": "تتراوح أعمار الرجال ممن يسعون للزواج من فتيات سوريات بين 50 و80 عاماً، وهم ينشدون الزواج من بنات سوريات صغيرات، لا تزيد أعمارهن على 16 عاماً".
وتبين "أم مزيد" أنها قد عرضت أكثر من 100 بنت سورية على أولئك الرجال، الذين يدفعون لها 70 دولاراً أمريكياً أثناء عملية التعرف على الزوجات، و310 دولارات أمريكية إذا ما تم الزواج.
وتابعت قائلة: "أما إذا ما وقع الطلاق بعد فترة وجيزة، فذلك ليس من شأني، فأنا مجرد خاطبة، وبقدر علمي، فإن ذلك لا يعد بغاءً؛ حيث إن هناك عقداً مبرماً بين الزوج وزوجته".
وأطلقت "أم مزيد" على نفسها هذه الكنية، لأنها تشعر بالخجل مما تقوم به من أجل العيش، إلا أنها تقول إنه ما من خيار آخر أمامها، وتابعت قائلة: "كيف لنا أن نعيش على تلك الإعانات القليلة التي تقدمها لنا المنظمات غير الحكومية؟ كيف سندفع إيجاراتنا؟ فنحن لا نتلقى المساعدة الكافية لنحيا حياة كريمة، لذا فإنني أقوم بهذا الأمر حتى أعيش أنا وأسرتي