أطباء يعالجون الأطفال بالفياغرا
ذكرت مجلة نيوساينتست الطبية أمس أن أطباء يعطون الرضع والأطفال عقار الفياغرا المضاد للضعف الجنسي لإنقاذهم من حالة تصيب الرئة تهدد حياتهم رغم عدم اختبار العقار على الأطفال.
واستخدم العقار بالفعل لعلاج عدد قليل من الأطفال الذين يعانون من زيادة ضغط الأوعية الدموية في الرئة بالهند والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وحقق نتائج مبشرة.
وقالت المجلة في نسختها على الإنترنت إن منتقدي ذلك الإجراء أعربوا عن قلق شديد بشأن حقيقة عدم إجراء تجارب سريرية لهذا الاستخدام للعقار وبشأن التفاوت الكبير في الجرعات المستخدمة.
ورغم اعتماد العقار للاستخدام في علاج الضعف الجنسي إلا أن الأطباء اكتشفوا أنه يساعد الرضع الذين يعانون من زيادة ضغط الأوعية الدموية في الرئة، وهي حالة يعاني منها 28 ألف طفل و250 ألف بالغ في الولايات المتحدة وحدها.
وقالت المجلة إن البالغين الذين يعانون من هذه الحالة أدرجوا بالفعل لإجراء التجارب السريرية للعقار، وقد تبدأ التجارب على الأطفال في الأشهر القليلة القادمة.
وقال متحدث باسم شركة فايزر المنتجة للعقار إن الشركة كانت تفكر باستخدامه في علاج زيادة ضغط الأوعية الدموية بالرئة، لكنه لم يستطع التعليق على أي تجارب سريرية.
وطور عقار الفياغرا في الأساس لعلاج الذبحة الصدرية من خلال توسيع الأوعية الدموية، لكن الأطباء والمرضى اكتشفوا تأثير العقار على زيادة القدرة الجنسية للذكور.
وتعتبر زيادة ضغط الأوعية الدموية خللا يصيب هذه الأخيرة بالرئة. وفي حالة الرضع تحدث المشكلة عندما لا ينغلق بعد الولادة وعاء فرعي يستخدم للتنفس أثناء فترة الحمل مما يؤدي إلى حرمان المولود من الأكسجين.
ويتم عادة وضع الرضع الذين يعانون من زيادة ضغط الأوعية الدموية في الرئة على جهاز التنفس الصناعي ويتم إعطاؤهم أكسيد النتريك، لكن الأطباء الذين استخدموا الفياغرا لعلاج هذه الحالة قالوا إن العقار يعمل بفعالية أكبر من أكسيد النتريك وله آثار جانبية أقل.
وقال طبيب من مستشفى تورونتو للأطفال في كندا إن العقار يعطى في الوقت الحالي "في إطار مبادئ الرحمة المتفق عليها مع مجلس أخلاقيات المهنة بالمستشفى".
وعالج طبيب من معهد إمريتا للعلوم الطبية في كوتشي بالهند رضيعة تبلغ من العمر ثماني ساعات بالعقار بعد فشل علاجات أخرى.
ويلقي استخدام الفياغرا في علاج الرضع الضوء على مشكلة إعطاء عقاقير مصرح بها لعلاج البالغين للأطفال. وتجرى تجارب قليلة جدا للعقاقير على الأطفال والرضع لأنها مكلفة بالنسبة لشركات الأدوية علاوة على تردد الآباء في معظم الأحيان بإخضاع أطفالهم لتجارب سريرية لعقار لم يختبر.
وقد يختلف أيضا رد فعل الأطفال بالنسبة للعقاقير عن الكبار. ويمكن أيضا أن يكون تحديد الجرعة السليمة بالنسبة للرضع أمرا صعبا كما أنهم قد يكونوا أكثر عرضة للآثار السمية نظرا لعدم اكتمال نمو الكلى والكبد.
المصدر :رويترز