- نعم فكرنا بل وحاولت تشكيل فريق صغير من زملاء عبدالرحمن وهم عامر بلشرف وإعاقته حركية ويعاني من هشاشة العظام وكنت أساعد في تدريبه حتى يتطور وينافس عبدالرحمن ويتقدمان سويا وأيضا محمد فريج العنزي وكان هذا الطفل يعاني من أزمات صحية ولكن شجاعة والده حقيقة ساهمت باقتناعه بفكرتي وبدأنا ندربهم..وكان هذا وللمعلومية بمجهودات شخصية من قبلنا وطلبت مساعدة الأخ عبدالرحمن الناصر لشعوري بثقل الحملي علي وكان العمل تطوعياً منا جميعا.
@ وماهي العقبات التي واجهتكم؟
- كنا بحاجة لالية معينة في العمل وخطط ودعم كبير وبنية تحتية قادرة على تطوير هؤلاء الأطفال..فنحن لدينا الاستعداد ونجحنا بالفكرة مع عبدالرحمن لأنني قادر على مصاريفه الشخصية ولكن مع بقية الأطفال واجهنا الكثير من الصعوبات لأن فريق عمل كبير كهذا يحتاج لآلية ضخمه جدا وتحتاج لمعسكرات وطاقم كبير من المدربين.
@ عبدالرحمن دخل حاليا في مرحلة تدريبات الغوص..فهل هذا لمنافسات جديدة خصوصا أن هذا المجال صعب أيضا على الأسوياء؟
- (الإجابة لمدربه عبدالرحمن الناصر)..لا الغوص بالنسبة لعبدالرحمن ترفيه ومتعة له شخصيا وعندما نرغب بالترويح عنه أو مكافأته نبدأ باللعب معه بالغوص تحت الماء لأمتار بسيطة وكنا نرمي بعض الأشياء تحت الماء ليجلبها..فكان لدى والده فكرة بأن نرمي ميدالية تحت الماء ليجلبها وحتى يكون لديه تحدٍ لتحقيق ميدالية في الأولمبياد الدولي وعانينا صعوبات كبيرة حتى نفذ الفكرة وتمكنا من تصويرها تلفزيونيا وكي تحفظ في سجله الشخصي.
أبكى الجماهير الصينية!
@ وهل شعر عبدالرحمن بحجم الأنجاز الذي حققه في الأولمبياد؟
- قبل أن يكون معاق فهو طفل، ولكن عندما وجد مئات المشجعين يصفقون ويهتفون له فقط شعر بفرحة عارمة بل وهناك جماهير بكت تعاطفا معه وفرحة بالانجاز الذي حققه..وعندما حقق الميدالتين أصبح مطلباً للجميع والكل يرغب بالتصوير معه والحصول على توقيعه كتذكار..وأسمته الصحافة الصينية (البطل) وانتشرت صوره في الشوارع وعلى أغلفة المجلات وأبرزت صوره في الصحف إضافة لنشرات رئيسية تلفزيونية تحدثت عنه هذا عدا عن مئات الهدايا التي تلقاها..وحتى العاملين في الفندق كانوا يقدمون له الهدايا يوميا واصطحبوه لأحد المجمعات واشتروا له الهدايا واللعب الأمر الذي وقعنا في حرج نظير لطفهم وتشجيعهم اليومي له.
هناك تجاهل لقدرات هذه الفئة
@ أن يكون هو الوحيد المصنف عالميا..بماذا يوحي ذلك؟
-(الإجابة لمدربه عبدالرحمن الناصر)..نعترف بأن هناك تجاهلاً إلى حد ما من كل البشر تجاه هذه الفئة وعدم اعتراف بقدراتهم على تحقيق إنجازات مذهلة وفي كل المجالات..وأنا لا أتحدث عن عبدالرحمن فقط بل عن كل المعاقين فإن ظلوا على هذه الكراسي متى سيتمتعون ويمارسون حياتهم..كنا نشاهد عبدالرحمن كيف يتمتع وهو في الماء شعور لا يوصف ويقضي الساعات دون كلل أو ملل..كنا نطمح أن نشكل فريقاً حسب إمكانياتنا ولو على مستوى الرياض فقط ولكن واجهتنا مشكلة مع الآباء فخوفهم على أبنائهم لايساعدنا في تحقيق نتائج ولابد من التعب والألم حتى يتطورون ويحققون إنجازات من صنعهم هم..وعبدالرحمن لما وجد الشجاعة والحزم لدى والده أصبح لديه إرادة وحماس وأنا أتمنى من الآباء أن يكون لديهم العزيمة والثقة بقدرات أبنائهم..وعندما حضر الخبير الأسترالي قال: إن هناك الكثير من هم في مثل حالة عبدالرحمن يحبون السباحة ولكن يحتاجون لصقل موهبتهم وشحذ هممهم..وبعض الآباء يعتبرون أن الأمر تسلية فقط لأبنائهم بينما هو علاج للثقة بالنفس وكذلك تطورت صحتهم بشكل كبير.
@ وهل هناك منشآت قادرة على استيعاب بعض ذوي الأحتياجات لو رغبوا في تعلم السباحة؟
- في الوقت الحالي من الصعب جدا ومسابح الرئاسة العامة بالكاد استوعبت عبدالرحمن بالرغم من مصاعبه في الدخول لأنه تعدى مرحلة الخطر فمن الصعب أن نأتي بذوي الأحتياجات الخاصة وأن ندربهم في مسابح للأسوياء ومسابحهم لا بد أن تكون على مواصفات معينة ..ولكن بعدما أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ببناء خمس منشآت في مناطق المملكة سيكون هناك لهم متسع لممارسة كافة الأنشطة الرياضية التي يرغبون بها ولاننسى جهود الأمير سلطان بن فهد الكبيرة بهذا الجانب.
@ أستاذ حسن ماهي الرسالة التي توجهها لأولياء أمور الأطفال المعاقين؟
- أولاً يجب أن يفكروا في مستقبل أبنائهم فنحن كأسوياء نواجه دائما المشاكل فكيف هو الحال عندما يكون الشخص معاقاً لابد أن يكون التدريب للمعاق من الصغر وبحزم وبجدولة وتنظيم حتى يكون واثقاً من نفسه ويعتمد على ذاته وخصوصا عندما يكون معاقاً حركيا وذهنيا فربما يكون خطِراً في بعض الأحيان وعالة على نفسه وعائلته والمجتمع..ولا بد أن يتجاوز الأهل هذه المرحلة وأن يدربونهم على العايش مع الواقع والمجتمع والرياضة في نهاية الأمر أمر أحثهم عليه لأنهم لايشعرون بسعادة هذا الطفل عندما يمارس الرياضة إلا حينما يجربوا بأنفسهم حتى نصنع منهم رجال يعتمدون على أنفسهم وأمهات يتحملن المسؤولية ويتزوجن وينجبن أطفالاً.
@ حقق الأبطال السعوديون العديد من الميداليات في هذا الأولمبياد ولكن لم يكن هناك تغطية موازية لحجم هذه الإنجازات مالسبب؟
- (الإجابة لعبدالرحمن الناصر)..ربما يتحمل السبب عدة أطراف ومنها ربما الاتحاد نفسه وكذلك وسائل الأعلام..وعموما بمقابل الاهتمام الدولي بهذه البطولة لم نشاهد اهتماما من وسائل الإعلام العربية نهائيا سوى قناة مصرية واحدة كانت متواجدة في مقر الحدث..وحصلت إنجازات على تغطيه دولية جيدة ونحن لا نعلم سبب التهميش الإعلامي لبطولات ذوي الاحتياجات الخاصة وحتى من جانب الناس أنفسهم..(ويضيف والده..) يكفي أن هذا المعاق حقق مالم يحققه الكثير من الأسوياء فعلى الأقل اشعروه بفرحتكم لفرحه ولانجازه وهؤلاء الأبطال الذين حققوا الميداليات في هذا الأولمبياد يحتاجون لوقفة صادقه وأن يستشعر الآخرون حجم إنجازهم، ونحن لمسنا وقفة الآخرين معهم هناك والوقوف معهم معنويا بعد تحقيقهم للبطولات وهم يبحثون هنا عن التهنئة من الناس ولا يبحثون عن أكثر..وعبدالرحمن حاليا بعد أن تعلم السباحة الحرة لدينا الطموح بأن يتعلم سباحة الظهر والفراشة ورغم صعوبتها إلا أننا واثقون بقدرات هذا البطل الصغير وقوة إرادته.
@ بعد أن حقق عبدالرحمن بطولة العالم..ماهي خططكم بالنسبة لمستقبله الرياضي؟
- نعم صحيح فعبدالرحمن حقق بطولات على مستوى المملكة وكذلك إقليمية في دبي ومن ثم بطولة العالم..وكنا نتناقش في هذا الموضوع كثيرا..ونرى الآن أن الوضع أصبح أكثر صعوبة لأن عبدالرحمن كوّن لاسمه مكانه على الصعيد الدولي وستكون أخباره محل سؤال دائم وهو يحتاج لعمل أكثر الآن رغم ما نواجهه من مصاعب من ناحية توفير الوقت إلى جانب المسؤوليات الوظيفية والأسرية وكذلك دراسته..وأنا أقولها بصراحة أن الأبن عبدالرحمن نقل رسالة عن المملكة العربية السعودية بلد الأسلام والسلام في الصين لم أستطع أن أنقلها أنا مهما تحدثت أو أخذت معي من المطويات التعريفية والصور وكان الصينيون كلما شاهدوا عبدالرحمن يقولون (ساتا أرابو) أي العربي السعودي حتى نحن حفظناها من كثرة مارددوها وهذا الأجمل أن تنقل الصورة عبر طفل رياضي وكان الأمر مصدر فخر واعتزاز لنا.
@ وماهي إحتياجاته حتى يستمر في هذا المجال؟
- المشكلة التي واجهت عبدالرحمن في الصين هي اللغة الانجليزية ونحن الآن بدأنا بتعليمه بعض الكلمات يوميا حتى يستطيع التعامل مع الآخرين في المستقبل..وكذلك نحلم بأن يحصل عبدالرحمن على دورات تأهيلية في معسكرات راقية بالخارج.
@ ومن واقع خبرتكم ما هي حاجات هذه الفئة حتى يستفيدوا بعد عبدالرحمن؟
- لابد من تهيئة المسابح الملائمة وكذلك دعم أولياء الأمور وتذليل الصعوبات أمامهم وتوفير كافة الأحتياجات لهؤلاء الأطفال ولذوي الاحتياجات عموما، والمعاق بعد تأهيله في صغره سوف يخدم المجتمع في كبره وسيقضي أموراً بنفسه كأي شخص عادي ويتحمل نظرة المجتمع ويعرف كيف يتعايش مجتمعهم وكذلك توفير المؤهلين لتدريبهم.
@ ماهي الرسالة التي تودون إيصالها بعد أن توليتم تدريب عبدالرحمن للجميع؟
-(يجيب مدربه عبدالرحمن الناصر)..أنا أتمنى توفير الدعم لهم وربما لا يعلم البعض أن معسكر عبدالرحمن كان بسيطاً جدا وكنا نتمنى تواجد داعمين ورعاة له ونطالب الشركات بأن تساند هؤلاء الأبطال وأن تقدم العون لهم وحتى المجتمع يعتبر مقصراً فعبدالرحمن كان يتدرب لوحده وكنا نحتاج المساندة حتى لا يتسلل الأحباط إلى نفسه وكنا نتمنى وجود الناس لتشجيعه إلا في حالات نادرة وكنا نحضر أحيانا شقيقه الصغير لدعمه ومؤازرته وعندما وجد قرب أفراد المجتمع من حوله في الصين تحسنت نفسيته كثيرا وساعده الأمر على تحقق أرقام عالمية ممتازة والأمر موصول لوسائل الأعلام والتي ربما لا يعلم البعض أن كل ما يكتب عنهم يعني لهم الكثير وخصوصا الأطفال.
@ ألم تتقدم شركات تجارية نهائيا لرعايتهم؟
- لم يتقدم أحد بشكل واضح كانت هناك شركة عالمية للأطعمة ولكن كان عرضهم غير أكيد وربما لم تفكر الشركات كثيرا لأن وسائل الأعلام وخاصة المرئية لاتتحدث عن الأبطال من ذوي الأحتياجات الخاصة بشكل كبير وموضوعي..وأعتقد أن على الشركات أن تساهم بدورها في المجتمع وأن تساهم في دعمهم بالصغر تعليميا ورياضيا حتى يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع وكذلك توفير الوظائف لهم..ولا بد من الوقوف إلى جانب أسرهم في تأهيلهم ونتمنى أن نشاهد في القريب العاجل منافسين لعبدالرحمن وتحقيق المزيد من الانجازات باسم الوطن.