انتهت حالة ولادة في أحد المستشفيات الأمريكية بنجاح، ربما لا يميزها عن غيرها من حالات الولادة في
العالم ..
ويبدو الامر كذلك للوهلة الأولى. لكن هذه العملية التي أُجريت لسيدة عربية مسلمة كانت بمثابة نقطة تحول في حياة الطبيبة المشرفة عليها، إذ أسفر التواصل بين السيدتين عن اعتناق الطبيبة الأمريكية الإسلام، وقد نشرت هذا الخبر صحيفة "الأنباء".
بدأت قصة إسلام الطبيبة الأمريكية حين قالت للسيدة الحامل التي كانت في الساعات الأخيرة قبل الوضع، انها لن تتمكن من الاشراف على العملية وان من سيقوم بها رجل، فأخذت تصرخ وتطالب بأن تتولى عملية توليدها طبيبة وليس أي طبيب رجل.
وأبدت الطبيبة دهشتها إزاء هذا الموقف فسألت السيدة عن سببه لتجيب الأخيرة بأنه لم ير وجهها طوال عمرها سواء أحد محارمها، وردت الطبيبة بشئ من روح الدعابة قائلة انها لا تظن ان أحداً في أمريكا لم يشاهد وجهها، لكنها استجابت لطلبها وأشرفت على العملية.
في اليوم التالي دخلت الطبيبة غرفة السيدة المسلمة لتوجه لها بعض النصائح، فأخبرتها بضرورة الامتناع عن مضاجعة الزوج في الـ 40 يوماً الأولى بعد الولادة، لما في ذلك من خطر قد يؤدي الى التهابات في الرحم.
أجابتها السيدة بأنها تعلم ذلك جيداً من القرآن الكريم، وهو ما أصاب الطبيبة بدهشة شديدة، لافتة الى ان تجارب مضنية استمرت لسنوات طويلة أسفرت عن التوصل الى هذه النتيجة التي جاء بها الإسلام منذ مئات السنين.
لم تقتصر المفاجآت على ذلك إذا أصيبت السيدة بالدهشة مرة أخرى حين نصحت والد الطفل الوليد بأن يجعله ينام على جانبه الأيمن، فرد الرجل بأنه يعلم ذلك من السنة النبوية الشريفة.
ان كل هذه المفاجآت دفعت الطبيبة الأمريكية وقد اعتراها الذهول، بشأن هذا الدين الذي يوصي ومنذ قرون بما توصل اليه العلم الحديث فقط، الى أخذ إجازة ولشهر كامل والتوجه لمدينة قريبة حيث يوجد مركز إسلامي.
بدأت الطبيبة بدراسة الإسلام بمساعدة علماء دين ودعاة، كما انها التقت بالعديد من العرب والمسلمين الأمريكيين في هذه المدينة، لينتهي الأمر باعتناقها الإسلام. لم يكن تاريخ ميلاد الطفل الجديد تاريخاً مميزاً في روزنامة الاسرة التي استقبلته فحسب، وإنما أكثر من ذلك، إذ تحول الى تاريخ نقطة تحول في حياة طبيبة أمريكية، وُلدت من جديد باعتناقها الدين الحنيف.