لا تتعجبوا من عنوان قصتي فأنا خضتُ حرباً مع الحياة امتدت سنوات و قرون أكافح و اجتهد و تكافح و تجتهد هي الأخرى ,
أخطط و أعمل , و تخطط و تعمل هي أيضا . و أحيانا أرى النصر حليفي و إذا بها تصفعني بخطتها التي لم أحسب لها آيُ حساب .
فأكيد حساباتي من جديد فأحياناً غالب و أحياناً كثيرة مغلوب . حسناً بعد تلك النبذة الصغيرة عن معركتي أو إذا صح التعبير معاركي سأبدأ بسم الله .
تعلقتُ بأختي الكبرى منذ نعومة أظافري أجدها الأم و الأخت و الأب , فغيابها عني يجعلني أعيش بحالة فراغ فهي
كثيرا ما تطربني بمديحها , وتغذيني بعطفها فأرى قبلاتها لي تهطل كالمطر و حضنها دافئ كالبطانية . فينبت بداخلي
شيء من الغرور , فهذا العطف و الحضن لي وحدي . حتى أتى اليوم الذي أجهله زواجها و رحيلها مع زوجها
لإكمال دراسته , مرت سنوات بعد ذلك حتى بلغت الثامنة عشر ربيعاً و إن كان خريفا بالنسبة لي .
محمد (أنا): لا أعلم إن كان باستطاعتي أن أتجاوز امتحان القدرات بسهولة بعد دفع الرسوم 100 ريال .
علي : آه يا أخي لا تذكرني فقد اضطررتُ إلى العمل لدى جارنا ( أبو محسن ) مع عماله كبناء ليكون باستطاعتي
دخول الامتحان و لا أنحرم منه فمستقبلي مرهوناً به .
محمد : يا عزيزي إذا لم نفلح هذه المرة سنعيد الكَرة مرة أخرى .
علي : و في كل مرة عليّ أن أعمل و أدرس حتى أوفر 100 ريال أخرى .
محمد : حياتنا أصبحت مرهونة بالرسوم أو الضرائب التي تدفع و إلا فالموت أفضل لنا .
علي: أشعر كأني أعيش في جنوب إفريقيا .
محمد : أذكر الله يا عزيزي و اصبر .
علي : نحن نكافح و نجتهد لنوفر مستقبلاً زاهراً فأنا أجتهد لأرفع رأس أمي الأرملة و أخوتي اليتامى
و الرسوم تزداد يوما بعد يوم فكيف السبيل للاقتصاد لنبني مستقبلاً رائعاً.
محمد: لا تزيد الأوجاع يا علي , فنحن الفقراء البسطاء ليس لنا غير الله.
علي بتنهيده : مستقبلنا مجهول .
و هكذا انتهى بنا المقام و افترقنا و نحن نتنفس الهم و الكدر
يتبع