◄جمالك الذاتي أيّها الشاب يتمثّل جزئياً فيما تبلغه من قوة الجسد وعنفوان النشاط وتفتّح العاطف والمشاعر، وكل ذلك يضفي عليك روعة وحلاوة تحببك إلى الناس وتقرّبك إلى قلوبهم، بشرط أن لا تتحول هذه العناصر إلى أسباب لتدمير الشخصية أو طغيان القوة أو التقوقع في دائرة الوهم.
هذا الجمال الذي أنعم الله به عليك قد يتحول إلى وسيلة تدميرية إن جعلت منه الهدف الأوّل والأخير لحياتك، وكان هو اهتمامك الأوحد في حياتك، لإرضاء غرورك، ولجلب رضا الآخرين وإعجابهم.. وقد يتحول هذا الجمال إلى عامل تنفير أو سخرية في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون فيه عامل جذب وإعجاب. بل إنّ الوقوف عند هذا الحد في فهم الجمال الإنساني في مرحلة الشباب لا يتوافق مع ما نفهمه من روح الإسلام الذي لا يحصر الجمال بالجمال الطبيعي أو المصطنع – أي التجمل – بل يتعداه إلى الجمال المعنوي والأخلاقي. لاحظ معي النصوص التالية:
"ميزةُ الرجل عقلُه، وجمالُه مروَّتُه" الإمام علي (ع).
"العلم جمالٌ لا يُخفى ونسبٌ لا يُجفى" الإمام علي (ع).
"حُسن الصورة جمال ظاهر، وحُسن العقل جمال باطن" الإمام الحسن العسكري (ع).
"إنّ أحسن الزيّ ما خلطك بالناس وجمّلك بينهم وكفّ ألسنتهم عنك" الإمام علي (ع).
عزيزي الشاب..
إنّ ميلك إلى جمال الروح والسجايا الأخلاقية أمر تلقائي يولد في ذاتك منذ بدء عهد الشباب، وتتفتح في وجدانك الرغبة في الجمال المعنوي بالضبط كرغبتك في التجمّل والتزيّن الظاهري، ألم تشعر بالميل إلى السخاء وأنت تشارك أصدقاءك وجبة طعام في نزهة ما؟ ألم تدفعك حمية الفتوّة للدفاع عن صديق تعرّض للاعتداء؟ ألا تعشق في عمق وجدانك الصدق والأمانة والوفاء بالعهد والشرف عزة النفس وخدمة الناس؟
إنّ طراوة وعذوبة عهد الشباب هي من المظاهر العظيمة للجمال الطبيعي، فحلاوة هذه المرحلة من العمر تزيد من جمال الشباب وتعزّز مكانتهم في قلوب الناس. وعندما يعمد الشباب إلى تزيين أنفسهم بتصفيف الشعر والتطيّب وارتداء أجمل الثياب، ويخلطون بين هذا الجمال الظاهري والجمال الروحي، فإن محبتهم في قلوب الناس ستتضاعف وتزداد.. ولا يتكامل جمالك – عزيزي – إلا بهذا وذاك.►
منقول للفائدة
ودمتم بحب الله أجمل وأروع الشباب
تحياتي السماوية
عاشق السماء