مئات الآلاف من التعليقات والمشاركات شهدها موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إثر تعليق لمذيعة قناة الجزيرة خديجة
بن قنة، حول موقف الجهات الحقوقية الغربية المتناقض حيال عدد من القضايا العربية.
ونشرت بن قنة على صفحتها الرسمية على (فيسبوك) تقول: (امرأة في العراق تُسجن، وفي سوريا تُغتصب، وفي مالي تُعذب وفي الصومال تموت جوعــا، ولم يقلق الغـرب إلا على امرأة لا تقود السيارة في السعودية)
وتباينت المداخلات التي مثلت جميع أطياف الشعوب العربية على منشور بن قنة بين مؤيد ناقم على ما وصفوه بالمؤامرة الغربية على الإسلام والمسلمين، ورافض لقيادة السعوديات للسيارات مؤكداً استهداف المرأة السعودية على وجه الخصوص بمحاولات التغريب المتوالية، ومؤيد لقيادة السعوديات للسيارات بحجة أن هذا حق من حقوقهن.
فيما ذهب كثيرون لما هو أبعد من ذلك بإضفائهم على القضية الاجتماعية الداخلية في المملكة أبعادا فكرية، بين معلقين يمينيين منحازين إلى منع قيادة المرأة السعودية للسيارة بدعوى أنها جهات شرعية هي من أفتى بذلك، ويساريين يرون أن الجهات الشرعية لا ينبغي أن يكون لها سلطان ولا تستشار في مثل هذا القرار، في اشتباكات تجاوز بعضها الحوار العادي إلى السباب وتبادل الاتهامات، ولاسيما على صفحات نشطاء الثورات العربية الذين شاركوا تعليق مذيعة (الجزيرة) وطرحوه للنقاش بين مجموعاتهم.
وبلغ ببعض الكتاب المعروفين بفكرهم الليبرالي الأمر في رفض سلطة الدين على هذه القضية، أن رفضوا ثوابت شرعية، مثل حسن الفرطوسي الذي نشر في زاويته (على البارد) في صحيفة الكويتية تحت عنوان (حين ترقص تمبكتو وتحزن خديجة قنة) مهاجماً خديجة بالقول: "مذيعة قناة الجزيرة، التي تعاملت مع قطعة قماش وضعتها على رأسها كما لو أنها إنجاز تاريخي ينهض بالأمة" في اجتراء سافر لتعاليم الشريعة الإسلامية وأحكامها.
وفيما جاء بعض التعليقات موضوعياً مثل قول أحدهم"هذا ما يثبت كذب الغرب وتشدقه بالحريات وحقوق الإنسان التي بقيت حبراً على ورق دُون في أدبيات الغرب المزعومة"، جاءت تعليقات أخرى تكشف عن حالة جهل واسعة بواقع المرأة السعودية في المملكة لدى قطاع واسع من الشعوب العربية، فيقول أحدهم "في السعودية تجلد المرأة وتضرب بالعصا ودونما ذنب اقترفته"، فيما تقول أخر "في السعودية تباع المرأة ويتاجر بها من أجل المال". فين حين جاءت تعليقات أخرى لم تخل من روح الكوميديا ولم تخل أيضا من جهل بواقع المرأة السعودية، تقول إحداهن "ولماذا تقود ما دام عندها بدلاً من السائق عشرة.. اللهم لا حسد".