منح معظم النقاد في الكويت لقب “نجمة العام” للفنانة القديرة حياة الفهد بسبب دقة اختياراتها الفنية، وموهبتها الاستثنائية في الأداء، وتقديم موضوعات اجتماعية تلامس هموم وأحلام شرائح كبيرة من المجتمعات العربية، وعدم استئثارها بالبطولة المطلقة ومنح الفرصة لعدد كبير من الفنانين والفنانات.
واختار النقاد الفهد بنسبة كبيرة بلغت 60% حيث اختارها 6 من أصل 10 استطلعت “الخليج” رأيهم، بينما نال أربعة فنانين هم سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح وهند البلوشي صوتاً واحداً لكل منهم، بنسبة 10%، فيما غاب تماماً عن الذكر كل الكتاب والمخرجين والمطربين والمطربات، كما تبين في هذا الاستطلاع
الكويت - الحسيني البجلاتي:
رئيس قسم الفنون بصحيفة “القبس” الناقد عبدالمحسن الشمري اختار من دون تردد الفنانة القديرة حياة الفهد ليمنحها لقب “نجمة العام” وبرر ذلك بقوله لأنها قدمت خلال هذا العام واحداً من أهم المسلسلات في مشوارها الفني وتاريخ الدراما الخليجية وهو مسلسل “الفرية” الذي عرض على قناة “دبي” في شهر رمضان الماضي وحقق نجاحاً كبيراً، وسبب اختياري لها أنها فنانة كبيرة تعرف ماذا تقدم، فهي تملك قدرة مذهلة على حسن الاختيار بحيث تلامس مسلسلاتها أحلام وهموم شرائح كبيرة من المجتمع فلا تشعر بغربة أو تعالٍ أو انفصال عن الواقع، والمدهش أنها عندما لا تجد النص الذي يوفر لها تلك المتطلبات فإنها لا تنسحب أو تتوقف أو تختار أي نص وتقول هذا أفضل المعروض بل تقوم بنفسها بكتابة الموضوعات التي تريد تقديمها كما حدث مع “الفرية” الذي أعادتنا من خلاله إلى زمن الاربعينات من القرن الماضي. كما لا تكتفي بالكتابة والتمثيل فقط بل تقوم بنفسها بالإنتاج لتضمن جودة العمل الذي تقدمه، ولا تبخل عليه بأية نفقات بحثاً عن الربح كما يفعل معظم المنتجين، فمثلاً في “الفرية” تختار قرية قديمة تم بناؤها للكويت في الماضي بمزارع الوفرة التي تبعد عن الكويت 120 كيلومتراً وهو ما تطلب استئجار شاليهات لمبيت الممثلين ما يعني قيمة مادية مضافة على الإنتاج، وقامت بالاستعانة بممثلين من خارج الكويت ما يزيد أيضاً من التكلفة وهي بذلك -كما أراها- فنانة متكاملة تختار النص وتكتبه وتنتجه.
ويكمل الشمري أسباب اختياره للفهد بقوله “الجميل في هذه الفنانة القديرة أنها لا تعيش على نجاحات الماضي مثل كثيرات، ولا تكتفي أبداً بما قدمته مهما كان عظيماً، فهي بعد “الفرية” ورغم نجاحه الكبير لم تتوقف عن العمل إنما قامت مباشرة بتصوير مسلسلين هما “الاخت الصالحة” و”عيال الفقر” وأعتقد أنها تستعد لمسلسل ثالث الآن، هذه الطاقة الكبيرة وفي هذا العمر تتطلب منا الاحترام والتقدير.
مدير تحرير مجلة “فن” الناقد صالح الغريب يختار بدوره الفهد ليمنحها لقب “نجمة العام” ويقول “لقب الفنانة القديرة وسيدة الشاشة الخليجية وغيرهما من الألقاب التي منحت لها بالتأكيد لم تأت من فراغ، بل جاءت بعد مشوار طويل حافل بالعطاء والنجاح لم تعش على ذكرياته أو أصدائه لكنها في كل عام تفاجئنا بعمل جديد أكثر نجاحاً وإدهاشاً من سابقه. وكنت أظن أنها قد وصلت إلى قمة الأداء التمثيلي في مسلسل “الدنيا لحظة” إلا أنها بهرتني هذا العام بأدائها في “الفرية” الذي تطلب قدرات تمثيلية خارقة لأن الدور يعتمد على الأداء الحركي والتعبير بملامح الوجه أكثر من الحوار المنطوق، أضف إلى ذلك أن هذه الفنانة لا تهتم بالشكل الذي تظهر به ولا تضع الماكياج إلا للضرورة ومتطلبات الدور وتستحق أن تكون نجمة العام.
مدير نادي السينما الناقد عماد النويري يؤكد أن حياة الفهد كانت الأبرز بكل المقاييس هذا العام، لأنها أولاً ممثلة قادرة على التجديد في أدائها مهما كان شكل الدور الخارجي الذي تقدمه، فلو قدمت دور أم أو أرملة أو فقيرة أو غنية، ظالمة أو مظلومة، تستطيع في كل مرة استخدام أدواتها التعبيرية وقدراتها التمثيلية بشكل مدهش وتطوعهما لمصلحة الشخصية التي تقدمها بحيث ينسى المشاهد أثناء متابعة المسلسل الفنانة حياة الفهد ويتذكر فقط اسم الشخصية التي تقدمها، وهذه ميزة من النادر أن تجدها في ممثلات كثيرات غيرها، لذلك فقد اكتسبت مصداقية كبيرة في جميع الأعمال التي قدمتها وكان آخرها مسلسل “الفرية” الذي تستحق عليه لقب نجمة العام لقدراتها التمثيلية كما قلت، ولاختيارها موضوعاً اجتماعياً بسيطاً يهم قطاعات واسعة من الجمهور الكويتي والخليجي ولاستطاعتها ككاتبة للمسلسل تغيير نمط الكتابة والتناول الدرامي فكان السيناريو رغم وقوعه في فخ الإطالة ومط الأحداث إلا أنه كان الأفضل هذا العام.
الناقد الكبير محبوب العبدالله برر اختياره للفهد لنيل لقب “نجمة العام” بقوله: هذه فنانة قديرة ومبدعة تجذبنا في كل مسلسل تقدمه ونقول انها وصلت إلى قمة الأداء التمثيلي إلا أنها تفاجئنا في المسلسل التالي بأداء أكثر إدهاشاً، وفي مسلسلها الأخير “الفرية” حققت ثلاثة نجاحات كبرى أولها كممثلة مبدعة معبرة درامياً استطاعت أن تخلق حالة تعاطف عام مع شخصيتها لدرجة أن الجماهير بكت في الحلقات الأخيرة، ثانيها ككاتبة استطاعت أن تطرح موضوعاً اجتماعياً تدور أحداثه في الماضي لكنه بتفاصيله وانعكاساته لايزال حاضراً بيننا، ثالثها كمنتجة منفذة ومن خلال قناة “دبي” لم تكتف باسمها القادر على تسويق ومتابعة المسلسل، ولم تستحوذ على البطولة المطلقة ولم تقم بإعطاء دورها في الكتابة والأداء أكثر مما يستحق ومنحت الفرصة لجميع الشخصيات في الظهور الى جوارها ولأنها فنانة تحترم نفسها احترمناها نحن ايضاً ومنحناها لقب نجمة العام وكل عام.
الناقدة بصحيفة “الرأي” نجاح كرم اختارت هي الأخرى حياة الفهد لنيل هذا اللقب وقالت “للأسف الشديد تشهد الدراما الكويتية في السنوات الأخيرة تدهوراً كبيراً في مستواها الفني رغم الازدياد المطرد في أعدادها، وبات الأمر أشبه بموجة “سينما المقاولات” التي ظهرت في مصر نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات، أصبح عندنا أيضاً مسلسلات “المقاولات” التي يقدمها بعض المنتجين الذين لا علاقة لهم بالفن ولا يسعون إلا لتحقيق الربح، لكن بقيت حياة الفهد ومجموعة أخرى متمسكين بالفن الأصيل الراقي ولا يرضون عنه بديلاً، فهي لم توافق على التعاون مع تلفزيون الكويت الذي يرصد ميزانيات ضئيلة لا يمكن أن تقدم أعمالاً كبيرة، فاتجهت إلى تلفزيون دبي الذي قدر اسمها وتاريخها وقيمتها وتعاونت معه في أكثر من عمله كان آخرها “الفرية” الذي تستحق عليه لقب “نجمة العام” لأنها قدمت من خلاله ثلاثة أدوار يحتاج كل منها لشخص بمفرده، فهي بطلة المسلسل وقدمت أداء مدهشاً لا يحتاج إلى الحديث عنه لأنه أقرب إلى قولنا ان الشمس تشرق من الشرق، وهي ايضاً كاتبة المسلسل، فلم تنتظر في منزلها حتى يأتي نص جديد قد لا يأتي مع هذه الندرة في الأعمال الجيدة، وأخيراً منتجة المسلسل أي أنها قررت تحمل تبعاتها كاملة سواء كانت ناجحة أم لا، ولم تقم مثل غيرها بالاكتفاء بالتمثيل وأخذ أجرها ولا علاقة لها ببقية التفاصيل، لكنها اختارت الطريق الأصعب الذي تستحق معه بحق لقب “نجمة العام”.
الناقد بصحيفة “القبس” أحمد ناصر يقول انه يمنح هذا اللقب للقديرة حياة الفهد لكنه يقدم تبريراً مختلفاً عن الآراء السابقة حيث يرى أن تدني بقية الأعمال التي قدمت العام الماضي مقارنة بمسلسل “الفرية” يمنحها هذا اللقب، ويضيف “نعم حياة الفهد فنانة كبيرة وقديرة، وقدمت مسلسلاً جيداً لكنه ليس ممتازاً وبه العديد من الأخطاء والهنات الدرامية والفنية، وهناك ملاحظات كثيرة على طريقة الاخراج والسيناريو الذي تعمد المط والإطالة ليكمل الثلاثين حلقة، ومع ذلك فهي الأفضل لأن بقية المسلسلات لا ترقى إلى المنافسة من الاساس لكن الفهد استطاعت الحفاظ على اسمها ونجوميتها وقدمت كل شيء هذا العام ككاتبة ومنتجة وممثلة، واستطاع مسلسلها الصمود في وجه عمالقة الفن في مصر وسوريا والخليج وحقق متابعة نقدية وجماهيرية جيدة جداً في وقت توارى فيه بقية النجوم ولم تحقق مسلسلاتهم نجاحات تذكر”.
الناقد الكبير عبدالستار ناجي منح هذا اللقب للفنان القدير سعد الفرج وقال: رغم ان المسلسل الذي صوره الفرج هذا العام وهو “بلا رحمة” لم يعرض في التلفزيون بعد ولم تعرض له أعمال هذه السنة تؤهله لنيل هذا اللقب إلا انني أمنحه له لريادته وعطاءاته الكثيرة في جميع المجالات الفنية، فهو أحد الفنانين القلائل الذين قاموا ببطولة افلام سينمائية مثل “بس يا بحر” و”سدرة” و”الرحلة الأخيرة” وفي المسرح كان مبدعاً وسابقاً لعصره بمجموعة كبيرة من المسرحيات مثل “عشت وشفت” و”الكويت سنة 2000” وفي التلفزيون هو أحد الرواد الكبار الذين مازالوا يعطون الكثير وهذا العام صور مسلسل “بلا رحمة” كما انتهى الآن من تصوير مسلسل “عيال الفقر” لمصلحة تلفزيون ابوظبي، وأنا سعيد جداً بتكريمه من قبل الدولة بمنحه جائزة الدولة التقديرية لهذا العام لأنه يستحقها عن جدارة كما يستحق تكريمات أخرى، وأنا عائد لتوي من دبي حيث كنت أتابع مهرجان دبي السينمائي، وهناك رأيت كيفية تكريمه والاحتفاء به واستقبل استقبالاً حاراً وهو يسير على البساط الأحمر مثله مثل أكبر نجوم العالم وهي لفتة تستحق الاشادة بالمسؤولين عن المهرجان، لذلك أمنحه لقب “نجم العام”.
رئيسة قسم الفنون في صحيفة “الرأي” الناقدة ليلى أحمد اختارت الفنانة هند البلوشي لتمنحها هذا اللقب وبررت ذلك بقولها “اول اسم قد يرد إلى ذهني مباشرة هو الفنانة القديرة حياة الفهد، لكن بعد التأمل والتأني أجد أن الفهد لا تحتاج منا لهذا اللقب لأنها وصلت إلى قمة الأداء التمثيلي بحيث تستطيع أن تمثل الآن بحركة وجهها ونظرة عينيها، وهذه حالة فريدة لم يصل إليها سوى عدد محدود جداً من الفنانات مثل سعاد حسني، لذلك فأنا أمنح هذا اللقب لموهبة أخرى أخذت فرصتها في مسلسل “الفرية” مع حياة الفهد هي الفنانة هند البلوشي لأن إحساسها بالتمثيل كان عميقاً واستطاعت أن تمسك بسهولة بتفاصيل وتلابيب الشخصية التي تقدمها وتقنعنا بها، وكانت ممثلة وليست عارضة أزياء مثل معظم الفنانات في الخليج اللاتي يتبارين في مسلسلاتهن على عرض أحدث خطوط الموضة في الأزياء والماكياج وعمليات التجميل وحقن الشفاه لكن هند كانت ممثلة لم تهتم ب”اللوك” بقدر اهتمامها ب”الشخصية” وقدمت أداء معبراً تحس قوته وجماله بوضوح لأنها كانت أمام عملاقة قديرة هي حياة الفهد التي تستطيع دون أن تتعمد ذلك محو أي فنانة أمامها ما لم تكن على قدر كبير من الموهبة والوعي والفهم”.
مدير تحرير مجلة “سوالف” الناقد عبدالله الشايع اختار الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا ليمنحه هذا اللقب وقال “فنان بحجم وقيمة عبدالحسين لديه قدرة مدهشة على جذبك إليه وإلى ما يقدمه منذ اللحظة الأولى لأنه رجل يحترم اسمه وتاريخه وفنه ولا يستهلكه في أعمال مكررة أو تافهة مثلما نشاهد الآن، لكنه عندما يقرر العودة إلى التلفزيون بعد الابتعاد عنه ثلاث سنوات فإنه يعود بمسلسل “حبل المودة” ولا يكتفي فيه بالبطولة فقط ولكنه هو المؤلف أيضاً ويعني ذلك انه اختار الموضوع الذي يفضل ان يطل به على المشاهدين، كما اختار الشخصية التي يقدمها، والموضوع والشخصية مختلفان تماماً عن كل أعماله السابقة، وحشد فيه نخبة كبيرة من النجوم إلى جواره كما أعطى الفرصة لعدد كبير من الوجوه الجديدة. وأكمل هذه الأدوار بتصديه لإنتاج المسلسل حتى يضمن الجودة وعندما أحس أن عدداً كبيراً من المشاهدين قد يحرم من مسلسله عند طلب تلفزيون الكويت عرض المسلسل “حصرياً” على شاشته رفض وأعطى لهم حق العرض الأول فقط، وعرض المسلسل على أكثر من قناة ولايزال يعرض حتى الآن”.
مدير مكتب مجلة “سيدتي” الناقد فرحان الفحيمان أعطى هذا اللقب للفنان الكبير غانم الصالح وبرر ذلك بقوله “غانم الصالح فنان قدير وحسب ولكنه معطاء وعنده قدرة كبيرة على التنوع في الأداء وهذا العام قدم لنا أربعة مسلسلات هي “صاحبة الامتياز” و”الاختيار الصعب” و”عتيج الصوف” و”خال الحكم” وفي المسلسلات الأربعة قدم أداء جيداً وشخصيات متنوعة. ورغم أن جميع المسلسلات عرضت بالمصادفة في رمضان إلا أننا لم نشعر بالتكرار أو الملل من وجوده، وهذا في حد ذاته يعتبر نجاحاً كبيراً يؤكد أنه يختار أدواره وأعماله بعناية فائقة، وعندما يستطيع فنان التواجد في عام واحد في أربعة مسلسلات جيدة ويقدم فيها أدواراً متنوعة ومختلفة عن أدواره السابقة وسط هذا الكم الكبير عدداً والقليل قيمة فإنني أرى أنه يستحق منا لقب نجم العام”.
28-12-06, 03:18 PM
العرض العادي
