فضائل صلاة الليل
قال الله تعالى : ( ومن الليل فتجهد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ) .
وقال تعالى : ( ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو أنقض منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً ) .
قال الصادق (ع) : سأل رجل علي بن أبي طالب (ع) عن قيام الليل بالقرآن فقال له : ابشر من صلى من الليل عشر ليله مخلصاً لله ابتغاء مرضات الله تعالى قال الله تعالى لملائكته : اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في النيل من حبة وورقة وشجرة وعدد كل قصبة وخوط ومرعى ، ومن صلى تسع ليله أعطاه الله عشر دعوات مستجابات وأعطاه كتابه بيمينه يوم القيامة ، ومن صلى ثمن ليله أعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النية وشفع في أهل بيته ، ومن صلى سبع ليله خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر حتى يمر على الصراط مع الآمنين ، ومن صلى سدس ليله كتب من الأوابين وغفر له ماتقدم من ذنبه ، ومن صلى خمس ليله زاحم ابراهيم الخليل في قبته ، ومن صلى ربع ليله كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح العاصف ويدخل الجنة بغير حساب ، ومن صلى ثلث ليله لم يبق ملك الا غبطه بمنزلته من الله تعالى ، وقيل له : ادخل من أي ابواب الجنة الثمانية شئت ، ومن صلى نصف ليله فلو أعطي مل الأرض ذهباً سبعين ألف مرة لم يعدل جزاءه وكان له ذلك أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد اسماعيل ومن صلى ثلثي ليله كان له من الحساب قدر رمل عالج أدناه حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات ، ومن صلى ليلة تامة تالياً لكتاب الله تعالى راكعاً ساجداً وذاكراً اعطي من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته أمه ، ويكتب له عدد ماخلق اللله من الحسنات ومثلها درجات والنور في قبره وينزع الاثم والحسد من قلبه ويجار من عذاب القبر ويعطى براءة من النار ويبعث من الآمنين ويقول الرب تبارك وتعالى للملائكة : ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيا ليلته ابتغاء مرضاتي اسكنوه الفردوس ، وله فيها مئة ألف مدينة جميع ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين . ومالا يخطر بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة .
وقال الرضا (ع) : عليكم بصلاة الليل فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل فيصلي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر ، واستغفر الله في قنوته سبعين مرة إلا أجير من عذاب القبر ومن عذاب النار ، ومد له في عمره ووسع عليه في معيشته ثم قال عليه السلام ان البيوت التي يصلي فيها بالليل يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض .
قال رسول الله (ص) : اذا قام العبد من لذيد مضجعه والنعاس في عينيه ليرضي ربه تعالى بصلاة ليله باهى الله تعالى به الملائكة ، وقال أما ترون عبدي هذا قد قام من لذيد مضجعه لصلاة لم أفترضها عليه أشهدوا عني غفرت له .
وقال عليه السلام : كذب من زعم أنه يصلي الليل ويجوع بالنهار .
وروي أن جبرئيل (ع) : نزل على النبي (ص) فقال : يا محمد عش ماشئت فانك ميت وأحبب من شئت فنك مفارقه واعمل ما شئت فانك ملاقيه شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كف الأذى عن الناس .
وقال الصادق (ع) : عليكم بصلاة الليل فانها سنة نبيكم ودأب الصالحين قبلكم ومطردة الداء من أجسادكم .
قال رسول الله (ص) : من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار .
وسأل الصادق (ع ) : عبدالله بن سنان عن قوله تعالى : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) قال هو السهر في الصلاة .
قال الصادق (ع) : ليس من شيعتنا من لم يصلي صلاة الليل معناه انه ليس من شيعتهم المخلصين وليس من شيعتهم أيضاً من لم يعتقد فضل صلاة الليل وأنها سنة مؤكدة ولم يرد عليه السلام انه من تركها لعذر أو كسل فليس من شيعتهم على حال لأنها نافلة وليست فريضة غير أن فيها فضلاً كثيراً .
وأخير أيها الأخوة جعلنا الله وأياكم من القائمين القانتين المصلين لصلاة الليل .
أخوكم المحب
العنيد
