موضوع مفصل
جزيرة تاروت
من أقدم مدن التاريخ يقدر عمرها بخمسة آلاف سنة
تضم جزيرة تاروت خمس قرى منفصلة عن بعضها
تقع جزيرة تاروت التي تعتبر من اهم المعالم التي تشتهر بها المنطقة الشرقية شرق القطيف داخل خور واسع من البحر يحيط به غرباً ساحل القطيف وجنوباً ساحل الدمام وشمالاً رأس تنورة الممتد إلى محاذاة الجزيرة من الشرق وتعتبر جزيرة تاروت أوسع الجزر الواقعة على شاطئ الخليج داخل المملكة بل أكبر جزيرة فيه بعد جزيرة البحرين وترتبط الجزيرة حالياً بالقطيف بطريق عبر الخليج تم إنشاؤه عام 1385هـ وتبلغ مساحتها حوالي 70 كم2.
« التسمية»
إن هذه الجزيرة تعد واحدة من أقدم مدن التاريخ يقدر عمرها بخمسة آلاف سنة على أقل تقدير فقد كانت مسكناً لمزيج من العشائر الكنعانية والفنيقية ويعني اسمها في اللغات السامية (الخير والجمال) ودونت في كتب اليونان باسم «تارو « و «ثارو» وكذا دونت في كتب قدماء الصين بنفس الاسم ودونت في الكثير من كتب التراث والتاريخ القديم باسم « عشتاروت « و»عشتروت « وارجع البعض اسمها إلى تيروس ولقد اختلف المؤرخون في أصل التسمية لهذه الجزيرة وذهبوا مذاهب شتى فرأى البعض «ان اسمها الأصلي (تيروس « أو تاروس» ومنها اشتق اسمها الحالي)
أما اليونان فقد أطلقوا عليها اسم !تارو» كما جاء في جغرافية بطليموس « أو عشتروت «اسم المعبود الفنيقي بعد حذف أول الاسم « ويذهب الكثيرون من المؤرخين إلى أن «اسمها الأصلي عشتاروت أو عشتروت والتي يرى البعض من المتأخرين أن البلدة الحالية تقوم على أنقاض بلدة قديمة كما يبدو من أسس البناء والتي تتكون من صخور ضخمة تحيط بمجرى العين الحالية ويقع منبع العين داخل البلدة من تحت ربوة عالية هي من بقايا لقلعة مرتفعة أقيمت في العصور المتأخرة على مرتفع يرى البعض من المتأخرين أنه كان هيكلا للوثن «عشتروت « ومنه اشتق اسم الجزيرة .
«القرى»
وتضم جزيرة تاروت خمس قرى منفصلة عن بعضها وهي تاروت وتضم عشر قرى هي الديرة والتي كانت محاطة بسور يحيطها من جميع الجهات وقد اندثر حالياً وليس له وجود وهي الحي الأقدم في جزيرة تاروت و المرتفع عن الأحياء كأنه في تل والسبب في ذلك هو اعماره منذُ آلاف السنين حيث يعود تاريخه إلى عهد الفينيقيين حيث تجد فيه البيوت الطينية والحجرية متراصة ذات أزقة ضيقة وممرات، وبالتجول بين أزقتها تفوح رائحة الماضي والتاريخ العميق وبالعبور تحت أسقفها تترسم بالاذهان ذكريات أجيال قديمة مرت من هنا,الوقف ,الدشة وهي دشيش ومعنى الدشة في اللهجة الدارجة ( الدخلة) ودش في اللغة سار الى الامام , ارض الجبل, الخارجية , الحسينية, الاطرش, الحوامي, الجويز, الجفرة.
كما تضم منطقة سنابس, الزور, الربيعة, دارين التي تضم اربعة احياء هي الشرق, الحوطة, الشمال, الحالة وهي جزيرة منفصلة سابقاً ردم ما حولها عام 1399هـ اصبحت هي ودارين ( الام) جزيرة واحدة.
« جزيرة تاروت»
تعتبر جزيرة تاروت من اهم الثغور البحرية لبلاد القطيف فكانت في العهود القديمة ذات ميناء ترسو فيه السفن القادمة من موانئ الخليج ومن بحر العرب ومن موانئ الهند, وتاروت هي المدينة الام التي سميت الجزيرة بها وهي تتمركز في جزيرة تاروت يحيط بها القرى الصغيرة التي تتبعها وهي تعرف اليوم بالديرة حيث انها المركز الاساسي للقرى التي استحدثت في فترات متفاوتة وقد كان للديرة سور يحيط بها ويصد هجمات المعتدين عنها ويحد الديرة من جهة الغرب حصن تاروت والذي هو يعتبر الحصن الحصين في هذه الجزيرة وكان به اربعة ابراج ويقع على ربوة عالية تعتبر ارفع مكان في الجزيرة وللشمال منه يوجد عين تاروت الذي يعرف بالحمام وينبوعه بالعين وتسمى عين العودة حيث كانت المورد المائي الوحيد سابقاً لجهة الجنوب , والجدير ذكره ان في بلدة تاروت «نخل كثير» يقدر بخمسين الف نخلة .
وفي القرون الوسطى اشتهرت هذه الجزيرة بكثرة ما كان فيها من المسك والافاويه وكان السمك هو الغذاء الرئيسي للاقوام التي عاشت منذ الايام القديمة على شواطئ الخليج.
تمثال ذهب
وقد تم العثور على تمثال من الذهب الخالص يمثل الالهة عشتاروت في احد بساتين النخيل بتاروت ملقى على الارض وهناك الكثير من التماثيل والاواني النحاسية والفخارية والاسلحة التقليدية التي اكتشفت بتاروت موجودة في متحف الرياض , كما يوجد بها القلعة البرتغالية الموجودة في الديرة وهذه القلعة رممت عام 951 هـ وهي على انقاض مستوطنات سابقة يعود اقدمها الى 5 آلاف سنة مضت.
كما يوجد بها قلعة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني التي بنيت عام 1303هـ وقلعة ابو الليف الموجودة في البحر بين جزيرة تاروت والقطيف والمساجد الثلاثة الموجودة على طريق القطيف القديم وهي الحويتم وابوزمر ومسجد المدبوحة .
« سنابس»
تتربع على الشاطئ الشرقي للجزيرة وهي ليست مدينة حديثة حيث يوجد بها عدد من البيوت المبنية باللبن وتعد هذه المدينة همزة وصل بين كل قرى الجزيرة شأنها شأن تاروت وفي سنابس ميناء صغير لقوراب الصيد وبها مركز لسلاح الحدود ,
سنابس, إحدى قرى جزيرة تاروت , ثاني أكبر الجزر في الخليج العربي وأكبر جزر الساحل الشرقي بالمملكة العربية السعودية . وتقع سنابس على الساحل الشرقي لجزيرة تاروت وتمتد على شاطئه بحوالي اربعة كيلو مترات, تحدها من الجانب الجنوبي الغربي الربيعية ومن الغرب قرية تاروت ومن الشمال الزور ومن الجنوب دارين. يقدر عدد سكانها حالياً ب 7 آلاف نسمة. عمل سكان سنابس في الماضي بصيد السمك واستخراج اللؤلؤ . وكانت سنابس فيما مضى أحد الموانئ في منطقة الخليج تستقر على شاطئها سفن البحارة والصيادين ويبلغ عدد قوارب الصيد فيها حوالي 140 قارباً . وبهذا فالقرية تمثل مكانة هامة لدى البحارة والطواشين . ألا أن بحارة سنابس الآن يستخدمون فرضة الزور أو دارين المجاورتين.
تعددت الروايات في أصل تسمية المنطقة بهذا الاسم فهناك رواية تقول ــ حسب السيد عبد الله السيد حسين الساري (حسب المنقول من صفحة سنابس البحرين)ــ بأنها ترجع إلي قبيلة (بني سنبس) التي كانت تسكن المملكة العربية السعودية في منطقة الخبر وقد فرت هذه القبيلة بسبب الاعتداء الذي تعرضت له في احدي الليالي إلي البحرين ، وسكنت هذه المنطقة وسميت باسمها إلي أن حرفت إلي سنابس ، أما باقي أفراد القبيلة فقد فروا إلي البحرين ، وكذلك سميت المنطقة التي سكنوها سنابس.
وكان سكانها يعملون بصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ وقد استخدموا لذلك القراقير ، واللقية والقمبار والجلة والشبك وغيرها من طرق صيد السمك . وبنوا الحضرات الكثيرة لذلك أيضاً منها : حضرة الحصاصيم ، حضرة أم ربيع ، حضرة القطيعة ، حضرة الخرابيش ، حضرة أم زقان ، حضرة أم لطيور ، بدع راشد ، بدع جاسم ، بدع الزهراء ، حضرة لشميلة ، حضرة البديع ، حضرة المروحنية ، حضرة أم اعمامة ، وحضرة أم لتيوس ، وحضرة لخضيرة ، وحضرة الحصيصين ، وحضرة بن غنام ، وحضرة أم الحشيش ، وحضرة الفرقانة ، حضرة أمريقم ، حضرة الدرورة ، حضرة لحسينية ، حضرة أم مغيزية ، حضرة إدعجة ، حضرة لوسيطة وحضرة لشميلة . واشتهر مجموعة منهم بصناعة القراقير والسوالي لصيد السمك منهم حسن الدرازي ، علي يوسف القلاف ، محمد بن حسن آل صفوان ، محمد بن طلاق ، يوسف آل حمادة ، أحمد المسيري ، صـالح إسماعيل ، عبد الله ويوسف أبناء أحمد الدرورة ، حسن كاظم المتوزي ، علي عبد الله آل رمضان ، سلمان آل رمضان ، إبراهيم الدبيسي ، على أحمد الدبيسي ، صالح بن سالم ، حسن موسى حماد ، إبراهيم العصافرة ، إبراهيم يعقوب العرادي ، حسن عبدالمحسن الدرازي ، محسن بن دغام ، رضي بن علي الطوال ، إبراهيم عزيز شطي ، عيسى الكرانات ، حبيب بن داود ، علي بن أحمد المطوع ، محمد الطبيلي ، إبراهيم علي آل خيري ، محمد ناصر العبداللطيف ، محمد بن علي القصيلة وحسن بن أحمد, وعادل ومحمد أبناء علي معتوق آل علوة و الحاج إبراهيم أحمد المبشر.
ومن نواخدة البحر المشهورين: علي بن علي العبيدي, عبد الله بن علي العبيدي (ابو منير), راشد الضامن, يوسف الضامن, سيد ماجد, محمد حسن الدغام, احمد احمد الزوري, يوسف الزوري, عبد الله الزوري, محمد علي آل حبيب (ابو نعيم), حسن بن سلمان آل حبيب, ابراهيم الحماقي, علي درويش (ابو عادل), علي ضيف, علي ابو عبيد, حسن بن عيسى الزوري, ابو احمد عليوات, حسن بن علي عليوات (ابو فلاح), ابو احمد آل سعيد, سلمان بن حبيب, ابو احمد الدرورة, ابو سلمان ابو علوه, ابو عبد الله حبيل, علي حبيب ابو عبدالله, عبدالله العبندي (ابو حليم), حسن العبندي ومحمد حسن العبندي, جعفر الزوري و علي بن احمد الزوري, ابو عاطف علي الراشد (الكويتي), ابو مهدي بن سالم واخوه, سلمان ابو علوه, جاسم عيسى الكرانات, حسين قاسم آل حسن, توفيق المبشر, جاسم علي ابو حسين. تجار اللؤلؤ علي بن عبدالله الحبيب و ابو احمد الكواي. ومن تجار البحر والادوات البحرية المشهورين حسن بن عيسى ابو حسين. قلاليف البلد: ضيف القلاف.
شيوخ ومعلمين القرآن: الشيخ علي بن يحيى, الشيخ محمد حسن العليوات وحجي علي العباس, حجي صالح المقبقب, وابو احمد حبيب العلق و حجي علي هلال فردان.
من الحسينيات المشهورة والقائمين عليها: حسينة مكي الخباز القائم عليها ابو سعيد الخباز, حسينية المعزى القائم عليها ابو علي شطي واخوه و تلاه علي منصور العبيدي, مسجد عزيز القائم عليه حجي ابوحسين علي دعبل, حسينة الجارودي القئم عليها ابوعلي الجارودي, حسينية الناصري القائم عليها سلمان الناصري, حسينية الصادقية والقائم عليها يوسف الدولة, حسينية العودة القائم عليها ابواحمد علي بن حبيب, حسينية الزهراء القائم عليها ابو علي آل كيدار.
سنابس تحتوي على آثار كثيرة من العهد الإسلامي القديم والعثماني و البرتغالي، للأسف أنها دمرت ولم يبقى منها شئ ،لا يوجد في سنابس – سابقاً – سوى حارتين هما : الحي الشمالي، والحي الجنوبي، ومن حوالي الأربع عقود امتدت لتكون حارات جديدة منها ((حي مدينة العمال)) فيما نشأ ((حي مزرعة الصفّار)) إلى جنوب سنابس في الثمانينات الميلادية, فيما امتد السكن خلال السنوات القليلة الماضية باتجاه الغرب مع تنفيذ مقر نادي النور الرياضي وتخطيط الاراضي المحيطة به. تضم سنابس نادي النور الرياضي والذي اشتهر بفريق قوي لكرة اليد استطاع تحقيق عدة بطولات في الدوري الممتاز السعودي وبطولات الاندية بالخليج وأيضا على مستوى اندية الدول العربية والآسيوية لكرة اليد. من المسميات القديمة لنادي النور (نادي الهلال بسنابس)
تحفل سنابس بالكثير من المبدعين رسامين كعبداللعظيم الضامن ، وهو رسام تشكيلي يعتبر من أهم الرسامين التشكيليين في الخليج ، وتضم شعراء كبار أبرزهم الشاعر والقاص جميل الحبيب مؤلف رواية ((رجل ملهم))، ومحمد حسن الماجد صاحب ديوان ((سند الرمل))، وعلى الدرورة الباحث والمتخصص في التراث الخليجي والذي ألف حول ذلك العديد من المؤلفات.من الفنانين المبدعين بالاضافة الى الفنان عبد العظيم الضامن هناك الفنان المبدع باقر الهاشم والفنان ورسام الكاريكاتير ماهر العاشور والفنان المرحوم عبد العظيم العاشور.
«قرية الزور»
وهي من القرى الصغيرة في الطرف الشمالي للجزيرة وكانت تعرف بثنية من الانثناءة الجغرافية التي تتخذها وهو رأس من الارض ممتد داخل البحر ويسمى زوراً والازوار في الخليج كثيرة ويوجد في غرب الزور تلال عددها 33 تلاً وهي عبارة عن مستوطنات هيلينية محترقة تعود الى ما قبل الميلاد بقرن واحد وقد وجد في هذه التلال هياكل ادمية محترقة وقطع اواني فخارية متكسرة وقد سور هذا الموقع الاثري عام 1407هـ ويعرف المكان بدوحة مبيريك نسبة لعبد يدعى مبارك هو من عبيد ال بوفلاسة وقد عمر قرية الزور مجموعة من الامارتيين والعمانيين ويوجد في الزور مسجد واحد فقط بني سنة 1400هـ ومركز لخفر السواحل .
وفي الزور ميناء قديم له اهميته بالنسبة لاهالي سنابس وتاروت وقد وصل عدد السفن الشراعية التي تزوره ذات يوم الى 300 سفينة لصيد الاسماك واستخرج اللؤلؤ اما الان فتضاءلت اهميته بسبب افتتاح ميناء دارين , وفي غرب الزور توجد تلال رمالها محترقة فيها قواقع بحرية بمختلف الاشكال وبعض الاحجام الترسبية وقطع اواني الفخار .
« الربيعية»
اسسها الملا حسن بن ربيع الشاعر المعروف صاحب ديوان الزهور الربيعية عام 1340هـ عندما كان تلميذاً للعلامة عبدالله بن معتوق وقد كان معظم منازلها الى وقت قريب من العشش اما الان فتطورت تطوراً ملحوظا ويوجد بها اربعة مساجد ومدرستان وسوق وحمام شعبي واحد يسمى عين السعودية التي تقع على مكان اثري يعتبر احد الاماكن الاثرية المهمة في جزيرة تاروت وقد كان بها مستشفى جزيرة تاروت الذي بني عام 1383هـ وهدم عام 1402هـ تحول الى مستوصف العناية الاولية واقتصر على الربيعية حيث يوجد مستوصف واحد في كل قرية في جزيرة تاروت عدا الزور. يوجد بها عين ماء تسمى عين السعودية وهو بئر ارتوازية يقابل المسجد الجامع في سوق الربيعية الشعبي ويفصل الربيعية عن البحر مزرعتان هما مزرعة الكويتي والصفار ويربطها بدارين خط ساحلي مسفلت واخر زراعي بتاروت ,كما يوجد برج للماء في مستشفى تاروت الكبير الذي بني في عهد الملك عبدالعزيز وفيها فريق رياضي يدعى الهدف اسس عام 1368هـ.
« دارين»
وهي القرية الاخيرة في الساحل الشرقي للجزيرة ومن اشهر موانئ البحر العربي الشرقي منها تصل بضائع الشرق الى مختلف انحاء الجزيرة من الاقمشة وانواع الطيب والافاوية والاسلحة كالرماح والسيوف لانها تقع على ساحل تصل اليه السفن بسهولة ويسر لعمقه ولقلة الحواجز الصخرية التي تعوق سير السفن ولكن هذا الميناء فقد اهميته بعد انشاء ميناء البصرة وبعد اتخاذ العقير ميناء العصور الاخيرة, ودارين هي مكان ينسب اليه المسك وقيل بها البيت المشهور:
يمرون بالدهنا خفافاً عيابهم ويرجعن من دارين بجرا الحقائب
والبحارة اطلقوا على الجزيرة ( جزيرة دارين) لانها اول ما يقابلون اذا اتوا مبحرين وتقسم دارين الى ثلاثة احياء وهي الشرق والحوطة وتجرى فيها المتاجرة بالتوابل والعطور والذهب واللؤلؤ, اما الحي الثالث فهو عبارة عن جزيرة صغيرة تسمى الحالة وقد اختفت معالمها عام 1399هـ اذ ردم ما حولها برمال صحراوية .
وقد وجد بدراين جرتا دراهم فضية بتأثيرات ساسانية وهي عبارة عن قطع مستديرة من الفضة على احد وجهيها نقش يمثل الجزء العلوي من صورة كسرى الفرس ويظهر وجهه في وضع جانبي وعلى رأسه التاج الساساني المجنح وعلى الوجه الثاني للدرهم حارسان مدججان بالسلاح او واقفين بدونه ويمكن اعتبارهما كاهنين بينهما معبد النار الذي يسهران على حدمته او حراسته. ويعتبر مطار دارين الذي انشئ بها كأول مطار ينشأ بالمنطقة الشرقية حيث انشئ قبل الحرب العالمية تقريباً عام 1938م بالرفيعة بالقرب من الربيعية في جزيرة تاروت .
« قلعة تاروت»
وتقع قلعة تاروت التي تم بناؤها بين عامي1515و1521م في وسط جزيرة تاروت وبالتحديد في الطرف الجنوبي الغربي من حي الديرة ولكن من غير المعروف حتى الآن من الذي بناها رغم ترجيحات بعض الباحثين من ان أهالي القطيف وتاروت بنوها لتحميهم من هجمات البرتغاليين إبان غزواتهم إلا ان البعض يرى ان الغزاة البرتغال هم الذين بنوها لتحميهم من هجمات الأتراك ضدهم إلا أنهم اضطروا لتسليم القلعة عام 1559م وخرجوا من تاروت إلى جزيرة أوآل (البحرين). وتتكون القلعة من 4 أبراج يقوم كل واحد منها في ركن من أركانها فناؤها مستطيل تتوسطه بئر عميقة يعتقد أنها لتخزين المؤونة في فترات الحصار ويزخر متحف الرياض الوطني بكثير من المقتنيات الأثرية ذات الدلالة التاريخية الهامة، التي تم اكتشافها في منطقة قصر تاروت الأثري، وكان آخر ما اكتشف هو مدفع حربي قديم ، يعود بتاريخه لنفس الحقبة الزمنية، وهو موجود في متحف الدمام الإقليمي
« المساجد في تاروت»
أشهرها مسجد السوق ويعرف بمسجد العين أو الحمام, مسجد الشيخ رضي الصفار وهو داخل الديرة , مسجد الحوامي ويعرف بمسجد ابو مهدي, مسجد ابو غامس في الحوامي, مسجد ابو عزيز قرب سوق السمك القديم , مسجد ابو ذر الغفاري المعروف بمسجد المضوي سابقاً على طريق دارين .
«الرياضة في تاروت»
هناك نواد كثيرة في الجزيرة اهمها الهدى بتاروت و النور بسنابس الذي تأسس عام 1391هـ بعد ان سجل رسمياً غير اسمه السابق وهو هلال الجزيرة و الجزيرة بدارين والهدف في الربيعية الذي تأسس عام 1386هـ ولكل الاندية انشطة رياضية وثقافية داخل مبانيها
« الصناعات»
كانت هناك مصانع صغيرة منها مصنع الاواني الفخارية وكان الاهال يصنعون بعض حاجياتهم مثل الحبال و الفرش مثل الخوصية والصوفية ويقوم بهذا العمل سيدات المجتمع التاروتي كما عرف على رجال اهل تاروت بصناعة المراكب الشراعية وصناعة الاثاث كالسجم وهو سرير نوم الطفل ( المنز) والقفص وهو لوضع الطيور وهناك انواع منها لوضع الفواكة والخضار وهذه الصناعات تتعلق بالنخلة التي تعتبر المصدر الاول لهذه الصناعات الشعبية.
اما في السنوات الاخيرة ظهرت مصانع كثيرة منها مصنع للثلج ومصنع للطوب الاسمنتي والالمنيوم ومصانع قطع الحجر والرخام ومصنع للحلوى في دارين وهو الوحيد والفريد في جزيرة تاروت هذا بالاضافة الى ورش الحدادة والنجارة والميكانيكا .
عادات وتقاليد
من المعتاد عند أغلب الاسر في المنطقة أن يتخير أهل العروسين لاعلان يوم الخطبة يتفاءلون به ويتوافد المدعوون من الأهل والجيران لكلا العروسين وتبدأ سلسلة التهاني والتبريكات، ورائحة البخور والطعام والمولد هو السائد وقد جرت العادة في تاورت أن يقوم أهل العريس بتقديم كمية من السمك لأهل العروس ويقوم هؤلاء بدورهم بتوزيع السمك على الأهل والمعارف والجيران اعلاماً لهم أن الفتاة ابنة فلان قد خطبت الى ابن فلان، وهي من العادات التي تتميز بها جزيرة تاروت عن بقية جاراتها مع العلم أن هذه العادة بدأت تختفي هذه السنوات الا أنها لا زالت موجودة ويقوم بعض الناس أو الأسر الميسورة بإبقاء هذه العادة.
وجرت العادة ايضاً أن تحجز الخطيبة في البيت بعد اعلان خطبتها فلا تبرحه الا للأمور الهامة التي تستدعي خروجها، وبقاؤها في البيت يتطلب من الأم ايضاً اعدادها اعداداً تاماً لكي تصبح زوجة كاملة لتحوز على رضا زوجها وأهله وبالطبع من العادة المتبعة قديماً أن الخطيب لا يحضر بيت خطيبته أيام الخطبة ولا يراها الا ليلة الدخلة. كما تعتبر ليلة الغسالة من الليالي التي اندثرت في المجتمع التاروتي فقد كانت العادة أن تستقبل الفتاة صديقاتها وبنات حيها وقريباتها عند غروب الشمس أو قبلها بقليل ويسيرون في موكب تتقدمهن العروسة وهن ينشدن الاناشيد حتى يصلن الى «العين العوده» الخاصة بنساء البلدة وبعد الانتهاء من الاستحمام يعدن الفتيات بالعروسة الى دارها بأغانيهن الشعبية وزغاريدهن، ومن أغانيهن:
هبهب يا مشمر1من فوق رأس البيض
هبهب يا مشمر
خلها تتكشمر2 (فلانة) كحيلة العين
خليها تتكشمر .
وهكذا يبقين في الغناء حتى يصلن الى دار أبيها ويكملن فرحتهن وأناشيدهن حتى ساعة متأخرة من الليل، ثم يتركوها متمنين للعروسين السعادة والهناء ,بينما نجد العريس في بيته جالساً على كرسي صغير وحوله الشباب يغنون ويرقصون ويقوم المحسِّن (الحلاق) بحلق شعر رأسه وذقنه ثم يأخذه الشباب في موكب حافل بالاناشيد والتصفيق حتى يصلوا به الى أحد العيون أو حمام باشا، ولا يكادون يدخلون حتى يقوم الشباب بخدمته من فرك جسمه وتجهيز ملابسه، وبعد الانتهاء من استحمامه ما يبرحون الخروج من الحمام بأناشيدهم وأغانيهم الشعبية وهم في طريقهم الى بيت العريس، ومن أناشيدهم»سبحان الله والحمد لله ولا اله الله..والله أكبر», أما اليوم فقد تغير بعض الشيء في مراسيم الزفاف أهمها هو بقاء الزوج في بيت أهل زوجته فقد بدأت هذه العادة تتلاشى إن لم تكن قد تلاشت فعلاً ففي السابق كان يزف العريس الى بيت أهل زوجته ويظل هناك بعض الأيام ثم ما يبرح أن يذهب الى بيته أو المسكن الذي يقطنه فربما كان يسكن مع والديه .
«قيل عن تاروت»
قال النابغة:كقوم من أهل الهند صهبا لحاؤهم يبيعون في دارين مسكـاً وعنبـرا.ً
قال أعشى قيس : لها أرج في البيت عال كأنما ألـم مـن تجـر داريـن أركب.
قال جرير :ذكرتنـا مسـك داري لـه أرج وبالحنى خزامى طلها الرهم .
وذكرها الفرزدق قائلاً : فلـمـا اجتمعـنـا بالعـالـي بينـنـا ذكي أتى من أهل دارين تاجره
قال أبو نواس: فيـه مـدام كعيـن الـديـك صافـيـة من مسك دارين فيها نفحة الفار.
تحياتي
الاميرالكنعاني