آداب الدعاء
في الأوقات المرجوة لاستجابة الدعاء
عن أمير المؤمنين (ع) قال : اغتنموا الدعاء عند أربع .. عند قراءة القرآن ، وعند الأذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة . {مكارم الأخلاق}
عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا رق أحدكم .. فليدع ، فإن القلب لا يرق حتى يخلص .{مكارم الأخلاق}
عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : إن الله عز وجل يحب من عباده المؤمنين كل عبد دعاء ، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتقسم فيها الأرزاق ، وتقضى فيها الحوائج العظام .{مكارم الأخلاق}
في فضل الدعاء وآدابه
قال الصادق (ع) : سلوا الله عز وجل ما بدا لكم من حوائجكم .. حتى شسع النعل فإنه إن لم ييسره لم يتيسر.{مكارم الأخلاق}
عن الصادق (ع) قال : من سره أن يستجاب له في الشدة .. فليكثر الدعاء في الرخاء.{مكارم الأخلاق}
عن الرضا (ع) قال : دعوة العبد سرا دعوة واحدة ، تعدل سبعين دعوة علانية .{مكارم الأخلاق}
عن أبي عبد الله (ع) قال : إن الله تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعا ولكن يحب أن يبث إليه الحوائج .{مكارم الأخلاق}
عن الصادق (ع) قال: إن الله عز وجل لا يستجيب دعاء يظهر من قلب ساه فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة .{مكارم الأخلاق}
قال الصادق (ع) : لا يلح عبد مؤمن على الله تعالى في حاجة إلا قضاها له .{مكارم الأخلاق}
عن أبي عبد الله (ع) : أن في كتاب أمير المؤمنين (ع) : أن المدحة قبل المسألة فإذا دعوت الله عز وجل فمجده ، قال : قلت : كيف أمجده ؟.. قال : تقول : يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد ، يا فعالا لما يريد ، يا من يحول بين المرء و قلبه ، يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من ليس كمثله شيء . {مكارم الأخلاق}
آداب النكاح
صلاة ليلة الزفاف
قال الباقر(ع) : اذا زفت اليك العروس فمر ان تتوضا من قبل ، وتوضا انت وصل ركعتين وقل يامروها ايضا بالصلاة ركعتين .. ثم احمد الله وصل على محمد وال محمد ، ثم ادع وأمر من حضر معها من النساء ان يؤمن .. وقل اللهم ارزقني الفها وودها ورضاها ، وارضني بها واجمع بيننا باحسن اجتماع ، وآنس ائتلاف ، فانك تحب الحلال وتكره الحرام .
قال الصادق (ع) : اذا دخلت على العروس ليلة الزفاف ، فخذ ناصيتها وادرها الى القبلة وقل : اللهم بامانتك اخذتها ، وبكلماتك استحللتها .. فان قضيت لي منها ولدا ، فاجعله مباركا تقيا من شيعة ال محمد ، ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا .
الأوقات المستحبة والمكروهة للزفاف والنكاح وبعض آداب النكاح :
قال رسول الله (ص) : زفوا عرائسكم ليلا وأطعموا ضحى.{البحار ج100:ص268 }
من وصايا النبي (ص) : .... لاتجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره ، فان الجنون والجذام والخبل يسرع اليها والى ولدها . {البحار ج100}
لا تجامع امرأتك بشهوة إمرأة غيرك ، فإني أخشى إن قضى بينكما ولد أن يكون مخنثاً ، مؤنثاً ، مخبّلاً . .
من كان جنباً في الفراش مع إمرأته ، فلا يقرأ القرآن ، فإني أخشى عليهما أن تنزل نار من السماء فتحرقهما .
لاتجامع إمرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة ، ولاتمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة ، فإن ذلك يعقب العداوة بينكما ، ثم يؤديكما الى الفرقة والطلاق .
لاتجامع إمرأتك من قيام ، فإن ذلك من فعل الحمير.....
نهى رسول الله (ص) أن يغشى الرجل المرأة وقد أحتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى ، فإن فعل وخرج الولد مجنوناً فلا يلومنّ إلا نفسه .{الوسائل من أبواب مقدمات النكاح}
عن أبي عبدالله (ع) : لايجامع الرجل إمرأته وفي البيت صبي فإن ذلك ممايورث الزنا .
عن رسول الله (ص) : إذا تجامع الرجل والمرأة لايتعريان فعل الحمارين ، فإن الملائكة تخرج من بينهما إذا فعلا ذلك .{البحار ج100}
عن أبي عبدالله (ع) : كان إذا أراد أن يعاود أهله للجماع توضأ وضوء الصلاة .
{البحار ج 100}
نهى النبي (ص) أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها.{مكارم الأخلاق}
نهى النبي(ص) أن يقول الرجل للرجل .. زوجني أختك ، حتى أزوجك أختي .{مكارم الأخلاق}
يكره ايقاع العقد والقمر في برج العقرب .. وايقاعه في محاق الشهر. ( منهاج الصالحين )
تستحب التسمية عند الجماع ، وان يكون على وضوء سيما اذا كانت المرأة حاملا ، وان يسال الله تعالى ان يرزقه ولدا : تقيا ، مباركا ، زكيا ، ذكرا ، سويا . ( منهاج الصالحين )
يكره الجماع ليلة الخسوف ويوم الكسوف .. وعند الزوال الا يوم الخميس .. وعند الغروب قبل ذهاب الشفق .. وفى المحاق .. وبعد الفجر حتى تطلع الشمس .. وفى اول ليلة من الشهر الا شهر رمضان .. وفي منتصف الشهر واخره .. وعند الزلزلة والريح الصفراء والسوداء . ( منهاج الصالحين )
يكره الجماع مستقبل القبلة ومستدبرها .. وفى السفينة .. وعاريا .. وعقيب الاحتلام قبل الغسل .ز ولا يكره معاودة الجماع بغير غسل .. ويكره النظر الى فرج الزوجة والكلام بغير ذكر الله تعالى .. وان يجامع وعنده من ينظر اليه - حتى الصبي والصبية - ما لم يستلزم محرما ، والا فلا يجوز . ( منهاج الصالحين )
ينبغى ان لا يرد الخاطب اذا كان ممن يرضي خلقه ودينه ، فعن رسول الله (ص) : اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير . ( منهاج الصالحين )
لا يجوز ترك وطء الزوجة الشابة اكثر من اربعة اشهر الا لعذر كالحرج او الضرر او مع رضاها .. وعليه فلا يجوز اطالة السفر من دون عذر شرعي اذا كان يفوت على الزوجة حقها .. ولا سيما اذا لم يكن لضرورة عرفية كما اذا كان لمجرد التنزه والتفرج . ( منهاج الصالحين )
آداب الاولاد
تأديب الأطفال
يستحب التلطف بالطفل ، وقد ورد أن من قبّل ولده كتب الله له حسنة ، وورد الأمر بإكثار تقبيله ، معللا بأن لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسائة عام ، وورد أنه إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للوالد عتق نسمة ، وورد الأمر بالتصابي مع الصبي ، وورد الأمر ببر الأولاد بعد بر الوالدين ، فقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال : قال له رجل من الانصار من أبر ؟ قال والديك ، قال : قد مضيا ، قال بر ولدك . وأن الله ليرحم العبد لشدة حبه لولده ، وعن الرسول (ص) أنه قال : أحبوا الصبيان وارحموهم ، وإذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم ، فإنهم لايرون إلا أنكم ترزقونهم ، وأن الله عز وجل لا يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان .
ورد الأمر بتعليم الصبي معالم الدين والمذهب قبل أن يسبق أحد إليه من أهل الضلالة فيفسد عقيدته ، فإن القلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته ، فيلزم المبادرة إليه بالأدب والدين قبل أن يقسو قلبه ويشتغل لبه .
روي عن الصادق (ع) أنه قال : أمهل صبيك يلعب حتى يأتي له ست سنين ، ثم ضمه إليك سبع سنين فأدبه بأدبك ، فإن قبل وأفلح وصلح وإلا فخل عنه فإنه لاخير فيه .
عنه (ع) أنه قال : الغلام يلعب سبع سنين ، ويتعلم الكتاب سبع سنين ، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين .
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : يرف الصبي سبعاً، ويؤدب سبعاً ، ويستخدم سبعاً ، ومنتهى طوله في ثلاث وعشرين سنة ، وعقله في خمس وثلاثين ، وما كان بعد ذلك فبالتجارب .
عن النبي (ص) أنه قال : الولد سيد سبع سنين ، وعبد سبع سنين ، ووزير سبع سنين ، فإن رضيت خلائقه في احدى وعشرين سنة ، وإلا ضرب على جبينه ، فقد أعذرت إلى الله تعالى .
عن أحدهما (ع) أنه قال : إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات : قل لا إله إلا الله ، ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوماً ، فيقال له : قل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سبع مرات ، ويترك حتى يتم له أربع سنين ، ثم يقال له سبع مرات : قل اللهم صل على محمد وآل محمد ، ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ، ثم يقال له : أيهما يمينك وأيهما شمالك ؟ فإذا تم له ست سنين يقال له : صل ، وعلم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين ، فإذا تم له سبع سنين قيل له : اغسل وجهك وكفيك ، فإذا غسلهما قيل له : صل ، ثم يترك حتى يتم له تسع ، فإذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه ، وعلم الصلاة وضرب عليها ، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله له ولوالديه .
يستحب تعليمه القرآن ، فعن رسول الله (ص) : من قبل ولده كتب الله له حسنة ، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة ، ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلتين تضىء من نورهما وجوه أهل الجنة .
عنه (ص) أنه قال : لإن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم ، وقال (ص) : أكرموا أولادكم ، وأحسنوا آدابهم يغفر لكم .
ورد الأمر بتعليمهم السباحة والرماية ، وعن العبد الصالح (ع) أنه قال : يستحب عرامة الصبي في صغره ليكون حليماً في كبره .
لابأس بالضرب للتأديب بالقدر المتعارف ، حتى إذا كان الصبي يتيماً ، لأنه إحسان إليه .
وعن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : أدب اليتيم مما تؤدب به ولدك ، واضربه مما تضرب به ولدك .
ثم إن للولد حقوقاً على الوالدين ، فمن حقوقه ما مر من تسميته بأسم حسِن ، وتأديبه ووضعه موضعاً حسناً ، والوفاء بما وعده ، وتعليمه الطهارة ومعالم الدين والقرآن الكريم ، وكذا تعليمه السباحة والكتابة إن كان ذكراً ، والغزل وسورة النور إن كانت أنثى . وورد النهي عن تعليمها سورة يوسف ، وإنزالها الغرف .
من حقوقه استفراه أمه وإكرامها ، وعدم الإساءة إليها الموجبة لحزنه .
منها : تزويجه إذا بلغ . فعن النبي (ص) أنه قال : من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن اسمه ، ويعلمه الكتابة ، ويزوجه إذا بلغ .
من السنن تخفيف الصلاة إذا صرخ ولم يكن من يسكته ..( عن أبي عبد الله (ع) قال : صلى رسول الله (ص) بالناس الظهر فخفف في الركعتين الاخيرتين فلما انصرف قال له الناس : هل حدث في الصلاة حدث ؟ قال : وما ذاك ؟ قالوا : خففت في الركعتين الاخيرتين ، فقال لهم : اما سمعتم صراخ الصبي ؟!.
عن النبي (ص) : أنه يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما ، وورد عنه (ص) أنه قال : رحم الله من أعان ولده على بره ، قال : ( قلت : كيف يعينه على بره ؟ قال ) : يقبل ميسوره ، ويتجاوز عن معسوره ، ولا يرهقه ، ولا يخرق به ، وليس بينه وبين أن يدخل في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم ، ثم قال رسول الله (ص) : الجنة طيبة ، طيبها الله وطيب ريحها ويوجد ريحها من مسيرة ألفي عام ، ولا يجد ريح الجنة عاق ولا قاطع رحم ، ولا مرخي الإزار خيلاء .
يستحب إكرام البنت التي اسمها فاطمة ، وترك إهانتها وسبها ولعنها وضربها . فعن السكوني ، قال دخلت على أبي عبد الله (ع) وأنا مغموم مكروب فقال لي ، يا سكوني ما غمك ؟ فقلت : ولدت لي ابنة ، فقال : ياسكوني ، على الأرض ثقلها ، وعلى الله رزقها ، تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك . فسرى والله عني ، فقال : ما سميتها ؟ قلت فاطمة ، قال : آه آه . ثم وضع يده على جبهته .. إلى أن قال : اما اذا سميتها فاطمة فلا تسبها ، ولا تلعنها ، ولا تضربها .
يجوز تفضيل بعض الأولاد على بعض ذكوراً وإناثاً في الحب وآثاره والعطاء ، وإن كانت التسوية أفضل .
يستحب احتساب مرض الطفل وبكاءه ، فقد ورد أن مرضه كفارة لوالديه ، وأن بكائه لا إله إلا الله ، إلى أن يأتي عليه سبع سنين ، فإذا جاز السبع فبكاؤه استغفار لوالديه ، إلى أن يأتي عليه الحدود، فإذا جاز الحد فما أتى من حسنة فلوالديه ، وما أتى من سيئة فلا عليهما .
العقيقة
هي سنة مؤكدة عن الذكر والأنثى ، وقد استفاضت النصوص بأن كل ولد مرهون بعقيقته يوم القيامة . ويتأكد الاستحباب يوم السابع . وقد سئل الصادق (ع) عن الولد يموت يوم السابع هل يعق عنه ؟ فقال عليه السلام : إن كان مات قبل الظهر لم يعق عنه ، وإن مات بعد الظهر عق عنه . ولا يجزي التصدق بثمن العقيقة عنها في القيام بالسنة حتى إن لم يوجد عينها ، للنهي عن ذلك ، معللا بأن الله تعالى يحب إطعام الطعام وإراقة الدماء ، وقد ولد لأبي جعفر عليه السلام غلامان جميعاً ، فأمر زيد بن علي أن يشتري له جزورين للعقيقة ، وكان زمن غلاء ، فأشترى له واحدة وعسرت عليه الأخرى ، فقال لأبي جعفر عليه السلام : قد عسرت علي الأخرى ، فأتصدق بثمنها ؟ قال : لا، أطلبها فإن الله عز وجل يحب إهراق الدماء ، وإطعام الطعام .
نعم تسقط العقيقة عن الفقير إلى أن يوسر ، ولايسقط استحباب العقيقة بتأخيرها عن اليوم السابع ولو لغير عذر ، وما نطق بأنه إذا جازت سبعة أيام فلا عقيقة محمول على نفي الكمال والتأكد . ومن لم يعق عنه يستحب له أن يعق عن نفسه إذا بلغ ، ولو شك في أن أباه عق عنه أم لا ، استحب أن يعق هو عن نفسه ، وقد قال عمر بن يزيد : أني قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إني والله ما أدري كان أبي عق عني أم لا ؟ قال : فأمرني أبو عبد الله (ع) فعققت عن نفسي وأنا شيخ كبير . نعم نطق غير واحد من الأخبار بأن من لم يعق عنه حتى ضحي عنه ، أو ضحى هو عن نفسه أجزأته عن العقيقة.
العقيقة كبش أو بقرة أو بدنة ، فإن لم يوجد فحمل أعظم ما يكون من حملان السنة. والفضل في مماثلة العقيقة للمولود ذكورة وأنوثة . وروي مرسلاً أنه يعق عن الذكر بذكر أو أنثيين ،وعن الأنثى بواحدة . ويجزي أن يعق عن المولود غير الأب .
ويستحب تعدد العقيقة عن المولود الواحد . ولايشترط في العقيقة شروط الأضحية من كونها ثنياً إن كان معزاً ، وجذعاً إن كان ضأناً ، وكونها تامة غير عوراء ، ولا عرجاء البين عرجها ، ولاالمريضة البين مرضها ، ولامكسوراً قرنها الداخل ، ولامقطوعة الأذن ، ولاخصياً من الفحولة ، ولامهزولة .
قد ورد عن أيي عبد الله عليه السلام : أنها شاة لحم ، ليست بمنزلة الأضحية يجزي فيها كل شيء ، وأن خيرها أسمنها . ومع ذلك فقد أفتى جمع باستحباب أن يجتمع فيها شروط الأضحية ، ولا بأس بذلك إن اجتمع معها الأسمنية .
يستحب أن تخص القابلة منها بربعها ، ولولم تكن قابلة أعطي الربع الأم حتى تعطي ذلك من شاءت من فقير أو غني ، وإن كان إعطاء الفقير أفضل . وروي إعطاء القابلة ثلثها ، وروي رجلها ، وروي رجلها ووركها ، والسنة تتأدى بكل منها ، وروي أن القابلة إن كانت ذمية لا تستحل ذبايحنا أعطيت ثمن حصتها .
لا يشرع لطخ رأس المولود المعق عنه بدم العقيقة ، وقد ورد أنه شرك ، وأنه كان يعمل في الجاهلية ونهي عنه في الاسلام .
يستحب تفريق لحم العقيقة على قوم مؤمنين محتاجين ، وأفضل منه طبخها ودعاء رهط من المسلمين عليها ، وفي الخبر أنها تطعم عشرة من المسلمين فإن زاد فهو أفضل ، ولافرق بين أن يقتصر على طبخها بالماء والملح ، وبين أن يضاف إليها شيء آخر من الحبوب وغيرها ، وإن كان ظاهر بعض الأخبار أن الأول أفضل . وقيل : يكره أن تشوى بالنار .
يستحب الدعاء عند ذبح العقيقة بالمأثور ، وذكر اسم المولود واسم أبيه ، والأدعية كثيرة ، منها أن يقال : "ياقوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم منك ولك بسم الله وبالله والحمد لله والله أكبر ، إيماناً لله ، وثناء على رسول الله (ص) ، والعصمة لأمره ، والشكر لرزقه ، والمعرفة بفضله على أهل البيت . اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم هذه عقيقة عن … فلان بن فلان لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه . اللهم اجعلها وقاية له ولآل محمد صلى الله عليه وعليهم . اللهم منك ولك ما وهبت ، وأنت أعطيت ، اللهم فتقبله منا على سنة نبيك ، ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم " ، ويسمى المولود وأباه بدل فلان ابن فلان . وإن كان ذكراً زاد قوله : "اللهم إنك وهبت لنا ذكراً وأنت أعلم بما وهبت ، ومنك ما أعطيت ، وكلما صنعنا فتقبله منا على سنتك وسنة نبيك صلواتك عليه وآله ، واخسأ عنا الشيطان الرجيم ، لك سفكت الدماء ، لاشريك لك والحمد لله رب العالمين ".
يكره للوالدين أن يأكلا من عقيقة المولود ، وتشتد الكراهة في الأم . وظاهر بعض الأخبار كراهة أكل عيال الأب أيضاً منها ، وكذا يكره كسر عظامها ، بل يفصل أعضائها ، ولايبعد أن تعارف دفنها لصونها عن ذلك . والأفضل أن يخص بالعقيقة أهل الولاية ، ولايطعم غيرهم منها ، بل ورد النهي عن إعطاءها لغير أهل الولاية ، والأفضل من بين أهل الولاية فقراء الجيران .
آداب اليوم السابع
منها : تسميته إن لم يسم أو سمي باسم محمد بقصد تغييره يوم السابع .
منها : حلق رأسه قبل العقيقة ذكراً كان أو أنثى ، والتصدق بوزن شعره ذهباً أو فضة ، غير مسكوكين على الأفضل ، ولو أعسر عين وزنه وتصدق بذلك الوزن إذا أيسر .وروي أنه إذا مضى اليوم السابع فليس عليه حلق .
ويكره أن يحلق من رأسه موضع ويترك موضع ، وهو المسمى : بالقزع والقنازع .
منها : طلي رأسه بالخلوق بعد الحلق ، تأسيا بالنبي (ص) ، حيث فعل ذلك بالحسنين عليهما السلام .ووردلطخه بالزعفران .
منها : ختانه ، فإن من المستحب المؤكد أن يختن المولود يوم السابع ، حراً كان أو برداً . وقد ورد أن الختان يوم السابع أطيب وأطهر وأسرع لنبات اللحم . وأن الأرض تضج إلى الله تعالى من بول الأغلف ، وتنجس منه أربعين صباحاً .
ويستحب الدعاء عند الختان بقول : "اللهم هذه سنتك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم ، وأتباع منا لك ولدينك ، بمشيتك وبإرادتك ، لأمر أردته ، وقضاء حتمته ، وأمر أنفذته ، فأذقته حر الحديد في ختانه وحجامته ، لأمر أنت أعرف به مني ، اللهم فطهره من الذنوب ، وزد في عمره ، وادفع الآفات عن بدنه ، والأوجاع عن جسمه ، وزده من الغنى ، وادفع عنه الفقر ، فإنك تعلم ولا نعلم ".
وروي عن الصادق (ع) : إن من لم يقرأ هذا الدعاء عند الختان ولده فليقرأه من قبل أن يحتلم ، فإن قراءته تورث حفظه من حر الحديد من قتل أو غيره .
ورد الأمر بحجامته بعد بلوغه أو بعد أربعة أشهر في كل شهر مرة في النقرة ، معللا بإنها تجفف لعابه ، وتهبط الحرارة من رأسه وجسده ، ولو ولد الذكر مختوناً استحب إمرار الموسى على محله ، لإصابة السنة واتباع الحنيفية .
ولو نبتت الغلفة بعد قطعها ، أعيد الختان استحباباً قبل البلوغ ، ووجوباً بعده ، ويجوز تأخير الختان إلى أن يبلغ ، فإذا بلغ غير مجنون وجب عليه أن يختن نفسه ، وكذا إن لو أسلم الكافر كذلك ، فعن أبي عبد الله (ع) قال : قال أمير المؤمنين (ع) : إذا أسلم الرجل اختتن ولو بلغ ثمانين . والخنثى إن لحق بالذكور كذلك وجب ختانه ، وكذا إن كان مشكلا على الأحوط ، ولو ألحق بالإناث ففي لزوم الختان وجهان ، أحوطهما الأول .
آداب ساعة الولادة
منها : إخراج النساء ساعة الولادة ، فعن علي بن الحسين (ع) أنه كان إذا حضر ولادة المرأة يقول : أخرجوا من في البيت من النساء ، لاتكون المرأة أول ناظر الى عورته .
منها : أنه إن تأخرت الولادة وصعبت عليها تكتب هذه الآيات ، ويشد بفخذها اليمنى ، وتحل بعد الولادة سريعاً ، والآيات هذه : { كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } الأحقاف 35 .. {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحيها } النازعات 46 .. { إذ قالت امرأة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محرراً } آل عمران 35 .
وورد قراءة هذه الآية عليها : { فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً * فنادايها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً * وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً } مريم 23 ،24 ،25 .. ثم يقرأ بصوت عال : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون } كذلك أخرج أيها الطلق بإذن الله .
فإنه حينئذ يولد من ساعته .
منها : غسل المولود بعد الولادة كغسل الجنابة ، ترتيباً أو ارتماساً .
منها : الأذان في أذنه اليمنى ، والاقامة في اليسرى قبل قطع سرته ، فقد ورد أن ذلك عصمة من الشيطان الرجيم ، ولايفزع ولا يصيبه أبداً الجنون ولا أم الصبيان ولا التابعة ، وهي الجنية تكون مع الانسان تتبعه حيث ذهب .
منها : أن يقرأ في أذنه بعد الأذان فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر سورة الحشر ، والمعوذتان . والمراد بآخر سورة الحشر قوله جل ذكره : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } .
منها : تحنيكه بماء الفرات ، لاستفاضة الاخبار بأنه ما حنك به أحد إلا وأحب أهل البيت عليهم السلام وصار لهم شيعة ، وبتربة سيد الشهداء (ع) ، لأنها أمان ، وبالتمر . فإن لم يوجد ماء الفرات فبماء السماء .
منها : لفه في خرقة بيضاء ، ويكره لفه في خرقة صفراء .
منها : أن يضع من كان تقياً صالحاً من جده وأبيه لسانه في فيه ليمصه ، تأسياً برسول الله (ص) .
منها : سؤال الأب عن استواء خلقته ، وأن يحمد الله تعالى إن بشر بالاستواء قبل السؤال عن ذكوريته وانوثته .
منها : تسميته ، بل يستحب تسميته قبل الولادة ، لما ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : سموا أولادكم قبل أن يولدوا ، فإن لم تدروا أذكر أم أنثى فسموهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى ، فإن أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم سيقول السقط لأبيه : ألا سميتني ؟ .
يستحب تسمية المولود باسم حسِن ، فقد ورد عن أبي الحسن موسى (ع) : إن أول ما يبر الرجل ولده أن يسميه باسم حسِن ، فليحسِن أحدكم اسم ولده .
وعن النبي (ص) أنه قال : استحسِنوا أسمائكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة .
ورد أن أصدق الاسماء ما تضمن العبودية لله تعالى كعبد الله وعبد الرحمن ، وأفضلها أسماء الأنبياء والأئمة (ع) .
وعن النبي (ص) أنه قال : ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله عز وجل إليهم ملكاً
يقدسهم بالغداة والعشي .
وعنه (ص) : إن من ولد له ثلاثة بنين ولم يسم أحدهم محمداً فقد جفاني .
وعن الرضا (ع) : ان البيت الذي فيه محمد يصبح أهله بخير ويمسون بخير .
وعن الباقر (ع) : ان الشيطان إذا سمع منادياً ينادي يا محمد !.. أو يا علي !.. ذاب كما يذوب الرصاص ، حتى إذا سمع منادياً ينادي باسم عدو من أعدائنا أهتز واختال .
وعن أبي الحسن (ع) أنه قال : لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد ، أو أحمد ، أو علي ، أو الحسن ، أو الحسين ، أو جعفر ، أو طالب ، أو عبد الله ، أو فاطمة من النساء .
وعن الصادق (ع) أنه قال : لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمدا ً، فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا .
ويستحب إكرام من اسمه محمد ، والتوسعة له في المجلس . وورد النهي عن تقبيح الوجه له .
وعن رسول الله (ص) أنه قال : ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمد ، وأحمد فادخلوه في مشورتهم إلا خير لهم .
منها : أن يكون أول ما تأكله النفساء الرطب ، فإن لم يكن أيام الرطب فسبع تمرات من تمر المدينة ، فإن لم يكن فسبع تمرات من تمر سائر الأمصار ، فإن ذلك مندوب ، لأنه يوجب كون المولود حليماً .
يستحب أن يهنى أبو المولود بقول : شكرت الواهب ، وبورك لك في الموهوب ، وبلغ أشده ، ورزقت بره .
الإحسان الى اليتيم
يستحب مسح رأس اليتيم ترحماً به ، وقد ورد أنه : مامن مؤمن ولامؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحماً به ، إلا كتب الله له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ، وأعطاه بكل شعرة نوراً يوم القيامة .
ورد إن مسح رأس اليتيم وملاطفته يزيل قساوة القلب . فعن أبي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص) : من أنكر منكم قسوة قلبه فليدن يتيماً فيلاطفه وليمسح رأسه يلين قلبه بإذن الله ، إن لليتيم حقاً .
أنه إذا بكى اليتيم اهتز العرش على بكائه ، فيقول الله تعالى: يا ملائكتي ! اشهدوا علي أن من أسكته واسترضاه أرضيته في يوم القيامة وفي خبر آخر : من أرضاه بشطر كلمة أدخلته الجنة . وفي ثالث : يقول الله عز وجل : من أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أبويه أو أباه في الأرض ؟ أشهدكم ملائكتي أن من أسكته برضاه فأنا ضامن لرضاه من الجنة ، قيل : يا رسول الله ! وما يرضيه ؟ قال يمسح رأسه ، ويطعمه ثمرة .
أن خير بيوتكم بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيوتكم بيت يساء إليه . وأن من كفل يتيماً من المسلمين فأدخله إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة البتة ، إلا أن يعمل ذنباً لايغفر . وأنه (ص) قال: أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ـ وأشار باصبعه السبابة والوسطى .
أن مما رآه النبي (ص) ليلة الإسراء مكتوباً على الباب الثاني من الجنة : لكل شيء حيلة ، وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال : مسح رأس اليتامى ، والتعطف على الأرامل ، والسعي في حوائج المؤمنين ، وتعهد الفقراء والمساكين .
الإطعام عند الولادة
إطعام الناس عند ولادة المولود ثلاثة أيام ، أفتى به الشيخ الحر (رحمه الله ) في الوسائل ، واستند في ذلك إلى خبر منهال القصاب قال : خرجت من مكة وأنا أريد المدينة ، فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد الله (ع) موسى (ع) فسبقته إلى المدينة ، ودخل بعدي بيوم ، فأطعم الناس ثلاثاً ، فكنت آكل في من يأكل .
ومما روي من أنه لما مضى من ولادة النبي (ص) سبعة أيام أولم عبد المطلب وليمة عظيمة وذبح الأغنام ونحر الإبل وأكل الناس ثلاثة أيام .
فضل الولد ذكراً وأنثى
قد استفاضت الأخبار بإستحباب الاستيلاد ، وتهيئة أسباب كثرة الأولاد ، ووردت الأوامر الأكيدة في ذلك معللاً بأنه إن سقط بقي سقطه محبنطئاً على باب الجنة لايدخلها إلى أن يدخل أبواه ، وإن ولد حياً ومات قبل الأبوين أجرا فيه ،وإن بقي بعدهما استغفر لهما ، وورد أن سعادة المرء أن لايموت حتى يرى خلفاً من نفسه ، وأن الذليل من لا ولد له ، وأن الولد الصالح ريحانة من الله قسمها بين عباده ، وأن ميراث الله من عبده المؤمن الولد الصالح يستغفر له ، وأن الولد نعم العضد ، وأن عمل الولد يوجب نجاة الأبوين .
قد مر عيسى بن مريم (ع) بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر من قابل فإذا هو لايعذب ، فسأل الله تعالى عن السبب ، فأوحى إليه أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً ، وأوى يتيماً ، فلهذا غفرت له بما عمل ابنه .
يستحب طلب البنات وإكرامهن ، وقد سأل ابراهيم (ع) ربه أن يرزقه ابنة تبكيه وتندبه بعد موته ، وعن رسول الله (ص) أنه قال : نعم الولد البنات ، ملطفات مجهزات مؤنسات مباركات مفليات ، وأن من كن له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن ، وضرائهن ، وسرائهن كن له حجاباً يوم القيامة ، وأن من عال ثلاث بنات أو مثلهن من الأخوات وصبر على لأوائهن حتى يأتين إلى أزواجهن أو يمتن فيصرن إلى القبور ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ـ وأشار بالسبابة والوسطى ـ فقيل : يا رسول الله (ص) ! وأثنتين ؟ قال وأثنتين . قيل : وواحدة ؟ قال : وواحدة . وعنه (ص) : أن من كانت له ابنة واحدة كانت خيراً له من ألف حجة ، وألف غزوة ، وألف بدنة ، وألف ضيافة ، وجعلها الله له ستراً من النار ، ومن كانت عنده ابنتان أدخله الله بهما الجنة ، ومن كن ثلاثاً أو مثلهن من الأخوات وضع عنه الجهاد والصدقة ، وأن من عال ثلاث بنات يعطى ثلاث روضات من رياض الجنة ، كل روضة أوسع من الدنيا وما فيها ، و أنه ما من بيت فيه البنات إلا نزلت كل يوم أثنتا عشرة بركة ورحمة من السماء ، ولاتنقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت ، يكتبون لأبيهم كل يوم وليلة عبادة سنة .
يكره كراهة البنات ، وقد قال (ص) : لمن تغير وجهه عند إخباره بولادة بنت له : الأرض تقلها ، والسماء تظلها ، والله يرزقها ، وهي ريحانة بشمها . ثم أقبل على أصحابه فقال : من كانت له ابنة فهو مقدوح ، ومن كانت له ابنتان فواغوثاه بالله ، ومن كانت له ثلاث وضع عنه الجهاد وكل مكروه ، ومنن كانت له أربع فيا عباد الله أعينوه ، يا عباد الله أقرضوه ، يا عباد الله ارحموه .
ورد أن البنات حسنات ، والبنون نعمة ، والحسنات يثاب عليها ، والنعمة يسأل عنها . وأن من تمنى موت البنت لم يؤجر يوم القيامة ، ولقي ربه حين يلقاه وهو عاص .
يستحب زيادة الرقة على البنات والشفقة عليهن أكثر من الصبيان ، لما عن النبي (ص) : من أن من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج ، وليبدأ بالإناث قبل الذكور ، فإنه من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد اسماعيل ، ومن قر عين ابنة فكأنما بكى من خشية الله ، ومن بكى من خشية الله أدخله جنات النعيم .
يستحب الدعاء لمن أبطأ عليه الولد بالمأثور وهو :"اللهم لاتذرني فرداً وأنت خير الواثين ، وحيداً وحشاً فيقصر شكري عن تفكري ، بل هب لي عاقبة صدق ذكوراً وإناثاً آنس بهم من الوحشة ، وأسكن إليهم من الوحدة ، وأشكرك عند تمام النعمة ، يا وهاب ياعظيم ، يا معطي أعطني في كل عافية شكراً حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، ووفاء العهد ".
من المأثور أن يقول وهو ساجد : "رب هب لي من لدنك ذرية طيبة ، رب لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين ". وأن يقول عند الجماع : " اللهم ارزقني ولداً ، وأجعله تقياً ، ليس في خلقه زيادة ولانقصان ، وأجعل عاقبته إلى خير " .
أرسل الصدوق (رحمه الله ) عن مولانا السجاد (ع) أنه قال : قل في طلب الولد " رب لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك ولياً يرثني في حياتي و يستغفر لي بعد موتي ، واجعله خلقاً سوياً ، ولاتجعل للشيطان فيه يصيباً ، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك إنك أنت الغفور الرحيم " سبعين مرة . فإنه من أكثر هذا القول رزقه الله تعالى ما تمنى من مال وولد . ومن خير الدنيا والآخرة فإنه يقول : ( استغفروا ربكم إنه كان غفاراً *يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) نوح 10_12 .. وعن الصادق (ع) : أنه من أراد أن يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود ، ثم يقول : " اللهم إني أسألك بما سألك به زكريا ، رب لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين ، اللهم هب لي ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ، اللهم باسمك استحللتها ، وفي أمانتك أخذتها ، فإن قضيت في رحمها ولداً فاجعله مباركاً ولاتجعل للشيطان فيه شركاً ولانصيباً . وفي خبر أن الاستغفار في كل يوم وفي كل ليلة مائة مرة يورث رزق الولد .
وورد رفع الصوت بالأذان في المنزل لطلب كثرة الولد
آداب المسجد
استحباب الصلاة في المسجد
ثم إن الاتيان بالمكتوبة للرجال في المسجد أفضل من الاتيان بها في المنزل ، وقد ورد الحث العظيم على حضور المساجد ، وإن من كان القرآن حديثه ، والمسجد بيته ، بنى الله له بيتاً في الجنة . وإن من اختلف إلى المسجد أصاب احدى الثمان : أخاً مستفاداً في الله ، أو علماً مستطرفاً ، أو آية محكمة ، أو يسمع كلمة تدل على هدى ، أو رحمة منتظرة ، أو كلمة ترده عن ردى ، أو يترك ذنباً خشية أو حياء . وإن الرجل إذا تعلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، يظله الله في ظله يوم لاظل إلا ظله . وإن بيوت الله في الأرض المساجد ، فطوبى لمن تطهر في بيته ، ثم زار الله في بيته ، وحق على المزور أن يكرم الزائر . وإن من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطب ولايابس إلا سبحت له الأرض إلى الأرضين السابعة . وإنه ما عبد الله بشيء مثل الصمت ، والمشي إلى بيته . وإن من مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ، ومحي له عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات . وإن أحب البقاع إلى الله المساجد ، وأحب أهلها إلى الله أولهم دخولاً وآخرهم خروجاً منها .
يتأكد الفضل في حق جار المسجد ، وحده إلى أربعين داراً ، وقد ورد أنه لاصلاة مكتوبة لجار المسجد - في حال صحته وفراغه من الأعذار - إلا في المسجد . وقيل : بإن الصلاة في المسجد فرادى أفضل من الصلاة في غيره جماعة .
أما النافلة ، ففضلها في السر عليها علانية كفضل الفريضة على النافلة . كما إن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها ، وقد ورد أن خير مساجد النساء البيوت . وإن صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجمع خمساً وعشرين درجة . وإن صلاتها في مخدعها ، أفضل من صلاتها في بيتها ، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في الدار .
ثم إن صلاة الرجل في المسجد الأعظم الذي يكثر اختلاف عامة أهل البلد إليه بمائة صلاة ، وفي مسجد القبيلة الذي لا يأتيه إلا طائفة من الناس كمساجد محاليل البلد ومساجد القرى بخمس وعشرين صلاة ، وفي مسجد السوق الذي لايأتيه غالباً إلا أهل السوق بإثني عشر صلاة .
سنن المسجد
منها : أن تكون مكشوفة غير مسقوفة ولا مظللة مع عدم الحاجة ، بل يكره التسقيف والصلاة تحت السقف منه . نعم لا بأس بالتظليل بالحصر والبواري ونحوها من غير طين ، لدفع الحر والبرد والصلاة تحته .
منها : أن تكون الميضاة - وهي المطهرة للحدث والخبث - خارجة عن المساجد على جهة القرب من أبوابها ، بل يكره الوضوء من حدث البول والغائط في المسجد .
منها : أن تكون المنارة مع الحائط لا في الوسط ، ويكره كونها أرفع من سطح المسجد أو حائطه .
منها : التطيب والتطهر ولبس الثياب الفاخرة عند الذهاب إليها. ففي الكافي بسنده عن أبي عبد الله (ع) قال : إن علي بن الحسين (ع) استقبله مولى له في ليلة باردة وعليه جبة خز ، ومطرف خز ، وعمامة خز ، وهو متغلف بالغالية ، فقال له : جعلت فداك في مثل هذه الساعة على هذه الهيئة الى أين ؟ قال : فقال إلى مسجد جدي رسول الله (ص) اخطب الحور العين إلى الله عز وجل .
منها : أن يكون المشي إلى المسجد على سكينة ووقار .
منها : أن يقدم الداخل إليها رجله اليمنى ، والخارج رجله اليسرى .
منها : أن يتعاهد نعله ، ويستعلم حاله ، حتى لا يكون تحته شيء من النجاسات .
منها : أن يستقبل القبلة إذا دخله ، وأن يصلي على النبي وآله ، ويحمد الله تعالى ويثنى عليه عند الدخول ، ويدعو بالمأثور وغيره . ومن المأثور : " بسم الله وبالله والسلام على رسول الله وملائكته ، السلام على محمد وآل محمد ، السلام عليهم ورحمة الله وبركاته، رب أغفر لي ذنوبي ، وأفتح لي أبواب فضلك " .
ورد لمن خرج من المسجد أن يقف بالباب ويقول : " اللهم دعوتني فأجبت دعوتك ، وصليت مكتوبتك ، وأنتشرت في أرضك كما أمرتني ، فأسألك من فضلك العمل بطاعتك ، واجتناب سخطك ، والكفاف من الرزق برحمتك ".
ورد أن من توضأ ثم خرج إلى المسجد فقال حين يخرج من بيته : " بسم الله الذي خلقني فهو يهدين " هداه الله إلى الصواب للإيمان ، وإذا قال : " والذي هو يطعمني ويسقين " أطعمه الله عز وجل من طعام الجنة ، وسقاه من شراب الجنة ، وإذا قال : " وإذا مرضت فهو يشفين " جعله الله عز وجل كفارة لذنوبه ، وإذا قال : " والذي يميتني ثم يحيين " أماته الله موتة الشهداء ، وأحياه حياة السعداء ، وإذا قال : " والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " غفر الله عز وجل خطأه كله وإن كان أكثر من زبد البحر ، وإذا قال : " رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين " وهب الله له حكماً وعلماً ، وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي ، وإذا قال : " وأجعل لي لسان صدق في الآخرين " كتب الله عز وجل في ورقة بيضاء : إن فلان بن فلان من الصادقين ، وإذا قال : " وأجعلني من ورثة جنة النعيم " اعطاه الله عز وجل منازل في الجنة ، وإذا قال : " وأغفر لأبي " غفر الله لأبويه .
منها : كنسها وتنظيفها وإخراج كناستها ، وقد ورد أن من قم مسجداً كتب الله له عتق رقبة ، ومن أخرج منه ما يقذي عينيه كتب الله عز وجل له كفلين من رحمته ، ويتأكد ذلك يوم الخميس وليلة الجمعة .
منها : الاسراج في المسجد ، فقد ورد أن من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج .
فضل المساجد العظام
منها : المسجد الحرام ، وفضله عظيم ، وقد ورد إن من صلى فيه صلاة مكتوبة قبل الله كل صلاة صلاها منذ يوم وجبت عليه الصلاة ، وكل صلاة يصليها إلى أن يموت . وإن نافلة فيه تعدل عمرة مبرورة ، والفريضة فيه تعدل حجة متقبلة . وإن صلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة في غيره من المساجد ، بل ورد إن الصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة ، وأفضل مواضعه الحطيم - من بين الحجر وباب البيت - ثم مقام إبراهيم ، ثم الحجر ، ثم ما دنا من البيت. وسمي الحطيم حطيماً لأن الناس يحطم بعضهم بعضاً هناك ؟ وورد إنه أفضل بقعة على وجه الأرض ، وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم .
ولا تكره صلاة الفريضة في الحجر ، وليس شيء منه من الكعبة .
منها : مسجد الخيف بمنى ، فقد ورد أن من صلى فيه مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاماً ، ومن سبح الله فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة ، ومن هلل الله فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة ، ومن حمد الله فيه مائة تحميدة عدلت خراج العراقين يتصدق به في سبيل الله عز وجل .
منها : مسجد رسول الله (ص) بالمدينة المشرفة ، فقد ورد أن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره . وفي خبر آخر تعدل عشرة آلاف صلاة فيما عدى المسجد الحرام من المساجد . وأفضل أماكنه ما بين القبر والمنبر ، فإنه روضة من رياض الجنة ، وأفضل منه الصلاة في بيت فاطمة (ع).
منها: مساجد المدينة المشرفة كمسجد قبا ، فإنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ومشربة أم إبراهيم ومسجد الفضيخ وقبور الشهداء ، ومسجد الأحزاب ، وهو مسجد الفتح.
منها : مسجد الغدير ، فإن في الصلاة فيه فضلا سيما ميسرة المسجد .فقد ورد في الكافي ، عن حسان الجمال، قال : حملت أبا عبد الله (ع) من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال : ذلك موضع قدم رسول الله (ص) حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال : ذلك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم ومولى أبي حذيفة وأبي عبيدة الجراح ، لما أن رأوه رافعاً يديه قال بعضهم لبعض : انظروا إلى عينيه تدور كأنهما عينا مجنون ، فنزل جبرائيل (ع) بهذه ( وأن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون أنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين )
منها : مسجد براثا بين بغداد والكاظمية ، فإن فيه فضلا كثيراً . وفي الفقيه بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : صلى بنا علي (ع) ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة ، ونحن زهاء مائة ألف رجل ، فنزل نصراني من صومعته ، فقال : من عميد هذا الجيش ؟ فقلنا : هذا ، فاقبل إليه فسلم عليه ، فقال : يا سيدي ! أنت نبي ؟ فقال : لا ، النبي سيدي ، قد مات ، قال : فأنت وصي نبيي ؟ قال : نعم ، ثم قال له : اجلس ، كيف سألت عن هذا ؟ قال : أنا بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع - وهو براثا - وقرأت في الكتب أنه لايصلي في هذا الموضع بهذا الجمع إلا نبي أو وصي نبي ، وقد جئت اسلم ،
فأسلم وخرج معنا إلى الكوفة ، فقال علي (ع) : فمن صلى ههنا ؟ قال : صلى عيسى بن مريم (ع) وأمه ، فقال له علي (ع) : أفأخبرك من صلى ههنا ؟ قال : نعم ، قال : الخليل (ع) .
منها : بيت المقدس ، فإن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة .
منها : المسجد الأعظم بالكوفة ، فإن فضله عظيم ، وإنه روضة من رياض الجنة ، صلى فيه ألف وسبعون نبياً ، وألف وصي ، وفيه عصا موسى ، وشجرة يقطين وخاتم سليمان ، ومنه فار التنور ، ونجرت السفينة ، وهو صرة بابل ، ومجمع الأنبياء . والصلاة فيه بألف صلاة ، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة وإن الجلوس فيه - بغير تلاوة ولا ذكر - لعبادة . و إن صلاة فريضة فيه تعدل حجة ، وصلاة نافلة فيه تعدل عمرة ، وميمنته ووسطه أفضل من ميسرته ، لما ورد من أن ميمنته رحمة ، ووسطه روضة ، وميسرته مكر ، يعني منازل السلاطين كما في خبر ، والشياطين كما في آخر .
ويستحب قصده ولو من بعيد ، وقد قصده السجاد (ع) من المدينة ، وورد أنه لو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبواً . وقال أمير المؤمنين (ع) : يا أهل الكوفة ! لقد حباكم الله بما لم يحب به أحداً ، من فضل مصلاكم بيت آدم (ع) وبيت نوح ، وبيت ادريس ،ومصلى إبراهيم الخليل ، ومصلى أخي الخضر (ع) ومصلاي ، وإن مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها ، وكأني به قد أتى يوم القيامة في ثوبين أبيضين يتشبه بالمحرم ، ويشفع لأهله ولممن يصلي فيه فلا ترد شفاعته ، ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه ، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي عجل لله تعالى فرجه من ولدي ، ومصلى كل مؤمن ، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه ، فلا تهجروه ، وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه ، وأرغبوا في قضاء حوائجكم ، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوا من أقطار الأرض ولو حبواً على الثلج . ويستحب فيه صلاة الحاجة .
منها : مسجد السهلة ، فإن فيه بيت إبراهيم (ع) الذي كان يخرج منه إلى العمالقة ، وفيه بيت ادريس (ع) الذي كان يخيط فيه ، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين (ع) ، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله منها النبيين ، وفيها المعراج ، وهو الفاروق الأعظم . وهو ممر الناس ، وهو من كوفان ، وفيه مناخ الخضر (ع) ، وفيه ينفخ في الصور وإليه المحشر ، ويحشر من جانبه سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، وما بعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (ص) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وما من يوم وليلة إلا والملائكة يأوون إليه ويعبدون الله فيه ، ومنه يظهر عدل الله ، وفيه يكون قائمه والقوام من بعده ، ومن دعى الله فيه بما أحب قضى له حوائجه ، ورفعه يوم القيامة مكاناً علياً إلى درجة إدريس (ع) ، وأجاره من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه.
وورد في عدة أخبار عنهم (ع) إن من أتاه وصلى فيه ركعتين ثم استجار بالله لاجاره سنة . وفي رواية أخرى : عشرين سنة . وفي ثالثة : إن من صلى فيه ركعتين زاد الله في عمره سنتين . وفي عدة أخبار اخر عنهم (ع) أنه ما أتاه مكروب قط فصلى فيه بين العشائين ودعا الله عز وجل إلا فرج الله كربته.
وقد أشتبه الأمر على الشيعة الأطهار اليوم فخبطوا بين هاتين الطائفتين ، وأستقر عملهم على الإتيان بصلاة الاستجارة بين العشائين وزادوا تقييدها بليلة الأربعاء ، والأخبار على كثرتها خالية عن التقييد بليلة الأربعاء ، ويعزى إلى ابن طاووس (قدس سره) أنه قال : الأولى الإتيان بها ليلة الأربعاء ، ولم نقف على مستنده ، والحق إن صلاة الاستجارة لاتتقيد بليل ولا نهار ، ولا بما بين العشاءيين ولا بغير ذلك ، وإنها تصح في كل يوم وليلة ، وكل ساعة ودقيقة ، وإن صلاة المكروب موردها ما بين العشاءين .
منها : مسجد صعصعة بالكوفة ، فإن فيه فضلاً .
فضل المسجد وآدابه
اعلم أن المسجد هو المكان الموقوف على عامة المسلمين للصلاة ونحوها من العبادات ، ولو وقف المكان على خاص منهم لزم الوقف مع اجتماع شرائطه .
وفي جريان أحكام المسجد عليه تردد ، والإجراء أحوط . ولا يجري شيء من الأحكام حتى ثواب المسجد على ما يتخذه في داره مصلى لنفسه خاصة ، أو لأهل الدار من دون وقف ، حتى ورد الإذن في جعله كنيفاً ، وإن كان نفس اتخاذ ذلك مسنوناً كما عرفت في المقالة الأولى .
يستحب اتخاذ المسجد ، وفيه فضل عظيم ، إذ قد ورد أن من بنى مسجد في الدنيا أعطاه الله يوم القيامة بكل شبر منه - أو قال بكل ذراع منه - مسيرة أربعين ألف عام ، مدينة من ذهب وفضة ودر وياقوت وزمرد وزبرجد ولؤلؤ . ويكفي في ذلك أقل مسماه ، حتى ورد أن من بنى مسجداً كمفحص قطاة بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة . ومن ذلك نصب أحجار وتسوية الأرض للصلاة ولو في الصحراء .
ويعتبر فيه صيغة الوقف ، فلا تكفي صلاة مسلم فيه من دون صيغة . نعم لو أنشأ صيغة الوقف كفى الاتيان بصلاة واحدة من مسلم قبضاً في ذلك .
ما يقال عند دخول المسجد :
" بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وخير الأسماء كلها لله توكلت على الله ولاحول ولا قوة إلا بالله ، اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي أبواب رحمتك وتوبتك وأغلق عني أبواب معصيتك واجعلني من زوارك وعمار مساجدك وممن يناجيك في الليل والنهار ومن الذين هم في صلاتهم خاشعون وأدحر عني الشيطان الرجيم وجنود إبليس أجمعين " .{مفاتيح الجنان }
ما يقال عند الخروج من الدار للذهاب إلى المسجد :
"بسم الله الذي خلقني فهو يهديني والذي هو يطعمني و يسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين و الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي " . {مفاتيح الجنان}
مكروهات المسجد
منها: زخرفتها وتمويهها بالذهب ، ونقشها بالصور ، كما تكره الصلاة في مثل ذلك المسجد . وقيل : بالحرمة في الموضعين ، وهو أحوط ، لكن الأول أظهر . وليست من النقش كتابة الآيات والأخبار واسماء الله والرسل والأئمة (ع) على الجدران .
منها : تعليتها أزيد من سبعة أذرع أو ثمانية .
منها : أن يعمل لها شرف .
منها : أن يعمل فيها المقاصير التي أحدثها الجبارون للامامة فيها ، ومثلها المحراب الداخل تمامه في الحائط.
منها : أن يجعل المسجد طريقاً بالدخول من باب والخروج من آخر ، بعنوان الطريقية .
منها : البيع والشراء فيها ، وفي حكمه سائر المعاملات ، كالاجارة وغيرها .
منها : تمكين المجانين والصبيان منها .
منها : تعريف الضوال فيها .
منها: إقامة الحدود فيها إذا لم تستلزم تلويث المسجد بالدم ونحوه ، وإلا حرمت .
منها : رفع الصوت فيها بغير الأذان والوعظ وتعليم الاحكام .عن أبي ذر ، عن رسول الله (ص) في وصيته له قال : يا أبا ذر الكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة . يا أبا ذر من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة ، فقلت : كيف يعمر مساجد الله ؟ قال : لا ترفع الأصوات فيها ، ولايخاض فيها بالباطل ، ولا يشترى فيها ولا يباع ، واترك اللغو ما دمت فيها ، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك .
منها : انشاد الشعر إلا شعر الحكمة والموعظة وتعزية المعصومين (ع) .
منها : اللغو و الخوض بالباطل وذكر الدنيا فيها .
منها : عمل الصنائع فيها حتى بري النبل.
منها : سل السيف فيها .
منها : النوم فيها ، وتشتد الكراهة في المسجدين الأعظمين ، سيما لغير الغريب .
منها : دخول من في فيه رائحة الثوم والبصل و..نحوهما من الروائح المؤذية فيها .
منها : التنخم والبصاق فيها سيما في جهة القبلة . والمكروه إنما هو إخراجهما إلى أرض المسجد لا مجرد إخراجهما إلى فيه مع وضعهما في خرقة معه أو ردهما إلى جوفه تعظيماً لحق المسجد ، وقد ورد أن من تنخع في المسجد أو بصق ثم رد ذلك إلى جوفه تعظيماً لحق المسجد جعل الله ريقه صحة في بدنه ، وقوة في جسده ، وكتب له بها حسنة ، وحط عنه بها سيئة ، ولم تمر بداء في جوفه إلا ابرأته . وإن من وقر بنخامته المسجد ، لقى الله يوم القيامة ضاحكاً قد أعطى كتابه بيمينه . ولو تنخع في المسجد أو بصق فكفارته دفنه بالتراب .
منها :قتل القملة على قول جمع ، والمروي عن أبي جعفر (ع) أنه كان إذا وجد قملة في المسجد دفنها في الحصى .
منها : كشف العورة فيها مع الأمن من المطلع ، وإلا حرم ، بل يكره كشف السرة والفخذ والركبة فيها .
منها : الرمي بالحصى فيها ، فإنها تلعن الرامي حتى تقع .
منها : رطانة الاعاجم فيها ، والرطانة -بكسر الراء وفتحها -والتراطن كلام لايفهمه الجمهور ، وإنما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة .
منها : الخروج منها بعد سماع الإقامة ، وقد ورد أن من سمع النداء في المسجد فخرج من غير علة فهو منافق ، إلا أن يريد الرجوع إليه - يعني قبل فوت الجماعة - .
آداب الصدقة
الايثار
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا (ع) قَال : قُلْتُ لَهُ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ .. قَالَ : جُهْدُ الْمُقِلّ ، أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ تَرَى هَاهُنَا فَضْلًا .{الكافي ج4}
الصدقة على القرابة
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ وَصَلَ قَرِيباً بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ ،كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَجَّتين وَعُمْرَتَيْنِ ، وَكَذَلِكَ مَنْ حَمَلَ عَنْ حَمِيمٍ يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُ الْأَجْرَ ضِعْفَيْنِ.{الكافي ج4}
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ .. قَال :َ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ .
المن بعد الصدقة
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَال :َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) .. إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَرِهَ لِي سِتَّ خِصَالٍ ، وَكَرِهْتُهَا لِلْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي وَ أَتْبَاعِهِمْ مِنْ بَعْدِي .. مِنْهَا الْمَنُّ بَعْدَ الصَّدَقَةِ .{الكافي ج4}
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : الْمَنُّ يَهْدِمُ الصَّنِيعَةَ .{الكافي ج4}
تكثير المال بالصدقة
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (ع) قَالَ : اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ .{الكافي ج4}
دفع البلاء بالصدقة
عن رَسُولُ اللَّهِ (ص) : بَكِّرُوا بِالصَّدَقَةِ .. فَإِنَّ الْبَلاءَ لا يَتَخَطَّاهَا.{الكافي ج4}
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ حِينَ يُصْبِحُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْسَ ذَلِكَ الْيَوْمِ .{الكافي ج4}
صدقة الليل
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : إِذَا طَرَقَكُمْ سَائِلٌ ذَكَرٌ بِلَيْلٍ .. فَلا تَرُدُّوه .{الكافي ج4}
فضــل الصدقــة
عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع ) قَالَ : يُسْتَحَبُّ لِلْمَرِيضِ أَنْ يُعْطِيَ السَّائِلَ بِيَدِه ِ، وَ يَأْمُرَ السَّائِلَ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ . {الكافي ج4}
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَال..َ لَوْ جَرَى الْمَعْرُوفُ عَلَى ثَمَانِينَ كَفّاً لاجِرُوا كُلُّهُمْ فِيهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ صَاحِبُهُ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئا .ً {الكافي ج4}
فضل صدقة السر
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ . {الكافي ج4}
عن أبي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : الصَّدَقَةُ وَاللَّهِ فِي السِّرِّ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي الْعَلانِيَةِ ، وَكَذَلِكَ وَ اللَّهِ الْعِبَادَةُ فِي السِّرِّ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي الْعَلانِيَةِ .{الكافي ج4}
قدر ما يعطى السائل
عن أبي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قال فِي السُّؤَّال :ِ أَطْعِمُوا ثَلاثَة ..ً إِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَزْدَادُوا فَازْدَادُوا ، وَإِلا فَقَدْ أَدَّيْتُمْ حَقَّ يَوْمِكُم . {الكافي ج4}
كراهية رد السائل
عن أبي عَبْدِ اللَّهِ (ع) إِنَّ أَهْلَ السَّوَادِ يَقْتَحِمُونَ عَلَيْنَا ،وَ فِيهِمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى وَ الْمَجُوسُ فَنَتَصَدَّقُ عَلَيْهِم،ْ فَقَالَ :نَعَمْ . {الكافي ج4}
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : قَال رَسُولُ اللَّهِ (ص) لا تَقْطَعُوا عَلَى السَّائِلِ مَسْأَلَتَهُ .. فَلَوْلا أَنَّ الْمَسَاكِينَ يَكْذِبُونَ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ . {الكافي ج4}
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) : أَعْطِ السَّائِلَ وَ لَوْ كَانَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسٍ .{الكافي ج4}
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: كَانَ فِيمَا نَاجَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مُوسَى (ع) قَالَ: يَا مُوسَى أَكْرِمِ السَّائِلَ بِبَذْلٍ يَسِيرٍ أَوْ بِرَدٍّ جَمِيلٍ .. لِأَنَّهُ يَأْتِيكَ مَنْ لَيْسَ بِإِنْسٍ ، وَ لا جَانّ ..ٍ مَلائِكَةٌ مِنْ مَلائِكَةِ الرَّحْمَنِ ، يَبْلُونَك فِيمَا خَوَّلْتُكَ ، وَيَسْأَلُونَكَ عَمَّا نَوَّلْتُك ..َ فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ يَا ابْنَ عِمْرَان .َ{الكافي ج4}
من سأل من غير حاجة
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع) : ضَمِنْتُ عَلَى رَبِّي أَنَّهُ لا يَسْأَلُ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ .. إِلااضْطَرَّتْهُ الْمَسْأَلَةُ يَوْماً إِلَى أَنْ يَسْأَلَ مِنْ حَاجَة .ٍ {الكافي ج4}
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْأَلُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ فَيَمُوتُ .. حَتَّى يُحْوِجَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا وَ يُثَبِّتَ اللَّهُ لَهُ بِهَا النَّارَ .{الكافي ج4}
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْه..ِ اتَّبِعُوا قَوْلَ.. رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَإِنَّهُ قَالَ : مَنْ فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ .. فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ .{الكافي ج4}
كَرَاهِيَةِ الْمَسْأَلَةِ
عن أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) قال :ُ إِيَّاكُمْ وَسُؤَالَ النَّاسِ .. فَإِنَّهُ ذُلٌّ فِي الدُّنْيَا ، وَفَقْرٌ تُعَجِّلُونَه ،ُوَحِسَابٌ طَوِيلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .{الكافي ج4}
عن أَبُو جَعْفَرٍ (ع) قال : لَوْ يَعْلَمُ السَّائِلُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ .. مَا سَأَلَ أَحَدٌ أَحَداً ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُعْطِي مَا فِي الْعَطِيَّةِ .. مَارَدَّ أَحَدٌ أَحَداً .{الكافي ج4}
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : جَاءَتْ فَخِذٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّه (ص) فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلام َ، فَقَالُوا : يَارَسُولَ اللَّهِ.. لَنَا إِلَيْكَ حَاجَةٌ ، فَقَال:َ هَاتُوا حَاجَتَكُمْ ، قَالُوا: إِنَّهَا حَاجَةٌ عَظِيمَةٌ ، فَقَالَ : هَاتُوهَا مَاهِي ، قَالُوا : تَضْمَنُ لَنَا عَلَى رَبِّكَ الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَنَكَسَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) رَأْسَهُ ثُمَّ نَكَتَ فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَه ،ُ فَقَالَ: أَفْعَلُ ذَلِكَ بِكُمْ عَلَى أَنْ لا تَسْأَلُوا أَحَداً شَيْئاً ، قَالَ : فَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَكُونُ فِي السَّفَرِ فَيَسْقُطُ سَوْطُهُ فَيَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ لِإِنْسَانٍ نَاوِلْنِيهِ فِرَاراً مِنَ الْمَسْأَلَةِ ، فَيَنْزِلُ فَيَأْخُذُهُ ، وَ يَكُونُ عَلَى الْمَائِدَةِ ، فَيَكُونُ بَعْضُ الْجُلَسَاءِ أَقْرَبَ إِلَى الْمَاءِ مِنْهُ فَلا يَقُولُ نَاوِلْنِي حَتَّى يَقُومُ فَيَشْرَبُ .{الكافي ج4}
عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَذَكَرْتُ لَهُ بَعْضَ حَالِي فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ .. هَاتِ ذَلِكَ الْكِيسَ ، هَذِهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ وَصَلَنِي بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ فَخُذْهَا وَ تَفَرَّجْ بِهَا، قَالَ .. فَقُلْتُ لاوَاللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا هَذَا دَهْرِي ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لِي ، قَالَ فَقَالَ إِنِّي سَأَفْعَلُ وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تُخْبِرَ النَّاسَ بِكُلِّ حَالِكَ فَتَهُونَ عَلَيْهِمْ.{الكافي ج4}
آداب النوم والسهر
التعويذ عند الانتباه من النوم والتقلب في الفراش والجلوس :
1-" لا إله إلا الله الحي القيوم ، وهو على كل شيء قدير ، سبحان الله رب العالمين وإله المرسلين ، وسبحان الله رب السموات السبع وما فيهن ورب الأرضين السبع وما فيهن ورب العرش العظيم ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " . {فلاح السائل }
2-" اللهم لا يوارى منك ليل داج ولا سماء ذات أبراج ، ولا أرض ذات مهاد ، ولا ظلمات بعضها فوق بعض ، ولا بحر لجي ، تدلج بين المدلج من خلقك ، تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، غارت النجوم ونامت العيون وأنت الحي القيوم ، لا تأخذك سنة ولا نوم ، سبحان الله رب العالمين وإله المسلمين والحمد لله رب العالمين ".{بحار الأنوار}
3- سورة آل عمران قوله تعالى : " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ..إلى قوله ..ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد " {بحار الأنوار }
4-" اللهم اعني على هول المطلع ، ووسع علي المضجع ، وارزقني خير ما قبل الموت ، وارزقني خير ما بعد الموت ". {مكارم الأخلاق}
5-" الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور ، والحمد لله الذي رد علي روحي لأحمده وأعبده " . {مصباح المتهجد}
آداب أماكن النوم
فيما أوصى به النبي (ص) علياً(ع) : يا عليّ ثلاثة يتخوفّ منهن الجنون : التغوط بين القبور ، والمشي في خف واحد ، والرجل ينام وحده . {البحار ج73: ص187}
قال رسول الله (ص) : من بات على سطح غير محجّر فأصابه شيء ، فلا يلومن إلا نفسه . {البحار ج73 : ص289}
ورد عن أمير المؤمنين (ع) : إذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء . {البحار ج73: ص187}
الاوقات المستحبة والمكروهة للنوم
قال رسول الله (ص) : ما عجت الارض الى ربها عز وجل كعجيجها من ثلاثة : من دم حرام يسفك عليها ، أو اغتسال من زنا ، أو النوم عليها قبل طلوع الشمس .
{البحار ج73 ص184}
قال رسول الله (ص) : النوم من أول النهار خرق ، والقائلة نعمة ، والنوم بعد العصر حمق ، وبين العشاءين يحرم الرزق .{البحار ج73 ص185 }
عن علي بن الحسين (ع) قال : ياأبا حمزة .. لا تنامن قبل طلوع الشمس فاني أكرهها لك ، ان الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها . {البحار ج73 ص185}
عن أمير المؤمنين (ع) قال : النوم بين العشاءين يورث الفقر ، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر . {البحار ج73 ص184 }
عن الصادق عن أبيه (ع) قال : ان اعرابيا" أتى النبي (ص) فقال : يارسول الله اني كنت رجلا" ذكورا" فصرت نسيا".. فقال له النبي (ص) : لعلك اعتدت القائلة فتركتها ؟ .. فقال: أجل ، فقال له النبي (ص) : فعد يرجع اليك حفظك ان شاء الله . {البحار ج73 ص185 }
لرؤية النبي (ص) في المنام
سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : من اراد ان يرى رسول الله صلى الله عليه وآله ، في منامه : فليصل العشاء الاخرة ، وليغتسل غسلا نظيفا ، وليصل اربع ركعات ، باربع ماة آية الكرسي ، وليصل على محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام الف مرة ، وليبت على ثوب نظيف ، لم يجامع عليه حلالا ولا حراما ، وليضع يده اليمنى تحت خده الايمن ، وليسبح ماة مرة : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ، ولا حول ولا قوة الا بالله .. وليقل ماة مرة : ما شاء الله .. فانه يرى النبي صلى الله عليه وآله في منامه . ( فلاح السائل )
التعويذ لدفع النعاس :
قوله تعالى : " لما جاء موسى لميقاتنا ..إلى.. أول المؤمنين " ، يقرأ على الماء ويمسح رأس ذي النعاس ووجهه وذراعيه فإنه يزول نعاسه . {مكارم الأخلاق}
التعويذ لمن اعتراه الأرق والسهر فلا يأتيه النوم مع رغبته إليه :
1-" سبحان الله ذي الشأن ، دائم السلطان ، عظيم البرهان ، كل يوم هو في شأن " ، "يا مشبع البطون الجائعة ، ويا كاسي الجنوب العارية ، ويا مسكن العروق الضاربة ، ويا منوم العيون الساهرة ، سكن عروقي الضاربة ، وأذن لعيني أن تنام نوما عاجلا " . {مكارم الأخلاق }
2- آية الكرسي ، وقوله تعالى : " إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ..إلى.. وجعلنا نومكم سباتا " ، وقول : " اللهم رب السموات السبع وما اظلت ، ورب الأرضين السبع وما اقلت ، ورب الشياطين وما اضلت ، كن حرزي من خلقك جميعا أن يفرط علي أحدهم أو أن يطغى ، عز جارك ولا إله غيرك " . {مستدرك وسائل الشيعة }
التعويذ لمن أراد الانتباه في ساعة خاصة للصلاة أو غيرها :
1-" اللهم لا تؤمني مكرك ، ولاتنسني ذكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ، أقوم أن شاء الله تعالى في ساعة ..كذا كذا " {أصول الكافي}
2- " اللهم لاتؤمني مكرك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تول عني وجهك ، ولا تهتك عني سترك ، ولا تأخذني على تمردي ، ولا تجعلني من الغافلين ، وايقظني من رقدتي ، وسهل لي القيام في هذه الليلة في أحب الأوقات إليك ، وارزقني فيها الصلاة والشكر والدعاء حتى اسألك فتعطيني ، وأدعوك فتستجيب لي ، واستغفرك فتغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم " .{بحار الأنوار }
3- آخر سورة الكهف ، " قل إنما أنا بشر مثلكم " إلى آخر السورة . {أصول الكافي }
4- " اللهم لا تنسيني ذكرك ، ولا تؤمني مكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ، وانبهني لأحب الساعات إليك ، أدعوك فيها فتستجيب لي ، واسألك فتعطيني ، واستغفرك فتغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا أرحم الراحمين " {فلاح السائل }
فضل الطهارة قبل النوم
قال الصادق (ع) : من تطهر ثم أوى الى فراشه بات وفراشه كمسجده .. فان ذكر إنه على غير وضوء ، فليتيمم من آثاره كائناً ما كان ، فان فعل ذلك لم يزل في الصلاة وذكر الله عز وجل . {البحار ج 73: ص182 }
قال أمير المؤمنين (ع) : لاينام المسلم وهو جنب ، ولا ينام إلا على طهور .. فان لم يجد الماء فليتيمم الصعيد ، فان روح المؤمن تُرفع الى الله تبارك وتعالى فيقبلها ويبارك عليها، فان كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته ، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع أمنائه من ملائكته فيردونها في جسدها . {البحار ج73: ص182}
التعويذ لمن رأى في منامه ما يروعه :
1-" هو الله لا شريك له " ، " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله " ، " أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون من شر رؤياي التي رأيت أن تضرني في ديني ودنياي " ثم يتفل على يساره ثلاثا. {بحار الأنوار}
2- أن يقرأ الحمد والمعوذتين والتوحيد ، ثم يتفل عن يساره ثلاثا.{بحار الأنوار}
لرؤية الميت في المنام
عن بعضهم عليهم السلام قال : إذا اردت ان ترى ميتك ، فبت على طهر ، وانضجع على يمينك ، وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام .. ثم قل : اللهم انت الحد الذى لا يوصف ، والايمان يعرف منه ، منك بدت الاشياء ، واليك تعود .. فما اقبل منها كنت ملجاءه ومنجاه ، وما ادبر منها لم يكن له ملجاء ولا منجا منك الا اليك .. فاسئلك بلا اله الا انت ، واسئلك بسم الله الرحمن الرحيم ، بحق محمد صلى الله عليه وآله سيد النبيين ، و بحق على خير الوصيين ، وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين ، وبحق الحسن والحسين الذى جعلتهما سيدى شباب اهل الجنة ، عليهم اجمعين السلام ، ان تصلى على محمد واهل بيته ، وان ترينى ميتى في الحال التى هو فيها ..
( فانك تراه ان شاء الله ) . نقلا من فلاح السائل
التعويذ لمن فزع بالليل ، وللمرأة إذا سهرت من وجع ، وللصبي اذا كثر بكاؤه :
قوله تعالى : (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً) . {مكارم الاخلاق}
السور و الآيات والأذكار والأدعية المستحبة عند النوم :
السور : الفاتحة ( ثلاثا) ، التوحيد (ثلاثا) ، المعوذتان ، القدر (احدى عشر) ، الجحد ، التكاثر ، الملك ، يـس ، الواقعة ، المسبحات (أي السور التي أولها سبح أو يسبح) .{مرآة الكمال}
الآيات : آية الكرسي ، آية الشهادة ، آية السخرة ، آية السجدة ، آخر سورة بني اسرائيل (قل ادعوا الله أو ادعو الرحمن ..إلى وكبره تكبيرا) ، آخر سورة التوبة (لقد جاءكم رسول من أنفسكم ..إلى قوله وهو رب العرش العظيم )، وقوله تعالى في سورة الأنبياء ( قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون ) ، و سورة المؤمن : ( لمن الملك اليوم .. إلى سريع الحساب ) ، وسورة البقرة : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه ) ، وعشر آيات من أول و (الصافات) وعشر آيات من آخرها ..{الوافي}
الأذكار : استغفر الله (مائة مرة ) ، استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (ثلاث مرات) ، لا إله إلا الله (مائة مرة) ، تسبيحة الزهراء مع تقديم التسبيح على التحميد . {مرآة الكمال}
" يفعل الله ما يشاء بقدرته ، ويحكم ما يريد بعزته " (ثلاثا) .{مستدرك الشيعة }
" أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ ومن شر ما برأ ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم " .{ الفقيه }
" بسم الله وضعت جنبي لله على ملة ابراهيم (ع) ودين محمد (ص) وولاية من افترض الله طاعته علي ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، اشهد أن الله على كل شيء قدير ". {مستدرك وسائل الشيعة }
" بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (ص) ، اللهم إني اسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، والجأت ظهري إليك ، وتوكلت عليك رهبة منك ورغبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت " ثم يسبح تسبيح الزهراء (ع) .{مستدرك وسائل الشيعة }
"الحمد لله الذي علا فقهر ، والحمد لله الذي بطن فخبر ، والحمد لله الذي ملك فقدر ، والحمد لله الذي يحي الموتى ويميت الأحياء وهو على كل شيء قدير" (ثلاث مرات)
" اعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " .{الفقيه }
" اللهم إني احتسبت نفسي عندك فاحتسبها في محل رضوانك ومغفرتك وإن رددتها إلى بدني فارددها مؤمنة وعارفة بحق أوليائك حتى تتوفاها على ذلك " .{مستدرك وسائل الشيعة }
" أعوذ بعزة الله ، وأعوذ بقدرة الله ، وأعوذ بجلال الله ، وأعوذ بسلطان الله ، وأعوذ بجمال الله ، واعوذ بدفع الله ، واعوذ بمنع الله ، واعوذ بجمع الله ، واعوذ بملك الله ، واعوذ بوجه الله ، واعوذ برسول الله (ص) من شر ما خلق وبرأ وذرأ ". {مستدرك وسائل الشيعة }
" يا من يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا إن امسكهما من أحد من بعده انه كان حليماً غفوراً ، صل على محمد وآل محمد ، وامسك عنا السوء انك على كل شيء قدير " . {بحار الأنوار}
للاستيقاظ ساعة تشاء
قال الباقر (ع) : ما نوى عبد ان يقوم اية ساعة نوى ، يعلم الله ذلك منه ، الا وكل الله به ملكين يحركانه تلك الساعة . ( فلاح السائل )
عن ابى الحسن الاول عليه السلام قال : من احب ان ينتبه بالليل ، فليقل عند النوم : اللهم لا تنسني ذكرك ، ولا تؤمنى مكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ، وانبهنى لاحب الساعات اليك ، ادعوك فيها فتستجيب لى ، واسئلك فتعطيني ، واستغفرك فتغفر لى ، انه لا يغفر الذنوب الا انت .. يا ارحم الراحمين .
ثم يبعث الله تعالى إليه ملكين ينبهانه ، فان انتبه ، والا امر ان يستغفرا له ، فان مات في تلك الليلة ، مات شهيدا .. وان انتبه لم يسئل الله تعالى شيئا في ذلك الوقت ، الا اعطاه . ( فلاح السائل )
لرؤية امير المؤمنين (ع) في المنام
ذلك إذا اردت رؤيا مولاك امير المؤمنين على بن ابى طالب (ع) في منامك فقل عند مضجعك : اللهم انى اسئلك يا من له لطف خفى ، واياديه باسطة لا تنقضي .. اسئلك بلطفك الخفى الذى ما لطفت به لعبد الا كفى ، ان ترينى مولاى امير المؤمنين على بن ابى طالب في منامي . ( فلاح السائل )
ما ورد قراءته لمن فزع من الليل :
ان يقول عشر مرات :" أعوذ بكلمات الله من غضبه ، ومن عقابه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب ان يحضرون " . {مكارم الاخلاق}
ان يقرأ عند النوم : آية الشهادة ، آية الكرسي ، و( إذ يغشيكم النعاس أمنةً منه) ، (وجعلنا نومكم سباتاً) و (قل ادعوا الله ..) إلى آخر السورة ، و (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض ..) الى آخر الآية ، و (لقد جاءكم رسول ..) الى آخر السورة ، و (من يكلؤكم بالليل والنهار من السباع والجن والسحرة قل الله الواحد القهار ، اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب ، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) ، وورد لذلك ايضاً قول :" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ويحيي وهو حي لا يموت ، بيده الخير وله اختلاف الليل والنهار وهو على كل شيء قدير " ..ثم تسبيح الزهراء سلام الله عليها .{وسائل الشيعة}
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم
الموضوع من إعدادي وتجميعي (سطيح)أمجد